أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - المحاصصة كشكل للخروج من أزمة الأنظمة الشمولية















المزيد.....

المحاصصة كشكل للخروج من أزمة الأنظمة الشمولية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 05:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد الظاهرة معزولة في أشكال المحاصصة التي فرضتها ظروف مختلفة في أماكن مختلفة , إنها تصبح إلى حد كبير الشكل الذي يحل مكان الأنظمة الشمولية..قد يكون العراق حالة خاصة حيث حل هذا الشكل من المحاصصة نتيجة سقوط النظام بسبب الغزو الأمريكي , و قد يكون من الصحيح أن الضغط الخارجي الشديد كان هو السبب وراء اتفاق المحاصصة بين الحزب الحاكم في الخرطوم و حركة التمرد في الجنوب , و أيضا في حالة زيمبابوي اليوم , لكن من المؤكد أيضا أنه يعكس حالة من التوازن بين قوة النظام القائم و قوى تغييره إضافة إلى وصول القوى المسيطرة داخل النظام القائم للقناعة بضرورة مهادنة الضغوط التي يتعرض لها سواء أكانت داخلية أو خارجية..تثبت التجربة أنه حتى اليوم هناك ثلاثة مقاربات مختلفة للضغوط الخارجية الأمريكية تحديدا التي تتعرض لها الأنظمة الشمولية لأسباب تاريخية تتعلق بنشوئها و تطور علاقاتها مع القطب الأمريكي الواحد و لسياسات هذا القطب نفسه تجاهها و أهدافه الإقليمية : إما الحفاظ على شكل و طبيعة النظام القائم بما في ذلك مواقف مائعة تجاه اشتراطات السياسة الأمريكية لكنها تعني في نفس الوقت أنها لن تستجيب لتلك الاشتراطات "مجانا" بما في ذلك مخاطر المجابهة المفتوحة , أو التحول على الطريقة الليبية أي القبول بما يشبه الاستسلام الكامل مع شرط أساسي هو الاحتفاظ بالسلطة المطلقة , أو الدخول في محاصصة للسلطة مع النخبة المعارضة..يجب هنا التأكيد أن هذا مشترط أولا بموقف أمريكا نفسها , فأمريكا قبلت من القذافي مثلا ما لم تكن مستعدة لقبوله من صدام أو من الأسد في مرحلة سابقة (النظام في سوريا طالما ردد أنه مستعد دوما للحوار مع واشنطن إذا قبلت هي بذلك و كان حريصا على إرسال رسائل ودية لواشنطن حتى في ظل أقصى الضغوط عليه على الرغم من تجاهل واشنطن المستمر) , إذا هذا يتعلق بأهداف واشنطن الإقليمية أولا , الأمر الذي يحدد شكل العلاقة مع كل نظام على حدة و درجة عدائيتها , يجب هنا أن نذكر أنه ما عدا حالة السادات الذي قام بانعطافة حادة في تحالفاته و سياساته الخارجية و الداخلية بمبادرة شخصية من داخل النظام فإن كل الحالات الأخرى شهدت مرحلة انتقالية من المد و الجزر في العلاقة مع أمريكا الشيء الضروري في الممارسة السياسية لتحديد شروط العلاقة القادمة , هذا شاهدناه في حالة صدام الذي كان حتى قبل أيام من آب أغسطس 1990 على علاقة طيبة بأمريكا أو في إطار حالة المد و الجزر الموصوفة سابقا , من الواضح هنا أن اشتراطات واشنطن كانت مرتفعة جدا مع نهاية الحرب الباردة و حتى أعلى مع سقوط بغداد حتى مع أكثر حلفائها إخلاصا و تماهيا غيرمشروطين مع مصالحها , لكن هذه الاشتراطات أخذت تتراجع تدريجيا و هي اليوم ستشهد عملية تعريف جديدة مع وصول إدارة جديدة للبيت الأبيض ربما في إطار إستراتيجية أزمة تهدف لاستعادة زمام المبادرة عالميا , الشيء الذي قد يعني شيئين متناقضين : إما تكتيك أكثر هجومية أو مغامرة , أو تكتيك يعتمد وسائل التدخل غير المباشر للحرب الباردة..هذا يعطي أهمية أكبر لهذه الأشكال الجديدة من المحاصصة التي قد تصبح دارجة كوسيلة للتخفيف من التوترات الاجتماعية و السياسية الداخلية و للتصالح مع النظام الرأسمالي العالمي أو على الأقل لمهادنته , هذا إذا لم يتدبر النظام أمر الحصول على سلاح نووي كما فعل الديكتاتور الكوري الشمالي..هذا لا يقتصر على محور الشر أو من يعتبرهم المركز الرأسمالي العالمي أعداء له بل يمتد ليشمل كل نظام تتناقض مصالحه و لو جزئيا مع هذا المركز مما يعني العديد من حلفاء أمريكا المخلصين تاريخيا , يجب أن نرى في عملية سقوط الكثير من هؤلاء الحلفاء مؤخرا شاهدا على هذا , إضافة بالطبع لأن واشنطن قد تخلت عن الكثير من هؤلاء الحلفاء مع نهاية الحرب الباردة لانتفاء الحاجة لخدماتهم , عدا عن أن عدوها الأول اليوم كان من بين أولئك الحلفاء الأساسيين في فترة الحرب الباردة..هذا التغير في المصالح فرض تغير في الظروف السياسية..هذه المحاصصات و خطابات النخب المعارضة هي أكثر ما يعكس رجعية فكرة و سياسة النخب التي تتصرف كممثل للشعب وفق مبررات مختلفة , حيث تعكس هذه الخطابات و الاستعداد لمثل هذه المحاصصات رغبة في الاستمرار باستبعاد الناس العاديين عن أي شكل مستقبلي للسلطة , إن المحاصصة بين النظام و جزء أو كل النخبة المعارضة قد يبدو هدفا مغريا لمن يقضي وقته في الحديث عن حوار وطني أو عن الوحدة الوطنية لكنها لا تعني أي شيء للناس العاديين , إنها بالضبط محاصصة السلطة و الثروة بين الطرفين على حساب الناس..و مع هذه المحاصصة هناك محاصصة أخرى بين رأس المال الوطني الخاضع بالكامل للسلطة البيروقراطية و بين رأس المال العالمي..هنا علينا أن نتساءل أيضا عن وسائل الضغط على الأنظمة الشمولية التي تستخدمها النخب المعارضة التي تمثل أساسا النخب المثقفة أو أجزاء من البرجوازية "الوطنية" أو بقايا الإقطاع السياسي أو المؤسسة الدينية المهمشة , أي التي لا تشارك فيها الجماهير المهمشة المقموعة بشدة - رغم أنه ذلك القمع غير الملموس الذي يبقى مخفيا بمهارة في مؤسسات الدولة الشمولية البيروقراطية الأمنية على العكس من القمع الموجه للنخبة المباشر و الصاخب - إلا بحضور ثانوي عبر بعض التنظيمات الحزبية اليسارية المقموعة و التي لا تملك أهدافا صريحة لتحرير الناس العاديين من الاستغلال و التهميش أي أنها تحضر بشكل تمثيلي إيديولوجي أيضا أكثر منه حضورا مباشرا فعليا يبقى مغيبا بإصرار من الجميع , هذه الوسائل تستبعد بحزم مثلا أي تحركات شعبية مؤثرة ضد النظام و تفضل عوضا عنها الوسائل الفوقية للحوار "الوطني" مع السلطة و حتى الضغوط الخارجية على النظام التي تصبح شرعيتها أو فائدتها مثار نزاع بينها و بين أزلام النظام أو ما يسمي نفسه بنخب "وطنية" , هناك عامل مشترك في كل هذا الحوار "الوطني" و كل أطرافه "الوطنيين جدا" هو استبعاد الناس العاديين دون تردد سواء عن وسائل إنجاز "التغيير" أو عن هدفه و عن لعب أي دور في النظام البديل , يدور الحديث فقط عن الوطن – النظام أو عن البديل – النخبة , أو عن الحل الوسط – المحاصصة بينهما..إن تجاوز هذا الشكل من الحوار الوطني يتطلب أولا تنظيم الجماهير نفسها لنفسها بشكل ديمقراطي يتجاوز كل وصاية سلطوية أو نخبوية أو حتى من قبل طليعة معارضة ديمقراطية أو حتى يسارية ما , هكذا فقط سيكون للتغيير معنى أكثر ديمقراطية في مواجهة من يملك السلطة و الثروة اليوم سواء في بلادنا أو في العالم....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو الحرية لا إحياء الحرب الباردة
- تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد
- الأناركية و الجنس
- التابو , السلطة , النخبة و نير الاستبداد
- المعارضة العمالية 1919 - 1922
- هكذا يموت الفقراء !
- هذا الكلام الفاشي
- سادة من دون عبيد ( من وثائق الأممية الموقفية )
- ميخائيل باكونين : بنية الدولة في معارضة بنية الأممية
- لا للصواريخ الروسية في سوريا أو الأمريكية في بولندا و تشيكيا
- من وثائق الأممية الموقفية الإصلاح و الإصلاح المضاد في الكتلة ...
- ما هي مجموعة الألفة ؟
- فيما يتعلق بحرية الرأي و الفتنة المذهبية
- من القمع الموجه ضد إعلان دمشق إلى إعادة بنائه كائتلاف واسع
- وداعا محمود درويش
- مصير الشعوب و الناس في صراعات الكبار
- شتيرنر , الفرد و الأناركية
- نقاش حول البرنامج التنظيمي للاتحاد العام لأناركيين
- لا ديمقراطيين , و لا ديكتاتوريين : بل أناركيين .
- من حكم البيروقراطية إلى البرجوازية أو المتبرجزين التابع للرأ ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - المحاصصة كشكل للخروج من أزمة الأنظمة الشمولية