أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - فتوى اللحيدان















المزيد.....

فتوى اللحيدان


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تأسفت لشعبنا المحكوم بسلطة جهلة ناقمين حين قرأت ما صرح به رئيس المجلس القضائي الأعلى في المملكة العربية السعودية
إن الحصار على المثقف العربي لم يأتنا ألآن من منظمات إرهابية أو أحزاب سلفية مريضة التفكير والهاجس ، بل من دول ترفع أعلامها في منظمة الأمم المتحدة ، وفي المحافل الدولية ! .. ثم ليس على لسان احد ناطقيها بل من أعلى مجلس قضائي فيها كفتوى رسمية حين أفتى ( صالح اللحيدان ) رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية بتحليل قتل ادارات الفضائيات العربية وعامليها!
أتساءل : من نصـّب هؤلاء على رقاب الناس ؟ وكأن الشعوب قد خلقت لخدمتهم وحسب نوازعهم ، تنفـّذ ما يريده هؤلاء المسيطرون . والكل صاغر ، فهم الثلـّة النازلة من السماء ليخدمها البشر وينفذ أوامرها ، وان حاول احد المتحررين أن يعبر عن نفسه خارج نطاق إيديولوجيتهم الجامدة المتعفنة يحكم علية بالموت !
من سلـّط ( اللحيدان ) هذا سيفا" على رقاب الناس ؟!
ثم لنتساءل : أخلق الشعب ليخدم السلطة أم العكس هو الصحيح ؛ أنّ السلطة هي خادمة الشعب تصيغ احتياجاته الفعلية بقرارات بعد أن تدرسها في البرلمان الديمقراطي ،ويصّوت عليها الأغلبية ؟ فالسلطة هي التي تسنّ ما يريده الشعب بقانون مناسب حتى ولو تعارض مع توجـّهها الديني أو ألتحزبي أو حتى الأخلاقي وكما حدث في بريطانيا حين سنت الدولة قانونا" هو معيب في نظرتنا الشرقية لكنه فرض على المجتمع البريطاني الاّ وهو الإقرار بالجنس المثلي ( أو الجنس الثالث ) وبمزاولة حياته وكما يريد .. لماذا ؟ لان واحد بالألف من البريطانيين هو مثلي الجنس ، وبما أنهم يحملون الجنسية البريطانية ولهم حقوقهم كمواطنات ومواطنين ، اضطر القضاء البريطاني على تشريع قانون لحمايتهم وحفظ حقوقهم .. فما بالك بحقوق أسمى مؤسسة مدنية في العالم وهي الصحافة تنتهك حرمتها و تداس حقوقها ويهدر دمها عند العرب .
هل المثليين في بريطانيا أصبحوا أوفر حظا" من إعلاميينا وصحافينا .. والله عيب .. عيب عليكم يا مجلس القضاء السعودي على فعلتكم النكراء هذه . تجعلوننا نتكلم معكم بهذا الأسلوب..

وأني إذ اذكر بريطانيا كمثل لأن البرلمان البريطاني هو أعرق البرلمانات في العالم وان بريطانيا هي أكثر الأمم اعتزازا" بالشرف والتزاما" في التقليد الأسري والعائلي ، وحتى هذه اللحظة لا يسمى الفرد إلا بلقبه العائلي ، مع ذلك فقد احترمت مطالب الشعب حتى في هذه المسألة المعيبة خلقيا" حين وصلت النسبة كتعداد سكاني إلى حجم أصبح لابد من وضع قانون مناسب له ولصالح المواطن دائما" ( وليس كما حصل في دولة الكويت التي أصدر قضاءها مؤخرا" قانونا" يقضي بسجن كل المثليين والجنس الثالث في الكويت ، هذا بدل أن يتم معالجهم ووضع قانون يحميهم ما داموا يحملون الجنسية الكويتية )

وحين نعود إلى مسألة فتوى اللحيدان هذا كأعلى قاضي في السعودية وأسأله : أليس هناك مراحل عقابية قبل تحليل الدم ، أي أن توجه تهمة رسمية إلى المسيء من القنوات الفضائية وإعلامييها( إن وجد حقا" ) ، ثم يعطى الوقت والحق في انتداب محامي للدفاع عنه . وإيصال حيثيات القضية وملابساتها بكل شفافية إلى مسامع الجلسة العلنية ، وبعدها يتخذ الحكم المناسب بقبول الأطراف وحسب القانون المدني المعترف به دستوريا"..
كيف حصل أن يتم تحليل دم الناس ( بل خيرة الناس ) هكذا ( دغري ) وبكل بساطة وكأن من شمل بقرار الفتوى ( دجاج ) في حظيرة السيد صالح اللحيدان يذبحها متى يشاء ! لماذا تجعلونا نتجاوز عليكم في الصحافة ونعرّيكم ، لتكونوا مهزلة أمام العالم المتحضر!!
من حق اللحيدان أن يفتي هكذا فتوى عنجهية , لنقرأ ما ذكره ماركس حول الموضوع :
إن الدولة الدينية لا يمكنها أن تفرض ذاتها كدولة دينية على أنها المؤسسة الكلية الوحيدة من دون أن تفرض عقيدتها الدينية الخاصة ، وبالتالي تطلب من الجميع اعتناقه ، مما يجعل من الناس – المواطنين – الرعايا لا المختلفين معها دينيا" فحسب وإنما أيضا" أبناء المذاهب والطوائف المختلفة معها من نفس دينها مارقين إلى درجة اعتبار هؤلاء وعقائدهم ابتعادا" عن عقيدتها السياسية وعن دين الدولة وأخلاقها .
وإن عدّ البشر من وجهة نظر العقيدة المركزية للدين خاطئين أو محكومين باللعنة الإلهية ، فأنهم يعدّون كذلك في نظر الدولة ودينها الخاص أفرادا" مشبوهين آثمين لا يستحقون الرحمة الإلهية والرأفة ، بل هم أولى بالعقاب الأبدي ..انتهى النص ،( ماركس / نقد الدولة المسيحية )..

وبالتالي فكيف يمكن للعالم المتمدن والمتحضر أن يستوعب ويهضم مثل هكذا أنظمة ثيوقراطية ( دينية - سياسية ) ، استبدادية ، مثخنة بالجهل والبداوة والسلفية ، مغطاة بأتربة الزمان في أن :
• تفرض على الناس فتاوى متطرفة شنيعة اللهجة والفعل ،
• تجبر الناس على الصلاة بأن تضربهم بالعصا أو على اقل تقدير تهشـّهم فيها كالنعاج وقت حلول الصلاة في أسواق المدن السعودية من خلال الشرطة والدرك السعودي .
• تفرض انفصال الجنسين في الأسواق المركزية وفي المدارس والجامعات .. وغيرها من الممارسات التي تحط من مكانة المواطن .

لماذا نحارب إسرائيل فقط ولا نحارب هذه الأنظمة ، فعلى الأقل إسرائيل ذات سياسة واضحة معلنة لشعبها ولشعوب العالم في تحقيق الحلم اليهودي في الدولة العبرية من النيل إلى الفرات ، وتعلنها صراحة أنها دولة توسعية حتى يتحقق هذا الحلم !
ومازالت واضحة أمام الملأ ولم نسمع أن قمع أو قتل أو جرح إنسان كان يهوديا " أو مسلما" إلا وكانت الصحافة العالمية فوق الحدث لتنقله بكل تفاصيله . وان اختلس رئيس دولتهم حاكموه وجردوه من سلطاته علنا" كما حصل لأيهود اولمرت !! هل حصل ذلك مع حكامنا العرب السارقين المارقين وأنظمتنا الدكتاتورة منها والثيوقراطية المليئة بالظلم والظلام والاستبداد والتعسف والاستجواب خلف الأبواب المغلقة . ثم الزنزانات تحت الأرض والتعذيب الوحشي ، والتسلط في الشارع والبيت والمدرسة وفي المؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة ، هذا على لسان من فرّ من السعودية من المتحررين والذين بدأوا بإعلان رفضهم بل وخجلهم لانتمائهم إلى هكذا نظام وعلى القنوات الفضائية !.
وليس السعودية هي الوحيدة بجرمها فحسب بل تلك الأنظمة الثيوقراطية الطائفية المتقعة بالعنف السياسي الديني ك( ولاية الفقيه ) في إيران الحرة ذات الشعب المتطلع المتحضر المتألق الذي أهين وهدرت أفكاره المتحررة وطاقاته الإبداعية العظيمة منذ عام 1979تحت سياط نظام طائفي متطرف، والذي أعلن عنجهيته البغيضة في ولاية الفقيه لهدّ حضارات العالم المحيط والعراق المجاور وعلى يد جهلة أمثال خميني و رفسنجاني و نجاد ، الذين لم يجلبوا من فرنسا حين كانوا طفيليين على أهلها حضاراتها (وأقصد الخميني) بل جاء وفي ذهنه القتل وإبادة الشعوب ، أو الدخول في ولايته الطائفية وتحويل الناس إلى بهائم في حظيرته من خلال أيديولوجيا منتهية الصلاحية.
أتعلمون أن لا انترنيت ولا فضائيات مسموحة في إيران ألان ؟ أتعلمون أن موقع( الحوار المتمدن ) على الانترنت محجوب في السعودية ،ألانه يحمل صوتا" حرا" ؟
إلى متى تظل هذه الأنظمة تعيث بشعوبها المغلوب على أمرها!

أتعلمون أن هذه الأنظمة الثيوقراطية هي ليست أنظمة تتمسك بقيم الدين الأخلاقية أبدا"، بل أنظمة دينية – سياسية تتمسك بعنف السوط الديني ، وحين تتعرض مصالحها ووجودها للمقاومة والمواجهة تخلق الأعذار لنفسها أن تسحق كل أوثانها الدينية في سبيل إبقاء السلطة تحت سيطرتها كما حصل في ثمانينيات القرن الماضي حين حاولت جماعة ثورية متحمّسة أن تقلب نظام الحكم السعودي فتصدّت لها السلطة السعودية بشراسة ، وحين انسحبت هذه الجماعة الثورية ملتجئة إلى صحن الكعبة في مكة محتمية فيه ، لم تتوان الدبابات السعودية والأمريكية في اقتحام المكان المحرّم .. داست الدبابات صحن الكعبة .. تصوروا : داست الدبابات المكان المقدس والمحرّم لدى مسلمي العالم لسحق التمرد !!

وحين يقتضي الأمر أن تفجـّر (حسينيات) العراق لخلق بلبلة وعدم استقرار وهذا ما يخدم مصالح إيران الحالية على الرغم من تناقضه مع توجهها الأيديولوجي الطائفي الشيعي ، تقوم بهذا الفعل المشين ، وقد فعلتها ..
وكما يذكر الاستاذ سربست نبي في مؤلفه ( كارل ماركس ، مسألة الدين ) :
ان كل ممارسات الدول التي تعلن عن طبيعتها أنها دينية ، كل سلوكها الداخلي والخارجي عبر التاريخ تدحض تجريبيا" تلك المزاعم الدينية المرهفة لديها والمثل الأخلاقية والميتافيزيقية المعلنة .إنها تضمن بقاءها ودوامها بإيغالها في دنس الأفعال الدنيوية ، التي لا تعبأ كثيرا" بشرائع السماء أو قيمها . إن موقف الدولة الدينية من شرائع الدين ونواميسه مثل ( موقف اليهودي من الناموس – كما يشير ماركس في الآيديولوجيا الالمانية – انه ينتهكها بقدر ما يكون هذا الانتهاك ممكنا" ) وحيثما تعارضت هذه النواميس مع شروط وجودها وأسبابه كدولة قائمة وممارسة لمصالح دنيوية.
لكن في المقابل تريد من الآخرين جميعا" التقيد بتلك الشرائع .. انتهى النص.

لابد من الوقوف بوجه هذه الأنظمة بتشكيل منظمات إنسانية مدنية تطلب من العالم المتحضر في فرض عقوبات صارمة على هذه الفتاوى وتعرية أنظمتها وكشف زيفها الديني السياسي . لابد من القضاء على هذه الأوبئة التي تنهش بجسد شعوبها والتي تخلصت منها الشعوب المتحضرة كمرض الجدري والطاعون والى الأبد ..



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثي الانحطاط البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم مازوخية التراكم القمعي
- مليكة مزان والربّ ( ظاهرة شعرية اسمها مليكة مزان )
- ليس هناك مفهوم حياتي غير الكذب ، والدعارة ( الإمارات والممال ...
- مسرحية ( أغتصاب )
- الفن وصراع الأضداد
- ثنائية التفكير والسلوك البشري ( إبليس أو الشيطان مثالا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء الثاني ع ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الحادي عش ...
- ( ألدولة ) في المفهوم الماركسي
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء العاشر
- ليلة مع الأمازيغية ..--قراءة لقصيدة من ينقذ الرب من هكذا عاه ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء التاسع
- أزمة المثقف العربي مع النص المقدس
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الثامن
- أوجه الفكر الديني الحقيقية
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السابع
- المرأة في النص الألهي ( اغتصاب مريم العذراء أنموذجا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السادس
- حوار الاديان أم الغاء الاديان


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - فتوى اللحيدان