أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - حلم وعلم














المزيد.....

حلم وعلم


محمد علي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 06:21
المحور: الادب والفن
    


(1)
مطاردة من نوع غريب: أركض، ويركض ورائي صديق قديم
لم أره منذ فترة، ولم أفهمه أبداً
لعلي أركض خوفاً منه، ولعله يركض ظاناً أنني أرشده إلى مكان ما
ولما بلغت – قبله – حافة التل الزلقة، وقبل أن أبدأ رحلة الهبوط الاضطراري
رأيته يلوح لي بذراعيه، كأنه يحذرني، أو يودعني
وحين وصلت إلى السفح، وجدته قد سبقني إلى هناك
وقال لي شيئاً، سمعته، لم أستوعبه ولم أبال

(2)
وفي الواقع، قابلته في اليوم التالي
في منتصف النهار، في شارع تجاري مكتظ بالبشر
عجباً.. قابلته مرتين بمحض الصدفة في يومين وليلة
وكنت أظن حياتنا صارت أعقد من أن تسمح للمصادفات بالحدوث
ولكننا تقابلنا، وجهاً لوجه، بلا ترتيب
كم يشبهني، أو – بالأحرى – كم صار يشبهني
مازال يحاول إلقاء نفس الرسالة علي، وقول نفس الشيء لي
ومازلت أهرب منه وأتجنبه، مع أنني سمعت الشيء ولم أعقله
لا توجد في هذا الشارع تلال ولا سفوح ولا قمم زلقة.. صحيح
ولكن هناك إمكانية – على الأقل – للفرار من أمام تلك الفاترينة
ثم.. من قال إنني أريد شراء السراويل؟؟

(3)
وفي ليلة تالية، زارني من جديد
ولا أظن الأمر صدفة حقاً
لاشك أن هناك ترتيباً ما، أو غاية ما
ثم: لماذا بات يصر على زيارتي دائماً وأنا منهك؟
ولماذا يصر على مطاردتي ليلاً حتى أقع من علو ما؟
في المرة الأولى أوقعني من فوق قمة تل
وفي هذه المرة أوقعني من على متن سفينة
وأنا لا أجيد الطيران – بالطبع، ولا العوم – للأسف

(4)
وجاءني لمرة أخيرة، أو على الأقل هي كذلك في نفس الأسبوع
لكنه جاءني في موعد مختلف ومكان أكثر حميمية
لأول مرة لا يزورني في منتصف الليل أو في منتصف النهار
زارني هذه المرة في الصباح الباكر، وأنا مازلت أفرك عيني امام المرآة
رأيته من جديد
وحاولت هذه المرة ألا أهرب منه
حاولت أن أستمع إلى رسالته من جديد، فلربما تكون ذات شأن
وربما يكمن فيها سعدي، أو شقائي
ولكنه لم ينطق بها – ويبدو أنه لا يحب التكرار
وظل يقلدني على نحو مستفز
أتراه يبغي مطاردة أخرى؟
ومن ذا المستعد للقفز من النافذة، في العالم الحقيقي؟؟

(5)
كم سئمته وسئمت زياراته الصباحية والمسائية عديمة المغزى
لكني لا أظن أن بيدي فكاكاً منه



#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات إلى شاري الأيام
- في الاغتراب وعنه
- ثم يبدأ البحث عن الشاطئ التالي
- القرصنة المتأسلمة على الفايسبوك.. ملاحظات ودلالات
- حاجيات مهجورة
- حبل وشجرة
- وديانتي مصري
- حروف هجاء وجودية
- مقدمة حائرة إلى عِلم قديم
- طائر الفينيق
- تذاكر
- يوم كاشفتني ذات الرداء الأبيض
- سكوت مَن ذهب
- هل نتجه حقاً إلى نظام دولي متعدد الأقطاب؟


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - حلم وعلم