أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟















المزيد.....

أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟
أعمال الرسل (5 : 4)

كثيرون منا يتجاهلون وجود الله وتدبيره لأمور الكون , متناسين تماماً قدرته السرمدية على مجازاة الأشرار , وتعقب الحائدين حتى ولو لبسوا ثوب الفضيلة والورع والرتب الدينية, بل مستغلين لطف الله وطول آناته على البشر , منصبين من أنفسهم حكماء لهذا الدهر, هؤلاء اللذين أحبوا المجد الباطل والشهرة العالمية على حساب الفضائل , ومن أمثلتهم هذا المدعو حنانيا وزوجته سفيرة والتي ذكرت قصتهم في سفر أعمال الرسل الإصحاح الخامس:
1 و رجل اسمه حنانيا و امراته سفيرة باع ملكا
2 و اختلس من الثمن و امراته لها خبر ذلك و اتى بجزء و وضعه عند ارجل الرسل
3 فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملا الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس و تختلس من ثمن الحقل
4 أليس و هو باق كان يبقى لك و لما بيع الم يكن في سلطانك فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر أنت لم تكذب على الناس بل على الله
5 فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع و مات و صار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك
6 فنهض الأحداث و لفوه و حملوه خارجا و دفنوه
7 ثم حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات ان امراته دخلت و ليس لها خبر ما جرى
8 فأجابها بطرس قولي لي ابهذا المقدار بعتما الحقل فقالت نعم بهذا المقدار
9 فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب هوذا ارجل الذين دفنوا رجلك على الباب و سيحملونك خارجا
10 فوقعت في الحال عند رجليه و ماتت فدخل الشباب و وجدوها ميتة فحملوها خارجا و دفنوها بجانب رجلها
11 فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة و على جميع الذين سمعوا بذلك

هذه القصة ترعب كل متطلع للحياة الأبدية بل ترهب السامعين لها كما حدث تماما في الماضي , وبالأخص لأن حنانيا هذا في نظر أي مطلع على هذه القضية لم يسرق أحد ولم يضع يده في جيب أحد ولكنه أختلس جزء من ماله هو, ليظهر ليس له جرم محدد يعاقب عليه قانون أرضي أو بشري, فهو في نظر الكثيرين بريء مما قد عوقب بشأنه,, ولكن الحقيقة أنه مستحق لهذا العقاب بل أكثر منه لأنه أستغل مكانته في الكنيسة كعضو عامل فيها, بل ألبس نفسه ثوب العطاء متظاهراً أمام الناس والرسل أنه رجل بر وتقوى مختلساً بذلك ليس جزء من ثمن الحقل بل مكانة وسلطة وسطوة في الكنيسة ,, أي أنه حاول خداع روح الله القدوس بأن يقتني مجد الناس على حساب فضيلة العطاء , ولكن سرعان ما أكتشفه وأصدر حكمه عليه الذي هو الموت الأبدي مع إبليس وجنوده .
مفاد هذه القصة أن كثيرين في هذا الدهر بدءوا حياتهم بالروحيات ولكن لقصر قامتهم الروحية ,, أو لكبريائهم ولم يكن لهم مرشد ,, لهذا تقهقروا عن الروحيات منتهين بالجسديات لهذا عقابهم كحنانيا الموت الأبدي.
ـ فنجد كثيرين من رجالات الدين في كافة الأديان يختارون لأنفسهم خدمة الوعظ والإرشاد ويعملون عمل المبشر لأديانهم , ولكنهم سرعان ما يفلسون دينياً فبدلا ً من الرعاية الروحية يلجأ ون لسب الأديان الأخرى, ونبذ معتقدات الآخرين , بل يمكنهم أن يدخلوا أنفسهم في السياسة مستغلين مكانتهم كرتب دينية وتأثيرهم على بسطاء المتدينين , متاجرين بالدين كوسيلة سياسية , أو مستغلين مكانتهم الدينية في توطيد حكومات وحكام , تاركين عملهم الذي بدءوا به الذي هو تقريب المخلوق للخالق بالموعظة الحسنة والإرشاد الروحي , هؤلاء ينطبق عليهم قول الكتاب : أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟ ألم يكن في استطاعتهم التخصص في المجال السياسي منذ البداية , أم أنهم يخدعون الله.
ـ وأيضاً هناك رجالات ونساء قد اختاروا العفة شعار لهم بل اتخذوا من العفة رداء لهم بأن لبسوا اسكيم العفة , وقد اجتازوا كل الاختبارات الشاقة في هذا المضمار حتى وصلوا لأعلا الرتب , وأصبحوا من المسئولين ولكنهم يتراجعون من أمام العفة مستغلين مناصبهم , فيقومون بتعيين سكرتيرات لمكاتبهم أو يتخذون من النساء معاونات لهم ,, مما قد يترتب عليه العثرة للقائمين تحت رعايتهم , بل يمكن أن يتمادى الأمر بالبعض بالشك في سلوكياتهم , وتتوالى الاتهامات والتحقيقات ,, فهؤلاء ينطبق عليهم قول الكتاب : أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟
فإذا كانت النساء يجدن حظوة لديكم ألم يكن في مقدور كل منكم اختيار الحياة العادية في الزواج لأنها أيضاً تقود المعتدلين للملكوت.
ـ كثير من أصحاب الخير قد نجحوا في العطاء عندما كان دخلهم صغير ,, وليس هناك فرق بين حياة صعبة وحياة أصعب قليلاً ,,, ولكن عندما يفيض الله عليهم من نعمته الكثيرة ,, والتي أعتبرها أنا شخصياً تجربة المال والتي من خلالها سقط الكثيرين ,, فتجد كثرين منهم يحسبون العشور والتي هي الحد الأدنى للعطاء فيجدون أنها تحصد مبلغاً ضخماً من المال ,, كان هو شخصياً يحلم في يوم من الأيام أن يمسك به في يده ,,, فتجده أمام هذا المبلغ وأمام حبه وعشقه الدفين للمال يتراجع عن دفع المبلغ للفقراء متحججاً بأقوال ملتوية متهما إياهم بالنصب وعدم الحاجة بل يمكن أن يعتبر نفسه أمام متطلباته أنه هو المحتاج وليس هم, لهذا ينطبق أيضاً قول الكتاب على مثل هؤلاء بقوله : أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟
لماذا وضعت نفسك في ثوب العطاء؟ لهذا لا يمكنك أن تتراجع عن العطاء لأن الجزء المخصص للفقراء من دخلك ليس ملكك ولكنه ملك للفقراء , لهذا يجب أن تضع هذا المال مهما بلغ قيمته تحت تصرف القائمين على توزيعه من خدمات لجان البر .
ـ هناك من يخصص جزء من وقته للخدمات التطوعية , في دور العبادة أو الجمعيات الخيرية أو جمعيات خدمة المجتمع أو الأندية لخدمة شباب المستقبل , أو في الدفاع عن المضطهدين والعمل في جمعيات حقوق الإنسان , أو خدمة فقراء المرضى , أو أن دكتور يخصص جزء من وقت عيادته للفقراء بدون مقابل مادي,,, ولكنه سرعان ما يتقهقر عن هذا العمل بمجرد أن يضيق وقته أمام متطلبات حياته ,, فتجده يتحجج بالوقت الذي أصبح ليس فيه بركة ,,أو أنه يغير من طباعه في العمل التطوعي فيصبح أكثر غضباً وشراسة مع المخدومين في حقل خدمته التطوعي , ألم ينطبق قول الكتاب على هؤلاء أيضاً: أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟
ألم بالأجدر به ألا يدخل العمل التطوعي أصلاً, عن تراجعه من هذا العمل.
كثير!! وكثير!! من أمثال هؤلاء اللذين بدءوا بالروحيات وانتهى بهم الأمر بالجسديات ليكون نصيبهم مع إبليس وجنوده.
فينطبق عليهم قول سفر الرؤيا: م بوق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس و ثلث القمر و ثلث النجوم حتى يظلم ثلثهن و النهار لا يضيء ثلثه و الليل كذلك (رؤ 8 : 12)
أي أن الفتور الروحي سيصيب الثلث ,, يا رب أرحم
نشأت المصري



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة نفخ في بالون مقطوع
- من وراء لصوص الحديد؟
- سمعة مصر
- الفتنة الطائفية أحداث فردية
- هذا فخ
- اضطهاد أم استضعاف
- حوار مع أبني
- استوعبوا الدرس يا مسلمي مصر
- عشمني بالحلق
- سرطان الهوس الديني
- الضمير الصالح
- الحانطور والفولفو
- البلطجية ليسوا مصريون
- خير !!!حلم مبشر بالخير
- غشاوات الهوس الديني
- هلاك المساكين فقرهم
- ملاعب الكتّاب
- جمال البنا ومفهوم العفاف
- حتى مسابقات التلفزيون المصري إسلامية
- صبايا !! غير مسموح للصبايا غير المحجبات


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟