أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - الهجومية والشراسة














المزيد.....

الهجومية والشراسة


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقال أن البحر بثورته سحق الآف السفن منذ بدء الخليقة إلى اليوم ، ومع ذلك ، فأن تكرار هذه الأمور جعل الإنسان يفقد إحساسه برهبة البحر وقوته ، تلك الرهبة التي تقترن باسم البحر منذ البدء ...
هناك تناقض غريب بين رغبة المواطن العراقي للآمن والاستقرار ونبذ العنف، وبين الهجومية وأسلوب الشراسة والحدة في تعاملهُ مع الآخرين ، وكثير من الشعوب ابتليت بالبؤس نتيجة فقدان العقل ، وقررت إن تؤذي نفسها بطريقة تعاملها وتفسح المجال لغيرها كي يسلط الأذى عليها ، لقد مُنح الإنسان أجمل مافي الوجود وأعظمه وهو العقل ، ومن العقل ولِدت الحكمة ، ومن العقل أيضا ولد الدمار والخراب ...
حقيقة أنا لا أتوقع إن هذا الدمار آتى من الأعداء ، بل أنا متيقنة انه ولد من عقولنا ، وترعرع فيها ، من شرور أنفسنا من الهمجية وسوء الأخلاق ، الشراسة ، العنف ، الهجومية ، كيف يتكوّن كل ذلك ؟ كيف للإنسان ، كيف يعيش بداخله ذاك الوحش المفترس ؟؟ وكيف هي ديمومتهُ ؟ وعلى أي شيء يستند لذلك ؟ هل يكمن السبب في قسوة الظروف التي عاشها ويعيشها ؟ أم هي نزعات وراثية جينية بداخل المواطن العراقي ؟ ربما هي حضارة ودستور يستند عليها ؟ أو إنها تعبير صريح على مدى رفض الواقع بكل نظمهُ ومفاهيمهُ ؟
هل تستحق لحظات الشراسة والعنف التدوين؟ وهل تستحق أن أكتب شيئًا عنها..
التهور.. داء يقتل صاحبه بعنف.. بشراسة..الاندفاع لا يولد إلا الشرار الذي يشعل النار في كل مكان.. فيصبح إخماد النار محال أو شبيه بالمحال..و المواطن العراقي وريث الاندفاع . كيف يمكن أن نفسر كل الأشياء!، غطاء أرواحهم مزخرفٌ بكل آيات العنف ..!، والقسوة تتسلل إلى كل مكان تدخل إليه ليس في عتمه ، بل في الضوء .. كل شيء متواطئ مع هذا الضوء.. يمنحهم إرهاقاً يكفي حتى آخر العمر.. لو أنهم أرادوا ذلك !! ولنا، ولي ولهم ، في هذا الواقع مواسم ، نتغافل عن ذلك وننكره متى ما تحدثنا عنهُ ، ولكنه وقع ويقع ...تناسينا الرحمة والعواطف والطيبة ، بل انمحت فينا الحكمة ، أياما بلياليها، وليال دون نهار، نصرخ ونبكي وننام ونصحو ثم نعاود فلا نلتقي إلا بعنف وحدة طباعنا ، وعندما نلتقي فكأنما لم نعرف احدنا الآخر .. يتسألون عن الصحة، وعن الأحوال، وهي أسئلة نعرف أجوبتها، ولكننا نتبادلها باستمرار، كما في أيامنا ، فكلما التقينا انصرفنا بسرعة إلى المجادلة ، وكلانا متعجل ، نحن نعرف ذلك كلانا، وكلانا ساخط ويسخط الآخر، حزينين ، مستوحشين ، يكسونا غبار الجهل ، يمر بنا ولا نتأهب .. ولا نتوقف ، ولا أحد يعير أدنى اهتمام ، حتى الأطفال باتوا يسخرون من الكبار، ماذا حلَّ بهؤلاء القوم ؟ لم يلعنون أنفسهم ويقسون عليها ؟ كانوا فيما مضى يتقافزون بحب الضيف .. ينحرون الذبائح .. يقبلونه ، ربما هي روح خبيثة حلت في أرواحهم فباتت ضالة ، هذه الهجومية الذي نلمح بذورها وبداياتها في علاقة الأهل مع ألأولاد مع الأصدقاء ، في المدرسة والإعلام والشارع وعند الباعة وأصحاب المحلات ، وفي أحسن الأحول عندما يتم النظر إلى العنف بكل طرقهُ ، فإننا نراه ونقتفى أثره عند الآخرين ولا نلتفت إلى أنفسنا وكأننا معصومون من منهُ و لا يخصنا بل تعود إليهم .



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )
- جهاز كشف الكذب
- الدهر
- شهادات للبيع
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - الهجومية والشراسة