أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي خدر حجو - راتب .. وموقـــف ذو مغـــــزى














المزيد.....

راتب .. وموقـــف ذو مغـــــزى


صبحي خدر حجو

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 05:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما يتقدم العمر بالانسان ، يصبح شعوره حساسا ومرهفا للغاية ، وعند اي موقف او منظــــــــــر او حادثة فيها ولو شيئ قليل من مسحة انسانية ، يطفر الدمع لا اراديا من مقلتيه ، خاصة اذا كانـــــــت الحياة قد خضته خضا ، هكذا هو حالي ايضا . وتعرف عائلتي هذا الامر تماما ، وهي تمدني بالمناشف    الورقية  بصمت عندما نتابع بعض المواقف والحالات من هذا القبيل على الشاشة الصغيرة او في الواقع .    ولهذا لم يكن من الغرابة في شيئ عندما استغرقتني هذه الحالة ، عند مطالعتي لخبر بسيط ولكنه برأيــي
ذو مغزى مهم . والخبر هو منـح السيد عبد الرحمن عارف الرئيس العراقي الاسبق ، راتبا تقاعديــــــا     وهكذا الحال مع زوجة النايف . وربما يتساءل المرء اين يكمن هذا المغزى ؟ والجواب على هذا ، اننـي  كنت في مقتبل شبابي اناضل مع حزب سياسي ( الشيوعي العراقي ) ضد سياسة السيد عبد الرحمن وقبله
شقيقه عبد السلام  ايضا ، الذي سجنت وعذبت في  عهده . وكنا انذاك ننوي ونعمل على ابدال هذا الحكم
او ازاحته وبكل الطرق المتاحة امامنا . اذن كنا متضادين . ولكن والحق يقال ورغم المساوئ التي فـــي    عهده ، ولكن الوضع كان افضل بما لا يقاس من نظام  البكر وصطدام . فقد كا ن للسياسي المعارض فسحة
لابأس بها من مجال الحركة والنشاط ، ولم يكن الامر انذاك ليتطلب الكثير من الحذر . وكان بامكــــــــان
. المرء ان يتجول في مختلف المدن بدون  تحفظ كبير . و لم يكن النظام انذاك قد شوه  نفوس وافكـــــار   الناس اكراها او ترغيبا ، وحوّل الكثير من اعضاء العائلة الواحدة الى عيون للنظام  كما فعل نظام البعث .
اذ كنت على مقربة لا اكثر من  ثلاثون ميلا  من اهلي واصدقائي ، ولم ازرهم او التقيهم ولاكثر مـــــن      عقدين من الزمن  ، خشيتي  من ان يفعل بهم النظام البعثي الاعاجيب !!.
المغزى يكمن ايضا ، في ان يتملكني شعور عفوي بالفرح لتكريم من كان ضدي في يوم ما ، لابـــد ان
مثل هذا الشعور يعكس تحولا هاما في الافكار والمشاعر باتجاه انساني طبيعي بعيدا عن التعصــــــب
والفئوية . والمغزى الاكبر هو ليس في قيمة الراتب ورقمه  ، ولكنه برأيي في ممارسة وتغليب حكمــة     وصفة انسانية  ، تمارسها دول كثيرة بحق من مارسوا القيادة دون ان يرتكبوا حماقات كثيرة  او ظلـم      كبير ، واحترام لممارسة اجتماعية فا ضلة غيبّت عن مجتمعنا بالاكراه . وانها بالتالي خطــــــــوة وان
كانت صغيرة ، ولكن بمعنى كبير ومؤشر على الاتجاه الصحيح نحو بناء المجتمع المدني ، وازالـــــة
الرواسب والاحتقانات والاحقاد ، قبل كل شيئ من النفوس التي اثقلتها ولفترات طويلة . انهـا باعتقادي
واحدة من ( البروفات )  الهامة التي يتعين على مجلس الحكم ان يمارسها بنجاح ليس مع الشخصيـات
السياسية البارزة فقط ، وانما مع الالاف من المواطنين رجالا ونساءا ممن وقع عليهم الظلم البيّن مــن
النظام الفاشي . واذا لم يكن بالامكان تعويضهم من النواحي المادية على اهميتها القصوى في الوقـــت    الراهن ، ولكن على الاقل يمكن تعويضهم من  النواحي المعنوية التي تمسح وتخفف بعضا من جراحهم    وآلامهم وتجدد ثقتهم بالفكرة القائلة : من  ان تضحياتهم ونكران ذاتهم لم يذهب اعتباطا  ولا ســــــدىً .                    
صبحي خدر حجو
المانيــــا    13 / 02 / 2004

 



#صبحي_خدر_حجو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هـــلاّ، فرقتّم يا قوم ،بين الاسود والابيض ؟
- عندما يتحول الشك الى يقيـــن
- صبراً ، انها سحابـــة صيف .. يا ملح ارض العراق
- هــل هــــــو ارهـــــاب ام - مقاومـــــة - ، ايها الرفاق ال ...
- الشرع والارهاب .. في مسألة الحجاب
- شكراً ... سيادة الرئيس
- تهنئة مخضبة بالدموع ، الى المقبرة الجماعية رقم .......


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي خدر حجو - راتب .. وموقـــف ذو مغـــــزى