أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إكرام يوسف - مولد.. وصاحبه غايب














المزيد.....

مولد.. وصاحبه غايب


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 10:29
المحور: كتابات ساخرة
    


انشغل الكثيرون بمتابعة حلقات مسلسل هشام طلعت مصطفي وسوزان تميم، وما تلاها من ردود فعل، و"اتمد حبل الدردشة والتعليقات" ـ مع الاعتذار لأحمد فؤاد نجم ـ بين موقن بإدانة رجل الأعمال الذي صعد بسرعة تفوق الضوء، و"وقع أخيرا في شر أعماله"، وقائل بإن صراعات رجال الثروة تكشف المستور من خباياهم، وإن هشام لم يكن أول من انكشف ستره ولن يكون الأخير في طابور المفضوحين من الفاسدين الذين أصبحوا في غفلة من الزمن نجوم هذا المجتمع، وآخرين اعتبروا الأمر مجرد تصفية حسابات بين نجوم المجتمع، ولم يتردد البعض في اعتبار الجريمة ملفقة من خصوم لرجل الأعمال (البريء من وجهة نظر هذا البعض).
وانصرف الجزء الباقي من اهتمامات الناس لمتابعة التخمة الدرامية التي حفلت بها قنوات التليفزيون في الشهر الكريم، وربما تبقت مساحة صغيرة من أذهان البعض لتتابع في أسف مأساة ضحايا كارثة الدويقة.. وغطت هذه الأحداث المتلاحقة علي قضية كان ينبغي أن تتصدر اهتمامات الناس في مصر.. فلم ينتبه كثيرون إلي الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري قبل أسبوعين بوقف تنفيذ قرار رئيس الوزراء بإنشاء الشركة المصرية القابضة للرعاية الصحية التي تنتقل إليها كل ممتلكات وأصول التأمين الصحي.
وكان مجموعة من شرفاء هذا الوطن، استشعروا فداحة الكارثة، عندما امتد سرطان الخصخصة لينهش ما تبقي من فتات الرعاية الصحية للفقراء؛ فأنشأوا "لجنة الدفاع عن الحق في الصحة" مع عدد من الجمعيات والأفراد، ورفعوا خمس دعاوي ضد قرار رئيس الوزراء.
ولم يكن قرار أحمد نظيف مفاجئا للمتابعين، حيث سبقه إرهاصات بدأت مع اختيار أحد أهم كبار المستثمرين في القطاع الصحي ليتولي وزارة الصحة بنفس الروح التي كان يعمل بها في اتخاد الصناعات قبل استوزاره ضمن حكومة جاءت لتكمل بيع البقية الباقية من أملاك هذا الشعب. إلا أن الكثيرين لم يلقوا بالا كبيرا لتصريحات وزير الصحة المتكررة في 2006 حول نيته تحويل التأمين الصحي إلي شركة قابضة، وتحويل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة إلي شركات مستقلة تتولي تقديم الخدمات والتعاقد مع الاستشاريين. وحتي بعد تحول هذه التصريحات إلي قرار صدر عن رئيس الوزراء، لم يكن لأصحاب المصلحة الحقيقيين تواجد في هذه القضية يتناسب مع حجمهم الفعلي. ورغم أن النشطاء بحت حناجرهم في وقفات احتجاجية، ولم يقصروا في أحاديث تليفزيونية أو مقالات صحفية، وحتي في رفع الدعاوي التي كان حكم المحكمة الأخير تأييدا لموقفهم، فجاء في حيثيات الحكم أن "الرعاية الصحية ليست مجالا للاستثمار والمساومة والاحتكار" و "أن الاتجاه للاقتصاد الحر لا ينبغي أن يسلب حق المواطن الرعاية الصحية عن طريق الدولة، ومن القواعد الدستورية ألا تتخلي الدولة عن دورها في الخدمات الاجتماعية أو الصحية أو تعهد بها إلي وحدات اقتصادية حتي ولو كانت تابعة لها لأنها تهدف إلي الربح".
غير أن اهتمام النشطاء والشرفاء وما يبذلونه من جهود مخلصة وما يتعرضون له من ضغوط وما يقدمونه من تضحيات، لن يكون له أثره المأمول في غياب الجماهير صاحبة الحق. وهو الأمر الذي يبدو أنه أصبح سمة الحركات الداعية للتغيير في السنوات الأخيرة. ففيما عدا استثناءات تمثلت في عدد من الاحتجاجات العمالية أو اعتصام موظفي الضرائب العقارية، اعتدنا أن تنوب نخبة المثقفين والناشطين عن الشعب في المطالبة بالتغيير..
وكثيرا ما سمعت شكوي شباب الناشطين من موقف "الناس العاديين" الذين يتفرجون علي المظاهرات المطالبة بحقوقهم، وربما يمصمصون شفاههم حزنا علي هؤلاء الشباب عندما يتعرضون لهراوات رجال الأمن، لكن تعاطفهم لايصل إلي الانضمام إلي المتظاهرين.ولم يكن موقف الجماهير من قضية التأمين الصحي استثناء من هذه القاعدة: "نخبة واعية أخذت علي عاتقها أن تنوب عن الشعب في المطالبة بحقوقه، ولم تبخل بوقت أو جهد أو مال أو تضحيات، وفي المقابل أغلبية صامتة من أصحاب الحقوق، ربما تتعاطف قلبيا مع تضحيات النخبة غير أنها ليست علي استعداد للوقوف بجانبها".
فهل نلوم الجماهير علي تخاذلها وقلة وعيها، أم أن هناك تقصيرا من جانب النخبة في نشر الوعي بين أصحاب الحقوق وتدريبهم علي ابتكار وسائل تناسب ظروفهم لنيل حقوقهم ولو تدريجيا، بدلا من الوقفة الاحتجاجية أو المظاهرة التي لا تتغير فيها الوجوه مهما اختلف موضوع الاحتجاج، وربما تري نفس الوجوه في مظاهرات القاهرة وبعد أيام في المحافظات الأخري.
وليكن موضوع التأمين الصحي بداية.. فالحكم الصادر مؤخرا ليس نهائيا، لأنه حكم في الشق المستعجل القاضي بوقف التنفيذ. أما الحكم النهائي فمازال أمامه وقت لأنه يصدرعن محكمة الموضوع بعد المرافعات. فعلي النخبة المثقفة تشجيع أصحاب الحق الفعليين للتحرك، ولو عبر زيارات منزلية وفي أماكن العمل لحثهم علي توقيع بيانات، أو إرسال عرائض شكوي لكل الجهات المسئولة.. المهم البحث عن سبل تشجع المترددين غير القادرين علي خوض المواجهات التي تحتاج خبرات وسمات نضالية ربما لايمتلكها الجميع ...



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!
- توأمي الضاحك
- فعلتها طهران!
- الوطن ليس أغنية !
- الوطن ليس أغنية!
- عبارات سيئة السمعة
- لم نكن مخطئين.. والتاريخ يشهد
- الديون.. وكوابيس التاريخ
- المصريون.. وأيديهم الناعمة
- عندما تفضل واشنطن الاقتصاد الموجه


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إكرام يوسف - مولد.. وصاحبه غايب