أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس النوري - من وراء انتشار الأوبئة - عملية إرهابية















المزيد.....

من وراء انتشار الأوبئة - عملية إرهابية


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 07:24
المحور: حقوق الانسان
    


الإرهاب لا دين له…وجميع وسائل القتل مجازة، الهدف قتل أكثر عدد ممكن من العراقيين.
لقد أتفق أكثر المراقبين خلال الأعوام الخمس الماضية أن وضع العراق في تدهور مستمر تتخلله أشهر فتور تتبدل فيه أسلوب حصاد الأرواح. البعض الكثير وضع اللائمة على القاعدة بأنها وراء التفجيرات…من عبوات ناسفة، وسيارات مفخخة، وانتحاريين في بداية الأمر، ثم النساء المنتحرات مؤخراً…والبعض الآخر ربط أكثر هذه العمليات الإجرامية بتعاون وثيق بين بقايا البعث وقياداتها الهاربة والأموال العراقية المهربة ومخابرات دول صديقة وشقيقة… وكلها وضعت بسبب وجود المحتل الأمريكي. لكن أكثر هذه المبررات سقطت حين أدرك الجميع أن هذا القتل الجماعي لا يستهدف القوات الأمريكية المحتلة…بل أستهدف ومازال يستهدف الإنسان العراقي البسيط.

والطرف الذي تحمل العبء الأكبر من حرب الحكومة العلني من جولات وصولات هو جيش المهدي (بمسمى الخارجين عن القانون). فظهرت الصحوة في محافظة الانبار بمباركة أمريكية ودحرت العناصر الموالية للقاعدة والعرب الوافدين للمنطقة…لكنها حصلت على انتقادات من أطراف عراقية. بعد أن نجحت القيادات العراقية من الوقوف بوجه الاحتقان الطائفي، وقادة عمليات فرض القانون وإن كان منمقاً وإعلاناً غير صادقاً بشكل نهائي، لكن أكثر الأخبار الواردة من العراقيين تشير أن الوضع الأمني أفضل بكثير حالياً.

سمعنا عن تلوث مياه الشرب، وتلوث الهواء وظهرت حالات مرضية عجيبة غريبة. وتناقلت أنباء عن أمراض سرطان لم تكن موجودة في العراق…وبيع مستحضرات تجميل مسمومة، والأرصفة مليئة بالصيدليات المتنقلة حيث تباع الأدوية المسروقة من وزارة الصحة أو الأدوية المهربة للعراق ولا يعلم مدى صلاحيتها أو فسادها، أو إن كانت تحتوي على سموم بدل الدواء.

والآن أجتاح العراق مرض الكوليرا…ولا يصيب إلا العراقيين الذين يفتقدون لماء صالح للشرب ولأبسط مستلزمات الحياة.

هل أن الأوبئة والأمراض المزمنة وجدت موطن جديد لها في العراق، أم أن هناك جهات تنشر هذه الأمراض كسلاح لقتل أكبر عدد من العراقيين…وهل هذا أسلوب جديد لمحاربة المحتل.

هل العملية السياسية ناجحة؟
كلا…! لأن السياسة الناجحة تعني أن القرارات السياسية أثرت بصورة إيجابية على واقع العراقيين، فهم في أمن وأمان وحياة كريمة…العراقي مهانة كرامته، حيث ليس يمكنهُ من الحديث والتعبير عن رأيه بصورة واضحة والدليل المثقف يغتال وكاتم الصوت خير دليل. والإعلامي لا يمكنهُ البوح بما يراه مناسباً لأن المؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها لا تسمح لهُ بأن يكتب أو يقول ما يمليه عليهُ ضميره…بل يتبع أوامر بأن يكون اتجاهه معين ومحدد.

أن تخلص السياسيون من الاحتقان الطائفي وقعوا في حرب بين الأحزاب من أجل الاستحواذ على السلطة، وأن بدأ الهدوء بين الأحزاب المتصارعة خلق صراع قومي عربي بحجة كركوك وخانقين…وأرواح العراقيين لا يبالي لها أحد…لأن الشعب العراقي خارج المنطقة الخضراء.
لأن في المنطقة الخضراء وإن وجد الماء الصالح للشرب لكنهم يشربون ماء القناني المستورد…
والدليل جميع الأمراض التي أصابت العراقيين لم يصاب بها أي مسؤول داخل المنطقة الخضراء…ولا حتى أبسط موظف أو حارس.

العملية السياسية الناجحة تظهر نتائج نجاحها على المواطن البسيط، وليس فقط على المنتمين لهذا الحزب أو ذاك…ولا فقط على منتسبين هذه الوزارة أو تلك.

ليس فقط وزير الصحة يتحمل مسؤولية انتشار الكوليرا ولكن الحكومة بجميع مفاصلها تتحمل المسؤولية…الأمريكان يتحملون الجزء الأكبر لأن العراق تحت تصرفهم والقانون الدولي إن كان له أثر يحدد مسؤوليات المحتل…لقد أكدت على مجموعة من القضاة والقانونيين وعدد من رؤساء المنظمات المدنية حين لقائي بهم في بدايات 2003 أن يدونوا جميع الجرائم وجميع ما أصاب الشعب العراقي وهدر لثروات العراق لكي تتذكرها الأجيال القادمة وتقدم مستقبلاً. أتمنى أن هذا التوجه مستمر وكل الأمور مثبتة وموثقة.

لو أننا راجعنا تاريخ الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال وأجرينا مقارنة بما جرى على العراق وشعبه منذ نيسان 2003 ولحد الآن من قتل وتهجير وشحٌ في كل ما هو ضروري للعيش الكريم، والقتل الجماعي وهدر الثروات الهائلة، لما وجدنا أوجه المقارنة…بل أن أكثر تلك الدول أنتعش اقتصادها وتطورت الحياة فيها…هل الأمريكان وحلفائهم قاصدين الخراب والدمار…أم أن القيادات السياسية العراقية يتبعون أجنده خارجية تدمر العراق لكي تثبت أن الوجود الأمريكي في العراق سبب الدمار والويلات ولا يمكن قبوله بل رفضه ومحاربته…ولكن من خلال قتل الأبرياء من العراقيين.

العراقي البسيط سمعتهُ يقول: (الحكومة أتبلط شارع…مت كولي شنسوي بالشارع، خلي يصلح الكهرباء حتى أبني يكدر يروح للمدرسة…حتى نكدر أنعيش…خلي يحل مشكلة الماء حتى نكدر نشرب ماء نقي).

التوجه من أجل ترميمات وبيان ظاهرة عمرانية تظاهرية لا ينفع الشعب العراقي، ولكن بناء الأسس ومقومات العيش بسلامة صحية هو الأهم. خلق المشاكل من أجل إضعاف مكون أو حزب معين لمصلحة مكون أو حزب آخر هكذا توجه لا يبني العراق بل سبب خرابه. من مجموع هذه القيادات السياسية كم وطني حقيقي له وجود فعلي مؤثر قادر على التغيير نحو الأفضل…له موقف حازم بوجه كل هذه المؤامرات ضد الشعب العراقي…أجزم أنني سمعت ونقل من قبل البعض…أن هناك توجه يقول أن عدد الشعب العراقي كثير وكبير ولا يمكن بناء دولة ديمقراطية وتوفير حاجيات الناس الضرورية إن لم يحصل تغيير في نسمة السكان العام…ووضعوا خطة لتهجير ثلث وقتل ثلث…و(إرضاخ) الثلث المتبقي للأمر الواقع…الذي أتفق عليه جهات معينة. وأتمنى أنه ضربٌ من الخيال أو إشاعة كاذبة ومرض للدعاية لفقدان الثقة بكل السياسيين.

إذا كانت الحكومة صادقة بأنها قد قضت على الإرهاب والمجاميع المسلحة والخارجين عن القانون وما إلى ذلك من إعلان نسب للتحسن الأمني…فأنهم مخطئون في وضع ستراتيجية أمنية متكاملة لمجابهة الإرهاب، حيث لم تكن في حساباتهم كيفية مواجهة استخدام الأمراض والحرب الجرثومية.
إن كان الإرهاب وراء انتشار الأمراض المزمنة والأوبئة وغيرها…بذلك يجب على الحكومة أن تتحمل المسؤولية الكاملة.
خمسة أعوام والمستنقعات منتشرة بين الدور السكنية…خمسة أعوام والماء مفقود في عراق النهرين، خمسة أعوام والعراقي لا يحصل على قنينة غاز أو لتر بنزين أو النفط الأبيض، وخمسة أعوام مضت والعراقي يعاني من قلت الكهرباء وأموال هائلة تهدر لاتفاقيات استيراد الطاقة الكهربائية من دول الجوار والله أعلم من المستفيد من هذه العقود الضخمة…خمسة أعوام وأسعار السلع الغذائية ازدادت بنسب 1000% فالقدرة الشرائية تخص مجموعة قليلة مرتبطة بالمؤسسات الحكومية…خمسة أعوام وقوام القوات الأمنية تصل لميلوني عراقي وعراقية. خمسة أعوام من النهب والسرقة وبالأمس أسمع رئيس هيئة النزاهة يقول أن الأرقام التي تخص الفساد الإداري مفتعلة وليس لها موقع صحة وحقيقة…والشعب العراقي يعلم أن وزيراً قد سرق مليار دولار ووزير الكهرباء سرق بما يقارب … مئات الملايين من الدولارات…فبرأ كبار المسؤولين ووضع اللوم على الصغار من الموظفين…والضيوف الذين حضروا معه اللقاء في قناة الحرة في برنامج (بالعراقي) يغطون على تصريحات النزاهة التي لا يمكن أن تكون نزيهة طالما يد الحكومة تلعب وتجول بكل صغيرة وكبيرة…ولا يمكن أن يكون لدى العراق لا جهاز قضائي مستقل ولا أي مؤسسة مستقلة…فالأحزاب في صراع مستمر فيما بينها.

مضت على العملية السياسية أعوام وليس أيام أو اشهر… وقد أتهم دول الجوار وأتهم الكبار والصغار إلا القيادات المسؤولة عن الجرائم التي تقترف بحق المواطن…لكن الهروب من الواقع سهل. سنين بعد الاحتلال …بعد التحرير من نظام دكتاتوري مقيت قد خلف من ورائه خراب ودمار في دمار…وترك مجاميع وأموال كبيرة للوقوف أمام العملية السياسية، لكن عدم قدرة القيادات من توحيد الصف قادهم للمساهمة في الخراب وقتل الشعب وتجويعه وتهجيره…أصبح الهروب من العراق متسابق عليه…العراقي يبيع كل ما بناه أباه فقط من أجل الهروب من عراق القتل…لقد طالة أيادي الجريمة لقتل المفكرين والعلماء والأطباء …واليوم يغتال المثقف لأن صوتهُ الحق…وقلمه يخط سلاحاً فتاكاً ضد الباطل بكل أنواعه…ويقرب المثقف الذي باع ضميره ليس بدنياه بل بدنيا غيره.

هل يمكن لأصحاب القلم أن تتوحد جهودهم الخيرة المنتمية للعراق لشعب العراق من أجل نصرت المظلومين؟ فأنا تلميذٌ …والباقين أساتذتي وجهوني وعلموني فأنني متعطش لكلماتكم ومقالاتكم لرفع الظلم والحيف عن شعب عانى طيلة تاريخه ومازال يعاني، فليس هناك مجموعة قادرة عن رفع الظلم وإقرار الحق والعدل أفضل من أصحاب القلم…وهذا واقع تاريخ جميع الشعوب في العالم.

((أنا مع مثقفين بلا حدود…ندافع عن حقوق العراقيين أينما كانوا…من معنا))



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان العراقي مجبر على وضعه ...من يغير؟
- البطالة في العراق وقود الإرهاب
- التجسس الأمريكي على القيادات العراقية
- كرامة العراقيين فوق المعايير الدلوماسية
- حياتي أم حياتك...أيهما أفضل
- السياسة الخارجية العراقية ليست في مصلحة الإنسان العراقي
- نداء الإنسانية لأصحاب الضمائر
- الإعلام العراقي المنتمي ...مرضٌ مزمن!
- لكل من يسأل عن كركوك
- الحل الأمثل لقضية كركوك ضمها لإقليم جزيرة الواق واق
- هل وضع العراق الحالي أفضل أم السابق؟
- لا يمكن بناء عراق جديد...دون مشاركة الجميع
- دراسات مجانية للمهاجرين والنازحين
- بطانية بمنية ..أم سكن ووظيفة
- من للعراقي البسيط؟
- الربيع الاقليمي والعراق
- الحب والفلسفة
- العراقي والحب (3)
- العراقي والحب 1
- العراقي والحب (2)


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس النوري - من وراء انتشار الأوبئة - عملية إرهابية