أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - ديموقراطية التقليد ...














المزيد.....

ديموقراطية التقليد ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 10:28
المحور: كتابات ساخرة
    


فـي مدينـة الثورة كان العم ابو علوان يبيع عطوراً داخل قناني بمختلف الأحجام والماركات عاليـة الثمن في الأسواق ’ مثلاً يبيع القنينـة التي سعرهـا في السوق ثلاثـة الى اربعـة دنانير بسعر خمسـة فلوس ’ حيث كان يجمع القناني الفارغـة ويمسح فوهتهـا بعطر حقيقي بعـد تعبئتهـا بمياه مـن الحنفيـة او ربمـا مـن مياه شطيط ثم يبيعهـا بسرعـة وعلى ( الشـم ) فقط يغادر الدربونـة ولم يعود اليهـا ثانيـة حيث سيكتشف الزبائن اللعبـة فيعاقب شتمـاً وصفعـاً ...
سالتـه مـرة : عمي ابو علوان هاي شلون ريحـه ومنين جبتهـه مو حرام عليك ... ؟
يجيب حالاً : عمي هـاي ( تقليــد ) كل دول العالم تبيع تقليـد الصين الهند باكستان تايلاند .. هي ضلت على ابو علوان .
اختفى ابو علوان بعد ان اتى على اخر دربونـه ... وبعـد ان ارتدى الزيتوني مبتداءً بكتابـة التقارير ثم محققـاً في مديريـة الأمـن ومنظراً في صفوف الحزب والثورة بلغت نظرياتـه في التقليد حـدود النضـج والثبات .
ديموقراطيـة التقليـد اصبحت لهـا شعبيـة واسعـة وارضيـة جيدة في النظـم المجاورة للعراق ومنهـا العروبيـة بشكل خاص ’ بضاعـة يتم بيعهـا بالأكراه وفرضهـا الزامـاً على الجماهير الواسعـة ويعـد شرائهـا واجبـاً وطنيـاً وقوميـاً ودينيـاً ’ تطورت تلك البضاعـة واضيف اليهـا بعض التحسينات المحليـة ’ ففي سوريـا تـم تأطيرهـا بالوحـدة والحريـة والأشتراكيـة وفي مصـر ودول الخليـج اضيف اليهـا بهارات مـن الأشتراكيـة الرشيدة واسلاميـة يكون فيهـا امـر الأسرة والسلالـة شورى بينهـم ’ العقيـد القذافي الف فيهـا كتابـاً اخضراً جعـل منهـا شعبيـة اشتراكيـة جماهيريـة ( وعلى هـل رنــه ) ومـن اجـل ترسيخ المبادي المحليـة وترسيخهـا وحمايتهـا بالقدرات السماويـة والوضعيـة اتفقـوا جميعـاً على ان تكون وراثيــة .
فـي سوريـا ولبنـان واليبيـا وبعضـاً مـن دول الخليـج تشكلت بعض الأحزاب والمنظمـات العراقيـة وبعضهـا كان قائمـاً لا تخلو اسمائهـا مـن مفردات الديموقراطيـة والوطنيـة ’ تأكـل بعضهـا ( كرشـاً وغيبـة ودسائسـاً وصفعـات دمويـة احيانـاً ).
فـي العراق الجديد اجتاحت ديموقراطيـة التقليد جميع الأسواق السيايـة ’ الكـل يتنافس مـع قناني ابو علوان والحقوا بهـا الهزيمـة ... المذهبـي والطائفي والقومي والعلماني والليبرالي وابو صـادارة والعمامـة وربطـة العنق والجراوية والعقال وغيرهـم وما اكثرهم اخذوا يبيعـون وعلى نطاق واسـع ديوقراطية التقليد ’كذلك المرجعيات القوميـة والمذهبيـة والأيديولوجيـة بقوائمهـا المنغلقـة والمنفتحـة انتخابيـاً دخلت اسواق التقليد بفعالية عالية ’ الجوامع والحسينيات ومراكز العبادة الآخرى فتحت بسطياتهـا بشروطهـا واعلاناتهـا وفتواتهـا حتى كسدت على بضاعـة ابو علوان وطرق تصنيعـه وانتاجـه ’ المليشيات والمحاكم الشرعيـة وكاتمات الصوت والأسلحـة الخفيفـة والثقيلـة والمخدرات الفكريـة والروحيـة والنفسيـة اغرقت الأسواق ببضائـع التقليـد مـع ضريبــة دم اضافيـة .
ابو علوان ’ وبعـد هزائمـه فـي الأسواق التقليديـة دخـل السوق الجديد مـن اوسـع ابوابـه ’ فشكـل مجلسـاً عشائريـاً للديموقراطيـة المصنعـة محليـاً ووزع ابنـاءه واحفاده قيادات ورموزاً سياسيـة وعسكريـة فاعلـة داخـل مجالس الصحوات الديموقراطيـة بعـد ان اقتنـع ان اغلب اسواق المقاومـة الشريفـة قد اقفلت دكاكينهـا واتجهت الى اسواق العمليـة السياسيـة لتصريف بضائعهـا .
هناك مؤشرات ونشاطات محمومـة تؤكـد عـزم ابو علوان للأستحواذ علـى فدراليـة مدينة ( صدام الصدر ) ليجعـل منهـا معقلاً لديموقراطيـة التقليـد المصنعـة مذهبيـاً ’ وعبـر تجربـته الرائـدة في مختلف الماركات السياسيـة ’ سيضيف الى ديوقراطيـة التقليـد عنصـر الأصالـة المحليـة مثـل مقاومـة الأحتلال وتطوير مفخخات وناسفات الأنتماء العروبي للعـراق وعنصـر التحاصصات والتوافقات والأبتزازات والتراضي الفوقي وايديولوجيات الحوسمـة والفرهـدة ورزقكم في السماء ومـا توعدون .. وجعلناكم اطوارا ... ولا تحسدن الذين انعـم الله عليهـم ’ مستعينـاً بالتراث العريق لديموقراطيات السلالات والباشوات والأغـوات ورؤسـاء العشائر واطيعـوا اللـه وولـي الأمر منكـم ’ وهنـا اقام ابو علوان انقلابـاً ثـوريـاً على صعيـد ديموقراطيـة التقليـد والأصالـة ’ عصـيدة يختلط فيهأ كـل التراث التقليدي للعنف والأكراه والألغاء والتدمير المنظـم لقيمـة الأنسان وادميتـه ’ وادام اللـه ابو علوان عـزة ومفخرة ومرجعيـة لمجلس نواب ودستور ومناطق خضراء وحمـراء ومحميات مغلقـة وفضائيات ملتزمـة ومليشيات وفرق موت وكاتمات للصوت واعادة فصال العراق على مقاس ضيق افق تطرف المذاهب والطوائف والقوميات والعشائـر ’ واسفـاً وبالغ الحزن على الذين سهروا وفكروا وضحـوا مـن اجـل ديموقراطيـة العلم والمعرفـة والفلسفـة واليقضـة والقيم الوطنيـة والأنسانيـة ثقافـة وواقعـاً يجتاح العالـم ’ ان يصبـح جهدهـم الحضاري فـي العراق مصيـدة يوميـة تحت تصـرف ابـو علـوان تسقط فيهـا الملايين مـن اصحاب النوايـا الحسنـة .
وللديمقراطيــة شعوب تحميهـا .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز الحرية المساواة ...
- القضية الكوردية كما افهمها واتمنى لها ...
- الترهل السياسي ...
- الفريق وفيق السامرائي ... مجرد سؤال ؟
- فدراليات اليوم وليس غداً !!! ؟؟؟
- الأستفتاء المدهش ....
- مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...
- حكومتنا تخشى الثقافة الوطنية ...
- من اجل كركوك فقط ...
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...
- الى امي : امراءة ...
- السيد المالكي في برلين ...
- وندعيك وطناً ...
- جميعهم الا انا !!!
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...
- 14 / تموز ... عيدنا الوطني .
- ثقافة الخوف من الآخر ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - ديموقراطية التقليد ...