أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعد هجرس - اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين














المزيد.....

اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:12
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


خبر صغير فى صفحة داخلية بجريدة »الأهرام« فى عددها الصادر يوم الجمعة الماضى.. كان هو كل ما جادت به قريحة الصحافة المصرية -بكل أنواعها »قومية« و»حزبية« و»خاصة« فى رثائها للدكتور إبراهيم سعد الدين!
ولو أن شخصاً بقامة -وقيمة- إبراهيم سعد الدين رحل عن عالمنا فى أى دولة أخرى تحترم علماءها ومفكريها لوضعت وسائل إعلام هذه الدولة خبر وفاته فى مقدمة نشرات أخبار الإذاعة والتليفزيون، وفى صدارة الصفحات الأولى وصفحات الرأى وأعمدة كبار الكتاب بالجرائد اليومية.
لكن من سوء حظ المفكر الاقتصادى الكبير الدكتور إبراهيم سعد الدين أنه غاب عنا فى »رمضان« الذى حولته وسائل إعلامنا إلى شهر لتغييب العقل وإعطائه إجازة مدفوعة الأجر، لا يعلو فيه صوت على صوت المسلسلات الدرامية وبرامج الدردشة والنميمة والتسلية السمجة التى تحظى بـ »رعاية« الإعلانات.
ومن سوء حظ المفكر الاقتصادى والأكاديمى والسياسى والمناضل الدكتور إبراهيم سعد الدين أنه غاب عنا فى وقت اختلط فيه الحابل بالنابل واختلت المعايير لدرجة أن الكثير من »المثقفين« فى هذا البلد فقدوا القدرة على التمييز بين الدكتور إبراهيم سعد الدين والدكتور سعد الدين إبراهيم!!
فى حين أن المسافة شاسعة بين الاثنين وكل منهما ينتمى إلى كوكب غير الكوكب الذى ينتمى إليه الآخر.
ولمن لا يعرف من الأجيال الشابة مآثر الدكتور إبراهيم سعد الدين فإنه أحد أهم المفكرين الاقتصاديين فى هذا البلد، ولم يكن مجرد أستاذ تقليدى للاقتصاد والتسويق وإدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة القاهرة فى النصف الثانى من القرن الماضى، وإنما كان واحداً من كوكبة وضعت لبنات مدرسة حديثة، وتقدمية، للاقتصاد السياسى، وللتنمية، ولبناء اقتصاد وطنى حديث ومستقل.
وفى مسيرته العلمية والعملية، الاقتصادية، والسياسية، مر بمحطات كثيرة من بينها دوره المتميز -على الصعيد الوطنى- أثناء شغله منصب نائب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ومن بينها دوره -على الصعيد العالمى - عندما عمل خبيراً اقتصاديا بالأمم المتحدة.
ومن بينها دوره -على الصعيد السياسى- قبل وبعد إنشاء حزب »التجمع« الذى كان الأمين العام لمجلسه الاستشارى.
ومن بينها دوره -على صعيد البلدان النامية- من خلال دوره المتميز كأمين عام لمنتدى العالم الثالث، برفقة الراحل العظيم الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله لسنوات طويلة، إلى أن لحق به يوم الخميس الماضى.
وهذا المنتدى يستحق وقفة خاصة، فهو يضم مفكرين ومثقفين مهتمين بمواصلة وتعميق الحوار حول شتى البدائل المتاحة فى مجالات التنمية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية، ولا يقتصر اهتمامهم على الحوار فقط بل هو يهدف إلى التأثير الحقيقى والفعال على مجتمعات العالم الثالث. ويضم المنتدى حوالى ألف شخص من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ممن تشهد أسماؤهم بالقدرة على الفكر الخلاق والتحليل المستنير، فضلا عن أنهم خبراء فى مجالات اختصاصهم أو قادة حركات اجتماعية وهذا المنتدى الذى انشئ عام ،1975 أى منذ 33 عاماً يعمل كشبكة من مثقفين من القارات الثلاثة منخرطين فى حوار حول التنمية بشتى أبعادها الاجتماعية والاقتصادية فى خدمة مصالح شعوب العالم الثالث.
وليس هدف هذا المنتدى تدبيج البكائيات حول المظالم التى يتعرض لها العالم الثالث وإنما هدفه بالأحرى »تحديد بدائل واقعية ووضع توصيات سياسية للعمل بها فى مختلف المجالات المدروسة«.
ومن هذا المنطلق .. شارك المنتدى فى تأسيس المنتدى العالمى للبدائل عام 1997 بالقاهرة. وبادر المنتدى بالاشتراك مع المنتدى العالمى للبدائل ومنظمات أخرى غير حكومية بتنظيم مؤتمر »دافوس البديل« عام 1999 فى مواجهة مؤتمر دافوس الشهير.. وقد كان لمؤتمر »دافوس البديل« وقع قوى من خلال المنتدى الاجتماعى العالمى فى بورتو الليجرى بالبرازيل الذى أصبح بدوره عنوانا مهما لـ »العولمة البديلة« فى مواجهة »العولمة المتوحشة«.
ومن أهم البحوث المستقبلية التى أشرف عليها الدكتور إبراهيم سعد الدين سلسلة من الدراسات الخطيرة عن مستقبل مصر فى الكثير من القطاعات والمجالات ولو أن الحكومات المتعاقبة اهتمت باستنتاجات وتوقعات هذه الدراسات المستقبلية الخطيرة لجنبت بلادنا كثيراً من الكوارث.
وكان من آخر انجازاته رعايته للدراسة الممتازة للدكتور إبراهيم العيسوى عن تطور الاقتصاد المصرى منذ تبنى سياسة الانفتاح، وهى الدراسة التى عرضها كاتب هذه السطور فى عدة حلقات على صفحات »العالم اليوم« نظراً لأهميتها الاستثنائىة.
كما كان لى شرف مزاملة الدكتور إبراهيم سعد الدين فى المؤتمرات السنوية التى تنظمها جماعة الإدارة العليا، التى تعد واحدة من أكثر منظمات المجتمع المدنى جدية.
وفى هذه المؤتمرات التى يحضرها عادة رموز النخبة المصرية من كافة الاتجاهات والمدارس الفكرية والسياسية كان حضور الدكتور إبراهيم سعد الدين حضوراً مشعاً، يضفى على الاجتماعات عمقاً ورقياً فى التحليل والحوار الساخن والمتحضر فى آن واحد. كما كان تواضع هذا المفكر الكبير مثار دهشة واستغراب الكثيرين الذين قد يختلف بعضهم معه فى هذه الفكرة أو تلك لكنهم يتفقون جميعا على احترامه والإعجاب به.
ولا شك أن مؤتمرات جماعة الإدارة العليا ستفتقده كثيراً، بعد فترة قصيرة من فقدها للحضور الأخاذ لتوأمة الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله.
وهذه الكلمات السريعة، والعفوية، بمثابة اعتذار لاستاذنا الدكتور إبراهيم سعد الدين عن تقصير الإعلام المصرى فى إعطائه بعض حقه وفضله، وباقة ورد على قبره.
ويرحمنا الله جميعا!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة تسحب استقالتها!
- تخاريف صيام!
- تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!
- تقرير درويش: الحكومة ضد الحكومة -2-2-
- رثاء للدويقة.. بقلم أحمد بهاء الدين!
- اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!
- مصر الأخرى!
- مبروك للدمايطة.. على الانتصار فى نصف المعركة
- من يستحق التعويض .. -أجريوم- أم -دمياط-؟!
- تسليم وتسلم!
- إحرقوا كتب الفلسفة.. اليوم قبل الغد!!
- وثيقة مستقبل مصر «2»
- الجريمة... والعقاب
- تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)
- دبرنا يا وزير!
- وقفة احتجاجية.. من أجل البحث العلمي!
- دماء على رمال مرسى مطروح !
- هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!
- .. و على المتضرر اللجوء الى .. الجماهير
- السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعد هجرس - اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين