أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم














المزيد.....

الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رأيي في محله بشأن تلك الجريدة ، أو نجمة المعارضة هذه الأيام ، و التي أشبهها بصمام التنفيث في إناء الطهي بالضغط ، المشهور في مصر بإسم حلة البرستو ، فذلك الصمام لا وظيفة له سوى السماح بتسريب مقدار من بخار الماء إلى خارج الوعاء ، عندما يصل الضغط إلى مرحلة معينة ، بغرض منعه من الإنفجار ، مع السماح في الوقت ذاته ببقاء الضغط و الحرارة كافيين لطهي الطعام .
الشعب المصري - في غالبيته العظمى ، من طبقات بسيطة و وسطى - يُطهى على نار الفساد و الإستبداد ، و السلطة واعية لمخاطر الوضع ، و تريد أن تستمر في نهش لحم الشعب ، و حتى لا ينفجر الوضع كانت ظاهرة الجرائد المعارضة الأمنية ، و التي كانت في بداية ظهورها إسبوعية ، إلا أنه مع تزايد الوضع الإقتصادي سوء و زيادة الإستياء الشعبي بالتالي ، أو الضغط ، بشكل خطير ، أصبح من الضرورة فتح صمام التنفيث بشكل يومي .
أسماء صحف تتعدد ، و معها رؤساء تحرير ، كلما خمد وهج إسم بإنكشاف حقيقته أمام الشعب ، بادروا بإحلال إسم أخر ، و روجوا له ، ليبتلع البعض الطعم حتى حين .
صحف و إن كانت تتحدث عن فساد ، و إستبداد ، إلا إنها لا تقدم أبداً حلول عملية فعالة – و أشدد على الكلمتين الأخيرتين لأن فيهما الحل الحقيقي لأزمة الشعب – فوظيفة تلك الصحف ، و على رأسها تلك الصحيفة ، لا تزيد عن تنفيث الغضب ، ليستمر الإناء في أداء وظيفته بالإستمرار في طهي الشعب المصري ، أربعين عاماً أخرى كما يأملون .
نجمة اليوم اليومية ، أو صمام تنفيث الوقت الراهن ، تسير على نفس المنهاج الأمني ، نقد بلا حلول فعالة ، و في أفضلها سلبية لا تؤدي إلى شيء .
لو رجعنا للوراء ، لنستعرض سجلها المعارض الحقيقي ، سنجد إنها لم تشارك في أي عمل معارض إيجابي ، و إنها من روجت للبروفة الأمنية القائلة بوفاة مبارك الأب ، و غير ذلك مما لا يتسع له المقام .
أما في رمضان الحالي فأصبحت مثل مشايخ السلطة في العصرين الأموي و العباسي و بقية عصور الإستبداد ، أقصى ما يدعون إليه مع الصبر على بلاء الإستبداد و الفقر ، هو الدعاء .
الشيخ رئيس التحرير ، أو الداعية الجديد ، أصبح همه هذه الإيام هو مطالبة الأمة المصرية الإكتفاء بالدعاء .
لكن لماذا لم يدع للمشاركة في أي إضراب ، و لا للخروج في أي تظاهرة ؟؟؟
لماذا يحبب لنا الإكتفاء بالدعاء ، ثم إنتظار الإستجابه الربانية ؟
لأنه يعلم - إن كان يقرأ القرآن و الحديث و السيرة النبوية المطهرة - مثلما يعلم من هم وراء جريدته ، أن الدعاء وحده لا يكفي ، و إلا لكفي بني إسرائيل الدعاء على فرعونهم ، و على أعوانه هامان و قارون .
أو لكفى نوح – عليه السلام – الدعاء ، دون الحاجة لبناء سفينته ، و لكان المسلمون في مكة بقوا في أم القرى ، و لم يحتاجوا إلى الهجرة ، و لا كانت بالتالي غزوة بدر الكبرى ، و ما تبعها من غزوات .
الله – عز و جل – و إن كان إبتلى قوم فرعون بالكثير من الضربات ، أبان محنة بني إسرائيل في مصر ، و لكنه تعالى ، لم يقض على فرعون و جنوده ، إلا عندما إتخذ بني إسرائيل موقف فعال ، و استجابوا لدعوة موسى و هارون – عليهما السلام – و خرجوا معهما .
بالمثل لم ينصر الله المسلمين على مشركي مكة ، بمجرد الدعاء و الصبر على العذاب ، برغم أن خاتم المرسلين – صلى الله عليه و سلم – كان معهم ، بل كان على مسلمي مكة أولاً الهجرة للحبشة ، ثم ليثرب ، ثم ثانيا كان ما نعلم عن غزوات الرسول ، صلى الله عليه و سلم .
الله لا يغير ما بقوم ، حتى يغيروا ما بأنفسهم ، أليس كذلك ؟؟؟
هذه ليست مطالبة بسلوك مسلك عنيف ، فحاشا أن أطالب الشعب بذلك ، و إنما هي مطالبة بأن نأخذ موقف فعال إيجابي حيال الأزمة التي تعيشها مصر ، مثلما هي كشف لأولئك المخادعين ، الذين تسربلوا بسرابيل المعارضة الحكيمة ، و يريدون من المطحونين أن يستمروا على سلبيتهم ، ليستمر طهوهم على نار هادئة ، و نهش ما تبقى لهم .
لن يُنقذ مصر ، إلا الفاعلية السلمية ، بمزيد من الإحتجاجات المسالمة ، في صورة إضرابات عامة ، مثل إضرابي السادس من إبريل ، و الرابع من مايو ، و الأفضل بالتظاهر السلمي المتصاعد في الوتيرة و الحجم ، و المُطالب بالتغيير الشامل ، لا مجرد مطالب فئوية محدودة في مطالبها ، ضيقة في أفقها .
إعملوا ، ثم أدعوه ، عز و جل ، فيستجب لكم .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟
- عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم
- غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية
- يوم الفخر - يوم الدرعية 9-9-1818
- أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية
- لسنا ضد أهل الخليج ، و لكن ضد بيع مصر لهم
- تصوراتنا للإتحاد المتوسطي ، دراسة مدرسية متبادلة لتاريخ بعضن ...
- عبد الوهاب المسيري حي بنا
- لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
- هل ينقص مصر الطلاب ؟
- المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
- تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و ...
- إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
- إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
- أئمة المساجد بالإنتخاب
- عودة الروح الفرنسية لساركوزي ، و لكنها ليست كما نرغب
- شارع الخليفة المأمون سابقاً ، الوجه الحقيقي لطاغية
- المعارضة المصرية بين الدرس النيبالي و خيانة الرابع من مايو
- دوحة ترحيل المشاكل للغد
- الساركوزية هي أقرب للبونابرتية و ليست بأي حال ديجولية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم