أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الجباري - إشكالية كركوك















المزيد.....

إشكالية كركوك


كامل الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد تكون إشكالية كركوك, هي إشكالية الوضع في العراق في كثير من الوجوه. وقد تكون خزانة تناقضاته. فهي عراق مصغر في كثير من مفرداته, وفي كثير من معانيه, وفي جميع ماسيه. من خلال ما يجري في كركوك, وما يراد لها خلف السطور, قد يكون هو نفسه ما يراد للعراق ككل. وقد يتطلب منا ذلك قراءة ما وراء الإحداث.
ابتداء يجري الحديث عن ما يسمى المناطق المتنازع عليها وهي لهجة غريبة. فمن ينازع من في البلد الواحد؟ وعلى ماذا يتنازعون؟! قد لا تخلو دولة من دول العالم من نزاعات وادعات على المناطق فيما بينها. ولكن الحدود مازالت ثابتة نسبيا فلو أثيرت هذه النزاعات لسادة العالم فوضى مدمرة من الحروب والماسي. ما الذي يمكن أن تفعله هذه النزاعات حول كركوك إذا ما تفاقمت, خاصة وإن هناك الكثير من المناطق ’’المتنازع عليها‘‘ في العديد من المحافظات؟ ليس من المستغرب أن يأتي يوم نرى فيه هذا التنازع يصل إلى المحلات والشوارع والمنازل -وفي الحقيقة إن ذلك قد حدث فعلا- ويذكرنا ذلك بصراع المحلات في المدينة الواحدة. وكذلك ما عهدناه –في زمن المجتمع الأهلي القديم- في عهد السيطرة العثمانية على العراق, وما بعدها, إلى وقت ليس بالبعيد كثيرا. ثم ألا يثير الريبة والشك, إن بلدا عمره ألاف السنين وهو معروف بهويته الجغرافية منذ القدم, يراد اختزاله إلى مناطق متنازع عليها استنادا إلى ادعاءات مختلفة.
العراق بلد يمتص الوافدين إليه –طيلة تاريخه- ولا يمتصه أحد. فكثير من الغزاة والمهاجرين الذين غزوه, أو هاجروا إليه, عبر التاريخ, قد ذابوا فيه وصاروا جزء لا يتجزأ من كيانه. وكل من أراد له الشر, أندحر حتى وإن حولوه إلى رماد وهو كالطائر الأسطوري كلما احرقوه وصار رمادا, انبعث من جديد. غير إن إشكاله الرئيس –لأسباب عدة على مفكري العراق ومثقفيه البحث عنها والغوص فيها- إنه لم يستطع إيجاد الحلول لمركبات هويته المختلفة, كيف تكون عراقية في الوقت الذي تمارس تنوعها بحرية وانسجام, انطلاقا من مبدأ أن لا تناقض في التنوع ولا تعارض.
إن الثقافة (عرقية, دينية, طائفية) النقية المنغلقة هي خرافة لا توجد إلا في أذهان مدعيها أو في المجتمعات المنغلقة كليا. وإن الإنسانية موحدة في كثير من الانشغالات والهموم المشتركة بل وحتى في خرافاتها. ليس للجمهور العريض أية انشغالات من هذا النوع, سوى ما يسقط عليه, حيث أن المشكلة في الأساس تكمن في اوليغارشيات ضيقة لها مصالح خاصة تحاول إعطائها بعدا عاما. إن مشكلة الفلاح الكردي ليست مشكلة الأغا. وإن مشكلة العامل أو المثقف العضوي أو النساء أو الأطفال أو المهمشين ليست مشكلة من أدعوا إنهم سيأخذون ثمنا مقابل ’’نضالهم أو جهادهم‘‘ من اجل القضية, فانطلقوا بهمة لاتكل ولا تمل في قضم ما يمكن قضمه من المال العام والاستفادة القصوى من المنافع والمناصب المختلفة ليثروا ثراء فاحشا على حساب الشعب الجائع مما يذكرنا بقصص إلف ليلة وليلة. لا نستثني من هم في الجانب الأخر فالمسألة واحدة.
إنها صراعات الطبقة السائدة الجديدة, في طور تكونها, والتي تسعى جاهدة أن تحل بديلا عن الطبقة السياسية القديمة التي أثبتت الوقائع فشلها. في الحقيقة إنها صراعات بدائل متناقضة في الصراع على السلطة والنفوذ, ومتشابهة في الجوهر, كقوى سلطوية تتداخل صراعاتها مع أجندات أجنبية مختلفة.
إن أغلبية الشعب العراقي له هموم ومتطلبات مشتركة واحدة. فكاكة حمه وعبد الزهرة وعمر وجرجيس واوغلو وخدر, معاناتهم واحدة وأهدافهم واحدة ولكنهم انخدعوا بغبار صراعات القوى المتنفذة, وانساقوا وراء أهدافها, وهي مشكلة قديمة.
مشكلة كركوك ليست منعزلة عن مجمل ما جرى بعد إسقاط الدكتاتورية واحتلال العراق, كما تحاول أطراف الصراع الإيهام بذلك, بل هي نتائج حتمية لما جرى وسوف يولد باستمرار مصائب جديدة.
من المفيد أن نشير إلى مبدأ (حق تقرير المصير). فهو مبدأ دافع عنه الاشتراكيون واليساريون بصلابة, ولاقوا في سبيل ذلك الكثير من الاضطهاد. وهو مبدأ سليم فعلا, ولكن ليس هنالك شيئا مطلق فكل شيء محدد بظرفه والمسألة فقط تكمن في التفاصيل. الغريب فعلا أن ترفع الولايات المتحدة هذا الشعار. لقد عملت كثيرا على فصل كوسوفو عن صربيا, في الوقت الذي تعارض فيه بشدة ذلك لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بحجة وحدة الأراضي الجورجية. أذن فالمسألة تكمن في التفاصيل وليس في المبدأ. فلو نظرنا إلى خرائط الكانتونات المطلوبة ودرسنا خارطة حقول النفط فيها لوصلنا إلى فهم أفضل.
إن توزيع حقول النفط على كانتونات ضعيفة محاطة بالأعداء من كل جانب سيجعلها في حاجة دائمة إلى حماية القوي, وهكذا حمايات ليست من دون ثمن باهظ في عالم يحكمه الأقوياء وتسوده شريعة الغلبة.
يقول بعض المفكرين إن إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية ترمي إلى تجزئة كل ما هو كبير, وإضعاف كل ما هو قوي, حتى تبقى وحدها الكبير والقوي للهيمنة على العالم. ولان العراق كبير بوحدته وبثرواته لذا يجب إن يجزئ ويضعف كمتطلب أمريكي ويمثل ذلك البعد الدولي للصراع كما أنه بعد إقليمي أيضا.
هناك أسئلة عراقية مشروعة تطرح نفسها. حق تقرير المصير لمن؟ لأوليغارشية لا يهمها سوى مصالحها الضيقة أم لشعب محروم ومضطهد؟ والسؤال الأخر الخطير هو: هل استنفذت الورقة الطائفية أغراضها وخبا لهيبها فجاء دور الورقة العرقية لتشعل النار في جسد هذا البلد الجريح؟ نتمنى أن يعي الجميع الدرس فالورقة العرقية لا تختلف عن أختها الطائفية, وقديما قيل أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك؟!
أخيرا تستند جميع الإطراف إلى مواد دستورية لإثبات وجهة نظرها غير إن الدستور محكوم بالمادة 142, كما أشترط على ذاته, وهي المادة الأساسية الفاصلة والتي لم يتمسك بها أحد. لذا يجب الخلاص من الاسطوانة المشروخة حول التفويض الشعبي, حيث إن هذا التفويض مشروط بالتعديلات وباستفتاء شعبي عليها, وهو ما لم يحدث رغم الإلزام والتوقيت في هذه المادة. كما إن صاحب العقد أي الشعب له مطلق السلطة, ديمقراطيا, في سحب الثقة من وكلاءه متى ما اضروا بمصالحه, فالنصوص ليست مقدسة بل إن ما هو مقدس مستقبل الشعب والوطن ومصالح الناس.





#كامل_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد من الزمن الجديد-4-
- مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-
- الإشكال اللبناني
- قصص قصيرة جدا -الحكاية الرابعة عشر لهلكان العريان
- رسائل (هلكان العريان)الثانية والعاشرة
- وقيدت ضد مجهول-الحكاية الثامنة لهلكان العريان
- المختصر المفيد في شرح قانون النفط والغاز الجديد
- طبقة الاوزون العراقية


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الجباري - إشكالية كركوك