أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعين يعقوبي - الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثالث --














المزيد.....

الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثالث --


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 09:38
المحور: المجتمع المدني
    


يمكن تقسيم المراحل التي مرت بها العلاقة بين الدولة/المخزن والمجتمع/القبائل إلى ثلاث مراحل أساسية:


المرحلة الأولى: وهي تؤرخ لمرحلة ما قبل الاستعمار, فقد كان ما درج البعض على تسميته ببلاد السيبة أي الغير خاضعة لسلطة المخزن تحكم نفسها بنفسها في إطار تجمعات سلالية أو قبلية (وهذا مختلف جذريا عما يوحي اليه بلاد السيبا اي غياب الامن والامان).
وقد اعتمدت في ذلك على الأعراف والتقاليد وعلى جهاز "تشريعي" اجماعة و"جهاز تنفيذي" أمغار أو الشيخ.
ان هذه المؤسسات هي نتاج صيرورة انتقل فيها المجتمع من مرحلة القوة التي كانت الضابط والحاسم في المنازعات بين الأفراد والجماعات إلى مرحلة الأعراف والتقاليد التي تؤطر العلاقات بين الأفراد والجماعات. غير ان هذا الانتقال لم يلغ القوة كحل للمنازعات والذي بقي حاضرا في هذه المجتمعات القبلية إلى يومنا هذا حتى في ظل ما يسمى بدولة القانون.
هذا الانتقال جاء بالموازاة بانتقال هذه التجمعات من العيش على الرعي والترحال, إلى الاستقرار في تجمعات سكنية قصد ممارسة الزراعة, ووجود حدود لكل قبيلة مع توزيع للأراضي التي أصبح جزء منها في ملكية العائلات والأشخاص فيما أخرى بقيت في ملكية القبيلة كتلك الخاصة بالرعي أو بالبناء أو النائية عن مجال سيطرة الأشخاص والمتواجدة في مجال تحرك القبيلة ونفوذها.
وقد عرف هذا المجال مدا وجزرا عبر حقب التاريخ حسب أهميته الاقتصادية, الجغرافية والاستراتيجية من جهة وحسب قوة أو ضعف السلطة المركزية (المخزن) التي تحاول ضم جميع المناطق تحت نفوذها قصد تحصيل الضرائب معتمدة في ذلك عدة وسائل اختلفت عبر العصور ونذكر منها:
- فك التحالفات القبلية
- ضرب القبائل بعضها بالبعض الآخر
- تكسير الروابط الثقافية والفكرية واللغوية عبر دمج العنصر العربي في العنصر الامازيغي
- تجريد القبائل من السلاح
- اعتماد سياسة الترحيل وجلب عناصر قبلية غير محلية لتعمير أراضيها
- بتاء حصون وقلاع حول القبائل لرصد تحركاتها
- تقطيع المجال القبلي إلى وحدات إدارية متعددة وتعيين القواد على راس القبائل
- مخزنة مجموعة من القبائل عبر منحها مكاسب وامتيازات مادية وعسكرية وسياسية كالإعفاء من الضرائب, منح اقطاعات عقارية, الاحتفاظ بالعتاد العسكري من سلاح وخيل
- المصاهرة السياسية عبر التزوج منها
وكانت العائلة والقبيلة مؤسسات لها دور كبير في الإنتاج وفي عملية التنشئة الاجتماعية والتثقيف والتسلية وكذا عملية المراقبة الاجتماعية. إضافة إلى ذلك كانت هناك المنظمات الحرفية والطرق الدينية.
وعلى المستوى الثقافي, انتشرت الثقافة الشعبية الشفوية والتي يتم ترويجها من طرف القوا ت الاجتماعية المتمردة على المخزن, هذه الثقافة الشفوية كانت تستقطب الجماهير الشعبية وتؤثر عليها.
وكان للزوايا حيثما وجدت دور ديني وسياسي كبير في لحظات تاريخية معينة, حيث كانت تلعب دورا أساسيا للتأطير الشعبي ومركزا إشعاعيا, ثقافيا فكريا وتنظيميا واجتماعيا، إلا أن الطابع الديني كان هو المسيطر والسائد في جميع اللقاءات والأنشطة التي تقوم بها.
ونظرا لكل هاته الأدوار, كان المخزن يشجع الزوايا الموالية له, أما الزوايا المناوئة له فكان يعمل على احتوائها واحتضانها لا القضاء عليها وعلى تطبيع علاقته معها قصد إخضاعها لتوجيهاته، وبالتالي إلى إبعادها عن كل منافسة وصراع. إلا ان عملية الاحتواء والإخضاع لم تكن لتحقق في جميع المراحل مما يتسبب في مواجهات مفتوحة قد تنتهي بتدمير الزاوية أو قص أجنحتها كما أنها تؤدي أحيانا إلى تقليص سلطة المخزن أو تغيير في الأسرة الحاكمة.
وكنتيجة لهذا التصدي لسلطة المخزن الذي كان يحرم القبائل من قوتها وحياتها عبر الاستيلاء على القطيع أو المحصول الزراعي وتقتيل السكان, أصبح عامة الناس يعتقدون على أن شيوخ الزوايا والأولياء والزعماء الدينيين ينسجون علاقات خاصة مع الله ويتمتعون بسلطة وقوة خاصة وخارقة. كل ذلك أدى إلى نسج علاقات زبونية بين الشرفاء وشيوخ الزوايا مع عدد من الناس. وشيئا فشيئا, تحول هؤلاء الزعماء والشيوخ والشرفاء إلى فئة تعيش حياة البذخ وتستولي على فائض إنتاج القبائل والأشخاص عبر الهدايا والمحاصيل المقدمة لهم أثناء المواسم والزيارات.
خلاصة, يمكن القول ان العلاقة بين المخزن والقبائل في مغرب ما قبل الاستعمار اتسمت بتفوق المجتمع على الدولة. وبتمرد أطراف عديدة وعدم خضوعها له بل كادت ان تطيح به بداية القرن التاسع عشر بعد محاصرة مدينة فاس, مما تطلب منه العمل على اختراقه وضبطه وتطويقه مستغلا في ذلك التواجد الاستعماري بالمغرب.




#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثان ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الاول ...
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-
- درس في المنهجية الديموقراطية
- الإرهاب فيه وفيه ( الجزء السادس )
- عقلية التخلف -1-
- الإرهاب فيه وفيه (الجزءالخامس )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الرابع )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثالث )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثاني)
- الإرهاب فيه و فيه
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الخامس-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الرابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الثالث-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر-الجزء الثاني-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الاول-
- دراسة تقريبية لمستوى عيش المواطن المغربي
- ملاحظات أولية حول حركة الخيار اليساري الديموقراطي القاعدي
- الحقيقة أولا،ثانيا،وأخيرا


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعين يعقوبي - الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثالث --