أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - دروس اولمبياد بكين















المزيد.....

دروس اولمبياد بكين


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 04:49
المحور: عالم الرياضة
    


شاهدنا بانبهار شديد حفل افتتاح وختام اولمبياد بكين ورأينا كيف برع الصينيون فى تنظيم هذا الحدث واستعدوا له جيدا ليحصدوا 51 ميدالية ذهبية محققين المركز الأول. قد يتهمنى هواة الكلام أننى متشائم إذا قلت إننا لا يمكن أن ننظم حدثا بهذه الضخامة والفخامة ليس لقلة الموارد –أنفقت الصين 43 مليار دولار—فحسب بل لأننا لم نعتد على التنظيم المدروس إذ باتت العشوائية خيالا يصاحبنا حيثما نكون. فقد تجده فى شوارعنا ومبانينا وحتى فى قراراتنا وقوانيننا كالقرار الذى يختص بامتحانات كادر المعلمين التى بدأت يوم انتهاء اولمبياد بكين أى فى 24 أغسطس المنصرم حيث سادت الفوضى لجان الامتحانات فى سائر المحافظات، هذا رغم أننا نتحدث عن هذه الامتحانات منذ عدة شهور. وهذا التخبط لمسناه فى قانون المرور الذى اكتشفنا بعد إقراره فى مجلسى الشورى والشعب أنه لا يتضمن مواصفات حقيبة الإسعاف أو المثلث العاكس. ونعود إلى الحدث الرياضى فى بكين وهو الحدث الذى شاهد فعالياته الملايين من شعبنا أمام التلفاز متمنين أن ترتفع رايتنا وينطلق نشيدنا القومى غير أننا أصبنا بخيبة أمل إذ تساقط رياضيونا الواحد تلو الآخر تماما كأوراق الخريف التى لا تتحمل الرياح وفشلوا فى تحقيق أى انجاز يذكر عدا ميدالية برونزية يتيمة. لقد اكتفينا بالفرجة على أبطال جامايكا وبريطانيا وأمريكا والصين وهم يصولون ويجولون على حلبات المنافسة ويحطمون الأرقام الاولمبية والعالمية لترتفع أعلام بلادهم وتنطلق أناشيدها الوطنية فى سماء بكين. لقد اختلفت الآراء والرؤى حول سبب أو أسباب الفشل الرياضى فى بكين. قد يعتقد بعض نقادنا الرياضيين أن المعارك الشخصية بين قيادات الرياضة المصرية ساهمت فى هذا الفشل ويعتقد آخرون أن السبب الحقيقى يكمن فى الأجواء الرياضية السيئة. أما الأستاذ محسن محمد فى مقاله بجريدة المساء الصادرة فى 29 أغسطس فيرى أن "السبب الأهم هو أننا أهملنا كل شىء فى حياتنا. لم نعد نشيد ببطل يرفع اسمه واسم مصر رغم الظروف الصعبة التى يعيشها". فى اعتقادى فإن التدليل الزائد عن الحد والاحتفاء المبالغ فيه يعد من الأسباب الرئيسية لفشل أبطالنا وإخفاقهم فى تحقيق أى إنجاز أو حتى المحافظة على الانجازات السابقة وربما كان هناك سبب آخر سنعرفه فى نهاية المقال.

ولكن دعنا بداية نتوقف قليلا لنتأمل السبب الأول الذى يتعلق بالتدليل . لقد حذرنا فى مقال سابق بجريدة روز اليوسف الصادرة فى 2 فبراير 2007م من عواقب تدليل أبطالنا الذين فازوا بميداليات فى أثينا 2004م. فعندما فاز كرم جابر بذهبية المصارعة فى أثينا تحول فجأة من إنسان مجهول إلى بطل قومى تعلق صوره فى الميادين العامة ويستقبل استقبال الفاتحين وتنهمر عليه الملايين. فماذا كانت النتيجة؟ ما لاحظناه هو أن البطل لم يستطع أن يتعامل مع أمواج الشهرة والمال فغرق فى المشاكل والأزمات مع اتحاد اللعبة وهدد بالهجرة إلى أمريكا وربما لم يلتزم بتعليمات مدربيه وتغيب عن معسكرات الاتحاد لفترات طويلة وفى النهاية فرض كل شروطه للحد الذى أصر فيه على اصطحاب شقيقه إلى بكين على نفقة اتحاد اللعبة. كما تورط فى مشاجرة مع احد المواطنين حول أسبقية المرور معتقدا أن الميدالية التى حصل عليها تجعله فوق القانون. النتيجة المنطقية التى لم نستطع تفاديها فى بكين هى هزيمة البطل فى الأدوار الأولى لمنافسات دور ال16 على يد لاعب مغمور هو الألبانى اليس جورى. اعتقد أننا لم نستوعب الدرس ومفاده أن التدليل الزائد هو الذى يوقظ الغرور فى نفوس الأبطال ويعجل بنهايتهم. ومن الملاحظ أن الخطأ يتكرر فى طريقة تعاطينا مع الانجاز الوحيد الذى تحقق فى بكين على يد الاولمبى هشام مصباح الذى وصل إلى مطار القاهرة يوم الثلاثاء 19 أغسطس بعد حصوله على برونزية فى وزن تحت 90كم للجودو واستقبلته الجماهير بالمزمار والطبل البلدى واستقبله جميع أعضاء مجلس إدارة اتحاد الجودو فى المطار وكذلك وفد من نادى الشمس والأجهزة الفنية لجميع المراحل السنية من الناشئين حتى الكبار. من المفيد أن نعرف كيف يعامل الأبطال الأولمبيون فى الغرب وهل يغضون الطرف عن أخطائهم وحماقاتهم مقابل الميداليات التى يحصلون عليها. أتذكرون مايكل فيليبس السباح الأمريكى الذى حصل بمفرده على ست ميداليات ذهبية وبرونزيتين فى أثينا 2004م؟ هذا البطل الاولمبى صاحب الميداليات الذهبية الست لم تعلق صوره فى الميادين العامة أو الخاصة ولم يجد من يبرر له حماقته حين قاد سيارته وهو مخمور فى سالزبورى بولاية ميرلاند فى نوفمبر 2004 حيث تعرض للقبض وقدم للمحاكمة التى أصدرت عدة أحكام منها السجن لمدة 18 شهرا مع وقف التنفيذ وغرامة 250 دولارا والتحدث أمام طلاب المدرسة الثانوية عن مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول وحضور اجتماع لجمعية أمهات ضد القيادة تحت تأثير الكحول. هذا البطل الذى لم يتعرض للتدليل شارك فى اولمبياد بكين 2008م. فماذا كانت النتيجة؟ هل فشل وخرج من الأدوار الأولى؟ بالطبع لا فقد حصل هذا البطل على 8 ذهبيات بمفرده ليصبح مجموع ما حصل عليها من ميداليات ذهبية فى دورتين متتاليتين هو 14 ميدالية ذهبية. ما حققه البطل الأمريكى من ميداليات ذهبية فى دورة بكين يوازى ما حققه العرب فى الثلاث دورات السابقة أتلانتا 96 وسيدنى 2000 وأثينا 2004. السؤال الذى يسنح فى الذهن هو ماذا لو كان فيليبس مواطنا مصريا؟ اعتقد أنه لم يكن ليشارك فى بكين 2008م لأن فيروس الغرور قد يتملكه جراء الاحتفاء المبالغ فيه وربما غرق فى بحر من المشاكل مع اتحاد اللعبة وحتى لو شارك فإنه لم يكن ليلقى سوى مصير كرم جابر.

وبالإضافة إلى التدليل الزائد فإن هناك أسبابا أخرى تفسر فشل العرب فى المحافل الدولية، منها الاعتماد على الحظ ودعاء الوالدين والبراعة فى البحث عن مبررات الفشل حيث لا يتردد المسئولون فى تبرير فشلهم وإسقاطها على الآخرين الذين يحيكون المؤامرات لسحقهم وهزيمتهم. وبعبارة أخرى فإن العقلية التآمرية مازالت تسيطر على عقول العرب. لقد شاهدت معلقين عربا فى قناة راديو وتلفزيون العرب يتحدثون عن انجازات فيليبس بقولهم إن السباح الأسطورة ربما يتعاطى منشطات لا يمكن اكتشافها بفضل التكنولوجية الأمريكية. فى ظنى فإن هذا الكلام الخائب يؤكد أننا مازلنا نعبد صنم المؤامرات الذى نبرر به خيبتنا وفشلنا فى كل شىء حتى فى الرياضة. نسى هؤلاء الخبراء "فى الكلام طبعا" أن هذا البطل حقق ست ميداليات ذهبية وبرونزيتين فى أثينا وان بلاده أنجبت الأساطير فى الرياضات المختلفة: فى السباحة مثل سبيتز الذى حصل على 7 ميداليات ذهبية بمفرده فى دورة ميونيخ 1972م وكذلك تايجر وودز الفائز ب14 دورة كبرى فى الجولف وبطل التنس بيت سمبراس الذى حصل على 14 لقبا من ألقاب بطولات الجراند سلام. هل تصدق أن الثلاث ميداليات المخصصة لسباق 400م عدو فى دورة بكين حصل عليها ثلاثة رجال أمريكيين؟ ومن ثم فإن هذا البطل، فيليبس، لديه نماذج وأمثلة يحتذى بها ويتفوق عليها. أما ما يثير الشفقة والأسى فهو محاولة بعض المعلقين العرب اختطاف الانجاز الذى حققه البطل البحرينى رشيد رمزى فى سباق 1500 متر من خلال تعليق الميدالية الذهبية على صدور جميع العرب. لقد ظل مذيع الجزيرة يصرخ قائلا إن هذه أول ذهبية للعرب دون الإشارة إلى موطن البطل كما يفعل عندما يشير إلى الأبطال الآخرين: العداء الأمريكى أو الجامايكى أو الصربى. الغريب فى الأمر أننا تلقينا الرد على لسان البطل رشيد رمزى الذى سأله المذيع فى لقاء تلفزيونى: من تذكرت حين فزت بالذهبية؟ لم يقل الشعب العربى بل قال الشعب البحرينى.

المشهد الأخير: لا استطيع أن أنسى ذلك المشهد حيث يقف ثلاثة أبطال أمريكيين على منصة التتويج لسباق 400م فى العاب القوى ليحصلوا على الميداليات الثلاث: الذهبية والفضية والبرونزية ثم ارتفعت ثلاثة أعلام أمريكية مع عزف النشيد الوطنى الأمريكى ووجدتنى شاردا متسائلا: لماذا لا نشاهد ثلاثة من أبطالنا على نفس منصة التتويج؟ ولكننى استيقظت بفضل دقات متتالية على الخشب لاكتشف أن هناك عمالا يعملون نهارا جهارا لانجاز برج لا يقل عدد طوابقه عن 15 طابقا فى شارع (متفرع من شارع فيصل) لا يزيد عرضه عن 8 متر مما يعد مخالفة صارخة لقوانين البناء. اكتشفت عندئذ لماذا ترتفع مبانينا فى أرض الوطن ولا ترتفع راياتنا فى المحافل الرياضية. السبب أن راية القانون مازالت فى انتظار من يرفعها.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟
- لا تصافحنى.. فإننى لا أصافح
- لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة
- هل فشلنا فى مواجهة الغش فى الامتحانات؟
- جرائم فى حق التعليم فى مصر
- هل يمكن أن تتحاور الثقافات المتباينة؟
- المحمول وسنينه
- هل سيرقص المسلمون إذا فاز حسين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ...
- ماذا نعرف عن التعليم فى إسرائيل؟
- حماس وحزب الله والأيادى الغريبة خلفهما
- قراءة فى قانون المرور الجديد: الايجابيات والسلبيات
- النفاق فى الدين بين العالم الإسلامى والغرب
- رفقا بهذا البلد
- قراءة فى الرسوم والأمور المسيئة للنبى
- أضواء على الانتخابات الأمريكية
- ظاهرة الطوابير فى كل مكان
- كرة القدم والاستقرار السياسى والاجتماعى
- باراك أوباما والانتخابات الأمريكية
- لماذا لا يتملك أهالى النوبة منازلهم؟
- المعلم فى مراحل التعليم المختلفة بين الأمس واليوم


المزيد.....




- يوفنتوس يفلت من الخسارة أمام كالياري في وقت قاتل
- أول تعليق للمهاجم المغربي حمد الله بعد واقعة ضربه بالسوط من ...
- “شاهد مباريات دوري روشن السعودي”… تردد قناة SSC sport الجديد ...
- صورة القميص الذي يهدد إقامة مباراة نهضة بركان المغربي واتحاد ...
- رونالدو يوجه رسالة لزملائه في نادي النصر بعد فوزهم على الفيح ...
- بالفيديو.. أخطاء جدلية ودفاعية وغزارة تهديفية.. تحليل مباريا ...
- بعد تألقه في لقاء مانشستر سيتي.. نجم ريال مدريد يبلغ الإدارة ...
- سر عدم طرد حارس أستون فيلا رغم حصوله على إنذارين بربع نهائي ...
- تمديد عقد ناغلسمان على رأس المنتخب الألماني حتى مونديال 2026 ...
- النصر يكرم وفادة الفيحاء بثلاثية ويعزز موقعه في وصافة الدوري ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - دروس اولمبياد بكين