أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


بوشعيب دواح

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 03:28
المحور: الادب والفن
    


لحظات انكسار في عاصمة عربية
بشارع العاصمة الكبير، جلس الباحث على الهامش و في قلبه أمل صغير. تحت عمارة السعادة التقت العجوز الباحث و الذي تعرفت عليه من قبل أمام قبة الشعب حين كان يتردد عليه صباح مساء بغية ارتضاء كرامات أولياءه التي ترتدي أردية بيضاء و تتحرك خارجه كل يوم أربعاء لرؤية الشموع الشابة التي تذوب تحت أشعة الشمس الحارقة.من شرفة القبة تطل القطط السمينة فتبدو الشموع صغيرة و في تجمعات غفيرة وهي في حالة تستحق الرثاء من الضياع و التشرد.العجوز لم تعد تراه منذ أن فقدت طفلتها الصغيرة اثر موجة عمرانية خليجية أتت على مسكنها المطل على الوادي و ضاع حقها و سط المضاربات العقارية. العجوز منذ مدة كانت تفترش الأرض و تلتحف السماء. جلست بجانبه بحسه المرهف و شفقته المعهودة التي امتصها من ثدي ساحة النضال المقابل لقبة الشعب .أمسكت يده اليسرى و هي تعد على الأصابع عدد الأبواب التي طرقتها فدخلتها لتجد نفسها في النهاية خارجها قابضة على الماء .
قالت له: كنت لا أريد رخصة نقل و لا معاش عن زوجي الذي استشهد دفاعا عن كرامة الوطن. خرجت لأبحث عن البنت الوحيدة التي ضاعت مني في ظروف غامضة حينها قالت لي :" أماه ، خليك --ابقي - هنا سأجلب لكي الماء و إن كانوا قد حرمونا حتى من السقاية التي تروي الحي بكامله" .
ذرفت العجوز دموعا وقالت :" ما من طريق سلكناها إلا و اعترضنا في وسطها سفهاء، وما من كلمة قلناها إلا و تختزن صدقا ووفاء".كل مثني من الطرق على الأبواب ، أبواب ركن المتغيبين و المختفين ، و أبواب المستشفيات و الضابطة القضائية و رجال الدرك الأسفل و الأعلى... .منذ آخر يوم و أنا لا أدق سوى باب السماء الذي فتح في قبة الولي الصالح, أزور القبة و عند رأسه أرسل رسالة عمودية إلى السماء. لا أريد سوى بنتي ربما قضت عامها العشرون إن هي بقيت على قيد الحياة.
آه كنت أزور قبة الولي الصالح و أنت كنت تزور قبة الشعب. في الصغر درسونا با، بو بوبي... و في الكبر دخل "بوبي" و أخرجونا نحن من ديارنا .كانوا يمنعوني من النوم حتى تحت درج العمارة ،كنت أراوغ الحارس لأنام على سطحها .وأتسلق الدرج و أنا أتلو آية الكرسي . العجوز أدخلت يومها يدها في جيب جلبابها لتخرج حجارة كرانيتية .أنظر بهده قذفوني البارحة من العمارة التي تسكن فيها أختي .أريد أن اخذ حماما لكن من أين لي .إنهم كانوا ينظرون لي دائما نظرات شزراء.الناس هنا يا ابني دائما يقومون بتبخيس الآخر ، لا ينظرون إلا لملابسه من التحت إلى الفوق و يتجاهلون ما هو فكري
و جوهري .يمارسون الإرهاب النفسي و القمع اللغوي.آه رحمت السماء زوجي ،كان يضمن حمايتي من الذئاب المتربصة و من القطط السمينة.و منذ أن أستشهد ،انطفأت شمعته، ساد بيتي ظلام حالك،ضاق صدري و سكنت في قفصه العناكب و أمسيت في تيه أبدي.
آه قل لي ألا زلت أيها الباحث عن شغل تعتصم أمام قبة الشعب.كيف؟: مند سنوات و أنت تناضل؟.لا حل للملف .انظر يا ابني .هنا يمكن أن تزور قبة ولي من أولياء الله الصالحين ربما يحل ملفك.و لن تجد حلا له ادا ما بقيت أمام هؤلاء الأولياء الفاسدة التي تنام في قبة الشعب.هنا الرشوة، المحسوبية والزبونية .هنا الفساد و أن تبقى هنا معناه أن تصبح فاسدا.
فهم الباحث من كلامها أن البنت قد عادت لأمها بعدما لسعتها عقارب الزمن لتبتعد عن أمها و رمتها أمواج الفقر و النسيان لتجد نفسها عارية تمارس طقوس جنسية أمام كاميرات الأجانب في مدينة سياحية.جمعت مالا كثيرا و عادت للعاصمة لتلتقي أمها عبر برنامج للمختفين.بنت لأ مها رياضا في حي راقي من أرقى أحياء العاصمة.و استثمرت مالها في شارع العاصمة الكبير الذي كانت تعتبر أمها و الباحث عن شغل فيه من المتسكعين...
بقلم :الأستاد بوشعيب دواح 



#بوشعيب_دواح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - قصة قصيرة