أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدّين بن عثمان - الحروب القادمة من أجل موارد الطّاقة وسعي أمريكا إلى الهيمنة على العالم بالقوّة: تحليل جيوسياسيّ















المزيد.....



الحروب القادمة من أجل موارد الطّاقة وسعي أمريكا إلى الهيمنة على العالم بالقوّة: تحليل جيوسياسيّ


عزالدّين بن عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب دافيد لاندس (David Landes)، استاذ الإقتصاد وأستاذ التـّـاريخ السّابق بهارفرد، في كتابه "ثراء وفقر الأمم" بالصـّـفحة 491 : "تبدو بقيّة العالم، مقارنة ببلدان آسيا الشـّـرقيّة، سائرة في حركة بطيئة أو حتــّـى خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء. الشـّـرق الأوسط لديه الكثير، لا سيما العائدات النـّـفطـيـّـة الضـّـخمة التي بلغت 2 تريليون دولار (1210) في العشرين عاما التي تلت 1973. لكنّ مؤسّساته السّياسيّة والاجتماعيّة والثـّـقافيّة لا تعمل على التـّـنمية ولا تسعى إلى تحقيق الاستقلاليّة في التـّـنمية التـّـكنولوجيّة... الفشل يجعل القلب قاسيا ويجعل الأعين تدمع. إلى حدّ الآن بلدان الشـّـرق الأوسط بلدان فاشلة."
David Landes, The Wealth and Poverty of Nations, 1998, Abacus Books.

ولئن كان ينظـّـر للمركزيّة الأروبيّة في كتابه فإنّ ما قاله عن بلدان الخليج صحيح. بلدان الخليج تبيع النـّـفط لكنّ عائداته تتقاسمها العائلات الحاكمة. ولئن فسـّـر نجاحَ البلدان الأروبيّة بالنـّـظريّة الثـّـقافيّة لماكس فيبر التي أوردها في "أخلاقيات العمل البروتستـنتيّة" وكذلك بالأطروحة الهيدروليكيّة وهي أطروحة "الاستبداد الشـّـرقيّ" (1) التي وضعها كارل ويتفوغال (Karl Wittfogel) فإنّ الأعجوبة الأروبيّة التي تحدّث عنها في 524 صفحة من دون الحواشي لم تكن ناتجة سوى عن الاستعمار واستبعاد الشـّـعوب ونهب ثرواتها. وإلى اليوم، لازالت البلدان الغربيّة وعلى رأسها أمريكا تسلك نفس السـّـلوك تجاه بقيّة بلدان العالم.

إلى اليوم، تخطـّـط البلدان الإمبرياليّة الغربيّة لسياساتها وتنسّق جهودها من أجل فرض هيمنتها على العالم وتطبّق سياساتها الخارجيّة وفقا لمصالح جيوبوليتيكيّة واستراتيجيّة مدروسة مسبقا ومحدّدة بدقـّـة وتستعمل كلّ الوسائل من أجل تحقيق أهدافها الاقتصاديّة والسـّـياسيّة بصرف النـّـظر عن الحزب الحاكم. وتسخـّـر لتحقيق أغراضها المؤسّسات الكبيرة وشبكات المعلومات إلى جانب الدّعاية واحتواء الدّعاية المضادّة بكلّ الأساليب. في مقابل هذا يستشري الفساد في البلدان العربيّة التابعة أصلا لتلك البلدان الاستعماريّة، ونجد الحكـّـام العرب يقومون بالدّعاية لأسيادهم ويدافعون عن العولمة التي هي شعار أمريكيّ يعبـّـر عن الإيديولوجيا التـّـوسّعية الأمريكيّة.

في البلدان العربيّة، وسائل الإعلام مملوكة من قبل الأحزاب الحاكمة الدّيكتاتوريّة أو من قبل الشـّـركات المتعدّدة الجنسيّات أو الأجنبيّة التي تعمل وفقا لمصالح الدّول "العظمى" فنجدها تعارض الحركات السّياسيّة وحركات التـّـحرّر المشروعة في بلداننا وتبذل كلّ ما في وسعها من أجل الإبقاء على الحكومات المتعفـّـنة والحكـّـام الذين لا همّ لهم سوى خدمة المصالح الإستعماريّة ورأس المال العالميّ. وقد برز الدّور الخيانيّ للحكـّـام والملوك العرب خلال احتلال العراق وبعده إذ قدّمت تلك الأنظمة كلّ أنواع الدّعم لأمريكا وتستـّـرت وسائل إعلامها عن حالات الرّعب التي عاشها المدنيّون وعن مشاهد القتل بالجملة. وعلاوة على ذلك تبقى الحكومات العربيّة فاشلة فشلا تامّا في تحقيق ما تتطـلـّـع إليه شعوبها...

بالرّغم من انقيادهم انقيادا تامّا، نجد الحكـّـام العرب، رؤوساء وملوكا وشيوخا وسلاطين، معزولين تماما ولا كلمة لهم تـُسمع في الأوساط الدّوليّة أو الإقليميّة. وفي الحقيقة هم غير معنيّين بالقيام بأعمال تجلب إليهم الاحترام لأنـّـهم يستمدّون شرعيّتهم ليس من شعوبهم وإنـّـما ممّا توفـّـره لهم أمريكا وإسرائيل من حماية. وليسوا معنيّين بتحقيق توازن دوليّ يضمن لبلدانهم الكرامة والعزّة أو حتـّى بنوع من الثـّـقل الإقليميّ يجعل الأمم الغربيّة المتكالبة على خيرات أمّـتهم تقرأ لهم حسابا. كلّ همّهم أن يبقوا في الحكم... لا يهمّهم حصول النـّـموّ الاقتصاديّ أو عدم حصوله بل إنّ الرّكود الاقتصاديّ والفقر والجهل عوامل مفيدة لهم تـُبقي على سطلتهم.

وبما أنّ هذا المقال موضوعه النـّـفط والحروب القادمة من أجل موارد الطـّـافة فإنّي سأبيّن، باتـّـباع تحليل جيوسياسيّ، كيف أنّ بلدان الخليج التي تتربّع على أكبر الاحتياطات الهيدروكربونيّة ستكون مسرحا لحروب طاحنة وكيف أنّ حروب أمريكا المعلنة وغير المعلنة لا هدف لها سوى السـّـيطرة على العالم والاستئثار بخيراته النـّـفطيّة والغازيّة وسأبيّن أنّ ما تزعمه أمريكا من دفاع عن اللـّـيبراليّة الغربيّة ومقاومة التـّـعصّب والإرهاب الإسلاميّين ليسا سوى تغطيـة دعائيّة باتت مفضوحة وأنّ أبعاد الصـّـراع التي هي بصدد خوضه، الأبعاد العسكريّة والسـّـياسيّة والثـّـقافيّة، تحجب حقيقة واحدة هي أنّ حروبها متجذرة في الجيوسياسة التي قلبُـها النـّـابض يتمثـّـل في السـّـعي إلى السـّـيطرة على العالم.

إنّ الأبعاد الجيوسياسيّة للحرب تكاد تكون عسيرة الفهم والتـّـمييز لكنّ الاقتتال الدّائر في أفغانستان والعراق، حاليا، ليس له من غرض سوى السـّـيطرة على أقاليم غنيّة بموارد الطـّـاقة أو توجد على تخوم أقاليم أخرى غنيّة بتلك الموارد. وشيئا فشيئا سنعرف لماذا تريد أمريكا السـّـيطرة على أحتياطات العالم النـّـفطيّة والغازيّة. إنّ أمريكا ماضية في إبادة الشـّـعوب العربيّة، وسوف تبيدها، لا لشيئ إلاّ لتضغ يديها على أثمن مادّة موجودة اليوم على وجه الأرض ألا وهي النـّـفط. لكنـّـها في الظـّـروف الرّاهنة تكتفي بالإبقاء على الأنظمة العربيّة في السـّـلطة وخاصّة منها الأنظمة الخليجيّة الشـّـبه إقطاعيّة التي تتربـّـع على ثلثي الإحتياطيّ النـّـفطيّ في العالم. وأقول شبه إقطاعيّة ليس سخريّة من أبناء الخليج الأعزّاء علينا بل لأنّ طبيعة المجتمع في بلدانهم ليست رأسماليّة بالكامل وفي معظم مؤسـّـساتها "إقطاعيّة".

الإستراتيجيا النـّـفطيّة الأمريكيّة منذ 1945:

في أواخر الحرب العالميّة الثـّـانية، التي لم تكن سوى حرباأروبّية هدفها السـّـيطرة على العالم، شرعت أمريكا في وضع مخطـّـطات تجعلها تهيمن على العالم بالقوّة فشكـّـل أيزنهاور السـّـياسات التي تضمن لها الأمن والنـّـفط خلال الحقبات المقبلة من التـّـاريخ، من خلال ما يسمّى الأمم المتـّـحدة والمؤسّسات المالية التي من شأنها أن تبقي على شعوب العالم كلـّـها تحت ربقتها مثل صندون النـّـقد الدّولي. وفي واقع الأمر تعود الرّوح التـّـوسّعيّة الأمريكيّة إلى دجيمس مونرو وإلى سنة 1803 عندما اشترى لويزيانا من الفرنسيّن. وهذا تفصيل لتوسّع أمريكا كما يثبته التـّـاريخ: في سنة 1819 افتكـّـت فلوريدا من إسبانيا وكذلك مقاطعة تكساس التـّـابعة تاريخيا للمكسيك سنة 1845 ثم أشترت ألسكا من الإمبراطوريّة الرّوسيّة يوم 30 مارس 1867 بثمن 5 سنتيمات عن الهكتار. وفي سنة 1889 افتكـّـت أرخبيل ساموا من الألمان وفرضت عليهم معاهدة سنة 1899 تخلـّـت بموجبها ألمانيا عن ساموا. وفي سنة 1898 خلعت ملكة هاواي ليليوأوكالاني واستولت على مملكتها. وفي سنة 1903 استولت على منطقة قناة بانما. وفي سنة 1917 افتكـّـت جزر هاواي من الدّانمارك وجعلتها قواعد لغوّاصاتها. وفي سنة 1947 ـ 1994 استولت على جزر المحيط الأطلسي التي كانت إقليما خاضعا لوصاية الأمم المتـّـحدة (Chuuk, Yap, Kosrae, Pohnpei). ويقول ستيوارت كريتون ميلـّـر Stuart Creighton Miller ، أستاذ جامعة يايل، إنّ أمريكا اتـّـخذت شكل الإمبراطوريّة منذ سنة 1898، لكنـّـها تروّج لنوع من البراءة تتمثـّـل في مفهوم "القوّة بلا دنس" الذي يعود إلى الأصول الأولى لمحتـلـّـي القارّة الأمريكيّة الأوائل (كتب ذلك في كتاب عنوانه "الإستيعاب الخيريّ: غزو أمريكا للفيليبين، 1899 ـ 1903" (2) وفي مقال عنوانه "المغامرة الإمبرياليّة"، نشرته نيويورك تايمز، تعرّض لما أسماه سياسة "الاستيعاب الخيريّ" الذي هو مصطلح دعائيّ لا غير). وقد أواصل تفصيلَ الحروب التي شنـّـتها أمريكا في جميع أنحاء العالم منذ تأسيسها والتي يبلغ عددها أكثر من 400 حرب إلى ما لانهاية، لكنّي أكتفي بما كتبه هارّي ماكدوف وجون بلاّمي فوستر في مقال لهما يجده القارئ هنا:
http://www.monthlyreview.org/1101edit.htm
"أنّ الولايات المتـّـحدة الأمريكيّة إمبراطوريّة عالميّة مهيمنة أمر واضح وضوح الشـّـمس. منذ الأربعينات، إن لم يكن قبل ذلك، كانت الولايات المتـّـحدة منخرطة في صراع من أجل الإبقاء على مكانتها أو حتـّـى توسيعها لكي تظلّ في مقدّمة العالم كقوّة عسكريّة واقتصاديّة وسايسيّة. اليوم تمثـّـل الولايات المتـّـحدة ما يقرب ثلث النـّـفقات العسكريّة العالميّة. وهي بائعة الأسلحة الكبرى القائدة لتلك التـّـجارة في العالم. وهي التي تزرع الموت والدّمار في العالم على أكبر عدد من النـّـاس في أكبر عدد من مناطق الكرة الأرضيّة أكثر من أيـّـة أمـّـة أخرى وذلك منذ الحرب العالميّة الثـّـانية".

وبما أنّ المقالة عن النـّـفط، أقول إنّ المؤسّسات الدّوليّة السّياسيّة والماليّة التي أنشأها أيزنهاور لم تكن لها من هدف، على الأقلّ من وجهة النـّـظر الأمريكيّة، سوى تأمين الإمدادات النـّـفطيّة لاقتصادها من جميع أنحاء العالم وخاصّة من الخليج العربيّ الذي يتربّع على ثلثي الإحتياطيّ العالميّ كما أسلفت. اعتبر منظـّـرو الاستراتيجيا الأمريكيّة ولازالوا يعتبرون النـّـفط على درجة قصوى من الأهمـّـية لأنّه كان العامل المهمّ في انتصارهم في الحرب العالميّة الثـّـانية ولأنّ اقتصادهم من دونه ينهار كلـّـية. لئن جعلت القنبلتان النـّـوويّتان التي ألقتهما على هيروشيما وناغازاكي اليابانَ تستسلم فإنّ النـّـفط هو الذي جعل ويجعل الآلة الحربيّة الأمريكيّة تستمرّ في الدّوران إلى يومنا هذا. بالتـّـالي، الأنظمة الإقطاعيّة الخليجيّة التي تمدّ أمريكا بالنـّـفط ضالعة في كلّ الحروب الأمريكيّة وفي جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها.

خلال الحربين العالميّتين وإبـّـانهما، استعملت أمريكا نفطها وبعد الحرب ارتأى ساستها ومحلـّـلوها أنّ نفطها وحده لن يكون كافيا لإدارة عجلة اقتصادها ثمّ شرعت إداراتها في إجراء بحوث حول النـّـفط وكيفيّة تلبية احتياجاتها في حقبة ما بعد الحرب فتعرّفت على أنّ امدادات النـّـفط لا يمكن أن تأتيها سوى من الخليج وبالتـّـحديد من العربيّة السـّـعوديّة فاضطلعت الشـّـركة الأمريكيّة العربيّة "آرامكو" بضخّ النـّـفط من السـّـعوديّة نحو أمريكا لكنّ الخوف من عدم استقرار حكم آل سعود جعل روزفلت يقابل عبد العزير بن سعود على متن سفينة حربيّة في قناة السّويس سنة 1945 أثناء مؤتمر يالطا وأبرم معه اتـّـفاقا شفويّا تعهـّـدت بموجبه أمريكا بحماية آل سعود لقاء إمدادها بالنـّـفط. وكان الاجتماع سرّيا لكنّ صور عبد العزير وروزفلت ومحتوى لقائهما نشرت بعد ذلك. وكانت النـّـتيجة المترتـّـبة عن الإتـّـفاق وعن حماية أمريكا لآل سعود أن صار آل سعود أغنى عائلة في الخليج. ورغم تأميم آرامكو سنة 1976 واصلت تلك الشـّـركة إمداد أمريكا بالنـّـفط. لكنّ أمريكا متخوّفة حتـّـى اليوم من أن يتمّ قلب حكومة آل سعود ولذلك تدعمها دعما كاملا بالأسلحة وتغضّ الطـّـرف عن التـّـعذيب وخرق حقوق الإنسان في ذلك البلد.

وبما أنّ الإقبال على النـّـفط قد تزايد تزايدا حادّا إلى جانب علم ساسة أمريكا بأنـّـه سينضب قريبا فقد آلت أمريكا على نفسها بأن تسيطر على منابعه في جميع أنحاء العالم.

الدّور الاستراتيجيّ للنّفط في الأزمة العالمية للنّظام الرأسماليّ:

تؤكـّـد مراكز الأبحاث أنّ عناصر أساسيّة ثلاثة سوف تفرز أزمة نفطيّة تهدّد العالم الرّأسماليّ بأسره: انخفاض نسب الاحتياطي الخام، ازدياد الطلب على النـّـفط ، وارتفاع الأسعار النـّـفطيّة والمضاربات الماليّة (كنتيجة مباشرة للعنصرين الأوّلين). وقد فشلت إلى حدّ الآن الحلول المتمثـّـلة في تعويض النـّـفط بالوقود العضويّ، أو بأشكال أخرى، كبديل للطـّـاقة في البلدان الأكثر استهلاكا وهي البلدان الرّاسماليّة الغربيّة. هذا السـّـيناريو الذي يلوح في الأفق جعل أمركيا والبلدان الغربيّة تحسّ باللاّأمن وتستعدّ لخوض الصـّـراعات العسكريّة وتضع المخطـّـطات الجغرافيّة السياسيّة والأهداف القصيرة والمتوسّطة المدى. في هذا الوضع، ترسم القوى الرّأسماليه (لا سيما الإمبراطوريّة الأميركيّة) استراتيجيّات للحفاظ على الهيمنة العسكريّة الآنية والمستقبليّة التي تمكـّـنها من الوصول إلى موارد الطـّـاقة في المناطق المنتجة للنـّفط. وفي إطار هذا الشـّـعور باللاّأمن تصوّر أمريكا حروبها بأنـّـها حروب من أجل المحافظة على بقائها. لقد كان الذّهب الأسود بالفعل مادّة استراتيجيّة في سياسة أمريكا منذ 1945 ، كما أسلفت، أمّا الآن فقد أصبح سببا مباشرا لأزمة النّظام الرّأسمالي العالميّ الذي تقوده أمريكا.

نفاذ الوقود، محرّك الإقتصاد الأمريكيّ، يؤدّي بالفعل إلى انهيار أمريكا كقوّة عظمى ولذلك تسعى إلى السـّـيطرة على منابعه بالقوّة العسكريّة، كما أنـّـه سيؤدّي إلى نزاعات عسكريّة طاحنة أخرى خلال السـّـنوات الثـّـلاثين القادمة، خاصّة بين أمريكا والصـّـين التي يزداد استهلاكها للنـّـفط مع تطوّر اقتصادها. الولايات المتـّـحدة تستهلك ما يقارب أربعين بالمائة من الموادّ الهيدروكربونيّة وواحد من كلّ أربع براميل من النـّـفط يوميّا وأربعين بالمائة من البنزين العالميّ، فماذا ستفعل حين يشحّ النـّـفط أو ينضب؟ الولايات المتـّـحدة الأمريكيّة تستهلك 48 مليون برميلا من النـّـفط والغاز يوميّا تستوردها كلـّـها في الوقت الحاضر من بلدان الخليج ومن فنزويلا. ووفقا لما تقوله عدّة تقارير فنـّـية صادرة عن الشـّـركات المتعدّدة الجنسيات الكبرى، المسيطرة على الموارد النـّـفطيّة العالميّة، فإنّ االانتاج العالميّ للنـّـفط لا يلبّي الطـّـلب العالميّ بما يقارب 40 مليون برميل نفط يوميا. نتيجة لهذا، وممّا لا يدع مجالا للشـّـكّ، رأينا أمريكا تسعى جاهدة للسّيطرة على العالم من أجل السّيطرة على النــّـفط. كما أنـّـها تعمل على نصب الصّواريخ في البلدان التي كانت من قبل تنتمي لحلف وارسو وتقوم ببناء القواعد العسكريّة في جميع أنحاء العالم وغوّاصاتها تجوب البحار والمحيطات متحدّية كلّ القوى الأخرى. وتفعل كلّ هذا لأنّ النـّـفط أمر حيويّ لبقائها.


أدركت الإمبراطريّات القديمة الأروبيّة بأنّ العالم أصبح وحيد القطب أو بالأحرى وحيد القرن، إثر سقوط الاتـّـحاد السـّـوفييتي، وصارت تتعامل مع أمريكا بحذر لأنّ أمريكا أصبحت مشكلا للعالم بأسره لما تملكه من قوّة عسكريّة، لكنّها اضطرّت لمساندتها أخيرا في حروبها التـّـوسّعيّة وفي غزوها للبلدان ذات المواقع الاستراتيجيّة والثـّـروات الطـّـبيعية وخاصّة منها النـّـفط الذي يمثـّـل شريان الحياة بالنـّـسبة لوجودها المستقبليّ. وفي الحقيقة تتعدّى العلاقات الأمريكيّة الأروبيّة الخطابات الدّعائيّة إلى تعاون الرّأسماليّة العالميّة في المجالين الاقتصاديّ والعسكريّ وإخضاع بلدان العالم الثـّـالث ونهب خيراتها عبر الشـّـركات المتعدّدة الجنسيّة والاحتكارات الكبرى. لقد رأينا كيف سارعت تلك الشـّـركات إلى العراق لتشارك في احتلاله مع الجنود الأمريكان ولتقتسم غنائم الحرب المتمثـّـلة في النـّـفط ما إن أخضعـته القوات الأمريكيّة. وحسب تقارير الإدارة الأمريكيّة للطـّـاقة (US State Department For Energy) بلغ الإقبال العالميّ على النـّـفط 82 مليون برميل يوميّا وذلك منذ سنة 2005 ويتزايد انتاج البلدان المصدّرة للنـّـفط في تماش مع الطـّـلب. فإذا استمرّ الارتفاع في الطـّـلب على الوتيرة نفسها (450 بالمائة منذ 1955) خاصّة في ظلّ صعود بلدان مثل الصـّـين والهند فإنّ إنتاج النـّـفط الخام يبلغ ذروته فيما بين سنوات 2012 ـ 2020 ثمّ تبدأ بعد ذلك المخزونات الاحتياطيّة في الانخفاض الذي لا حلّ له.

العالم دون أدنى شكّ قد ابتدأ مرحلة الخروج من حقبة التـّـصنيع المعتمد على النـّـفط ليدخل مرحلة خالية من النـّـفط قبل منتصف هذا القرن أو بعدها بقليل، ولذلك فإنّ السـّـنوات القادمة ستعرف صراعات أخرى هدفها التـّـحكـّـم بموارد النـّـفط الخارجيّة والسـّـيطرة عليها خاصّة عندما تنخفض الاحتياطات بشكل كبير. وقد حذّرت هيئة العلاقات الخارجيّة الأمريكيّة (Council on Foreign Relations)، وهي صهريج تفكير يعمل تحت تسميّة "دراسات دايفد روكفيلـّـر" ويسانده الدّيمقراطيّون والمحافطون الجدد على حدّ سواء، من الأخطار الأمنيّة التي قد تنتج عن توزيع النـّـفط الخارجيّ لأطراف أخرى (غير أمريكيّة) وقالت إنّ التـّـواجد العسكريّ الأمريكيّ في مناطق الانتاج ومراقبة الطـّـرق والممرّات البحريّة يضمن عدم تسريب النـّـفط لغير أمريكا. ويمكن التـّـنبـّـؤ انطلاقا من هذا أنّ البلد الذي قد تهاجمه الحكومة الأمريكيّة المقبلة سيكون بالتـّـحديد إيران لأنّ التـّـحكـّـم الاستراتيجيّ والعسكريّ بمنطقة الخليج العربيّ وكذلك بالبحر الأسود وبحر قزوين لن يتمّ من دون إخضاع إيران. ذلك الثـّـالوث النـّـفطيّ (الخليج، البحر الأسود، بحر قزوين) يقدّم تقريبا نصف الانتاج العالميّ من النـّـفط والغاز الطـّـبيعيّ، كما أنـّـه يمثـّـل موقعا استراتيجيا متاخما للصـّـين وقريبا من روسيا. إيران لئن أغلقت مضيق هرمز قطعت الطــّـريق على 40 بالمائة من النـّـفط العالميّ ومنعتها من وصول أروبا وأمريكا. وإذا حدث هذا يتضرّر العالم الرّأسمالي ضررا كبيرا ويتوقـّـف إقتصاده فتنخر مجتمعاته الصـّـراعات الاجتماعيّة.

ومن الواضح أنّ إيران لا تملك قدرات لخوض حرب شاملة مع الولايات المتــّـحدة الأمريكيّة ولكنـّـها سوف تفعل كلّ ما باستطاعتها من أجل غلق مضيق هرمز وبذلك تمنع ناقلات النـّـفط من
عبور المضيق فتسبّب نقصا حادّا في إمدادات الطـّـاقة للعالم الرّأسماليّ. وقد تساند روسيا وكذلك الصـّـين إيران لئن هاجمتها الولايات المتـّـحدة الأمريكيّة وبذلك تشتعل حرب نوويّة تؤدي بالعالم كلـّـه. وقد تساعد روسيا إيران لأنّ علاقاتها بأمريكا لم تعد على ما يرام إذ أنّ الرّوس واعون بأنّ أمريكا تعمل دون كلل على تهميش روسيا لأنّ هيمنتها على العالم تقتضي تهميش ذلك العملاق القديم الذي طال احتضاره، في نظر الأمريكان. ويمكن أن نستقرئ التـّـمرّد الرّوسيّ على نظرة أمريكا والعالم الغربيّ لروسيا في قيام الجيش الرّوسيّ بالهجوم على جورجيا. إلاّ أنّ ساسة أمريكا واعون أيضا بالخطر الرّوسيّ ولذلك يقولون إنّ الصـّـراع الرّوسيّ الجورجيّ عرقل جهود العالم في التـّـصدّي لتخصيب اليورانيوم من طرف إيران.

ولا شكّ في أنّ السّـبب الرّئيسيّ الذي يجعل إيران هدفا لأمريكا هو أنّ صعودها كقوّة إقليميّة نوويّة بتروليّة متحالفة مع روسيا والصـّـين يؤدّي إلى اختلال في موازين القوى ضدّ أمريكا ويهدّد الهيمنة الامبرياليّة الحالية للرّاسماليّة العالميّة والأمريكيّة. أمّا السـّـبب الذي يجعل أمريكا تساند ملوك وشيوخ وسلاطين الخليج وأنظمتهم الشـّـبه إقطاعيّة والذي يجعلها تقف عائقا في وجه كلّ الحركات التـّـحرّريّة في البلدان العربيّة عامّة فهو خوفها على إسرائيل لأنّ إسرائيل آداة هامّة في يد أمريكا بفضلها تضمن الهيمنة والتـّـحكـّـم الاقتصاديّ والجيوبوليتيقيّ والاستراتيجيّ في المنطقة الشـّـرق أوسطيّة وفي الخليج الذي تستعمله القوات الأمريكيّة كمجال تنطلق منه نحو آسيا. هكذا نفهم منطق السـّـياسة الأمريكيّة في الخليج وفي الشـّـرق الأوسط كمعادلة قائمة على المصالح الاستراتيجيّة التي صنعها النــّـفط والتـّـهديد بالانهيار الكامل لاقتصادها فيما لو حُرم من النـّـفط الخليجيّ.

ومن الأسباب الأخرى التي جعلت الولايات المتـّـحدة تشنّ الحرب وتهدّد بشنّ حروب أخرى سعيها إلى تصدير أزمتها الدّاخليّة أو التـّـخفيف من حدّتها فقد خسر الدّولار هذا العام من قيمته 54 بالمائة مقابل اليورو بسبب عجز الميزان التـّـجاريّ الأمريكيّ (5.7 بالمائة من النـّـاتج المحلـّـي الإجماليّ) وكذلك الدّيـْـن الفيدراليّ الأمريكيّ الذي يبلغ 10000 بليون دولار. وفي مقابل هذا تزداد النـّـفقات العسكريّة الأمريكيّة ارتفاعا مفرطا (500 بليون دولار سنويّا). ومن المعلوم أنّ السـّـيطرة على موارد العالم وعلى المواقع الاستراتيجيّة تمكـّـنها من بعث اقتصادها وتجعله متفتـّـحا على الأسواق الخارجيّة بل ومتحكـّـما بها. كذلك، فإنّ مسألة الطـّاقة ، خاضعة لنفس الاستراتيجيا الجيوسياسيّة التي أثيرت في هذا التـّـحليل، إذ أنّ السـّـيطرة على الشـّـرق الأوسط يمكـّـنها من تجنـّـب أي صراع قد يندلع بينها وبين البلدان التي تمتلك أكبر احتياطيّ من النـّـفط في العالم.

هل يمكن للنـّـفط والغاز أن يتكوّنا بصفة طبيعيّة فينقذا أمريكا والعالم؟

الفترة الزّمنيّة التي ينشأ فيها النـّـفط والغاز في أعماق الأرض غير معروفة بالتـّـحديد، لكنّ الدّراسات الجيولوجيّة تقول إنّ الصّخور التي يُستخرج منها النـّـفط قد تكوّنت قبل مليونين من السّنين. هذا القول معناه أنّ المخزونات النـّـفطيّة والغازيّة الحالية سوف يتمّ استهلاكها من قبل أن تتكوّن طبقات جوفيّة أخرى من الغاز والنـّـفط عبر عمليّات جيولوجيّة. لهذا السـّـبب يعدّ النـّـفط وكذلك الغاز مصدرين غير متجدّدين للطـّـاقة. اليوم تقدّر الاحتياطات المتبقـّـية بنحو تريليون برميل ولربّما هناك تريليون آخر في جميع أنحاء العالم لم يتمّ الكشف عنه إلى اليوم، لكنّ التـّـنقيب عنه يتطلـّـب تقنيّات جديدة ووقتا وأموالا وبنى تحتيّة صلبة (في إفريقيا مثلا التي تعاني من التـّـخلـّـف ونقص التـّـقنيات)؛ وقد تمّ استهلاك نصف الاحتياطات من النـّـفط خلال ربع قرن فقط. أمـّـا احتياطات النـّـفط الحالية فإنّ الثــّـلثين منها يقعان في خمس بلدان شرق أوسطيّة. ولا تملك الولايات المتـّـحدة الأمريكيّة سوى 4 بالمائة من المخزون العالميّ للنـّـفط لكنـّـها تستهلك أكثر من 25 بالمائة من النــّـفط المنتـَـج في العالم يوميّا (لديها في آلسكا 10 مليار برميل وهو احتياطيّ لا يتعدّى استهلاكه بضع أسابيع). لهذا السـّـبب سوف تستنفذ احتياطها في ظرف عقود قليلة عندما ينضب نفط الخليج. وسوف تدور الحروب في إفريقيا من أجل النـّـفط والماس ومن أجل الطــّـانطاليت والكولومبيت الذين يسمـّـيهما الأفارقة "كلطان" Colton (معدنين يستعملان في الصّناعات الإلكترونيّة). وبما أنّ الأنظمة العربيّة لا تملك القوّة اللاّزمة لخوض الصـّـراعات فإنـّـها ستظلّ كما هي الآن تابعة وستجبرها أمريكا على تقديم نفطها مجـّـانا.

إنّ روسيا بدورها تدرك أنّ النـّـفط سوف ينضب خلال نصف قرن ولذلك تفكـّـر في طريقة تستخرج بها النـّـفط من القطب الشـّـماليّ، ولذلك أيضا بعثت بغوّاصة إلى القطـب الشـّـماليّ وقام عناصر تلك البعثة الاستكشافيّة بغرس علم روسيا في ثلوج القطب الشـّـماليّ. وقد رأينا ردود الفعل التي صدرت عن أمريكا وبريطانيا وكندا: فقد صرّح مسؤول أمريكيّ بأنّ الاستيلاء على الأراضيّ لا يتمّ عبر غرس الأعلام في الثـّـلج. وفي ذلك القول تلميح إلى أنّ أمريكا مستعدّة استعدادا فعليّا لخوض أيّ صراع من أجل نفط القطب الشـّـماليّ. لكنّ ما يمنع أمريكا من محاولة السـّـيطرة على القطب الشـّـماليّ فهو عدم توفـّـر التـّـقنيّات التي قد تمكـّـنها من استخراج النـّـفط منه. وتدرك البلدان الأروبيّة، إثر البعثة الرّوسيّة، أنّ الحديث عن نفط القطب الشـّـماليّ شيء والقدرة على استخراجه شيء آخر. لكنّ الرّدّ العنيف على البعثة الرّوسيّة جاء من كندا التي قالت إنّ القطب الشـّـماليّ يعود إليها وقد أرسلت، كردّ على تلك البعثة الرّوسيّة، غوّاصات وسفن لتستكشف إمكانيّة العبور من أمريكا الشـّـماليّة وأروبّا عبر القطب الشـّـماليّ. ولئن جعلت لتلك البعثات المتكرّرة هدفا علميّا ادّعت من ورائها أنـّـها تريد أن تعرف إلى أيّ مدى ذاب ثلج القطب الشـّـماليّ فإنّ نواياها الحقيقيّة الرّدّ على روسيا وأمريكا والبلدان الأروبيّة الشـّـماليّة، النـّـرويج والدّنمارك خاصّة، التي تزعم أيضا أنّ القطب الشـّـماليّ يعود إليها.

لقد أصبح الأمر أكثر وضوحا منذ قامت روسيا بتلك البعثة إلى القطب الشـّـماليّ: إن السيطرة على موارد الطـّاقة هي أكثر أهميّة من أيّة قضيّة على السّاحة الجيوسياسيّة العالميّة. ومنذ 1980 أكـّـد مبدأ كارتر أنّ الولايات المتـّحدة لها الشـّرعية في استخدام القوّة العسكرية لتأمين الموارد الطـّـبيعيّة التي تحتاج إليها. في ذلك الوقت، كان المقصود بلدان الخليج عامّة والسـّـعوديّة خاصّة، أمّا الآن فإنّ واشنطن تعمل على السـّـيطرة على بحر قزوين وعلى منابع النـّـفط والخيرات الأخرى في بحر قزوين وإفريقيا أيضا. لكنّ العقبة الكأداء الرّئسيّة في طريقها هي إيران كما قلت ولذلك سوف تشنّ عليها الحرب ولن تسكت روسيا. ولعلّ القارئ قد فهم أنّ كذبة المخزون الأمريكيّ مجرّد دعاية تـُـقنـّـع بها أمريكا نواياها الحقيقيّة، ولعلـّـه أدرك كذلك صعوبة التـّـنقيب عن النـّـفط في المناطق الباردة. صعوبة التـّـنقيب عن النـّـفط في تلك المناطق جعل أمريكا تلتفت إلى منابع أخرى للنـّـفط غير مكتشفة إلى اليوم في إفريقيا. ولذلك قامت ببناء القواعد العسكريّة في جميع أنحاء إفريقيا وفي تونس والجزائر والمغرب. لقد سيطرت أمريكا خلال العقد الماضي شيئا فشيئا على إفريقيا لكنـّـها تجد صعوبة في إقصاء الفرنسيّين والإنجليز منها. وإنـّـي أعرض تحت هذه الفقرة إلى إفريقيا لأنّ محاولة أمريكا احتلالها بالقوّة سوف يغضب الإنجليز والفرنسيّين على حدّ سواء وسوف تغضب فرنسا لا محالة خاصّة عندما تحتلّ أمريكا إيران لأنّ ذلك يحرم أروبا من نفطها. وأمريكا غير مستعدّة لاقتسام الذّهب الأسود مع أيّ كان.

السـّـيطرة على العالم ينظـّـر له كلّ علماء الجيوبولتيقا الأمريكان:


في سنة 1998 نشر زبيغنياف بريزنسكي كتابا عنوانه "رقعة الشـّـطرنج العالميّة: تفوّق الولايات المتـّـحدة وأتباعها الجيوسياسيّون". وقد كان بريزنسكي مستشارا أمنيا في حكومة جيمّي كارتر وواحدا من مصمّمي السـّـياسة الخارجيّة المرموقين. وقد طرح في كتابه نظرة على غاية من الشـّـدّة تتلخـّـص فيما يلي:
ـ البلدان الكبيران النوويّان اللذان يطمحان إلى الهيمنة على العالم يوجدان في آسيا: الصّين والهند.
ـ البلدان القادرة على مواجهة وجهة النـّـظر السـّـياسيّة والاقتصاديّة للولايات المتـّـحدة موجودة في آسيا.
ـ على الولايات المتـّـحدة الأمريكيّة إذا أن تسعى إلى الهيمنة على أوراسيا والتـّـحكـّـم بها.
ويستشهد في كتابه بفكرة ماكـّـيندر، عالم الجيوسياسة البريطاني، القائلة بأنّ من يتحكـّـم بوسط أروبّا يتحكـّـم بالعالم، ملاحظا أنّ اعتبارات إقليميّة قد تمّ التــّـغلـّـب عليها ولم يبقى أمام أمريكا سوى الانتقال مباشرة إلى الهيمنة العالميّة. وقال إنّ السـّـياسة الخارجيّة الأمريكيّة يجب أن تهتمّ بالبلقان وببلدان آسيويّة مثل الصـّـين والهند وإيران وسوريّة وغيرها من البلدان. ولم يكن بريزنسكي الوحيد في توجيه مثل هذه النـّـداءات وإنـّـما نجد صامويل هانتنتون مثلا يتحدّث، في صراع الحضارات، عن مؤامرة إسلاميّة وخطر إرهابيّ قد يأتي في شكل حرب قذرة تشنـّـها الجماعات الإسلاميّة ليبرّر بطريقة عقلانيّة حروب أمريكا من أجل النـّـفط. ثمّ توالت التـّـنظيرات المسلـّـطة الضـّـوء على البلدان المارقة والدّول الفاشلة. ولم يكن الهدف من تلك الكتابات سوى التـّـحريض على فرض السـّـيادة على العالم وإخضاع العالم العربيّ والإسلاميّ للسـّـيادة الأمريكيّة.

وتروم المخطـّـطات الجيوسياسيّة الاستراتيجيّة الأمريكيّة تحقيق أهداف عسكريّة، سياسيّة، واقتصاديّة تمكـّـن أمريكا في نهاية الأمر من السـّـيطرة على العالم. هذه المهمّة تتطلـّـب جيشا قادرا على القتال في أيّ مكان من العالم وقادرا على الإنتقال بسرعة إلى أيّ مكان في العالم.

ومن المنظـّـرين للتـّـوسـّـع الأمريكيّ أذكر جون ميرزهايمر، أستاذ العلوم السـّـياسيّة بجامعة شيغاغو والذي تـُـعرف نظريـّّـته الجيوبوليتيقيّة بــ"الواقعيّة الهجوميّة"، ولن أذكر فوكوياما لأنـّـه اختلس نظريّة حرب الثـّـقافات ولم يضف إليها أيّ جديد وإنـّـما ظلّ يحثّ أمريكا على أن تقوم على الفور بعرقلة التـّـقدّم الصـّـينيّ لأنـّـه يابانيّ في الأصل ويدافع عن بلده اليابان وإن حصل على الجنسيّة الأمريكيّة. وهو قبيح المنظر ولا يحسن الإنجليزيّة، وقد شاهدته على شاشة البي البي سي يتلكـّـأ ولم يجب على الأسئلة التي طـُرحت عليه إلاّ بجملة واحدة ظلّ يلوكها طوال الوقت والمذيعة البريطانيّة مندهشة من أمره، وتلك الجملة هي: نحن الأمريكان نريد أن نحافظ على العالم"!. أمّا ميرزهايمر ففي كتابه "مأساة القوى الســّـياسيّة العظمى" (3) فقد قال إنّ توجـّـه الدّولة في جوهره يندرج ضمن محاولتها التـّـوسـّـع إلى أن تصبح "هيجيمونا"، وهذه الكلمة ليس لها ترجمة عربيّة ولذلك بادرت بترجمتها هنا (hegemon). ويقول إنّ النـّـظريّات السـّـياسيّة التـّـقليديّة ترجع تنافس القوى العظمى إلى الفوضى في السـّـياسة العالميّة وليس إلى طبيعة الإنسان، والإنسان عنده عدوانيّ بطبعه. وترى واقعيّته الهجوميّة أنّ الدّول لا ولن ترضى بالقوّة المتاحة إليها بل تسعى دوما إلى الهيجيمونيّة من أجل الأمن. إنّ أيـّـة دولة عظمى في رأيه تتصرّف دوما بإقدام وعنف لما لديها من قدرات ومحفـّـزات. ومثله مثل فوكوياما يحثّ أمريكا على أن تهيمن على العالم وأن تضع حدّا لتقدّم الصـّـين.

ظلّ ميرزهايمر ينقد السـّـياسة الخارجيّة الأمريكيّة تجاه الصـّـين معتبرا أنّ تعامل أمريكا مع الصـّـين يوفـّـر لهذه الأخيرة طموحات عسكريّة تجعلها تمثـّـل تهديدا خطيرا لأمن أمريكا. وفي كتابه "الرّدع التـّـقليديّ" تحدّث عن ثلاث استراتيجيّات تتـّـبعها القوى العظمى: أوّلا: حرب الاستنزاف التي تنطوي على درجة عالية من عدم اليقين بشأن نتائج الحرب والتـّكاليف العالية للمهاجم. ثانيا: محدوديّة الأهداف الإستراتيجيّة ، التي تنطوي على مخاطر أقلّ وتكاليف أقلّ. وثالثا: استراتيجيّة الهجوم ، التي توفر وسيلة ناجعة لهزيمة العدوّ بسرعة وحسم ، مع تكاليف منخفضة نسبيّا.

وقد كان ميرزهايمر معارضا لاحتلال أمريكا للعراق لكنـّـه لم يشكـّـك في نوايا المحافظين الجدد المتمثـّـلة في خدمة المصالح الأمريكيّة والإسرائيليّة بصدق وقال إنّ الدّافع الرّئيسيّ لحرب العراق هو حماية إسرائيل. التـّـوسـّـع الأمريكيّ والسـّـيطرة على مقدّرات العالم النـّـفطيّة ينظـّـر إليه كلّ علماء السّياسة والجغرافيا السّياسيّة، ومن شروطة بسط النـّـفوذ الأوّليّ من أجل السـّـيطرة على النـّـفط لأنّ انقطاع امداداته عن الإقتصاد الأمريكيّ يجعلها تنهار.

نظريّات النـّـفط الجيوسياسيّة:

سأبدأ بنظريّة الإضطرابات الجيوسياسيّة (Theory of Disruptions): من النّاحية النّظريّة هي اضطرابات في صناعة النّفط والغاز وتوفير الموارد. عندما يبلغ إنتاج النـّـفط ذروته يبدأ في الانحسار التـّدريجي فيقلّ الإنتاج العالميّ للنـّفط ويؤدي الى تفاقم الأزمة وتسريع المعدّل الفعليّ لإنخفاض الإنتاج العالميّ من النفط. وتقول هذه النـّـظريّة إنّ الأزمة متكوّنة في الواقع من حلقات تدرسها الجغرافيا السّياسيّة إذ أنّ تقلـّـص النـّـفط يؤثـّـر في الاقتصاد وقد يؤدّي إلى نقص الأغذية والتـّـأخـّـر. تقلـّـص النـّـفط يأتي كنتيجة مباشرة للإنتاح النـّـفطيّ الذي يبلغ ذروته وليس كنتيجة للعوامل الجيولوجيّة. وقد تؤثـّـر العوامل الجيوسياسيّة في اضطرابات النـّـفط وبذلك تؤثـّـر في مدى الانحدار وقد تسرّع من نسقه.

الاضطرابات الجغرافيّة السياسيّة تؤثـّـر في إنتاج النّفط وفي تصديره. ومن النـّـظريّات الأخرى نظريّة "نموذج البلد المصدّر"، (ELM) (4)أو ما كان يعرف سابقا بنظريّة "دُربكـّـة النـّـفط" أو "دفّ النـّـفط" وتبرهن نظريّة نموذج البلد المصدّر بالفعل على انّها من أهمّ العوامل الجيوسياسيّة - لا سيما في المراحل المبكـّـرة من بلوغ أنتاج النـّفط ذروته، وإن كانت قد صيغت في أطار من العوامل الجيوسياسيّة المتعدّدة، نظرا لوجود تشابه في القوى الجيوسياسيّة العاملة ونظرا لكون تلك القوى تعمل بصفة جماعيّة؛ وبالتـّـالي لا يمكن فهم آثارها بمعزل عن غيرها من الظـّـواهر. ولئن كانت نظريّة نموذج البلد المصدّر في بداية تشكـّـلها فإنـّـها تتوق لفهم الظـّواهر النـّـاتجة عن تقلـّـص النـّـفط، واستقراء النـّـتائج والتـّـنبّؤ بمستقبلها.

وعند النظر في بلوغ النـّفط ذروته ، من المُغري اعتبار المسألة ناتجة عن الجيولوجيا والإقتصاديّات في حين أنّ بلوغ إنتاج النـّـفط ذروته ناشئ عن تفاقم للعوامل الجيوسياسيّة البالغة الأهمّية في فهم دور النـّـفط وآثاره. يرى الباحثون أنّ العوامل الجيوسياسيّة الموجودة على سطح الأرض مستقلـّة وقائمة بذاتها وبالتّـالي لا صلة لها بالجيولوجيا بالرّغم من أنّ الجيولوجيا تحدّ من انتاج النـّـفط، إذ تعرقل إنتاج كمّيات كافية من مناطق مستقرّة وبذلك تحدّ من أسباب البقاء. وفي الواقع تخضع الموارد للتـّـوزيع الجغرافيّ الغير متكافئ.

وتميل البلدان المستهلكه للنـّـفط، لأسباب اقتصاديّة وسياسيّة، لتوفير الإمدادات المحلية أوّلا أمّا البلدان العربيّة المنتجة فلا تهتمّ بمسألة التـّـقدّم إلاّ بقدر ما يمكـّـنها من إنتاج النـّـفط وبيعه. وتعمل البلدان على جعل المناطق الجيوسياسيّة مستقرّة، والاستقرار تتكفـّـل به النـّظم القانونيّة بما تشرّع له من إجراءات تحمي الملكيّة الفرديّة ومصالحها في جميع أنحاء العالم وكذلك عبر مراقبة الممرّات البحريّة واستعمال القوّة العسكريّة: إنتاج النـّـفط والحصول عليه أوّلا ولا حديث عن التـّـغيير السـّـياسيّ إلاّ بقدر ما يسمح بالحصول على النـّـفط، وإن كان الحفاظ على النـّـظم المستبدّة يخدم مصالح القوى العظمى أكثر لأنـّـه يمكـّـنها من النـّـفط. وعندما يقترب الاستهلاك من استعمال نصف الاحتياطيّ النـّـفطيّ فإنّ انتاج النـّـفط يبلغ ذروته وتصبح بلدان معدودة فقط قادرة على البقاء اقتصاديّا أو فعليّا. وقد تسعى البلدان القويّة إلى السـّـيطرة على المناطق النـّـفطيّة التي لا يتوفـّـر فيها الاستقرار بالمعنى الجيوسياسيّ للكلمة.

ومن المعلوم أنّ نظريّة "نموذج البلد المصدّر" قد وضعها جفري براون الجيولوجيّ الأمريكيّ وقد قال إنّ انحسار انتاج النـّـفط ينشأ عندما يبلغ إنتاج النـّـفط ذروته وعندما يرتفع استهلاك الأمم المصدّرة للنـّـفط. وفي نهاية المطاف يتعدّى انخفاض مستوى الصـّـادرات النـّـفط أسعاره المرتفعة فيؤدّي إلى التـّـقهقر الاقتصاديّ والتـّـخلـّـف. وقد وضع جفري براون ما أسماه "نموذج البلد المصدّر الافتراضيّ" وقال إنّ بلدا "أ" يصبح في فترة ما مستهلكا لنفس المقدار من النـّـفط الذي يصدّره وحدد النـّـقص الذي قد يحصل في موارد النـّـفط بـ 25 بالمائة سنويّا. وهذه أمثلة من الواقع:
البحرين أنتجت سنة 2002 تسعا وأربعين ألف برميل وفي سنة 2007 أنتجت 48 ألف برميل واستهلكت سنة 2002 ثلاثا وعشرين ألف برميل وفي سنة 2007 استهلكت 35 ألف برميل. وفي سنة 2002 أنتجت مصر 751 ألف برميل وفي سنة 2007 أنتجت 710 في حين استهلكت في السـّـنتين على التـّـوالي 534 و651 ألف برميل. وأنتجت سوريا 548 ألف برميل سنة 2002 و394 ألف سنة 2007 واستهلكت في السـّـنتين على التـّـوالي: 256 و253. هذا وتشير الأبحاث إلى أنّ إنتاج العربيّة السـّـعوديّة سوف يتقلـّـص بنسبة 40 بالمائة فيما بعد سنة 2010 وسيتقلـّـص انتاج إيران بمعدّل 50 بالمائة فيما بعد 2010 أيضا. معنى هذا أنّ البرميل قد يصل ثمنه 300 دولار أو أكثر، ولن تقدر السـّـعوديّة والكويت على ترفيع الانتاج في محاولة لاحتواء الأزمة كما كانتا تفعلان دوما.

الخاتمة:

يثبت الواقع ان التـّوتـّرات الجيوسياسيّة التي نجد فيها الولايات المتـّـحدة طرفا أساسيّا سوف تؤدّي إلى إعلان الحرب على إيران ليس نتيجة القلق بسبب برنامجها النـّـوويّ كما يروّج له الإعلام وإنـّـما من أجل النـّـفط. أمّا بلدان الخليج فإنـّـها لم تستفد ممّا لديها من ثروة نفطيّة لأنّ الجهل لازال ضاربا أطنابه بين أبناء الخليج الأعزّاء علينا وكذلك الفقر والخصاصة على عكس ما يعتقد البعض. وقد تضطـرّ أمريكا لاحتلال البلدان العربيّة المنتجة للنـّـفط عبر حروب شبيهة بحرب العراق عندما ينهار الدّولار كلـّـية فتستعيض عنه البلدان العربيّة باليورو.


فهم هذه المسائل المتعلـّـقة بإنتاج النّفط العالمي" ودوره في الإقتصاد وكذلك دور المعاملات الماليّة الجارية بالدّولار حاليا يؤكـّـد أنّ الاستعاضة عن الدّولار امر حاسم في انهيار أمريكا التي لن تبقى مكتوفة الأيدي. كما أنّ محاولتها الإستئثار بالنـّـفط العالميّ لوحدها سوف يزيد الشـّـرخ القائم الآن بينها وين حلفائها تعمـّـقا. وإنـّـي في هذا المقال أتحدّث عن حرب عالميّة نوويّة سوف تؤدّي إلى تدمير كوكب الأرض تدميرا كاملا، فاللاّعبون على السـّـاحة الجيوسياسيّة الأقوياء من أمثال روسيا والصـّـين وكذلك أروبا سوف يبادرون إن آجلا أم عاجلا إلى مواجهة أمريكا. وفي مقابل هذا كلـّـه لا تدرك الإدارة الأمريكيّة أنّ حروبها وجرائمها الحربيّة تمثــّـل خطوات إلى الوراء فعوض أن تتعامل مع غيرها بصدق من أجل إحقاق التـّـغيير الفعليّ في الوطن العربيّ تعمل منفردة على الإبقاء على المسلمين يقاسون الذّل والتخلـّـف والفقر واليأس من خلال مساندتها للأنظمة العربيّة المتعفـّـنة. وعندما أقول إنّ أمريكا تريد الاستئثار بالنـّـفط لوحدها فإنـّـي أستند في ذلك إلى الدّراسات المنشورة حول النـّـفط التي تقول إنّ أمريكا أشترت، منذ دخولها العراق 65 بالمائة من نقط العراق. فإذا ما احتلـّـت بلدانا إفريقيّة أو أيران فإنّ الحرب العالميّة الثـّـالثة تندلع. وأفيد القارئ بأنّ الحربين العالميتين الماضيتين لم تكونا إطلاقا عالميّتين لأنّ رحاهما دارت بين القوى الاستعماريّة ولم يشارك فيهما العالم كما درسنا في التـّـاريخ.

ـ 1. ويتفوغال ألمانيّ معروف ينظريّته عن الاستبداد الشـّـرقيّ التي نشرت عام 1957. استعار فكرته من أفكار ماكس فيبر حول الصّين والهند "الهيدروليكيّة: البيروقراطيّة الرسميّة للدّولة" ومزجها بأفكار ماركسيّة عن أسلوب الإنتاج الآسيويّ فقال إنّ الهياكل البيروقراطيّة تدرك أنّ بلدانها معتمدة على الرّيّ وبذلك تعمل على إنشاء مناطق واسعة فلاحيّة تعيش من الرّيّ. ولذلك أيضا سيطرت الطـّـبقة البيروقراطيّة على وسائل الرّيّ. وتلك الهياكل أدّت إلى وضع فريد سحقت فيه المجتمع المدنيّ. وبعد وصوله الى الولايات المتـّحدة تخلـّـى عن الشـّـيوعيّة وأصبح عدوّا لدودا لها.
ـ 2. "Benevolent assimilation", the American conquest of the Philippines,
1899-1903
ـ 3. The Tragedy of Great Power Politics
ـ 4. Export Land Model



#عزالدّين_بن_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللّغة والثّقافة
- مأساة أختين: قصّة تراجيديّة
- مأساة أختين توأمين: قصّة تراجيديّة
- الثّقافة والدّراسات الثّقافية
- الدّين في العلوم الإجتماعيّة: الدّين ودوره في الثّقافة
- خرّب العرّاف بيتي: فصّة
- خرّب العرّاف بيتي: قصّة
- حبّ صنعته القسوة: قصّة
- العولمة والبروبغندا الأمريكيّة وجهان للهيمنة على العالم:
- تعطّل وظيفيّ: قصّة
- أنا القاتلة
- علاقات السّلطة في المجتمع: فصل من كتاب في علم الإجتماع
- معنى استقلاليّة القضاء وشروط المحاكمة العادلة
- حكم الحزب الواحد والتّعدّدية المزيّفة في البلدان العربيّة ود ...
- حكم الحزب الواحد والتّعدّدية المزيّفة في البلدان العربيّة ود ...
- حقوق الإنسان ومضمون نظريّات حقوق الإنسان:


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدّين بن عثمان - الحروب القادمة من أجل موارد الطّاقة وسعي أمريكا إلى الهيمنة على العالم بالقوّة: تحليل جيوسياسيّ