أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - رقصات ماجنة!!














المزيد.....

رقصات ماجنة!!


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:41
المحور: كتابات ساخرة
    


كان جدى الأكبر مرددا للشعائر وموزعا للبركات ومطربا عند الضرورة، يهفو على الأجران عند كل حصاد، يسقط على المآتم عند انتهاء كل أجل، يحترف صناعة الحكمة وسبك الدّعاء وربط الأزواج وتسهيل الولادة.

ذاع صيت جدى الأكبر وانتشرت أسفاره يجوب القرى والكفور، يمتطى حماراّ وبطانة من المساعدين، ابن العم وكيلا عنه وحاملا عصا خيزران يهمز بها الحمار، والابن الوحيد متدرباً ووارثا شرعيا للمهنة، وابن الخال حافظا للأسرار وهاربا من فلاحة الأراضى.

فى ضحى يوم حار من أيام قحط لا لحم فيها ولا مرق، ذاع خبر عاجل بأن عظيما مات فى قرية مجاورة، فتواثب ابن العم يهرول تحت الشمس عابرا القنوات والحقول قاصدا بيت الميت العظيم، يقدم للورثة والتابعين عروضا مغرية، كثير من الأدعية والشهرة مقابل قليل من النقود وطعام كثير اللحم قليل المرق، كان قحط البطانة وطموح الورثة كفيلين بنجاح المفاوضات وإبرام التعاقد.

مع حلول وقت العصر، امتطى جدى الأكبر حماره وانطلق فى موكبه عابرا القنوات والحقول قاصدا دار الميت العظيم، وحين أسرف فى إلقاء الحكمة والأوامر كان ابن العم قد انهى خطة ليبعد جدى الأكبر عن تناول أى لحم أو مرق.

فى بيت الميت أشاع ابن العم أن جدى الأكبر أصابه توعك مفاجئ، والعلاج يكمن فى أن يتناول جدى الأكبر منفردا خبزا مفتوتا فى اللبن مع السكر، والتزم أهل الميت بأوامر ابن العم، وحين امتلأت بطون باللحم والمرق وكفّت أفواه عن البلع، وتناثر اللبن على لحية، فاحت رائحة الملعوب وانحشر رأس جدى الأكبر بتفاصيل خطة لاغتيال ابن العم.

مع دخول الليل افتتح جدى الأكبر مراسم حفل المأتم بما تيسر من نصوص خالدة، وفى الوقت المناسب ترك ابنه الوحيد ليكمل المراسم، وأفل راجعا إلى قريتنا مصطحبا الحمار وابن العم وابن الخال وباقى خطة الاغتيال.

على طريق العودة تعمد جدى الأكبر أن يستريح بجوار ساقية مهجورة، وحين تأكد أن النجوم زاهية ترسل ضوئها الخافت بما يكفل له تنفيذ الفعل دون أن تكشف لأحد تمام ذلك الفعل، صاح فى الجميع: اللحم والمرق علاج لكل شيخ، اللبن والسكر للأطفال، ثم هجم بكلتا يديه على رقبة ابن العم دافعا جسده النحيل إلى بئر الساقية، حين اقتربت الأجساد من حافة البئر تدخل ابن الخال ونهق الحمار وبدأ الجميع رقصات ماجنة.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوادث تصادم
- ثأر قديم
- تجربة الكتابة لجريدة البديل القاهرية
- حمام بالفريك
- غلابة ترسة . . !!
- عن التحول الدينى
- الباشا . . مليونير
- أولها صحافة
- مرشح حكومى
- تسابيح ثورية
- بلطيم .. القوقعة
- الطريقة .. بَلٌبص
- نصائح سكانية
- فتاوى سكانية
- مقامك يا مكرم عبيد
- حين يصبح الغباء إرهابا
- بلاغ .. عن كتاباتى
- الدمايطة الجدد
- دعوة للثقافة 00 بشروط
- دعوة للثقافة ... بشروط


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - رقصات ماجنة!!