أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جعفر الغرابي - احمد الكاتب ونكران التاريخ















المزيد.....

احمد الكاتب ونكران التاريخ


جعفر الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 00:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يصف البعض من المخالفين الشيعة الاثنا عشرية على انهم اتجاه مازال يعيش بين سطور الاوراق القديمة والمُستهلكة والتي يُعد البحث بها مجرد مضيعة وقت واستئنافا للفرقة الطائفية بين المذاهب الاسلامية والعزلة في التوجه الفكري دون سبب مباشر.ومن جهة اخرى يشاطر البعض على اكتشاف السبب الذي يدعوا الشيعة الى هذا العمل دون تسوية الخلاف التاريخي او الطائفي .وهذه المشاطرة قد استطيع ان اطلق عليها اسم مرحلة المبتدئين في التفكير والعاملين على كشف خصيصة معينة وفق تجميد بعض المفترقات, وتوظيف الرؤية السياسية لفتح باب التشكيك في المذهب الامامي بطريقة او باخرى.وفي الواقع ان ظهور مثل هذا الاتجاه في تحليل الوقائع بصورة مسُيرة و وفق اطار خاص يحتوي على برنامج لايرتبط بالوضع التاريخي والوضع التحليلي نفسه سوف يؤدي بالضرورة الى عقم مترتب على كامل القضية فضلا عن البحث بها.والسبب في ذالك ان المجال التاريخي لايسمح بطرح قضايا مؤدلجة ضمن حدود فكرية مادية قد يطاب لها اسم النزعة التشكيكية,.وقد حاول البعض من الذين يبحثون عن ادوار بطولية الى تقمص هذه النزعة وجعلها اداة كافية للوصول الى المبتغيات المبهمة .ولسنا هنا لنعالج القضية النفسية للمشكك بقدر ما يمكننا الاتصال بالاداة التي جعلها يده اليمنى للمعرفة ,وبيان ما اذا كانت هذه الاداة كافية لتحليل قضية ما ودرجها في ضمن المتيقن..

يقول احمد الكاتب في كتابه السنة والشيعة


وربما كانت قصة "كبس بيت الامام علي من قبل عمر من أجل إجباره على بيعة أبي بكر، وما رافق ذلك من تهديد بحرق بيت فاطمة على من فيه، أو قيامه بحرق باب البيت وضرب الزهراء وعصرها وراء الباب، وإسقاط جنينها (محسن) والتسبب في وفاتها" من أهم القصص الأسطورية الخطيرة التي لعبت عبر التاريخ وتلعب اليوم دورا كبيرا في تأجيج الخلافات بين الشيعة والسنة، بعد زوال معظم أسباب الخلافات التاريخية. ولذلك فان من الضروري التوقف عند هذه القصة - الأسطورة، والبحث في ظروف نشأتها وعرضها على التحليل المختبري والجنائي للتأكد فيما اذا كانت تتمتع بأية مصداقية أو حقيقة تاريخية.


ويستمر قائلا

ومع بيعة الامام علي لأبي بكر بعد ستة أشهر من وفاة الرسول (ص) طويت صفحة الخلاف بين الامام علي وإخوانه من السابقين والمهاجرين والأنصار، وعم الود والحب والتقدير والتعاون في سبيل الله والدفاع عن الاسلام، الى حد تزويج الامام علي ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب.وتسمية ثلاثة من أبنائه باسم أبي بكر وعمر وعثمان
ذلك الأمر الذي يؤكده الموقف الشيعي الإيجابي من الشيخين وعموم الصحابة، والثابت عبر الروايات المتواترة من الشيعة والسنة،............


لا اعرف واقعا مدى انشائية وسطحية هذا الكلام الذي يعده البعض بانه انجاز تاريخي وحافل بالاكتشافات المهمة ما بين الخفايا والحقائق المتعطشة للظهور ,فالكلام الذي يورده الكاتب لايتعدى الادعاء فقط والتقليل من شؤون الاحداث بصورة رمزية غير مفعمة بالاستدلال العلمي الصحيح,والمختبر الجنائي الذي يتحدث عنه الكتب لم يحالفنا الحظ في رؤيته وبناء ما يمكن بنائه من مساعي للوصول الى الحقيقة التي اطلق عليها بالاسطورية ,و ذكره لبيعة علي عليه السلام للخليفة الاول لم تختلف بشي عما اورده في المقام الاول اي قضية الزهراء,من ثم قضية الزواج لم يتحفنا الكاتب بالدليل الذي قاده الى هذه المعرفة .وهكذا تمر اعيننا على السطور دون فائدة علمية او تيقن بمعلومة جديدة ,فمحاولة االكاتب للتقليل من اهمية الاحداث التاريخة لم تسفر عن شي يحمل في ثناياه المنهج الاستدلالي الصحيح فضلا ان الاداة التي استخدمها .ولااريد ان اسهب حديثا مطولا في هذا الجانب بقدر ما اريد تبيان الحقيقة التي تعاكس هذا القول من كتب المخالفين وذلك من خلال الاحاديث الصحيحة والاقاويل الواردة بهذا الشان


جاء في كتاب المصنف لابن ابي شيبة كتاب المغازي(1 )

حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله ( ص ) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ( ص ) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ( ص ) ! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لابي بكر....

قلت ان الرواية صحيحة السند والرجال كلهم موثقون عند جمهور المخالفين بل الاعجب من هذا ان سند الرواية وقع بتسلسل مشابه في كتاب البخاري ومسلم فمن اراد انكارها عليه ان ينكر ماجاء في كتب الصحاح..


فقد جاء تسلسل السند بين حدثنا محمد بن بشر عن عبيد الله في البخاري مرتان وفي صحيح مسلم اثنا عشر مرة والسند بين حدثنا زيد بن اسلم عن ابيه اسلم جاء في البخاري سبعة عشر مرة وفي صحيح مسلم ثلاث مرات .
فقد روى محمد بن بشر عن عبيدالله في صحيح البخاري في باب السفر بالمصاحف الى ارض العدو وفي باب مناقب عمر بن الخطاب وفي صحيح مسلم في باب الاستطابة وباب سترة المصلي وباب السجود في التلاوة وباب الميت يُعذب ببكاء اهله عليه وباب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال وباب تحريم بيع الرطب في العرايا وباب من باع نخلا عليها ثمر وباب تحريم قتل النساء والصبيان وباب فضائل عمر بن الخطاب وباب مافي الدنيا من انهار الجنة وباب لاتقوم الساعة حتى يمر الرجل وباب ذكر الدجال وصفته اما السند الاخر مابين زيد بن اسلم عن ابيه اسلم قد وقع في الابواب التالية فقد جاء في صحيح البخاري في باب هل يشتري الرجل صدقته وباب الرمل في الحج والعمرة وباب تقبيل الحجر وباب المسافر اذا جد به السفر يعجل وباب اوقاف اصحاب النبي وباب لايحل لاحد ان يرجع في هبته وباب اذا حمل رجل على فرس وباب اذا حمل على فرس فراها تباع وباب اذا اسلم القوم في دار الحرب وباب الغنيمة لمن شهد الوقعة وباب مناقب عمر وباب غزوة الحديبة وباب غزوة خيبر وباب انا فتحنا لك فتحا مبينا وباب فضل سورة الفتح وباب رحمه الولد وتقبيله ومعانقته وباب ما يكره من لعن شارب الخمر وفي صحيح مسلم في باب كراهة شراء الانسان ما تصدق به وباب وجوب ملازمة جماعة المسلمين وباب سعة رحمه الله .....

الرواية الاخرى في تاريخ الطبري(2 )

حدثنا إبن حميد قال: حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال : أتى عمر بن الخطاب ، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال
من المهاجرين فقال: واللّه لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه


ان الرواية الثانية لاتقل بشي عن الرواية الاولى من الناحية العلمية والتاريخية خصوصا ان هذه الرواية صحيحة السند ايضا ولكن الرواية الاولى تذكر تهديد عمر بحرق بيت فاطمة ان اجتمع الزبير وعلي في دار فاطمة عليها السلام, والرواية الثانية تذكر قدوم عمر والمنزل فيه الزبير وعلي عليه السلام. وحسب الرؤية التارخية في المنهج السلفي والروايات التي ذكرناها فيظهر لنا ان عمر قد قام بتهديد فاطمة عليها السلام اولاً بحرق البيت ان اجتمع علي والزبير عندها. ثم بعدها جاء كرة اخرى والزبير عند علي عليه السلام في دار فاطمة وخرج الزبير مصلتا بالسيف وعثر واخذوا السيف منه .والى هنا تنتهي الرواية دون ذكر ماجرى من احداث اخرى ودون ذكر ما جرى مع علي عليه السلام او فاطمة ,ولو طالعنا بعض الحقائق الاخرى المتعلقة بهذه القضية من احاديث وتصريحات بعض العلماء لنجد ان الامر لم ينتهي بالتهديد بالحرق او الصدام مع الزبير بل هناك روايات وتصريحات من قبل بعض العلماء تذكر كبس البيت والدخول فيه وهذا مالم تذكره الروايات السابقة التي ذكرناها

فصل الخطاب وقع باعتراف ابن تيمية في منهاج السنة فيقول..3)


دلالة ظاهرة على القدح فإذا انتفت إحداهما انتفى القدح فكيف إذا انتفى كل منهما ونحن نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم على علي والزبير بشيء من الأذى بل ولا على سعد بن عبادة المتخلف عن بيعته أولا وآخرا
وغاية ما يقال إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقه ثم رأى أنه لو تركه لهم لجاز فإنه يجوز أن يعطيهم من مال الفيء.....


لايسعني التعليق عن هذه الادلة الجازمة بوقوع الهجوم على بيت الزهراء من قبل الصحابة فكل الادلة التي اوردناها من كتب المخالفين كانت تؤكد هذا العمل انتهائا بكلام ابن تيمية الذي صرح بكبس البيت, ولكنه من الطرائف ان يؤول هذا العمل الى النظر او البحث عن مال الله ......وهنا اترك التعليق الى القارى

كلمة اخيرة


ان قضية طرح الفكر العقائدي وفق مقومات عاطفية مؤسسة وضمن اسس ممنهجة شخصيا لايدفع بالمعرفة المتاحة في هذا الطرح نحو الدخول في عالم الواقع. وبالنتيجة تكون المعرفة في وضعها غير موفقة للقبول والانسجام مع ما هو مشهور ومسلم عقليا وتاريخيا .فكلما توجهت الرؤية الفكرية للتاريخ والعقائد على نحو مبتكر وشاذ كلما صعب عليها ايجاد المصداق الخارجي لاثباتها وتكون سلبيتها في المجال الفكري اوسع واكبر من ايجابيتها المفترضة وهذا ما نجده في كثير من المجالات التي تتبنى نظرية بطريقة انفرادية وخصوصا في المجال العقائدي الذي لايقبل الاحتواء على التأسيسات المخالفة والمفتعلة ....واما ما اورده الكاتب من كلام خطابي فهو مردود عليه بشتى مواقف الحقيقة التاريخية المنتصبة في افق اليقين .فواقعة الهجوم على بيت الزهراء ليست دعوى طائفية محضة او مذهبية مؤسسة,بل انها حقيقة ثاتبة وشاخصة في عقول كل باحث ومتيقن...

(1)مصنف ابن ابي شيبة الجزء8 صفحة 570
الناشر.دار الفكر بيروت لبنان تحقيق سعيد اللحام


2)تاريخ الطبري الجزء 2 صفحة 429
مؤسسة الاعلمي بيروت لبنان


(3)منهاج السنة النبوية لابن تيمية الجزء 8 صفحة 291



#جعفر_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد الكاتب والوهابية ومشكلة الحواس الخمس
- سبات الماركسية الأبدي
- نظرية الأنفعال
- سلبيات المذهب التجريبي الماركسي على المجتمع


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جعفر الغرابي - احمد الكاتب ونكران التاريخ