أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما تتصحَّر -الليبرالية- ويزدهر -الليبراليون الجُدُد-!














المزيد.....

عندما تتصحَّر -الليبرالية- ويزدهر -الليبراليون الجُدُد-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهي حرب (نحتاج إليها) على "الليبرالية الجديدة" أم على "الليبراليين الجُدُد"؟! ثمَّة مفارقة في بعض التسميات، فهذه المولودة سُمِّيت "سَمَر"، فلمَّا كبرت، وبانت صفاتها الجسدية، واستقرَّت، رأيْناها بيضاء شقراء.. و"الليبراليون الجُدُد" عندنا ليس فيهم من قِيَم الفكر الليبرالي، في السياسة والاقتصاد والثقافة، إلاَّ ما يقيم الدليل على أنَّهم الظِلال التي غدت أجسامها أثراً بعد عين؛ وليس فيهم من معاني "الجِدَّة" إلاَّ ما يؤكِّد أنَّهم القدماء والمتقادمون الذين يلبسون لبوس "الجديد" لمحاربة كل ما هو جديد حقَّاً.

في السياسة والثقافة والفكر هم أُوتُوقْراطيِّون.. شرقيِّون في الاستبداد فحسب، ليس لديهم من المصالح الشخصية والفئوية إلاَّ ما يجعلهم، لجهة علاقتهم بـ "الحقوق الديمقراطية"، السجن والسجَّان والقيود، فـ "الديمقراطية"، في شريعتهم، التي هي كـ "شريعة الغاب" في الاقتصاد، هي "النفاق الديمقراطي"، و"ديمقراطية النفاق".

أمَّا في الاقتصاد فلا وزن يقيمون للركن الأوَّل من أركان "ديانة السوق الحرَّة"، أي شعار "دَعْهُ يعمل، دَعْهُ يمر"، إلاَّ إذا كان "طريقاً أحادي الاتِّجاه" One Way، فَهُم معه إذا كان العمل عملهم، والمرور مرورهم، وضدَّه إذا كان العمل لغيرهم، والمرور لغيرهم!

في "الليبرالية القديمة"، كان ممكنا أن تقول إنَّ الوزير عنترة بن شداد فاسِد؛ لأنَّه هو فاسِد؛ أمَّا في "الليبرالية الجديدة" فلن تُحْسِن التعليل إلاَّ إذا قُلْت إنَّ الوزير "سوسو" فاسِد؛ لأنَّ "الوزير" فاسِد، فلقد فسد "المنصب ذاته"، فما عاد ممكناً إلاَّ أن نراه كرسياً جالِساً على صاحبه.

نحن مجتمع يندر فيه "الرأسماليون القوميون"، الذين لديهم من الثقل الاقتصادي والاجتماعي ما يجعلهم، لجهة علاقتهم بـ "الدولة" و"الحكومة"، كـ "الرقبة التي تحرِّك وتدير الرأس"؛ ولكن (ويا للمفارقة) يكثر فيه "الليبراليون"، و"الجُدُد" منهم على وجه الخصوص.

إذا كان "التطوُّر الرأسمالي القومي" هو "الخِصْب" في الحياة الاقتصادية، فـ "الليبراليون الجُدُد (أقول "الليبراليون الجُدُد" ولا أقول "الليبرالية الجديدة")" صحَّروا، وأمعنوا في تصحير، حياتنا الاقتصادية، فقانونهم إنَّما هو "بِعْ كل شيء يمكن بيعه، واجْعَل كل شيء قابلٍ للبيع"!

عندهم، ليس بذي أهمية لون القط ما دام في مقدوره أكل الفأر".. ليس بذي أهمية لون المشتري ما دام يدفع بـ "الورقة الخضراء"، التي هي "هُبَل القطع النادر"!

كان برودون يقول، في شتمه الرأسمالية، إنَّ المِلْكيَّة الخاصة (الرأسمالية) هي "السرقة"، فما كان من ماركس إلاَّ أن دافع عن عدوِّه اللدود (أي الرأسمالية) قائلاً: إنَّ المِلْكِيَّة الخاصة ليست "سرقة" وإنَّما "أداة (وسيلة) للسرقة"!

أمَّا في شتم "الليبراليين الجُدُد" عندنا فلا يسعني إلاَّ أن أقول فيهم ما قاله برودون في "الرأسمالية".. إنَّ ثرواتهم متأتية من "السرقة"، التي "تجميلاً" لها ليس إلاَّ يسمُّونها "الخصخصة".

"الرأسمالي القديم"، الذي بوحي من مصالحه ظهرت وتطوَّر "الليبرالية القديمة"، كان يملك المصنع، ويشتري المواد الأولية، ويستأجر الأيدي العاملة، فيُنْتِج، ويبيع، ويربح.

أمَّا "الليبرالي الجديد" عندنا فليس بـ "رأسمالي" إلاَّ في "صورته البرودونية"؛ إنَّه لا "يملك المصنع"، وإنَّما "الموقع البيروقراطي الحكومي" مع يتفرَّع منه من سلطة ونفوذ، فيتَّخِذ هذا "الموقع" أداة للثراء الشخصي والعائلي، وكأنَّ "المِلْكيَّة العامة" هي الشيء الذي لا مالك له إلاَّ المكلَّف إدارته بما يعود بالنفع والفائدة على "مالكه الدستوري"، أي "الأمَّة".

هذا "الليبرالي الجديد" لا يستمد قوَّته من "الفكر الليبرالي" الذي أصبح "عِظاماً"، وأصبحت عظامه "رميماً".. إنَّه ليس من أحفاد روسو ومونسكيو، ولا من ورثتهما الفكريين.

إنَّه يستمدَّها من "ضعفين": ضعف "الرأسماليين الأقحاح" في مجتمعنا، وضعف سلطة المجتمع على الجهاز البيروقراطي للدولة.

إنَّ كل "وظيفته التاريخية"، في عصر "العولمة"، لا تتعدَّى "أجْنَبَة" المِلْكية الرأسمالية لأراضي الدولة، التي تتملكها باسم الأمَّة، ولغيرها من منشآت ومؤسَّسات القطاع العام، والتي لبعضها من أهمية "الرمز القومي" ما يفوق كثيراً أهميتها الاقتصادية؛ ثمَّ "أجْنَبَة" ما يحصل عليه من ثروة شخصية من خلال هذا "البيع الحرام"، فهذه الثروة لا تُسْتَثْمَر في الاقتصاد الذي انْتُهِك عرضه، وإنَّما في عواصم ومعاقل الرأسمالية العالمية.

ويخطئ من يظن أنَّ هذه "الخصخصة المشينة"، أو الرأسمالية في "صورتها البرودونية"، تضرب الاقتصاد فحسب، فإنَّ لها نسختها السياسية والثقافية.. أيضاً.

إنَّ كثيراً من "السياسة"، التي اشتراها المجتمع بدمه وعرقه..، "يُسلَّع" فيباع لـ "الأجنبي" بثمن بخس، فـ "الليبراليون الجُدُد"، في "السياسة"، أسوأ منهم في "الاقتصاد"؛ إنَّهم يفهمون "السياسة الجيِّدة" على أنَّها السلعة التي تأتيهم بمزيد من "الورقة الخضراء"، و"السياسة الرديئة" على أنَّها السلعة الكاسدة، في هذا المعنى.

"الليبراليون الجُدُد" عندنا ليسوا بـ "ليبراليين (لا في الاقتصاد ولا في السياسة)"، وليسوا بـ "رأسماليين"؛ فهُمْ في "شتمهم الموضوعي"، ليسوا سوى "نفايات الطاقة الاقتصادية" للرأسمالية العالمية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهاوي -ثقافة الحقوق- في مجتمعنا العربي!
- -العرب الجُدُد- و-العرب القدامى-!
- أُمَّةٌ تبحث عن فلك تسبح فيه!
- ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!
- -خيار أوكسفورد- لا يقلُّ سوءاً!
- ثقافة -الموبايل- و-الفيديو كليب-!
- لقد أفل نجمها!
- أسبرين رايس والداء العضال!
- خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!
- العالم اختلف.. فهل اختلفت عيون العرب؟!
- -الإعلام الإلكتروني- يشبهنا أكثر مما نشبهه!
- -العلمائيون- و-السياسة-.. في لبنان!
- -إيراروسيا-.. هل تكون هي -الرَّد-؟!
- ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القو ...
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما تتصحَّر -الليبرالية- ويزدهر -الليبراليون الجُدُد-!