أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - جميل السلحوت - نحن ...وهم














المزيد.....

نحن ...وهم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 01:00
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


توقفت كثيراً عند خبر أن الشرطة الاسرائيلية لديها الأدلة الكافية لتقديم لائحة اتهام بالفساد لرئيس الحكومة ايهود أولمرت ، مع أن هكذا خبر ليس مفاجئاً ، فقد سبق أن وجهت لوائح اتهام الى وزراء ورؤساء وزارات ، ورئيس الدولة بتهم اساءة الائتمان أو اساءة استعمال المنصب واستغلاله لأهداف شخصية أو خرق القانون . وهذا يعني أن اسرائيل - اذا ما جردناها من احتلالها وقوانينه العنصرية – دولة قانون ، وأن هذا القانون ينطبق على الأمير قبل الفقير ، وهذا أحد أسباب قوة هذه الدولة ، وتقدمها في مختلف المجالات .
أما نحن " العربان " فلم نتعلم من حكمة آبائنا وأجدادنا القائلة بأن ( جحا تعلم المراجل من كلبه ) فلم ننقل عن الشعوب الأخرى أي مظهر حضاري أو علمي ، بل نقلنا عنهم قشور حضارتهم الاستهلاكية . فالمتنفذون عندنا في غالبيتهم مارسوا الفساد بأشكاله المختلفة ، وبعضهم بدأ حياته مناضلا مثلاً وترقى بفضل الفساد والتذيّل واللصوصية الى مناصب عليا ، بل ان بعضهم أصبحوا قادة سياسيين مسؤولين عن مصير شعب ووطن بدلاً من أن يكونوا في السجون .
فأغنياء الحروب والمتاجرون بقوت الجياع ودماء الشهداء وحرية الأسرى ، وحقوق الانسان ، وقضايا المرأة ، أثروا على رؤوس الأشهاد بطرق غير مشروعة ، وأنفقوا على بعض المتنفذين فوفروا لهم الحماية ، وقدموهم الى مواقع متقدمة هم غير مؤهلين لها ، وقدموا الرشاوي الى بعض الاعلاميين ، فأصبحنا نشاهدهم على شاشات الفضائيات،وعلى صفحات الاجرائد يطاقون التصريحات الرنانة، والجمل ( الثورية ) المنمقة ، فخدعوا الجماهير ، وأنطلت حيلهم على كثيرين ، فتلقفهم من يبحثون عن قيادات بديلة ، فزادوهم فساداً على فساد ، وأعدوهم كيفما يشاؤون لتمرير سياساتهم التي يريدونها .
واذا كان كثيرون من حكامنا يتصرفون وكأنهم خلفاء الله في الأرض ، فإنهم يستولون على مقدرات البلاد وأموال العباد ، وكأنها إرث شخصي لهم ، فيـُنعمون على من يـُريدون ، ويمنعون عمّن يكرهون أو يتوجّسون ، فهناك " محظيون " وهناك " منبوذون" فالمحظيون هم المصفقون للخطأ ، الخائفون من الصواب ، والمنبوذون هم الأوفياء الشرفاء الذين يبتغون مرضاة الله ، وخدمة الوطن والشعب . فأموال كثيرة هدرت ، وأصبحت أملاكاً شخصية بوفاة محظِيِّها الذي تسجلت باسمه ، أو بوفاة سيده الذي احتظاه . ونحن الفلسطينيين لسنا نشازاً عن بقية العربان ، بل اننا اكتسبنا خبرات غيرنا في الفساد نتيجة تشتتنا في أصقاع الأرض ، لكن المؤلم أن المفسدين والفاسدين عندنا لهم حظوظهم الوافرة ، ومواقعهم " المرموقة " وأطيانهم الظاهرة للعيان ، والمستترة في البنوك الأجنبية ، وعدم المآسسة عندنا وعدم سيادة القانون قادت الى مصائب كثيرة وخسائر كبيرة ، ولعل ملايين الدولارات من أموال منظمة التحرير التي ينعم بها ذلك الدعيّ بالثورة القادم من شمال العراق خير مثال على ذلك.
كنا نتمنى لو أننا تعلمنا من التجارب الايجابية لغيرنا من الشعوب وطبقناها ، ولو فعلنا ذلك لاختصرنا كثيراً من الهزائم ، وربما حصدنا انتصارات ، لكن الأماني شيء والواقع شيء آخر ، " ولا يصلح الله ما بقوم حتى يصلحوا أنفسهم ".



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرة الأولى - قصة للأطفال
- في ذكرى احراق الأقصى
- محمود درويش يترجل قبل أوانه
- -ماء السماء-رواية النكبة بامتياز
- دولة الحلم ودولة الواقع
- كفى.....فقد بلغ السيل الزّبى
- كفى...فقد بلغ السيل الزّبى
- الصداقة - حكاية شعبية
- الحرفة اليدوية -حكاية شعبية
- الشكوى لغير الله مذلة
- جرائم بدون عقاب
- حرمة الأموات من كرامة الأحياء
- رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف
- الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة
- غاب وجاب -حكاية شعبية
- رواية -بير الشوم -عن نكبة الشعب الفلسطيني
- هكذا شيخ لهكذا أبناء - حكاية شعبية
- الحرية - حكاية شعبية
- -صبري عزام أبو السعود رواية مقدسية بامتياز
- معرض على هامش النكبة ليس على مستوى الحدث


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - جميل السلحوت - نحن ...وهم