أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البورصنجية في الأردن 2















المزيد.....

البورصنجية في الأردن 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    


دفع الضرر أولى من جلب المصالح...
والمخالفة القانونية لا تتكرر مرتين ....
كما أنه لا يجوز للمخالف تكرير مخالفاته أيضا ...
وإن القديم قائم على قدمه ...
وإن الحكومات جعلت تشريعات قانونية تضبط بها سير المعاملات للموطنين وتنظيم شؤون حياتهم الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وإن ما قامت به الحكومة الأردنية مؤخرا هو من أجل دفع الضرر بغض النظر عن جلب المصالح حتى لوكانت البورصة ناجحة 100% حتى لوكانت كذلك وكان منها ضرر فإنه من الواجب دفع الضرر قبل جلب المصالح .

وكل الحكومات الأردنية السابقة لم تحرم البورصة قانونيا ودينيا !!!
ولكن قبل شهرين تقريبا إشتدت الحملة الحكومية الأردنية من أجل قطع التعامل بالبورصة وبالتعامل أيظا مع البورصنجية علما أنها لم تقم سابقا بتحريمها .
والسبب في ذلك أن المتعاملين بها والأثرياء منها هم قلة قليلة يعدون على أصابع اليد .
وهذا لا يؤثر سلبا على سوق العمل في النظام الرأسماليإلا إذا إزدادت فئات الشعب تعاملا معها وأثروا على الإيداعات في البنوك لتتحول شركات البورصة إلى بنوك تمارس عمل البنوك وهي متهربة من دفع الضرائب .

والنظام الإقتصادي الرأسمالي والإسلامي كله يعتمد على وجود قلة نادرة من الأغنياء والأثرياء و95%من الشعب كادحين وبروليتاريا لذلك لم يكن هنالك محاربين للبورصة حين كان القلة النادرة تتعامل بها .
وهنا جاء دور الحكومة وخبراء الإقتصاد ليكتشفوا حجم الدمار في سوق العمل حتى أن الناس توقفوا عن إعمار بيوتهم أو شراء أشياء تلزمهم والمهم عندهم هو : حشد أكبر كمية من الأموال من أجل الحصول على أكبر قدر من الأرباح وبهذا تعطلت الحركة التجارية والبيع والشراء وتراجع أصحاب المحلات التجارية للخلف وجلسوا خلف أدواتهم ينظرون للناس .
ومن المهم معرفته أن الدين الإسلامي يقوم إعلاميا على محاربة وتحريم ما حرمه الله على المسلمين دون الإعتماد على الكثرة الممارسة للمحرم .
فمثلا تحرم الخمرة والزنا ليس لأن الزانين عددهم بالمآت أو الألوف ولكن من أجل مبدأ ديني إلهي واضح .
ويحرم الإسلام الربا ليس لأن المتعاطين بالربا قلة أو كثرة ولكن بسبب المبدأ الديني الذي حرم الربا وأحل البيع !!!!
ولكن في البورصة الأردنية الموضوع مختلف تماما .

فقد حرمت دائرة الأفتاء العمل في البورصة بعد أن تعاملت بها كل فئات الشعب الأردني ولكنها قبل ذلك لم تقم بتحريمها !!!!
وهذه هي الإزدواجية الدينية في المعايير والكيل بمكيالين وعدم الكيل بمكيال واحد .
وإن تصرفات الحكومة تصرفات صحيحة لأنها سياسية وليست دينية ولكن الحق كل الحق على الإفتاء لأنهم من قبل لم يحاربوها إلا عندما أصبحت إقامة الحرب مطلبا سياسيا من مطالب الدولة الأردنية .
وهنا تصبح سياسة الدولة سياسة منع وبت وتصبح سياسة اللإتاء تحريم ونهي .

والبورصة في الأردن التي حرمتها دائرة الإفتاء هي البورصة الحقيقية ولربما يسأل سائل ويقول :لم تمنع الحكومة الأردنية البورصة إلا لأنها بورصة وهمية وليست حقيقية ؟
وأقول أن حملة الحكومة الأردنية على البورصة منذ البداية لم تكن حملة إقتصادية خاضعة لنظام إقتصاد السوق الحديث وإنما كانت حملة دينية توعوية إرشادية ثم تطورت بعد ذلك لتصبح حربا على الفساد الكبير .
وإذا كان رئيس الحكومة الأردنية الحالي يحارب الفساد فهذا جهد يشكر عليه ولسوف يحارب غدا المستثمرين جيدا لوظائفهم أي أننا ننتظر منه محاربة الإستثمار الوضيفي إذا قدر عليه .وهذا ليس تهكما مني فحجم المشكلة في الأردن فعلا كبير جدا فالفساد الإداري هو أكبر مختبر فساد في الأردن وهو أكبر مصدر للأمراض الإجتماعية فالذي يملك مالا في الأردن يستطيع أن يزور بعض الدوائر الحكومية وبعض الموظفين لإنهاء أي مشكلة تصادفه بالطرق الرشوية والفساد الكبير والصغير .

والبورصة في الأردن تستحق السحق والمحاربة لأن الإنسان العربي ما زال يعتبر العمل فقط للضرورة القصوى أي كالخروج من المنزل للضرورة القصوى في العواصف الثلجية وأحداث الطواري ..
حتى أن العملين في الدوائر الحكومية والسلك العسكري قد هجروا وظائفهم أو أنهم كانوا على وشك مغادرة مقاعدهم الوظيفية ليشغرها غيرهم ولينضموا هم تحت جيش العاطلين عن العمل وإشتروا سيارات فارهة وركبوها في القرى وترفعوا عن حمل الأدوات المهنية وهجر المهنيون أعمالهم والطوبرجية أخشابهم والموسرجية مواسيرهم الحديدية والأكوابكس ههههههه.
إن حجم المشكلة أكبر من المصلحة الفردية للفرد وإن دفع الضرر أو من جلب المصالح.

وحين يتجمد رأس المال ويصل إلى درجة الصفر فإن المجتمع كله يتجمد معه إلى ما دون الصفر المأوي فتتعطل المحلات التجارية من بيع وشراء ويصبح الركود الإقتصادي سمة بارزة من سمات المجتمعات الميتة والحزينة والكئيبة .
وأعمال البورصة في الأردن أثرت بشكل مباشر على إقتصاد السوق المحلي من بيع وشراء وكذلك أثرت بشكل مباشر على اليد العاملة وعملت على زيادة نسبة البطالة المتعمدة حيث تعطل العاملون عن العمل ,نعم , تعطل العاملون عن العمل ليجلسوا بجانب القاعدين عن العمل ظنا منهم أن ما يحصلون عليه من أرباح سوف يغنيه عن العمل أو مد الأيدي لأولياء الأمور .
عملت نشاطات البورصة الوهمية في الأردن على تعطيل حركة التجارة وأثرت بشكل سلبي على البنوك المصرفية بسبب السحوبات اليومية من البنوك وتراجع الإيداعات حتى أن أكبر البنوك الإسلامية كادت أن تعلن عن إفلاسها وتوجهت للدعاية والإعلان في التلفزيون الأردني من أجل إعادة التذكير بها ومن أجل إعادة الثقة بها لزبائنها .

وبالرغم من الحملة الأردنية الإعلامية على شركات البورصة وتحريمها تحريما قطعيا غير أن الناس لم يمتثلوا للأوامر والنواهي الدينية وأعتبروا أن الدولة الأردنية تعمل في نظام البورصة منذ زمن ولم تحرم دائرة قاضي القضاة في الأردن البورصة من قبل .

ولم تكن للبورصة نشاطات كبيرة وواسعة في الأردن وكانت مختصرة فقط على البنوك وبعض رجال الأعمال لذلك لم تقم السلطات الأردنية ممثلة برؤساء الحكومات السابقة واللاحقة بمحاربتها ولكن حين توجه الشعب الأردني بكل فئاته للإستفادة من البورصة أقامت الحكومة الأردنية عندها حاجزا دينيا كبيرا جندت به الطاقات والكوادر وكل ما تملكه من وسائل ترهيب وتخويف من الإتجار بها أو التعامل بها .
صحيح مثلا أن الغالبية بدأت تعمل في البورصة ولكن من الملفت للنظر أن الحكومة الأردنية أو الدولة الأردنية هي من الدول التي تعاني من أزمة حادة في البطالة , والبورصة جاءت لتزيد الطين بلة لتعطي للعاملين فرصة ترك أعمالهم قبل العاطلين عن العمل .

وهذا الشيء أضر بمصلحة الدولة والمواطن ولم يكن المواطن الأردني يعي هذه الأشياء وسذاجته جعلته يفكر بمرابح بسيطة إزاء مشاكل مستقبلية مع أبنائهم ومع أنفسهم إن حجم المشكلة كارثة حقيقية وبيئية لولا أن الدولة أوقفت التعامل بها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البورصنجية في الأردن1
- الإنسان ما قبل المسلم وما بعد المسلم2
- الإنسان ما قبل المسلم وما بعد المسلم 1
- نعمل من أجلكم نأسف لإزعاجكم
- أنا علماني
- صناعة الكتب 2(قراءة الكتب)
- صناعة الفقر
- صناعة الكتب 1
- القرآن أشهر كتاب عربي
- من ذكريات عاشق في الريف والمدينة 1
- رمضان معنا أحلى
- نقاش في شبكة واحة الفكر العالمية عن المرأة
- الانسان المعاصر 1
- تاجر بورصه
- شبه جزيرة الفساد العربية
- المرصد العراقي يسرق موقعي من الحوار المتمدن وينسبه لنفسه
- الفهم الخاطىء للماركسية
- التطور والجمال بين النظرية الهيغيلية والماركسية 2
- التطور بين الهيغيلية والماركسية 1
- حين يكتب الجلادون الكتب


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البورصنجية في الأردن 2