أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )















المزيد.....

من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:48
المحور: الادب والفن
    


هموم امرأة الحلقة المليون من الدهر
انتِ ..كلمة ، تعيدني إلى ذكرياتي ..
لم أكن قد نسيتها لكنني لم أتذكرها من قبل أيضا ..
غير أنها – كما عرفت فيما بعد- هي مصدر هذه الكلمة التي تمحورت حياتي حولها وامتلأت بالشغف..! طوال سنين ، وهي مدة قصيرة بالنسبة لــ / أنتِ .. ربما تحمل مغزى خاص !
قادني البحث إلى ضالتي وأطاح بالشغف..الذي أخرجني من حياتي الاعتيادية إلى حياة مضاعفة كادت تتجسد قبالتي وذلك قبل أن أعثر على الحقيقة التي بحثت عنها- أنا نفسي- فعدت إلى حياتي الرتيبة ..
لدي ذاكرة قوية..فيما يتعلق بالمضامين ، لكنها مليئة بالثغرات – يعرف أصدقائي هذا جيدا – عندما يتعلق الأمر بالأسماء والعناوين فأنا أنسى..حتى أسماء وعناوين الموضوعات التي أكتبها والتي أتذكرها وأحفظها غيبا..! طبعا لا أنسى اسم بلدي..ولا أغناني أم كلثوم ونجاة ووردة الجزائرية واكرر سماعها ألف مرة ، وكأني أرى الكلمات تتنفس ، وأنه في كل مرة أحس بأني وقفت ألف مرة سابقة عليها...لايمكن أن أنسى أسماءهم ...فقد أكون أنا..أو أي شخص غيري ..أو أن هذا ما تمنيته..؟! وذلك خلال مرحلة الشغف، على الأقل ، ولمرة واحدة من: ألف ضربة وألف طعنة .. مُرة..! "على عمق كلمة أنتِ .." أنه أمر يبعث على الدوار لكن ربما الحياة تستحق.. وحياتي أنا بالذات ربما لأن فيها كلمة ( أنتِ) ...

ماعدا ذلك لا أستطيع تذكر أسماء جميع المؤلفين ..حتى نجوم الفن .. مع ذلك لا أستطيع أن أطابق الأسماء مع الصور...فيقول الجميع لي دائما : "عادتك السيئة..؟!" وما قيمة الأسماء..؟ كلهم متشابهين ؟!! رغم هذا، حاولت أن أرمم ذاكرتي ، وقررت أن أدون الأسماء في مفكرة صغيرة .. للحالات الطارئة ، وماذا كانت النتيجة..؟ البلبلة والفوضى لي وللآخرين..

*******************************************
وهناك دائما عبارة تدهشني تقول : أن البشر لايمكن أن يكونوا غرباء ..وأنهم جميعا يعرفون بعضهم..! نظر أصدقائي إلي: "..غير معقول طبعاً.."؟ ولجأوا إلى الاختبار الذي يعرفون أنني لا أتخطاه : "...من قائل هذه العبارة إن لم تكن أنت..؟"ولكن..ليس هذه المرة ، أخرجت المفكرة ، وماذا وجدت ؟ أسماء وإشارات و..عثرت على أسماء:.."..من هؤلاء من؟!"..عدت إلى التحديق في الصفحة وتبعت سهماً قادني إلى توضيح : (عربي..) فسألوني:"..هل معنى هذا عربي من العرب أم من.. ؟".. وبسرعة رمقت الصفحة لكنني لم أجد ما أقوله..منذ ذلك اليوم هجرت المفكرة واقتنعت أن عادتي السيئة غير قابلة للعلاج ..
عادةً أيامي ، تسير بدون هدف في زحام أحلامي ....وابدأ بالسير معها ، حاذيت الواجهات فوق الأرصفة وهي تزداد المكوث في المجهول ، اقرأ عَروضاً فيها عن الأحلام القادمة (.....) تتوافق- بالصدفة- مع باقي العروض خلال سنين عمري ..وكنت دائما أتوجه إلى المكان المعلن عنها وأنا أحتمي من الزحام والمجهول ، دائما تكون توقعاتي في محلها : عروض دافئة ، جمهورها قليلون عددهم مبعثر في الحياة ، الرجال عادة هم المشرفين على المشاهد التي خلف المنابر ، دائما أخذ المقعد البعيد وشيئا فشيئا أنزلق إلى المقاعد الوثير و.. اشرد مع الأصوات ولكني عادة أكون بعيدة عنهم في الوقت نفسه ..وادخل في حالة من الاسترخاء ، وفجأة ..يفيض بي الحال إلى نوع من اليقظة رغم أنني لم أكن نائمة .."على مسافتي أنا ( أنتِ ) خلف حدود الزمان والمكان.."وتبدأ الأصوات تدخل مجالا في عقلي ونفسي غير مجال الواقع - والذي فاتني الجزء الأكبر منها أثناء شرودي - وذلك حين ذكر ( انتِ ) ، كما لو أنني عشت هذه اللحظة في زمن آخر و.. أكون مستسلمة للحالة الغريبة دون مقاومة..وجدت نفسي منساقة إلى توقع ما ستقوله تلك الأصوات كلمة..كلمة..حول : حصار نفسي و مذبحة أوجاعي و.. الضحايا من عمري الذين يفترض أنه محمي داخل معسكر أسطورتي .. فكانت الأصوات مثل صدى لأفكاري وتوقعاتي..
أما عن ساعة ولادتي كانت بداية ما أسميته (النحس) ، تخرجت منها أستاذة لا بل دكتورا وأنا أسير على نفس الطريق ، وأعدت قراءة كل نسخها المكررة للإعلان على أعمدة العمر: اسم الدرس (....) وعنوان الدرس (..الذكرى الأولى الثانية الثالثة الرابعة العاشرة العشرون الثلاثون ووو...) وعادة أنا ( أنتِ ) لا أستطع النوم بسهولة بسبب عقلي الباطني :يتحدث معي طوال الليل بأشياء لم يسبق لي أن سمعتها ؟ أحيانا اشعر إني عشت وأعيش حياة أخرى ؟..!هل أحمل ذاكرة بشر آخرين ؟ رغم أنهم عالقون في شبكة من التفاهة - مثل خيوط العنكبوت- شبكة واهية لا تمنعنا من السقوط في عمق الحياة عند أول اهتزاز... لكنني على العموم سأحتفظ بالسر لنفسي...
وذات يوم ، بينما كنت أهم بالنوم ومضت في ذهني ذكرى كالحلم وأنا بين النوم واليقظة ، رأيت نفسي مع صديقة لي ورأيت عالمها و...في اليوم التالي بحثت عن رقم هاتفها ..حين عدت للمفكرة المهجورة : (يا إلهي ..أرقام وأسماء....؟من هذا ؟ ومن ذاك وتلك ؟..تواريخ وأرقام تليفونات..وأشهر وسنوات.. وأخيرا وجدت الرقم و..).. لكن وأنا في طريق البحث عن المفكرة تذكرت أيام عمري الماضية ..
ومثل كل مرة ، وكل يوم ، أجرجر نفسي فجرا إلى الغرفة التي أنام فيها ، واسحب معي موبايلي كي اضبط توقيت سقوطي من النوم إلى الصحو حيث إني أنام الساعة ثالثة فجراً يومياً وتوقيت قيامي صباحاً السابعة ، وأنا في طريقي إلى موتي الموقوت احمل معي كل مااعدت آن احمله قبل الوصول إلى سريري ، كأس ماء وشريط مسكن أوجاع الرأس ، لاحظوا لم اقل الآم قلت أوجاع ، لأنني مقتنعة تماما إن الألم دائما يكون جسدي ملموس ، أما الوجع فهو روحي غير ملموس يقرصن على روحي ويطعن رأسي الذي اشعر دائما انهُ مفخخ ويوماً ما سينفجر ، واسحب أي كتاب أو مجلة كي اقرآ قبل النوم ، ولكن عجباً علي كم أنا تافهة وغبية ، كل يوم ارتكب نفس الروتين بحذافيره ، اسحب الكتاب واضعهُ ، قرب السرير ، وما آن أتمدد حتى ارحل عن عالمي ، هذا الأمر كل يوم قبل نومي أقول لماذا إذن اسحب كتاب معي ولا اعرف السبب وحتى هذه اللحظة لا اعرف المعنى من هذا الروتين ، عادة هو أمر يناسبني تماما ، علما إني لا أقرأ في أي كتاب بضعة صفحة قبل النوم..
أحيانا افتح الكتاب من أوله .. لكنني لا استطيع قراءة كلمة قبل النوم ، وعندما استيقظ ، أكون حزينة جدا ومتعبة ، اشعر بتلك السويعات القليلة في النوم تبعد روحي من جسدي وتدخلها إلى عوالم حزينة كئيبة معتمة ، حقيقة لا اذكر تفاصيلها وصورها ، اذكر شيء واحد فقط ا ني أصحو كمن كان يشاهد فلم يعاد عليه كل ليلة ، ولسنوات وأنا هكذا حتى بتُ اكره النوم ...



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاز كشف الكذب
- الدهر
- شهادات للبيع
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )