أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم خطاوي - سلاما لأحبتي الشهداء الشيوعيين














المزيد.....

سلاما لأحبتي الشهداء الشيوعيين


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 745 - 2004 / 2 / 15 - 07:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 أيها القائد الشيوعي محمد الخضري القادم من عذابات مدينة الديوانية وأوجاع فلاحيها , لا زلت أتذكر حكايات أهلي عنك , وكيف كنت تتحداهم , شرطة الحكومة , وهم يبحثون عنك في كل الشوارع والأزقة , يوم هربت من سجن مدينتنا الكبير , ويوم أخفاك الحزب في المدينة . لقد قتلوك ولم يمض على عهدهم سوى القليل وكأنهم كانوا يريدون أن يؤرخوا لتأريخ الدم والسبايا .

 

لصديقي التركماني البغدادي الرائع نمير , الموسيقي والمغني , زميلي في الجامعة , لبهاء الأسدي ابن مدينة الحرية في بغداد , للذي شاركني السكن الدراسي في جامعة براغ للاقتصاد , لسلمان الشيوعي المسيحي القادم من قرى الموصل , والدكتور في القانون  ,القادم من بودابست  للكفاح الثوري في جبال كردستان .

سأوقد هذه الليلة شموعي متلمسا مكان الطلقات في قدمي متذكرا تلك الليلة المرعبة من أيلول علم 1982 , وكيف تخضبتم بدمائكم .

كم كان جنود حلف الأطلسي الأتراك قساة مدججين بالسلاح والمدرعات , حين كانوا يسدون جميع الطرقات الذاهبة للوطن .

لقد كان حزني كبيرا في تلك الليلة ليس بسبب آلام الطلقات ولكن بسبب فقدانكم وفشل كل محاولات العثور عليكم .

 

للكوفي الجميل نصير ( أبو نادية ) , سأقرأ لك هذه الليلة قصيدة قديمة كتبتها عنك , كم كان حزني كبيرا يوم فقدناك في تلك العاصفة الهوجاء .

هل كان مقدرا لك أن ترحل على أعلى قمة في جبل ( قنديل ) في كردستان وسط الثلوج والعواصف .

لا زلت أتذكر كلمات أمك الطيبة  القادمة من مدينة الكوفة لزيارتك في براغ .

-      يمه دير بالكم عليه , لقد غرق أخوه في نهر موسكو ....

كنت أريد أن أقول لهذه الأم بأنك كنت شجاعا في كل المواقف التي جمعتنا .

 

علي منصور الحسن ( أبو سرمد ) , عبد المحسن لفته ( يوسف عرب ) , طرية لا زالت الذاكرة وهي تستذكر تلك الغرفة البائسة في الخان الكبير قرب الحيدرخانة , وكيف انحشرنا عشرة شيوعيين مشردين قادمين لبغداد من الجنوب , وببطانيتين وعلى البساط , وكيف كنا نحمل طاسات الجص والطابوق لكي لا تنتكس روح المقومة والتحدي .

 

عطا جبر العبادي , سأبقى حزينا حياتي الباقية لكوني حرمت من دفء صداقتك وطيبتك الأسطورية . سأعريهم في كل المحافل لقتلك وأنت الرياضي اللامع , أه كم كان فرحك كبيرا وأنت القادم من كوريا حين مثلت العراق عام 79 في سباقات الجري , كنت تريد أن يزدهر العراق وكانوا يحلمون بالحروب والسجون .

 

لطيف أحمد ( جيفارا ) , عبد الرحمن حمه أمين ( كيلان )

كان نيسان 1987 جميلا غير أنهم حولوه حزينا وجحيما ليلة 26  حين فجروا ألغام ربيئتهم المطلة على طريق أربيل- كويسنجق , يوم وثبتم كالأسود لاقتحامها .

كنت أعرف أي حلم كان يبرقعك يا ( جيفارا ) الرائع القادم من قرية ( زماره ) المخمورية , حين كنت تقود سيارة التيوتا البيضاء في تلك الليلة وسط حقول الحنطة والتبغ ....
لقد كنت تحلم في احتلال الربيئة وأسرهم لكي نستفيد من بنادقهم لتوزيعها على الشبان الذين بدءوا الالتحاق بمفارزنا بعد تفجير قراهم من قبل النظام . كنت تحاججنا بضرورة الحصول على السلاح ومهما يكن الثمن , وقد كان ويا للألم هذا الثمن باهظا حين فقدناك ورفيقك ( كيلان ) الأسمر الجميل , الذي لم تسعف محاولات طبيبنا( الدكتور مهند البراك ) وقف النزيف الذي مزق أحشاءه .

 

لكم ورودي الحمراء

توفيق سيدا ( مله عثمان ) آيها القادم من عينكاوة , المسيحي الذي أحبه الناس في القرى وتصوروه درويشا شيوعيا .

دكتور عادل , دكتور سعيد , إبراهيم , هزار , بولا , شاكر , هيمن , أبو تغريد ,عادل الشبكي , سعيد ره ش , ملازم ئارام ابن ديبكه , الأسماء كثيرة والمواقف هي نفسها مطرزة بالشجاعة والفداء .

هؤلاء هم تاريخنا وراياتنا وذاكرتنا

وبهم سنحتمي حين يصيبنا النسيان والوهن

لقد علمونا الجسارة والكفاح , ولم تكن دماءهم رخيصة , ومنهم ستتعلم الأجيال القادمة حين تريد أن تبني عراقا ديمقراطيا يتساوى فيه الناس يكل أديانهم وطوائفهم ومللهم .

لقد كانوا فتية وفتيات من هذا الوطن وقد أرخصوا دماءهم في سبيل أن نعيش كما يليق بالبشر العيش .

لنتعلم من فدائيتهم وجهادهم , ولنتذكر عوائلهم , ولنكافح لكي يحصلوا على السكن والعيش والعمل والتقاعد , وكل ما يرد لهؤلاء الناس من احترام وتقدير لأن الذي وهبوه كان كبيرا .

 السويد

2004-02- 13  



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليق
- لم تحطبوا لوحدكم فلا تأخذوا النار لخبزكم - حول القرار الجائر ...
- قصيدتان لشاعرين من السويد
- هل يمهد كنس ساحة التحرير وشتل الأشجار في حديقة الأمة الطريق ...
- سأطردك من ذاكرتي أيها الغول البغيض
- ليس الحزب الشيوعي العراقي وحده الذين ابتهجوا بالقبض على الطا ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم خطاوي - سلاما لأحبتي الشهداء الشيوعيين