أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - لماذا غابت ثقافة السلوك؟














المزيد.....

لماذا غابت ثقافة السلوك؟


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 06:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس لدينا مؤسسات. مفهوم الدولة والفرد غير مطروح على أرض الواقع. نعم كل هذا غير موجود في وطننا العربي. القانون غير مفعّل والدساتير ديكورات. الحرية وهم، وإلا ماذا نسمي تصنيف الإنسان إلى أكثر من عشرين فئة مثلاً؟ لماذا يكون مصير الإنسان بيدِ السلطة السياسية (الدينية) الاجتماعية؟ لماذا لا نقتنع بأن الثقافة سلوك حضاري أكثر منها فعلا استهلاكيا أو نصوصا مبعثرة هنا وهناك.

في العالم العربي نحمل ذاكرة شفاهية وليس ذاكرة تدوينية. بمعنى آخر، يجب أن يتمَ تحويل النص التدويني إلى فعل وسلوك، وهذا غير موجود على أرض الواقع العربي. وفيما يخص المثقف، يبقى المثقف يعاني من حالةِ اغتراب وسط مجتمعه.. وأيضاً تمارس ضده حالات من الاستعبادِ والاستبعادِ والمذهل جداً يمارسها أوصياء من مدعي الثقافة، بحيث يُستبعد من جميع الأنشطة الثقافية الموجودة في البلد.. إلى جانب أن «النويقد» لا يتناول نصوص هؤلاء المبدعين، لأن هذه النوعية من النقود (جمع نقد) هي عارية حتى من سراويلها الداخلية.

هذا الذي أتحدث عنه ليس عبارة عن تهويمات من خيالي، ولكنه حدث ويحدث مع مثقفين في عالمنا العربي.. طيب.. ماذا فعل المثقف إزاء هكذا استعباد واستبعاد؟ انتقل من ثقافة الورق إلى الفضاء السيبرنطيقي.. الإنترنت، حيث إن المشهد الثقافي العربي على الإنترنت أكثر فعالية، أكثر استقلالية وحرية، لا يصادر الآخر وبإمكان الآخر أن يطرحَ ذاته بطريقة أو بأخرى من خلال المواقع الكثيرة على الإنترنت أو بشكل منفرد عبر موقع شخصي أو مدونة.. وهناك أرشيف من النصوصِ بمتناولِ الجميع..

أعود وأركز على أن المشهدَ الثقافي على الانترنت كسر الاقليمية والانتظار الطويل، طرح ثقافة ألوان الطيف، ابتعد إلى حدٍ ما عن التصنيفِ والتشنجِ وسيكون الرهان مستقبلا على مثل هذه التجربة. لذا أقول للرقابات العربية المتواصلة على الإنترنت: ارفعوا أيديكم، يجب أن نوفر للكتّاب الذين يعيشون تحت سطوة الأنظمة الشمولية -على الأقل- إمكانية أن يخبروا العالم، من خلال عملهم أو نقدهم، بالحقيقة عن هذه الأنظمة. إن جوهر أن أكون كاتبا مهتما بإبداع أعمال فنية -الفن بشكله الشمولي- إنما هو نوع من التمرد على الحكومة الشمولية، لأن الموقف الوسطي -موافق أو غير موافق- إنما هو الموقف المثالي الذي تتبناه تلك الأنظمة الدكتاتورية، بينما صرخة حادة مثل «لا»، مؤكد أنها ستكون بمثابة طلقة إن لم تصب فسـ«تدوش». لذا يجب أن نوفر لهؤلاء الكتاب الذين يعيشون بيننا فرصة أن يخبروننا بالحقيقة عن أنفسهم بوصفهم أناسا يصدقون أنفسهم ليكونوا أحرارا، بالإضافة إلى توفير أشكال متعددة للوصول إلى المعرفة، وكذلك توفير أنواع متعددة من المعرفة، ومن الأصوات والفضاءات، بوصفها سبيلا للتوصل المتعدد، والتعبير، والمعرفة الذاتية، ما يفتت المبدأ الجوهري للسيطرة، والذي يميل إلى الاندماج والتوحيد. وبشكل أكثر عمومية، أصبح سؤال «السلوك الإنساني» أكثر تعقيدا الآن، لأن الحدود القديمة (الأيديولوجية، السياسية، الاقتصادية، الجغرافية)، قد تغيرت وتحولت، وتفتـّتت، مستثيرة تيارات وتيارات مضادة.. أعداد كبيرة من الفارين بلا توقف يظهرون ويختفون مثل القوميات القديمة، وأساليب ووسائل جديدة للتفكير، وآلات جديدة لكل أنواع المطالبة الصاخبة وللانضمام إلى بحر العولمة، والمتمثل في هذه الشبكة الشاسعة من الاتصالات اللحظية.

وبالطبع كل هذه الأشكال والوسائل السابقة تقف مضادة تماما للقوة الجادة للسيطرة. ومن أصغر إلى أعظم هيئة مسيطرة تعمل باستمرار على تركيز المعرفة في خط مفرد شامل، ثم إرسالها بعد ذلك بواسطة وسائل الإعلام في اتجاه مفرد بعينه. ولكل هذه الأسباب، أؤمن بضرورة وجود فضاءات جديدة للاتصال، إيجاد البدائل من الحوار والاختلاف، بمعنى آخر فضاء متسع لكل الآراء المختلفة. لكنني أؤمن كذلك أنه لهذه الأسباب نفسها، سيستمر الجدل ويمتد إلى استخدامات وسائل الإعلام، وأشكال التمثيل وصدقية المؤسسات الممثلة. وبوصفنا كتّابا فكل الخطاب يهمنا. ويشمل ذلك كل كلمة تظهر وتختفي، تبقى وتذهب، وكذلك الظل الذي يصاحب كل كلمة، غير المعبر عنها، أو غير المقولة، الآخر يهمنا. وإنتاج الخطاب هو هدفنا الأول وليكن هناك المزيد من الفرص للتعبير، ومزيد من البدائل للخطاب أو مزيد من الخطابات البديلة.

هذه هي الاستراتيجية، يجب أن نؤمن أنها أكثر الوسائل المؤثرة في مقاومة «الحقيقة» الشمولية للسلطة (مجردة وتنويمية)، وذلك بمواجهتها بالحقيقة الواقعية، تلك الحقيقة التي لا يمكن أن تكون شيئا مفردا، بل هي موجودة في أشكال دائمة التغير، وفي ذلك يكمن جمالها في قلب كل رجل أو امرأة. وهكذا فإن أفضل وسيلة لتحطيم لحظة بلحظة، كلمة بكلمة، التجانس المضلل للهيمنة، إنما تكون بالإبداع اللامحدود للكلمات المكتوبة، والتي ستتحول فيما بعد إلى فعل ثم إلى سلوك ينفع البشرية.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار
- الصحافة الكويتية واللعب بالمشاعر
- مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
- قضية البدون في الكويت
- طرة أو نقشة
- إلى أين توجهت أصوات «حدس»؟
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 4)
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 3 )
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 2 )
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 1 )


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - لماذا غابت ثقافة السلوك؟