أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ثويني - آريون وساميون الحلقة الثالثة.... الجزء3-5















المزيد.....

آريون وساميون الحلقة الثالثة.... الجزء3-5


علي ثويني

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 10:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شعوب أم لغات "آرية"؟
نتذكر جميعا كيف كانت وسائل الإعلام الإيرانية تردد نغمة أحد ألقاب شاه إيران محمد رضا بهلوي (آريا مهر) والتي عنت به ملك الآريين. والمصطلح (آري Aryan ) يستخدم اليوم للدلالة على الفرع الشرقي, أي الهندي - الإِيراني من أسرة اللغات الهندية - الأوربية, وبالتالي فهو مصطلح لغوي بالدرجة الأولى, ولا يتضمن بالضرورة خصائص إِثنية أو عرقية أو عقلية أوثقافية أو قومية محددة. ويعود أصل هذه الكلمة إِلى اللفظة السنسكريتية arya التي تعني (النبلاء), وقد تسمت بها القبائل الآرية التي غزت شمالي الهند لتميز نفسها من السكان المحليين الفيديين, الداكني البشرة, الذين أخضعتهم لسيطرتها إِبان الألف الثاني ق.م.أو كما يصفوها البعض للتفريق بين أصحاب الأنوف الطويلة والفطساء. كما توجد مفردة في اللغة الفارسية القديمة بصيغة مماثلة ariya بمعنى (السادة).وكان الميديون, الذين أسسوا أولى الدول التاريخية في إِيران, يدعون في الأزمنة القديمة (آريين), بحسب رواية المؤرخ هيرودوت. ويفخر الملك الفارسي الأخميني داريوس الكبير (522-486ق.م) في أحد نقوشه المشهورة, بأنه كان فارسياً و(آرياً). كما يعكس اسم (إِيران) الانتساب إِلى أولئك الآريين, الذين هاجروا إِليها " تبعاً للأساطير القديمة" من السهول الفسيحة الواقعة إِلى الشرق والشمال الشرقي من بحر قزوين. بالرغم من أن ثمة من يربط بين أسم العراق وإيران كما الدكتور علي الشوك، ويرجعهما إلى أصل اشتقاقي مشترك، حيث كان بعض المؤرخين المسلمين يسمون إيران (عراق العجم)، للتفريق عن (عراق العرب) أو بلاد النهرين. و اسم العراق متشعب التأويل ويذهب الكثيرون وأنا منهم إلى أنها واردة من أوروك المدينة السومرية، وتصاعدت ليصطلح منها مفهوم (عريق) في العربية، أي الموغل في القدم.
و يذهب البعض إلى أن التسمية آري ظهرت للوجود لأول مرة في التاريخ منذ 1700 سنة أي بحدود القرن الثالث الميلادي وارتبطت بالنصرانية و بالأب اللاهوتي المصري ” آري ” الذي اعتنق أفكارَه سكانُ وسط أوروبا والشعوب الجرمانية وغيرها , وهم الذين هاجموا مدينة روما وأحرقوها وأسقطوا هيبتها. وهذه الشعوب كانت ملقبة بالآريين في العهد الروماني وحتى حوالي القرن العاشر الميلادي.وكان للآريين مركز قوي بمدينة قرطاج ، في تونس ، حتى أن الوندال الذين دخلوها يعدون "آريين" بحسب التصانيف الغربية. وقد رفض الأب اللاهوتي ” آري ” خريج مدرسة الإسكندرية ( 256 م – 336 م ) مفهوم الكنيسة الغربية المدعي بأن المسيح (ع) هو الرب , وقال إن المسيح إنسان خلقه الرب متماهيا مع المفهوم الإسلامي، والذي تناغم مع طروحات أفلوطين الأسكندري الذي عاصره أو أوغسطين الذي تبعه بعد قرنين، بما يرسم ملامح البون في المفاهيم الروحية بين (آرييهم ) و(آريينا).
لقد أدت دراسة اللغات السنسكريتية والإِغريقية واللاتينية والجرمانية والكلتية والفارسية القديمة وسواها إِلى نشأة نظرية الأصل المشترك لهذه اللغات, التي دعاها الألماني ماكس موللر Max Muller أسرة اللغات الآرية, ولكنها تعرف اليوم باسم مجموعة أو أسرة اللغات الهندية - الأوربية (أو الهندية - الجرمانية) ومنها اللغات الكردية المتداولة في شمال شرق العراق. وقد بدأت دراسة هذه اللغات منذ القرن السادس عشر,وكان الإِيطالي سيسيتي Sesseti أول من أشار إِلى بعض أوجه الشبه بين الإِيطالية والسنسكريتية. ويعزى غالباً إِلى الإِنكليزي السير وليم جونز Jons (1746-1794) اكتشاف القرابة والأصول المشتركة فيما بينها،والأمر برمته يتعلق بأن الأنكليز أرادوا أن يروجوا أنهم والهنود من أرومة واحدة،ولا ضير في أن يحتل أحدهما الآخر كما فعل الإنكليز في استعباد الهند، على مبدأ المثل البغدادي القائل: (بين الأحباب تسقط الأداب). ورأوا في طريق الهند وتخومها من ماء ويابسة وسماء حلال لهم ، فمكثوا في سنغافوره وماليزيا والخليج وعدن والعراق والأردن وقبرص ومالطة وجبل طارق وفلسطين "التي وهبوها للصهاينة تباعا"، بحجة أنه الطريق الى أولاد عمومتهم "الآريين" هناك في طرف الأرض. وهكذا أضحت اللغة والأعراق شماعة تعلق عليها كل المأرب الإبليسية.
ثم أكمل الباحثون الألمان دراستها وعلى رأسهم: شليغل Schlegel وغريم Grimm وبوب Bopp وشلايشر Schleicher, وهكذا وضعت الأسس المنهجية والتطبيقية لدراسة اللغات الهندية - الأوربية ومقارنة بعضها ببعض. وقد افترض أولئك "العلماء" أنه كان هناك في الأزمنة السالفة لغة واحدة مشتركة دعوها: الآرية, وكانت بمنزلة اللغة الأم التي انبثقت منها سائر اللغات الآرية, وأن القبائل التي تحدثت بها, كانت تقيم في منطقة واحدة انتشرت منها بعد ذلك منذ أوائل الألف الثاني ق.م إِلى مواطن سكناها التاريخية في أوربا وإِيران وشمالي الهند. ونشأ عن هذه الفرضية نظريات الموطن الأصلي لأولئك الآريين, وقد تضاربت الآراء حوله وإِن كان معظمها يُرجح السهوب الأوراسية الممتدة من آسيا الوسطى إِلى جنوبي روسية.
ويستدل من الشواهد الأثرية والنقوش المكتشفة في آسيا الغربية, أنه حدثت هجرة, أو عدة هجرات, لشعوب ناطقة بالهندية - الإِيرانية في الألف الثاني ق.م. فقد شهدت بلاد الرافدين هجوم الكاشيين من الشرق والشمال في القرن الثامن عشر ق.م, وكانت لهم أسماء يستدل من تحليلها إلى احتمال كونها هندية - آرية مثل: سورياش وإِينداس وماروتاس، بالرغم من أنهم لم يكتبوا بلغتهم أي ما يدلنا على طبيعتها ،وينطبق عليهم مثلما على غيرهم كالتتار مثلا صفة الشعوب التي مكثت بالبداوة تشحن عزيمتها وتسن عظلاتها، حتى أنتهزت لحضات الوهن العسكري لحضارة الوادي الأخضر ،فأنقضت عليه، ثم أنخرطت تباعا في ثقافته وذابت بالتالي في جنباته،ولم يمكث لها أثر مكتوب ، وما وجودها في سجلات التأريخ إلا للدلالة على اثر سلطوي وسياسي،و لايمكن أن يكون ذو أثر في الجانب الثقافي واللغوي الذي نحن بصدده .
وهناك معاهدة تعود إِلى مطلع القرن الرابع عشر ق.م عقدت بين الحيثيين والميتانيين، تذكر أربعة آلهة ترد أسماؤها في ملحمة الفيدا Veda السنسكريتية وهي: ايندارا Indara وميتيرا Mitira وأورفنا Uruvna وناشاتيا Nasatyas. كما عثر على نقش في العاصمة الحيثية حاتوشا في الأناظول اليوم(تركيا), يعود إِلى الحقبة ذاتها, يذكر بعض ما يعتقد بأنها مصطلحات هندية - آرية تتعلق بتدريب الخيول، الذي ورد من سهوب أواسط آسيا كما تشير إلى ذلك الكثير من المعطيات( ).
وبحسب تلك النظريات أخذ المصطلح اللغوي "الآري" يكتسب منذ أواسط القرن التاسع عشر مدلولاً عرقياً وسياسياً, وتقصر مرجعيته إِلى "الشعوب الآرية".
وتشير الدراسات الغربية بأن القبائل الآرية انقسمت إِلى مجموعتين: غربية توغلت في إِيران وفرضت لغتها (الأفستية), القريبة جداً من السنسكريتية الفيدية في الهند, وكذلك معتقداتها الدينية التي وصلت في كتاب «الأفستا» Avesta المقدس. أما المجموعة الشرقية فقد توغلت في شمالي الهند وتمكنت بعد صراعات عنيفة وطويلة الأمد من إِخضاع السكان المحليين وطردهم نحو الجنوب أو استعبادهم, بعد تدمير حضارتهم. ويبدو أن الغزوات الآرية لمنطقة السند اتخذت شكل تحركات جماعية في جحافل من الرجال والنساء والأطفال بقيادة محاربين أشداء هدفهم التوسع وفرض هيمنتهم.
لقد كانت القبائل الآرية تجهل القراءة والكتابة عندما ظهرت على مسرح التاريخ أول مرة, ومع ذلك يزعم أنها تركت ملاحم شعرية تصور حياتها. ويشير عالم الأنثروبولوجية رالف لنتون Linton إِلى العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد القائم على رعي الماشية ونشأة شعر البطولة والملاحم( ).ومازال في الأدب الشفاهي الكردي مثلا الكثير من القصص التي تتحدث عن أحداث بقصور باذخة ،تنم حتما عن توق فطري وأماني للنفس أنتقل تحقيقها من الواقع إلى الأساطير، فلم يعثر على أي من آثارها مثلما وجدت آثار أمم أخرى، ولا وجود لبنيان أي كان على أرض الواقع، بما جعل مثقفيهم المتحمسين في حيرة من أمرهم،يتكلمون عن عمائر ولكنهم يفتقدون السند الملموس.والأمر عينه في اللغة فلا وجود لآثر لغوي مكتوب يساعد في فهم تطور الظاهر اللسانية. وثمة تشبثات بأمور مكتوبة ومتأخرة نسبيا في كنف التاريخ أو تنسب إلى ثقافات أخرى كأن تكون فارسية أو هندية مثلا، والذي شتت السند في إقتفاء أثر الاصول والنشأة والبلوغ.
ومما يدلل على أصول "الآريين" الرعوية البدوية أنهم ينتسبون للأب ويقدسون الذكورة على حساب الخصب الأنثوي المقترن بالأرض والفلاحة كما كان العراقيون. ومنزلة المرأة مقترنة بمنزلة عائلتها التي تحسب على طبقة معينة. ومع بداية مرحلة الاستقرار في الهند شكل أولئك الرعاة طبقات تتمثل في: الكهنة (براهما) والجنود (كاشتريا) وعامة الشعب (فايسيا). أما الشعب المحكوم من سكان البلاد الأصليين فألّفوا الطبقة السفلى المستعبدة (سودرا)( ). وهكذا وضع الآريون الهنود حجر الأساس لنظام الطوائف والطبقات المعروف حتى اليوم يدفعهم إِلى ذلك الخوف من الذوبان في بوتقة السكان الأصليين, الذين كانوا يفوقونهم عددا وثقافة, الأمر الذي يفقدهم امتيازاتهم بوصفهم طبقة حاكمة مميزة.وهذا الأمر قاعدة تنطبق على كل البداة حينما أختاروا لأنفسهم نظام القلاع والحصون أو منطقة القصور الملكية كما فعل المنصور في بغداد المدورة، أو صلاح الدين في قلعته بالقاهرة أو الأتراك العثمانيين،ووطأ حتى نظام الإقطاع في أوربا وأمسى تباعا المحميات السلطوية( ).
يدّعي وليام جزنز William Jones والمستشرقون الغربيون المختصون في فلسفة الأديان أن الآريين هم شعوب هندو أوروبية بشرتها بيضاء ( أي شُقر ) , وأنهم حكموا الهند منذ حوالي عام 1000 قبل الميلاد ،وكانوا حسب نظام الكاست الاجتماعي ينتمون إلى خاصة الخاصة أي رجال الدين البراهمين , وأنهم أبناء الآلهة , ويدّعون أن أصحاب البشرة السوداء ينتمون إلى المنبوذين(الباريا) أي العبيد , والذين نجدهم بآخر السلم الاجتماعي , وقالوا نحن الجنس الأشقر اختارنا البراهمن لنحكم أصحاب البشرة السوداء .ونظرية السيد وليام أو أسطورته من الجانب اللغوي ليس لها سند عقلي بما يخص الغجر مثلا، حيث أن لغتهم آرية وأن الغربيون ينسبون أصلهم إلى الهند لكنهم سمر اللون. بيد أن حكماء الأوبانيشاد في التاريخ الهندي لم يذكروا على الإطلاق الأجناس , ولم يتكلموا عن الأرومات والألوان ولو فعلوا ذلك لفضحهم بوذا لأن البوذية بشكل عام قامت ضد البراهمين ونفوذهم المطلق وحاربت العنصرية والتفرقة بين البشر( ) .
وتمسك الألمان بنظرية (اللغة-العرق) القومية كونهم لا يختلفون في السحن والعادات والدين عن جيرانهم من الشعوب ،وما يميزهم عنهم محض لغتهم الجيرمانية( )، و التي تختلف عن السلافية في الشرق عند البولونيين والجنوب عند الجيك والسلوفاك، وعن الغاليين الفرنسيين في الجنوب الغربي وعن اللاتين مثل الطليان . وناصب الألمان كل تلك الشعوب العداء منذ قرون طويلة وأنتهت بالحرب الثانية.
ونعزي ذلك العداء المستشري بسبب حروب الإقطاع والمصالح والطمع في التوسع ثم حمى الاستعمار اللاحق، التي استمرت قرون بينهم ،و لم يجدوا مبرر لتناحرهم سوى أحجية اللغة التي تفرقهم وتفصل أواصرهم. وتقل الفوارق بينهم وبين سكان الأراضي المنخفضة في هولندة أو إلى الشمال في الدانمارك أو أبعد من ذلك في اسكندنافيا وإنكلترا الذين يشتركون معهم بلغات سكسونية متقاربة،وثمة من يقول بأن الإسكندنافيين أرومة مختلفة أبدلت لغتها بمرور الأزمنة إلى ما ينسجم مع اللغات الجيرمانية لاحقا، وثمة من يقول بأنهم والروس من أصل عرقي مشترك واحد.
نتعجب من النسب الغامض الذي ربط بين اليونانية واللاتينية من جهة والجيرمان والآريين الفرس والهنود من جهة أخرى، حيث شتان بين البناء اللغوي الجيرماني عن اللاتيني، وأن تقاربت بعض المفردات فأنها من (البشري المشترك) كما هي صلة الإنكليزية بالسومرية مثلا أو حتى الإنكليزية مع العربية التي وجد أحد الباحثين ثمانية عشر ألف كلمة مشتركة بينهما. ونجد في طيات التأريخ تنافس محتدم بين الفرس والأغرق،ولا نعلم مامدى صحة كونهم أولاد عمومة كما يزعمون. ونقرأ رأيا لموريس أولندر يقول فيه (تتمتع اللغة السنسكريتية، أيا ما تكن قدامتها، ببنية مقبولة، هي أكثر كمالا من الإغريقية، وأكثر غنى من اللاتينية،وهي أكثر تهذيبا من كلتا اللغتين، ومع ذلك نعترف لها بقرابات عدة مع هاتين اللغتين،من ناحية جذر الأفعال والصيغ النحوية، وهذا ليس عن طريق الصدفة.إن هذه القرابة موجودة بالفعل، إذ لا يسع فيلولوجيا فحص هذه اللغات الثلاث إلا أن يعتقد أنها خرجت من ينبوع مشترك، ويمكن أنه لا يوجد البتة. هناك سبب مشابه، لكنه ليس نصرا كاملا، لكي نفترض أن اللغة القوطية والسلتية لهما نفس الأصل السنسكريتي، ويمكن إضافة اللغة الفارسية لهذه العائلة: إن كان هنا مكان لمناقشة الأسئلة المتعلقة بالأصول القديمة للغة الفارسية)( ).
وحدثت حركة "علمية" في المشترك بين كلمات هندية أو فارسية وأوروبية (إيطالية، جرمانية، إغريقية،لاتينية) منذ القرن التاسع عشر. وقد تأثر الجيل الأول لتلك المقارنات "للهندو-أوروبية" بكتاب «دراسة حول لغة وحكمة الهنود» الذي نشره الألماني شليكل (Fredrich Van Schlegel 1829-1772) في هامبورغ سنة 1808.وبعيدها أحدث أول كرسي دراسي في باريس، (بالكوليج دو فرانس) "للغة والأدب السنسكريتي" وشرع بوب عام 1814 ( Bopp 1867-1791) في تأسيس دراسة مقارنة للنحو ،وأقترن هذا التوجه عموما بالحركة الرومانسية في أوربا التي جعلت من اللورد الشاعر بايرون أن يضحي بنفسه عام 1824 في مدينة ميسولونكي دفاعا عن الثورة اليونانية وذائدا عن الدم الآري ، وكان هذا الرجل أحد رواد الحركة الرومانسية في الأدب الأوربي، و كان مناصراً متحمساً للقضية اليونانية و عد أن الإنكليز واليونان الآريين يجابهون عدو"تركي" مشترك.
لم تأت السنسكريتية فقط بالشرعية العلمية للدراسات المقارنة السابقة، ولكنها جاءت مؤشرة على ابتكار العصر الهندو-أوروبي. لكن لغة الفيدا أمدت أيضا العلماء بسند واه لتطلعاتهم الرومانسية.وقد أستقطب الأمر مجموعة توجهات منها المعادون للكنيسة كون الهند هندوسية وإيران مسلمة وعلى النقيض من هؤلاء كان البعض يرغب في إعطاء منبع جديد للمسيحية الصافية التي شوهت في عصر الأنوار والثورة، وبحثوا منكبين عن روح "آرية" للمسيح الذي ورد في سياقات وإقتباسات"سامية" محضة،وطفق بعض المتفيهمين منهم بالبحث عن (الجنة الآرية) بما يقابل(جنة عدن) السامية، التي جاء وصفها في العهدين القديم والجديد ووردت في القرآن الكريم .
وثمة رهط تاق للإطلاع على فكر الشرق وحكمته كما الحال مع الفرنسي فولتير الذي مكث مفتون بالهند. لقد جمع مؤلفو القرن التاسع عشر، من الشتات البعيدة للهندو-أوروبية، الواقع في عصر أسطوري-شعري، الجذور اللسانية التي يفترضون أنها قريبة من (ميلاد اللغة، الذي هو بدوره قريب من خلق الإنسان)( ). بيد أن المشكلة مكثت في التناحرات والعداء السافر بين الأقوام الأوربية أنفسهم، مما أدى إلى أن يتنافس المتبارين إلى أيهم ينتمي (الآري) الأصلي. وقد جعل هذا الأمر Bopp ، أن يشير في مقدمة الطبعة الثانية، لكتابه (النحو المقارن)، إلى ضرورة إبعاد( فكرة الوطنية) عن العلوم الجديدة للغة!.



#علي_ثويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آريون وساميون... لغات أم أقوام.... الجزء 2-5
- آريون وساميون...لغات أم اقوام؟ الجزء 1-5
- 14تموز حدث أم معركة أم حرب بنفس طويل
- علي الوردي والحاجة لعلم إجتماع عراقي*
- محاضرة عن السلم المدني العراقي في ستوكهولم للباحثة بسعاد عيد ...
- ما لم يقله علي الوردي في 8 ‏شباط‏ 1963
- كلاب بافلوف والكلاب العراقية-الحلقة 5- الأخيرة
- كلاب بافلوف والكلاب العراقية-الجزء4
- كلاب بافلوف والكلاب العراقية.الجزء الثالث
- كلاب بافلوف والكلاب العراقية- الجزء 2-5
- كلاب بافلوف والكلاب العراقية- الجزء15
- عمارة البيوت في سياق الثقافة الكردية
- حينما غنوا القوميين الأكراد: يا أهلا بالمعارك
- العمارتان العراقية و الفارسية..مدخل مقارن في الريادة والإقتب ...
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء3- الأخير
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟الجزء3- الأخير
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء2- من ثلاثة أجزاء
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء1- من ثلاثة أجزاء
- بلاد مابين الفدرلة والفرهدة
- 30 تموز..الأمريكان والبعث وصدام.. خصام أم وئام


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ثويني - آريون وساميون الحلقة الثالثة.... الجزء3-5