أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - هل يُسجن أولمرت كما سُجن أرييه درعي ؟















المزيد.....

هل يُسجن أولمرت كما سُجن أرييه درعي ؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 05:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


سؤالٌ أعاد لي قصة سجين إسرائيلي سابق ، كان وزيرا للداخلية ، وكان رئيسا لحزب كبير، وهو حزي شاس ، إنه أرييه درعي اليهودي المغربي، الابن الذي ربّاه الحاخام عوفاديا يوسيف ، وكان يأتمنه على تدريس أولاده ، وكان يساعده في مجالات الإفتاء والخطابة ، حتى أنه أثار غَيْرَةَ عائلة الحاخام .
أرييه درعي كان طالبا ذكيا متفوقا في المغرب ، غير أنه فوجيء عندما وصل إلى أرض (الميعاد) أن مسؤولي المدرسة أرجعوه سنة أخرى إلى الوراء بحجة أن مستواه أقل من المستوى المطلوب، فأرجعوه من الصف السابع إلى السادس ، فلا عجب أن شعرَ الطالبُ بالتمييز العنصري منذ دخوله أرض الميعاد !
وشرع الحاخام يوسيف في الإشراف على بناء هذه الموهبة، فضمه إلى شاس، وجعله عضو كنيست ووزيرا للداخلية ، ومشرفا على شبكة شاس التعليمية النبع ( همعيان) ، وهي أهم شبكات التعليم الدينية بعد التعليم الرسمي .
وفجأة أسلَمَهُ الحاخام كبير النفوذ، واسع الشعبية - بلا مُبالاة- أسلمه إلى الشرطة ليدخل السجن الفعلي 1999 م ، مما أثار استغراب كثيرين، ، بعد خدماته الجُلَّى لحزب شاس ، ولم يكن السبب في ذلك يعود إلى عدل وإنصاف الحاخام عوفاديا ، وأنه كان مقتنعا بأن درعي مختلسٌ مذنبٌ يستحقُّ السجن ، بل لأن أريه درعي اقترفَ ذنبا في حق سيده لا يُغتفر ، واعتدى على المحظورات في الدين اليهودي ، التي يُبشِّر بها عوفاديا يوسيف ليل نهار، والمحظوراتُ التي رفضها درعي ، هي قولُ الحاخام المعلم :
يجب ضرب الفلسطينيين الأفاعي ، فالماشيح نفسه سينتقم منهم !
فدرعي كان يؤمن بأن الفلسطينيين بشرُ ، وليسوا أفاعيَ .
وإكمالا للصورة ، قرَّر الحاخام عوفاديا يوسيف أن يحتفل بإطلاق سراح أريه درعي بعد ثلاث سنوات من الإذلال في السجن ، فقرّر أن يعزله من رئاسة حزب شاس ، وأبلغه بقرار العزل قبل أن يخرج من السجن (وفاء وتقديرا) ، ويُعيِّن بدلا منه إيلي يشاي !
أما خطيئة أريه درعي التي سبَّبت له السجن والإذلال والإقصاء من قبل الموساد ، فكانت كلماتٌ قالها وهو وزير للداخلية :
يجب على إسرائيل أن تعترف بحقوق أولاد اسماعيل ، أي العرب.
لا مانع لديّ من خرق السبت لكي أحتجّ على قصف أمريكا للمدنيين العراقيين .
أعارض بشدة قصف لبنان عام 1992
ونظرا لمقولاته السابقة استدعاه إسحق شامير ، وكان يجلس إلى جواره رئيس الشابك ، وقال الاثنان لدرعي:
"إن تصريحاتك السابقة خطيرة جدا تضرُّ بإسرائيل " صحيفة الأيام المشهد 26/11/2002م
ولما طالبوه أن يعتذر قال :
لن أعتذر عما قلت ، فهناك تمييز عنصري فاقع ضد العرب في إسرائيل ، حينئذ استخرجوا ملفاته حينما كان وزيرا للداخلية ، وورطوه في جرائم سرقات وابتزازات ، قال عنها للمقربين منه بعد سجنه : كانت كلها بأمر من الحاخام لمصلحة شاس!
ما أشبه البارحةَ باليوم !
فأولمرت الأصولي المتطرف دينيا وعقديا ، كان بطلا من أبطال الاستيطان في القدس ، يواظب على حضور مهرجانات الجمعيات الدينية المتطرفة ويموِّلها، قبل أن يصبح رئيسا للحكومة ، فقد كان من أبرز شخصيات جمعية عطيرت كوهانيم .
كتبت صحيفة هارتس :
" يسكن أكثر من ألف يهودي في الحي الإسلامي والبلدة القديمة، تواصل جمعية عطيرت كوهانيم جمع التبرعات لشراء بيوت العرب في القدس ، في الحي الإسلامي ، وستقام مأدبة عشاء كبيرة للتبرع وسيحضرها إيهود أولمرت رئيس بلدية القدس " هارتس 21/6/1998م
وفي خبر آخر :
" منح أيهود أولمرت عطيرت كوهانيم كتابا يدعو لدعم أنشطة الجمعية في القدس الشرقية ، ومما جاء في الكتاب:
" تلعب عطيرت كوهانيم دورا بارزا في استيطان الحي اليهودي السابق ( الحي الإسلامي) إن دعمكم المالي لها يعزز السيطرة على كل أحيائها "
وجمعية عطيرت كوهانيم ترعي كتيبة الناحال في الجيش الإسرائيلي ، وكانت الجمعيةُ قد أهدت شارون منزلا وسط الحي العربي في المدينة. معاريف 30/1/2001م
وكان أولمرت أيضا بطلا في نظر (أمناء جبل الهيكل) وهم جماعة من المتطرفين مسؤولون عن مراسم وطقوس إحياء الهيكل الثالث ، وكان شعارهم :
" لن يعود الماشيح قبل تطهير الحرم من الفلسطينيين ، وقبل تطهير اليهود نفسيا وجسديا ، بإعدادهم روحيا من قبل المخلصين " كتاب الصراع في إسرائيل للكاتب ص 220"
وأشرف أولمرت على عقد مؤتمرات لجماعة أمناء جبل الهيكل في قاعة بلدية القدس لجمع التبرعات ، وكان أكبر مؤتمر لهم في عهد أولمرت عام 1998م .
ومن المعروف أن هذه الجماعة مثل جماعة عطيرت كوهانيم ، وجماعة حي قيوم ، وأنصار الهيكل ، ومعهد الهيكل ، ومحكمة الهيكل، ومنتدى القدس ، ونساء في خدمة الهيكل ، ويشع ، وغوش إيمونيم، كلها تُجرِّم كل من يتفاوض على الحرم وتعتبره كافرا مرتدا عن الدين اليهودي قال شار ياشوف هكوهين عضو مجلس الحاخامين الأعلى :
" لا يجوز لمن يتفاوض على الحرم ، أن يطلب الغفران ، حتى في يوم الغفران " معاريف 5/1/2001م
وكما هو معروف فإن إيهود أولمرت ظل يشغل منصب رئاسة بلدية القدس عشر سنواتٍ ذهبية من 1993- 2003م ، أنجز فيها أكبر مشاريع الاستيطان ، من جبل أبو غنيم (هارحوماه) إلى تعزيز الاستيطان الاحتلالي حول المدن والقرى الفلسطينية ، فاستحق بذلك أن يكون أحد فرسان الاستيطان المشهورين ، وأحد الأعضاء الشرفيين في الجمعيات الاستيطانية المتطرفة كلها .
ولا غرابة أن يصل الصحفي أولمرت إلى رئاسة أربعة وزارات متتالية ، ثم يصبح رئيسَ الحكومة ، وهو من خارج الجيش ، فهو لم يُنهِ خدمته العسكرية ، بسبب إصابةٍ في قدمه .
وحصل أولمرت على كل المناصب السابقة بفضل دعم الجماعات والأحزاب الاستيطانية ، فكيف ينقلب عليها ، ويصبح في النهاية مفاوضا للغوييم الفلسطينيين الأشرار ؟
وكيف يُعلن استعداده للتفاوض مع النمر السوري صعب المراس ؟ بعد أن يُبدي رغبته في إعادة الجولان بأكملها إلى سوريا ، وماذا يبقى من إسرائيل بعدئذٍ ؟
وإذا أضفنا إلى ذلك فشل أولمرت كقائدٍ عسكري في إدارة عدة حملاتٍ عسكرية على قطاع غزة ، من أمطار الصيف إلى غيوم الخريف (وربيع الغضب ، وشتاء الدم )، وكذلك فشله حتى في إقناع جمهورية مصر بصدق نواياه في السلام . وعجزه عن حماية المواطنين الإسرائيليين في القدس.
وإذا أكملنا الصورة بالمعركة الكبرى ضد لبنان ، وما مُنيتْ به من فشل ذريع في كل الأصعدة ، وإذا أضفنا إلى ما سبق فشله في التعامل مع ملف السلاح النووي الإيراني ، وفشله في إدارة الصراع الحزبي الإسرائيلي؛ فإننا نكون بذلك قد عثرنا على السبب الذي يدفع الحارديم إلى فتح ملفه الشخصي المحفوظ في المجلس الحاخامي الأعلى ، في السنهدرين ، فهو وغيره ليسوا سوى موظفين في (مملكة ) إسرائيل الكبرى !
مع العلم بأن الشاهد الرئيس ضده جاهزٌ ، وهو السيد موريس تالانسكي ، وموريس تلانسكي معروفٌ في الإعلام الخارجي بأنه رجل أعمال أمريكي من أصلٍ يهودي، أما العالمون ببواطن الأمور فيعرفون بأنه نشيطٌ فعّال في تنظيم أمناء جبل الهيكل ، وهو وأولمرت معا شريكان في عضوية الهيئة الإدارية في (مؤسسة القدس الجديدة) ، وتلانسكي مؤمنٌ يُقيم الشعائر الدينية اليهودية، كاملة غير منقوصة ، كما أنه داعمٌ رئيس لحركة الاستيطان في القدس .
وماذا ستخسر إسرائيل حين يُسجن أولمرت؟
إن سجن أرييه درعي وتهمة موشيه كتساف الذي اعتاد أن يُجامل العرب، وسجن أولمرت درسٌ لكل السياسيين الإسرائيليين الكبار أولا بألا يخرجوا عن الإطار الذي سنه الحاخامون المتطرفون ، وهو أيضا رصيدٌ ديموقراطي يُشير إلى أن دولة إسرائيل تحكمها القوانين ، فلا أحدَ فوق القانون رئيسا كان ، أم ملكا متوجا ، زعيما كان ، أو رئيسَ وزراء ، أو حتى رئيس الدولة والكنيست .
ويكتسب قرار السجن -إذا صدر - في حق أولمرت أهميةً إعلاميةً كبرى في منطقة الشرق الأوسط الذي لا يجرؤ فيه القضاءُ في معظم الدول على توجيه – حتى- اللوم لكبار القوم ، فما بالك بالرؤساء والحكام ، الذين يُعتبرون في كثيرٍ من الدول ظِلاَّ لله في الأرض !
وخلاصةُ القول الحاخامي المسيطر على إسرائيل :
لا مجال لصعود رئيس أو وزير، أو رجل أعمال ، أو عضو برلمان في إسرائيل ، إلا بعد أن يدشن عمله أولا بقمع الفلسطينيين
وثانيا بتعزيز الاستيطان
وثالثا بجعل دولة إسرائيل دولة اليهود النقية العِرق والجينات ، كخطوة أولى لتأسيس الإمبراطورية الكبرى بعد مجيْ الماشيح .



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنواع أقلام الكُتَّاب
- الرقابة الذاتية عند الصحفيين الفلسطينيين
- ماذا بقي من اليسار الفلسطيني؟
- موسم القحط الثقافي
- بذرة خضراء.. آخر أُمنيات محمود درويش
- الفضائيات والتلوُّث العقلي
- هل تبخَّر اليسارُ الإسرائيلي ؟
- نصائح للراغبين في ركوب قطار العولمة !
- هل المثقفون هم فقط الأدباء؟
- أوقفوا (جموح) الصحافة الإلكترونية !
- الآثارالعربية ... ومحاولة هدم الأهرامات !
- كتب مدرسية ( مُقرَّرة) في الجامعات !
- عوالق شبكة الإنترنت !
- من يوميات صحفي في غزة !
- الإعلام وصناعة الأزمات !
- محمود درويش يبحث عن ظله في الذكرى الستين للنكبة !
- مجامع اللغة العربية ليست أحزابا سياسية !
- لا تَبكِ.. وأنتَ في غزة !
- كارتر وهيلاري كلينتون وأوباما !
- الزمن في قصيدة محمود درويش (قافية من أجل المعلقات)


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - هل يُسجن أولمرت كما سُجن أرييه درعي ؟