أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حميد غني جعفر - قصة الهروب من نفق سجن الحلة . . . والمزايدات الرخيصة















المزيد.....



قصة الهروب من نفق سجن الحلة . . . والمزايدات الرخيصة


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 04:58
المحور: سيرة ذاتية
    


رداً على رسالة الزميل العزيز جاسم المطير
معضلة الذاكرة . . . وقصة الهروب من سجن الحلة ــ التي نشرها على الانترنيت ـ موقع الحوار المتمدن العدد 2299 في 1 / 6 / 2008

أستاذي العزيز ــ جاسم المطير ــ الذي درسني الاقتصاد السياسي في سجن نقرة السلمان، يدرك جيداً اننا تربينا في الحزب الشيوعي على قيم وأخلاق أصيلة في مقدمتها الصبر والأمانة والإيثار ونكران الذات والروح الرفاقية الحميمة، المتجسدة بالعمل الجماعي وتسابق كل المناضلين على اداء المهمات الحزبية النضالية كجنود متفانون والشعور بأنهم، كلٌ واحد ودور كل منهم مكمل للآخر بعيداً عن حب الذات ــ الأنا ــ والمبالغة والتهويل، على حساب دور الآخرين، فذلك ليس من السمات الأصيلة وليس من الخلق الشيوعي في شيء.
ويدرك استاذي العزيز المطير ايضاً ان تاريخ الشيوعيين هو ملك الحزب والأجيال اللاحقة، وان تاريخ الحزب هو أمانة في اعناقنا ، وعلينا نقل هذه الأمانة بكل صدق الى الأجيال اللاحقة، لإطلاعها على تاريخ الشيوعيين العراقيين الزاخر بالأمجاد والبطولات والتضحيات الجسام، فهو مفخرة لكل الشيوعيين والديمقراطيين التقدميين ــ الحقيقيين ــ بغض النظر عن الشخوص، كائن من كان، حسين سلطان أو مظفر النواب أو أي من الذين شاركوا في العملية، الكل مناضلون شيوعيون، ومأثرة نفق سجن الحلة هي من صنع الحزب تخطيطاً وتنفيذاً، فالبطولة كل البطولة هي للحزب، هذا ما أكدته منذ البداية في مقالة نشرتها جريدة ــ طريق الشعب ــ الغراء في عددها (63) السنة (71) الاحد 27 / 11 / 2005، قبل ثلاث سنوات بعنوان ( مرحباً ايتها الحرية ) ومن هذا المنطلق ايضاً كان حديثنا في الفيلم الوثائقي الذي بثته ( فضائية الحرية ) مشكورة في 7 / 3 / 2008 وكان حديثنا بأمانة ومصداقية الشيوعي المعهودة، وعندما تحدثنا عن دور المنظمة الحزبية في تخطيط ورسم العملية، فاننا نعني بالمنظمة الحزبية كل الرفاق من أعضائها بما في ذلك الرفاق :ـ شاعرنا الكبير مظفر النواب وحافظ رسن وحسين ياسين الذي انشق عن الحزب فيما بعد، لأنهم كانوا ضمن اطار المنظمة الحزبية الواحدة ــ قبل الانشقاق ــ ولهم بكل تأكيد دورهم الأساسي في العملية، لم نغمط أو نتجاهل دور أحد، فالحزب أمام أعيننا يسموا بنا عن أية خلافات شخصية أو فكرية حصلت بعد الإنشقاق .
لكن ــ وللأسف الشديد ــ كان الانشقاق الخطير والكبير في الحزب بقيادة عزيز الحاج عام 1967 قد أحدث شرخاً كبيراً في مجمل تلك القيم والأخلاق الشيوعية الأصيلة التي تربينا عليها في الحزب، وزرع بذرة الأنانية وحب الذات ــ الأنا ــ وبات كل منهم يدعي لنفسه ما ليس له، من قلب للحقائق أو المبالغة والتهويل أو معلومات مبتورة لا علم له بها، لمجرد الظهور بمظهر البطل، وأرى ان مثل هذا الاسلوب يؤثر على سمعة وتاريخ صاحبه .
وللحقيقة أقول ــ بكل صدق ــ باعتباري أحد الرفاق المنفذين للعملية، اني لم أرى ولم اسمع عن أي حركة أو نشاط للزميل جاسم المطير في هذه العملية، وأرجوا ان يستمحني عذراً استاذي العزيز المطير انها الحقيقة، والتي يؤكدها الزميل ( عقيل كريم حبش ) في مذكراته ( الطريق الى الحرية ) التي أصدرها عام 2004 ، ولم يذكر اسم المطير، مع ان عقيل ايضاً من المنشقين، كما لم يرد اسمه في مذكرات الرفيق الراحل المرحوم حسين سلطان، مع انه مسؤول المنظمة الحزبية. واضافةً لذلك فان الزميل المطير لم يكن عضواً في المنظمة الحزبية قبل الانشقاق، كما لم يكن من ضمن الرفاق السبعة المنفذين للعملية، الذين ذكرنا اسمائهم في المقالة الآنفة الذكر التي نشرتها طريق الشعب وفي الفيلم الوثائقي الذي بثته فضائية الحرية، وهم كل من : الشاعر مظفر النواب ، حافظ رسن وحسين ياسين بمهمة الاشراف على العمل وتحديد وضبط المسافات وتوفير مستلزمات العمل وصنع الهويات المزورة للرفاق الذين قررت المنظمة الحزبية ( قبل الانشقاق ) هروبهم. والرفاق الأربعة الآخرون منفذون لعملية الحفر وهم : كاتب السطور ، عقيل كريم حبش ، الملازم فاضل وكمال المدني .
ولا نريد هنا الدخول في سجال مع الزميل العزيز جاسم المطير أو فتح باب المزايدات الرخيصة، فذلك ليس من اخلاقياتنا، ونحن والزميل المطير ارفع من هذا المستوى، ولا نريد مناقشة كل ما ورد في رسائله المتتابعة. التي تضمنت بعض المواقف الشخصية وهي من خصوصياته، اذ ليس من طبيعتي مناقشة امور لا اعلم بها. فالحزب هو الأدرى والأعلم بها، عن تحول موقف الزميل المطير، من متحمس للانشقاق وداعية له في السجن( قبل الهروب ) الى نصير للحزب بعد الهروب . . كيف تحول الموقف . . الحزب هو الأدرى .
لكني فقط أشير الى ما ورد في رسالته حول موضوع النفق، خدمةً للحقيقة والتاريخ ــ باعتباري ــ كما أسلفت، أحد المنفذين للعملية منذ بدايتها وحتى نهايتها، وكل ما رافقها من ملابسات وإشكالات بعد الإنشقاق. وأمور تجنبت ذكرها في مقالتي في طريق الشعب وفي الفلم الوثائقي على فضائية الحرية، خشية أن يفسرها البعض على انها طعن او تشهير بالآخرين والإساءة اليهم .
جاءت رسالة الزميل المطير بعد عرض الفلم الوثائقي عن نفق سجن الحلة على فضائية الحرية وبعد صدور مذكرات الرفيق الراحل المرحوم حسين سلطان، ولهذا الأمر دلالاته وألفت نظر القاريء لذلك .
لان صدور مذكرات الرفيق الراحل حسين سلطان والتي نشرها ولده الأستاذ خالد، قد كشفت الحقائق بكل وضوح، وتأكد ذلك بالفلم الوثائقي، وأصبح واضحاً للشارع العراقي والرأي العام من ان عملية نفق سجن الحلة، كانت من صنع الحزب الشيوعي العراقي تخطيطاً وتنفيذاً، وقد جرى التخطيط والتنفيذ للعملية قبل وقوع الإنشقاق الخطير في الحزب ــ بأكثر من شهرين ونصف ــ أي أن العمل كان على وشك نهايته، عند وقوع الإنشقاق. وظهر شخوص الحدث على الفضائية ــ كاتب السطور ــ والزميل عقيل حبش ليؤكدوا هذه الحقيقة، ان تنفيذ العملية كان في تموز ــ والإنشقاق حصل في أواسط ايلول من العام 1967 ــ الأمر الذي قطع الطريق امام الزميل جاسم او غيره من المتقولين في الحديث عن العملية امام الفضائيات أو وسائل الاعلام المكتوبة، على هواهم وبما يشتهون، كما تحدث الزميل جاسم المطير عن نفق سجن الحلة في 6 / 11 / 2006 عبر غرفة ينابيع العراق وادعى فيه ان العملية كانت من صنع جماعة القيادة المركزية. اما الآن وبعد عرض الفلم الآنف الذكر، ما عاد باستطاعة الزميل المطير أو غيره من قلب الحقائق والتجني على الآخرين .
لقد واجهت رسالة الزميل المطير المطولة والمتتابعة ردود فعل الكثير من المناضلين وللرد على إدعاءاته، وبما اني طرف في الموضوع، أرى لزاماً عليّ الرد على ادعاءات الزميل المطير، بهدف إيضاح الحقيقة وليس للمزايدات الرخيصة. وبصراحة . . فأن ما جاء في رسالة الزميل العزيز المطير الآنفة الذكر كان مفاجئة لي، اذ لم أرى أو اسمع عن أي نشاط للزميل المطير بهذا لاتجاه ــ كما أسلفت ــ ولا أريد تفنيد ما جاء بها من حيث نشاطاته التي يدعي بها، وأرى فيها انها مليئة بالمغالطات وقلب الحقائق وأحاديث مبتورة، تنم عن جهله بالوقائع. وليس لها من تفسير . . إلا بما يأتي :
انه اذا كان صحيحاً ــ مئة بالمئة ــ ما ورد فيها . .
فهي آرىء أو مداولات ومناقشات ــ فردية ــ شخصية بحتة، من خلال لقاءاته الشخصية مع اصدقاءه الشخصيين، بما في ذلك مسؤول المنظمة نصيف الحجاج فهو صديقه وإبن مدينته ــ البصرة ــ أو حافظ رسن صديقه القديم أو مظفر النواب فهو صديقه الى حد التأثر به، وكل ما يذكره الزميل العزيز المطير هو في هذا السياق الشخصي البعيد عن التنظيم. حتى وان سهر الليالي ــ ولم ينم ــ على حد قوله، وهو يفكر بالوسيلة الأفضل لإتخاذ القرار، وكأنه هو المخطط والمنفذ للعملية، هذا ما يوحي الزميل المطير به الى القاريء. وفي هذا السياق ايضاً جاءت مذكرات الزميل عقيل حبش ( الطريق الى الحرية ) فهو أيضاً يتحدث وكأنه المخطط والمفكر بالعملية من خلال لقاءاته الشخصية ايضاً مع حسين ياسين، ابن مدينته الناصرية وحافظ رسن ومظفر النواب .
فأين هو دور المنظمة الحزبية، وهل يستطيع الزميل المطير أو الزميل عقيل القيام بمثل هذا العمل الكبير ــ الهروب الجماعي ــ دون علم أو موافقة المنظمة الحزبية في السجن. ويعلم كل المناضلون الذين عايشوا السجن، مدى دقة التنظيم، ومدى هيبة ونفوذ المنظمة الحزبية من خلال إدارتها لشؤون واحتياجات السجناء بكل مفاصل الحياة اليومية، ولا يمكن لأي رفيق أو مناضل مهما كان أن يتجاوز المنظمة في أي تصرف حتى وان كان صغيراً .
وأرى ان كل هذه المداولات والمناقشات ــ الشخصية البحتة ــ تعبر عن ضيق الصدر وعدم احتمال ظروف السجن، وتعبر ايضاً عن إندفاعات عاطفية غير محسوبة النتائج. وللتدليل على ان كل هذه الجهود والمداولات والمناقشات كانت فردية وشخصية بحتة لا صلة لها بالمنظمة، ما يذكره الزميل جاسم المطير نفسه في رسالته الآنفة الذكر حول مقالة التجربة البرازيلية كما أسماها، يقول المطير في النسخة الثالثة من رسالته، إنه عند اطلاع حافظ رسن على محتوى المقالة سُرَ سروراً بالغاً، وقال الى نصيف الحجاج بصراحة ( اتركوا لي فرصة دراسة امكانيات تحقيق هذه التجربة خلال المواجهة التالية مع عائلتي . . . ) وهذا يعني ان حافظ رسن قد تجاوز المنظمة الحزبية، وهو عضو فيها ليخبر عائلته أولاً . . وفعلاً استدعى حافظ شقيقته، غير الشيوعية وطلب منها استئجار دار قريبة من السجن . . حتى انها، وكما يروي المطير، أغرت صاحب الدار بدفع مبلغ ــ 100 ــ دينار شهرياً، في حين إستأجره آخرون بعشرة دنانير .
ويذكر المطير في مكان أخر من رسالته، بأنه وحافظ رسن ومظفر النواب قد اتفقوا بعدم التزامهم بتوجيه الحزب، واعتبروه أمر غير ملزم هذا مع ان حافظ والنواب عضوان في المنظمة الحزبية .
وهناك الكثير من المؤشرات تؤكد ان كل تلك المداولات . . وسهر الليالي . . والصداع في الرأس كما يروي الزميل جاسم المطير كانت فردية وشخصية وبحتة، بعيدة عن التنظيم، فحتى الزميل المطير قد إستدعى زوجته للتداول معها بهذا الشأن، وكل هذه المداولات كانت تتركز على موقع المطبخ، غير المناسب والذي ينطوي على مخاطر كبيرة بفعل وجود ربية لحراس السجن فوق السطح قبالة المطبخ، وهذا يؤكد بأن جماعة المطير ما كانوا يمتلكون أي تصور عن موقع آخر غير المطبخ، ولو كانوا يمتلكون مثل هذا التصور عن موقع أفضل، لما إختاروا المطبخ. لكن الزميل العزيز جاسم المطير قد أحسن إختيار العبارات ذات الدلالة في شرح الأوضاع السياسية آنذاك، وفي أختيار العبارات المنسقة، للظهور بمظهر البطل الذي رسم وخطط للعملية. وبهذا السرد التفصيلي للأوضاع السياسية حينذاك، ومقالات الصحافة المصرية والعراقية والصحافة الأجنبية والتجربة البرازيلية وغيرها، يهدف الزميل المطير للإيحاء للقارئ بأنه العنصر الأساسي والمدبر للعملية، كما انه ينحى بالملامة على عدم ذكر دور الشاعر مظفر النواب والشاب عقيل، مع ان أحداً من شخوص الحدث لم ينكر دور النواب أو عقيل، فالنواب من خلال دوره في المنظمة. ولا يمكن لأحد إنكار دوره، والدليل على هذا، انه وعند تصوير الفلم الوثائقي والذي عرضته فضائية الحرية، كانت الفضائية قد أرسلت وفداً الى دمشق لتصوير شاعرنا العزيز مظفر النواب، إلا انه كان مريضاً ولا تسمح حالته الصحية في الحديث معه، اذ كان متعباً ومرهقاً جداً. أما الزميل عقيل فقد ظهر في الفيلم الوثائقي وتحدث عن دوره في العملية . . حتى وكيل ممثل السجناء ( كاظم فرهود فجر ) ظهر وتحدث عن العملية وشخص آخر ظهر وتحدث عن لقاءه بمظفر النواب قبل الهروب وتعهد بعمل هوية مزورة للنواب، ثم تحدث عن استقباله للنواب بعد الهروب واصطحابه مع زملاءه، دون ان يذكر اسمائهم الى بيت حسين الكمر. وكل هؤلاء لم يذكروا لسم المطير. فما ذنبنا نحن شخوص الحدث، الذين لم نعلم أي شيء عن تخطيطه ومداولاته وسهر الليالي . . نحن نعلم فقط بما كلفتنا المنظمة الحزبية به، لأننا رفاق شيوعيون ملتزمون .
وللحقيقة نؤكد بأن كل الذي ذكره المطير كان قبل مجيء الرفيق المرحوم حسين سلطان الى سجن الحلة، نقلاً من نقرة السلمان .
فعند مجيء الرفيق المرحوم حسين سلطان ( أبو علي ) الى سجن الحلة، تغيرت الأمور . . واتخذت نمطاً جديداً من التفكير والعمل الجدي المنظم، اذ بادر الرفيق ابو علي فور وصوله الى طرح مشروع جديد لعملية النفق على اللجنة المركزية للحزب برسالتين متتابعتين، وهوالذي طرح فكرة الصيدلية في القلعة الجديدة، وهذا ما حدثني به الرفيق أبو علي عند أول لقاء بيننا بعد ستة أعوام من الهروب، أي في عام 1973 أيام الجبهة مع البعث في مقر اللجنة المركزية ــ حينذاك ــ وحدثني عن الكثير من القضايا التي لم يستطيع أن يحدثني بها ونحن في السجن، عند تنفيذ العملية بفعل التزاماته الحزبية وما تقتضيه ضرورات سرية العمل، ولا ضرورة للحديث عنها، لأنها نشرت في مذكراته التي نشرها ولده الأستاذ خالد . . ( حسين سلطان صُبّي ) وتاكيداً على أن صاحب فكرة الصيدلية هو المرحوم ابو علي، ما يشير اليه الزميل عقيل حبش في مذكراته ــ الطريق الى الحرية ــ ص30 حيث يقول : بأن حسين ياسين أبلغه بأن هناك اقتراح من أحد الرفاق بأن يكون النفق من داخل أحدى القاعات، ولم يخبره باسم الرفيق صاحب المقترحات أو بالمكان الجديد . . ولما سأله عقيل عن السبب، اجابه بأنه لا يعلم. . ثم سأل عقيل ــ حافظ رسن عن السبب ــ أجابه حافظ : طرحت فكرة عن موقع أفضل . . دون أن يخبره بصاحب المقترح او الموقع الأفضل، وهذا ايضاً ما تقتضيه طروحات الصيانة والعمل السري، وكان الرفيق حسين سلطان قد أطلع حافظ رسن على المقترح دون الآخرين من رفاق المنظمة، لأنه تربط بينهما علاقات وطيدة وقديمة والعمل الحزبي خارج العراق، وهو موضع ثقته، وهذا ما أكدته مقالة ناصر حسين في ( طريق الشعب ) أواسط عام 2005 ومقالة علي عرمش وايضاً أواخر 2005، ومقالتي التي نشرتها طريق الشعب في 27/11/2005 وأكدت فيها بأن الرفيق ابو علي هو الذي أبلغني شخصياً بمهمة حفر النفق وليس أي شخص آخر .
ولست أدري لماذا يتجاهل البعض أو يتنكر لدور الرفيق أبو علي . . فالزميل عقيل حبش يتجاهل في مذكراته ( الطريق الى الحرية ) دور ابو علي ولم يذكر اسمه بالمرة، والأنكى من ذلك أنه عقيل قال لي في مكالمة هاتفية، قبل أشهر أن حسين سلطان لا علاقة له بالموضوع . . ترى من يصدق بذلك . . وهل من المنطقي . . أن عقيل الذي لم يتجاوز عمره العشرون عاماً آنذاك، ولم يكن بالدرجة الحزبية العالية، يعمل ويخطط لعملية هروب جماعي والرفيق المناضل حسين سلطان الذي يتجاوز عمره ثلاثة أضعاف عمر عقيل آنذاك وعمره الحزبي فقط يتجاوز عمر عقيل الزمني مرات ومرات وهو عضو في اللجنة المركزية ومسؤول المنظمة الحزبية، لا يعلم ولا يدري ولا علاقة له بالموضوع . . أنه أمر غريب حقاً .
أما الزميل جاسم المطير الذي في عداد الكادر المتقدم فهو الآخر يتجاهل وبل يتنكر لدور الرفيق ابو علي ولم يذكر اسمه إلا من خلال رسالته الآنفة الذكر والتي هي في الحقيقة رداً على مذكراته ( حسين سلطان صبي ) التي نشرها ولده خالد. والزميل المطير حاقد ومتحامل على الرفيق ابو علي بذريعة الأختلاف حول خط آب 1964 ، انها ذريعة واهية وغير منطقية، لأن خط آب اليميني عام 1964 قد حسم أمره في أواسط 1966. ومن خلال إذاعة الحزب ( صوت الشعب العراقي ) وإعترف الحزب بخطأه، وإتخذ المسار الصحيح ولم تكن هذه القضية موضع جدل في السجن في حينها كما يروي المطير، هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس من الخلق الشيوعي، أن يتحامل الرفيق على رفيق له لمجرد الإختلاف معه في وجهات النظر، ثم ان خط آب لم يكن مسؤولية الرفيق المرحوم حسين سلطان لوحده، انما مسؤولية القيادة برمتها، لأنه وكما يعلم المطير، ان مبدأ القيادة الجماعية هو المبدأ السائد في الحزب، وعليه فالمسؤولية جماعية، فلماذا على أبو علي لوحده . . وهل يتصور الزميل المطير، انه لوحده كان معارضاً لخط آب ؟ كل الشيوعيين العراقيين قواعد وكوادر كانوا معارضين لخط آب، لكن أحداً منهم لم يتحامل أو يحقد على الرفاق في القيادة . . وظلوا يواصلون النضال بعزيمة وثبات، اذن خط آب ذريعة واهية وهناك أسباب كامنة لهذا الحقد أو التحامل على أبو علي، يتحاشى الزميل المطير ذكرها، في المقدمة منها ــ كما أرى ــ إلتزام الرفيق أبو علي وتمسكه برأي وتوجهات الحزب كقائد شيوعي مجرب، فهو مسؤول المنظمة الحزبية وعضو في اللجنة المركزية وان مسؤوليته امام الحزب أكبر من مسؤولية المطير أو غيره في حالة حدوث أي عمل ينجم عنه إيذاء للسجناء، مثل فشل محاولة الهروب أو غيرها من التصرفات أو الإندفاعات غير المسؤولة والتي وقف الرفيق أبو علي بوجهها، هذا بالأضافة الى موقفه المبدئي الثابت ضد الإنشقاق الخطير في الحزب وحافظ على وحدة الحزب وتماسكه من خلال الإستفتاء الذي جرى في السجن وتحديد كل مناضل لموقفه، ان كان مع الحزب أو مع المنشقين، للحد من الفوضى والإرباك والمشاجرات التي سادت السجن في حينها. أما السبب الثالث وهو الأهم والأكثر تأثيراً وخطورة على جماعة القيادة المركزية، والذي كنت قد تجنبت ذكره في مقالتي في طريق الشعب وفي الفلم الوثائقي الذي بثته فضائية الحرية خشيةً ــ كما أسلفت ــ من تفسيره بالطعن أو التشهير ، وهو الآتي :
ان ساعة الهروب ــ أو ليلة الهروب ــ لم تكن على موعد أو اتفاق مسبق بين منظمة الحزب ومنظمة القيادة المركزية ــ جماعة عزيز الحاج ــ فلقد إستغل جماعة عزيز الحاج ومنهم المطير، انتظار المنظمة الحزبية التي يقودها الرفيق ابو علي، والتي كانت على اتصال وتنسيق مع منظمة الحلة ( أي محلية الحلة ) بهدف تسهيل عملية الهروب من خلال توفير السيارات المحددة من داخل الكراج وبحماية من رفاق الحزب من خارج السجن وقيادة السيارات الى جهة يختارها الحزب وبالتحديد الى مناطق الريف، وبهذا التخطيط كانت أكثر تنظيماً، وكان يمكن أن يكون عدد الهاربين أكثر بكثير من عدد الذين هربوا في تلك الليلة، ولم يميز الرفيق أبو علي بين جماعة الحزب وجماعة المنشقين، فالعملية تشمل الجميع، لكننا قد فوجئنا بساعة الهروب التي كان يخطط لها المنشقون منفردين ومن وراء ظهر منظمتنا الحزبية للإنفراد بها لوحدهم للظهور بمظهر بطولة جماعة القيادة المركزية، لكننا وقبل ساعتين إكتشفنا محاولة الغدر بنا، والذي اكتشف محاولة الغدر هو كاتب السطور، أما كيف ذلك، اني وكما يعلم الزميل المطير، كنت في الحانوت أي الكشك الصغير الذي كنت أعمل فيه لبيع المشروبات الغازية والحليب المعقم، ويقع الكشك بين باب القلعة الجديدة والقاعة رقم (7) يعرفها الزميل المطير، وقد لاحظت دخول عناصر من المنشقين قادمين من القلعة الوسطى أو القديمة وهم يحملون بأيديهم أكياس من الورق أو القماش ( بقجة ) ويتوجهون صوب القاعة رقم (7) فرادا ــ فرادا وفي المقدمة منهم الشاعر مظفر النواب وحافظ رسن وحسين ياسين والملازم فاضل وعقيل ولا أتذكر الزميل المطير ــ قد يكون معهم ــ من خلال الذي يذكره في رسالته. الأمر الذي لفت نظري، وبعد ان تجمعوا في القاعة رقم (7) ، إنقطع التيار الكهربائي لحظات، ثم اعيدت الإنارة وبأنقطاع التيار الكهربائي، أيقنت بأنهم عازمين على الغدر بنا . . واتجهت الى الرفيق أبو علي لاخباره بالأمر، ووجدت الرفيق أبو علي هو الآخر وقد شعر بانقطاع التيار الكهربائي، وأنه في الأمر سر وشرحت له عن دخول المنشقين الذين يزيد عددهم على العشرة أشخاص وما يحملونه بأيديهم، فغضب الرفيق أبو علي وقال لي . . هل انت متأكد من ذلك، قلت له رفيقي العزيز الأكياس بأيديهم يقيناً فيها الملابس التي يهربون بها وإنقطاع التيار الكهربائي يؤكد انهم ينفذون ما كنا اتفقنا عليه، انه في ساعة الهروب نقوم بسحب سيار كهربائي الى داخل النفق لأنارة الطريق . . ثم قال أبو علي أنت المسؤول أمام الحزب اذا ظهر العكس. قلت له نعم أنا مسؤول، وهنا أشار عليّ بحمل قضيب صغير من الحديد أستخدمه في الكشك، والتوجه الى باب الصيدلية الرئيسي قبالة الساحة، لكسر قفل الباب . . واتجهت الى باب الصيدلية، وقبل وضع القضيب الحديدي في القفل، استرقيت السمع من خلف الباب، وسمعت وقع خطوات داخل الصيدلية وصوت همس بين أثنين يسأل أحدهما الآخر، وكان صوت حسين ياسين . . هل الإنارة جيدة . . وهل البطانيات كافية . . فأيقنت أكثر. وعند وضع قضيب الحديد في القفل، ناديت حسين ياسين بصوت منخفض قائلاً له : حسين ياسين هل هذه الأمانة التي تربيت عليها في الحزب . . تغدر برفاقك . . وهنا شعرت بشخص يجذبني بقوة من كتفي وحاول جذب قضيب الحديد من يدي، لكنه لم يستطيع، وبين شد وجذب استطعت جذب القضيب وطرحته أرضاً، وحاولت ضربه بالقضيب، واذا بالرفاق أبو علي وصاحب الحميري وعبد الأمير سعيد الذين كانوا يقفون في الساحة أمام الباب لمراقبة الموقف، جاءوا مسرعين لي ومنعوني من ضربه، ويبدوا أن هذا الشخص كان مكلف بواجب حراسة الباب من قبل المنشقين، وكان حسين ياسين قد سمع بهذه المشاجرة، فناداني من خلف الباب، بصوت منخفض جداً قائلاً : جدو . . جدو تعال الى هنا نتفاهم في القاعة، وأجبته بأن ليس لي من تفاهم معكم، التفاهم مع الحزب . . وهنا رفع الرفيق أبو علي يده مثمناً موقفي، ثم بادر لاتخاذ إجراء أمني بإرسال الرفيقين الحميري وسعيد الى باب القلعة الجديدة لمنع خروج أو دخول السجناء خشية من تسرب الخبر الى إدارة السجن، ثم اصطحبني معه للتفاوض معهم في القاعة رقم (7) التي يجتمعون بها، وكان هناك حسين ياسين وحافظ ومظفر النواب وآخرون، وقد أستغرب حسين ياسين دخول الرفيق أبو علي معي لأنه كان قد طلب في التفاهم منفرداً، بهدف إقناعي لأكون معهم بعيداً عن المنظمة وبالذات الرفيق أبو علي .
المهم بدأ أبو علي بالحديث قائلاً ــ بكل هدوء ــ رفاق نحن كلنا مناضلون شيوعيون، وإذا ما انقسم الحزب اليوم فلا بد أن يلتحم غداً وتجارب الحزب غنية، لكن الشاعر مظفر النواب أجابه بانفعال شديد قائلاً وبالحرف الواحد : لا . . لا ورفع يده اليمنى، أنتم اليمين ثم رفع يده اليسرى . . ونحن اليسار ولن نلتقي، وهنا وجد الرفيق أبو علي أن لا جدوى من الإطالة في الكلام في هذه اللحظات الحرجة، ثم قال أبو علي : طيب لنتفق الآن على آلية الهروب، فقال مظفر : واحد منا وواحد منكم، فأجابه أبو علي : لا واحد منا نحن وواحد منكم، فوافق مظفر. وقال أبو علي : الأول جدو مشيراً بيده لي، وهكذا كان الاتفاق، لكني واحتراماً وتقديراً للرفيق أبو علي، قلت له أنت الأول وفعلاً كان الأول أبو علي والثاني مظفر والثالث كاتب السطور . . .
هذه هي الحقيقة يا زميلي العزيز المطير . . وأنت تعرفها جيدا .
من هنا كان حقد المنشقين وبالذات المطير على الرفيق أبو علي وليس خط آب 1964 كما يزعم المطير، وعلى هذا كان تصريح المطير بعد الهروب مباشرةً وفحواه : ( لقد قمنا بحفر نفق في سجن الحلة وأردنا الهروب لكن قطب اليمين حسين سلطان أراد منعنا وكشف النفق للسلطة ! ) بهذا الإفتراء وبهذه الأخلاق . . ! يتجنى المطير على المناضل والقائد الشيوعي حسين سلطان، هذا المناضل المضحي الذي وهب حياته لقضية الحزب والشعب، بل وحياة عائلته ايضأ فلقد قدم ثلاثة من أولاده وهم في عمر الزهور شهداء من أجل قضية الحزب، سلام وعماد وظافر وعانت عائلته ما عانت من الإضطهاد والقمع ومن ظروف الفاقة والعوز. وألتحق الرفيق ابو علي بعد هروبه من السجن في صفوف الحزب ليواصل النضال بعزيمة وثبات في أقسى الظروف ولم يهرب الى خارج العراق ليعيش كما يعيش المطير وغيره، وظل ملتصقاً بحزبه وشعبه حتى وفاته عام 1992 . وعلى الزميل المطير إنتظار كتيب سيصدر قريباً، يتضمن الحقائق التفصيلية كاملةً بعنوان ( من معتقل الكاظمية الى نفق سجن الحلة / مذكرات شيوعي ) بقلم كاتب السطور .
وللأسف أقول ان الزميل المطير قد بلغ به التحامل على حسين سلطان الى حد تشويه وقلب الحقائق، فهو يذكر في رسالته الآنفة الذكر، في الجزء السادس منها وبعد ان يحدد أسماء فريق العمل وفق المواصفات التي حددها شخصياً، كما يدعي . . فذكر ثلاثة أسماء دون ذكر أسم جدو، على ان الرابع حسين ياسين ــ بحسب قوله ــ مع ان الاخير كان ضمن الرفاق الثلاثة المشرفين على العمل، أي مع النواب وحافظ رسن وليس في فريق الأربعة الحفارين، وجدو هو الرابع وهذا ما يؤكده الزميل عقيل حبش في مذكراته ــ الطريق الى الحرية ــ الذي هو أيضاً من جماعة المطير أي المنشقين، وتلك مغالطة فهو في الوقت الذي يدافع فيه عن دور النواب والشاب عقيل، لكنه من جهة أخرى يغمط ويشطب دور الشاب جدو لأنه وكما يزعم المطير بأنه من المقربين الى حسين سلطان . . ثم يقلب الحقيقة فيقول ( اننا فوجئنا بوقوع حافظ رسن بمطب أمام حسين سلطان ــ الذي تم الاتفاق على عدم إخباره ــ لا بتوقيت خطة حفر النفق ولا بذكر أسماء اللجنة. هذا المطب كما أخبرني به حافظ رسن في مساء اليوم نفسه، جعل حسين سلطان يقترح بضم أحد السجناء المقربين منه الى لجنة الحفر والتنفيذ ــ أسم جدو ــ وهو أسم اشتهر به داخل السجن، فلم يكن أمامنا غير القبول بالاقتراح وضم جد الى اللجنة ضماناً لتجنب الخلاف ) انتهى كلام المطير، كل هذا الكلام هو مغالطات وتشويه وقلب للحقائق، ولا أرى في هذا مجرد تحامل على شخص المناضل المرحوم حسين سلطان، بل أرى فيه تحامل على الحزب الشيوعي، والمطير لا يزال يدعي انه يحمل فكر الحزب أو يؤمن به، ذلك لأن دفاعنا عن المناضل الشيوعي حسين سلطان هو دفاع عن الحزب ودوره في هذه العملية التي هزت النظام العارفي، لأنها عملية تحدي بطولية .
والحقيقة التي بانت واضحة، أن الرفيق حسين سلطان هو الذي أطلع حافظ رسن على مشروعه وإختياره لموقع الصيدلية، دون أعضاء المنظمة الآخرين لأنه وكما أسلفنا كان موضع ثقته وتربطهما علاقة وطيدة، وذلك عند وصول أبو علي الى سجن الحلة، أي قبل الانشقاق وهذا ما يؤكده الزميل عقيل في مذكراته التي أشرت اليها في صفحة سابقة من هذه الرسالة، الذي هو من جماعة عزيز الحاج أيضاً، أذن كيف يمكن للمرحوم حافظ رسن وهو الكادر المتقدم بالحزب، أن يتصرف بهذه الصورة التي يرويها الزميل المطير ويخون الثقة التي منحها اياه أبو علي على مشروع النفق وموقع الصيدلية، ليتفق مع المطير على عدم إخبار أبو علي بخطة الحفر وأسماء اللجنة، بحسب رواية المطير وهل مثل هذا التصرف المزعوم هو تصرف شيوعي ؟ إني أرى في كلام المطير تجني ايضاً على زميله حافظ رسن لأنه متوفي. وكما يقول المطير بأن حافظ قد أخبره بالمطب في اليوم نفسه ــ أي ليلة الهروب ــ مع ان المرحوم حافظ رسن يعلم جيداً بأن جدو هو أحد الأربعة المنفذين لعملية الحفر منذ البداية وحتى النهاية، وهذا ما يعلم به أيضاً الشاعر مظفر النواب، الذي بيننا اتصال هاتفي حالياً، وكذلك حسين ياسين الذي التقيته أواخر الثمانينات، وبعد أن أعيد الى التعليم في مدرسة الخلد الابتدائية في الوشاش، وأنحدر ليصبح بعثياً وبوقاً للدعاية لصدام حسين وكان يكتب في صحف الثورة والجمهورية مقالات ضد الحزب بأسم حسين المعلى، وقد نأى بنفسه الآن بعد السقوط الى مكان مجهول بعيد عن الوشاش، كأي بعثي هرب من سوء أفعاله، وهذه المعلومة للزميل المطير أسوقها اليه ليعلم حقيقة عناصر ما يسمى القيادة المركزية . . معذرةً لذكر هذه النقطة لأنها خارج الصدد .
وحافظ رسن كان يلتقي يومياً بالرفيق حسين سلطان منذ بداية تنفيذ العملية، قبل الانشقاق ويزوده بأخبار العمل والمعوقات التي تواجه فريق العمل أو المقترحات التي كنا نطرحها على حافظ، باعتباره مشرفاً على العمل ليقوم بدوره بإخبار الرفيق أبو علي بها . . ان مزاعم المطير، ان كانت صحيحة فهي بعد الانشقاق بكل تأكيد وانحياز حافظ والنواب وحسين ياسين الثلاثة المشرفين على العملة والثلاثة الآخرين فريق الحفارين ولم يبقى مع الحزب إلا كاتب السطور ( جدو ) ولذا حاول المنشقين إبعاد جدو لما يشكله من خطر عليهم باعتباره يمثل الحزب، ولا بد ان يخبر الحزب بما يخطط له المنشقون بالانفراد ولوحدهم في العملية والغدر بمنظمتنا الحزبية، وعلى هذا كان تخطيط المنشقين والاتفاق بينهم على تلك الليلة وقاموا بتنفيذ العملية خلسةً بتغليف النفق بالبطانيات وسحب السلك الكهربائي داخل النفق، لكننا وكما أسلفنا اكتشفنا محاولة الغدر خلال الساعتين الأخيرتين من تنفيذها، من هنا جاء افتراء المطير عن المطب الذي أوقعهم فيه حافظ رسن، بحسب ادعاء المطير، وجعل حسين سلطان يفرضني عليهم باعتباري من المقربين إليه كما يزعم المطير .
وللحقيقة أقول : اني ومع كل اعتزازي وتقديري للرفيق المرحوم حسين سلطان لم أكن في الواقع من المقربين إليه، بل لم أراه قبل ذلك التاريخ، لكن الرفيق أبو علي كقائد شيوعي وبما يمتلكه من سمات القيادة كمناضل مجرب، استطاع تشخيص الرفاق المؤهلين والكفوئين . . ولقد عرفني الرفيق من خلال عملي في لجنة إعداد النشرة الإخبارية اليومية للسجناء، وكنا نسهر لساعات متأخرة من الليل في التقاط الأخبار وبالتالي إعادة صياغتها، وكنت أقرأ النشرة الإخبارية صباح كل يوم في القاعة رقم (1) والتي كنت نزيل فيها في القلعة الجديدة، وأيضاً من خلال عملي في الحانوت ( الكشك ) لبيع المشروبات الغازية والحليب المعقم وأقوم بتسليم الوارد اليومي الى المنظمة الحزبية، لتقوم بدورها في صرفه على الرفاق المحتاجين وشراء الملابس لهم في فصل الشتاء والصيف، ومن خلال مثابرتي وحرصي في عملي استطاع المرحوم أبو علي تشخيص ما وجده مناسباً لهذه المهمة المشرفة، واختارني مع الرفاق الثلاثة الآخرين .
هذه هي الحقيقة يا رفيقي العزيز جاسم المطير، إني من الرفاق الأربعة المنفذين لعملية الحفر من البداية وحتى النهاية . . ولم يفرضني عليكم أبو علي في ليلة الهروب، وان حسين سلطان فرض عليكم موقف الحزب، موقف المنظمة الحزبية التي حاولتم الغدر بها . . أليس كذلك يا زميلي المطير .
يتبع
ملاحظة : ورد في مذكرات الرفيق المرحوم حين سلطان ــ أسم مجيد (جدو) ــ وورد في مذكرات الزميل عقيل عبد الكريم حبش أسم جدو، وللإيضاح فأن اسم مجيد هو الاسم غير الصحيح الذي يناديني به الأهل والأقرباء في الكاظمية، أما جدو فهي كنية أطلقها عليّ أحد الرفاق في السجن تحبباً ومن باب المزاح، وسرعان ما أنتشرت في السجن .
كما ورد في جريدة الإعلان التي نشرت أسماء الهاربين من سجن الحلة في حينها عام 1967 ، أسم عبد الحميد وكان سهواً والأسم الصحيح هو المذكور في هذه الرسالة والى ذلك الفت نظر القارئ الكريم .


حميد غني جعفر
الملقب ( جدو )



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حميد غني جعفر - قصة الهروب من نفق سجن الحلة . . . والمزايدات الرخيصة