أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حكومة تسيير أعمال أم حكومة الطريق الثالث؟















المزيد.....

حكومة تسيير أعمال أم حكومة الطريق الثالث؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


من التباسات المشهد السياسي الفلسطيني:
حالة من الالتباس والغموض تكتنف اليوم الحياة السياسية الفلسطينية الداخلية وهو التباس يؤسس لحالة فكرية وممارسة واقعية تعملان على إعادة صياغة وتعريف القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني. التباس وتشابك يضاف للالتباس الأصلي الذي صاحب وجود القضية الفلسطينية منذ تأسيس المنظمة وتعاظم مع ظهور حركة حماس وقوى الإسلام السياسي،كل القوى السياسية تتحدث عن المشروع الوطني والدفاع عن الثوابت الوطنية الخ، ولكن التمعن في تفاصيل برامج واستراتيجيات عمل هذه القوى وتحالفاتها الخارجية سيجد بونا كبيرا بينها ولو كانت هذه القوى تتحدث عن نفس المشروع الوطني من حيث مفهوم الدولة والسلام والمقاومة واستراتيجيه العمل لما كان الاقتتال ثم الفصل ما بين غزة والضفة وما كان هذا التحريض والتخوين والتكفير بين حركتي فتح وحماس.من مستجدات هذا الالتباس وجود حكومة (تسيير أعمال) في الضفة الغربية لا تشارك بها حركة فتح وفصائل منظمة التحرير ووجود حكومة حمساوية خالصة في غزة تقول إنها تمثل مشروع المقاومة والجهاد الخ ،وحيث أننا تحدثنا سابقا عن مشروع حكومة حماس وقلنا بأنه مشروع لا يمثل الإجماع الوطني وإن كان يوظف قضايا وطنية أحيانا وأنه مشروع ديني متجاوز للوطنيات وعابر للحدود ،فسنقتصر هنا على الحديث عن حكومة الدكتور فياض و مشروعها السياسي وعلاقتها بحركة فتح .
الدكتور سلام فياض لم بعد شخصية تكتوقراط بالمفهوم الدقيق للكلمة بعد خوضه الانتخابات التشريعية على رأس قائمة الطريق الثالث ،هذا يعني أن له برنامج سياسي وطموح وهدف يسعى إليه وهذا من حقه وحق أي مواطن فلسطيني، أضف لذلك أن كثيرا من وزراء حكومة تسيير الأعمال من الطريق الثالث وبعضهم كان ضمن قائمة الطريق الثالث للانتخابات التشريعية ،ومن المعروف أيضا أن قائمة الطريق الثالث كانت مدعومة أو مسيَّرة بالخفاء من طرف ياسر عبد ربه وهو أيضا له ارتباطات ومشروع سياسي لا يتطابق مع المشروع الوطني، وكلا الشخصيتين مع شخصيات منبوذة و منفلتة من حركة فتح هم اليوم في تحالف وتنسيق يأخذ أبعادا ذات مرام تتجاوز ما يفترض بحكومة تسيير أعمال.لقد ظهر التيار الثالث منذ مدة قصيرة وخاضع انتخابات وحصل على مقعدين ثم شكل حكومة أتاح وجوده بها وعلى رأسها له الفرصة للانتشار كل ذلك يستحضر سؤال :هل أن الحكومة في رام الله حكومة مستقلين أم حكومة الطريق الثالث؟ومن صاحب الفرار في الضفة الغربية وبالنسبة للقضية الوطنية بشكل عام؟.

لا خلاف أن الوضع في ظل حكومات ما قبل حكومة تسيير الأعمال لم يكن سويا ولا شك أن انقلاب حركة حماس لم يتح فرصة لتشكيل حكومة وفاق وطني مباشرة بعد الانقلاب، وبالتالي نقهم سرعة تشكيل حكومة تسيير الأعمال إلا أننا كنا نتوقع أنها لن تعمر إلا أشهر ثم يتم الانتقال مباشرة لحكومة وفاق وطني لأن الفصل قد يطول ويفترض بحكومة شرعية في منعطف خطير كالذي نمر به أن تمثل كل القوى السياسية الملتزمة بالشرعية وكل الشعب ،ولكن ها قد مر أكثر من أربعة عشر شهرا على تشكيل حكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور سلام فباض ولا توجد مؤشرات على هذا الانتقال.في ظل هذه الحكومة فإن الوضع السياسي والوطني بصورة عامة هو الأسوأ في تاريخ السلطة الفلسطينية، سواء من حيث حجم الاستيطان الصهيوني المتزامن مع تعاظم التنسيق الأمني ما بين الاحتلال وأجهزة امن الحكومة أو من حيث تعميق القطيعة والفصل ما بين الضفة وغزة أو من حيث غياب الرؤية وإستراتيجية العمل الوطني أو من حيث تردي الحالة الاقتصادية أو من حيث انغلاق أفق التسوية المشرفة الخ. لسنا في وارد الدخول بتفاصيل ممارسات وتوجهات حكومة الطريق الثالث وهي ممارسات تنم عن خلل عميق بل وخطير يؤثر سلبا على المشروع الوطني وخصوصا في الشق الأمني والاقتصادي والاستراتيجي،لأننا ندرك بان هذه الحكومة وُجِدت وأُسند لها دور لتقوم به و لها مشروع بديل أو مختلف عن المشروع الوطني.ما نريد التركيز عليه هذا الغياب لحركة فتح ولفصائل العمل الوطني عن الحكومة في هذا الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لحكومة المشروع الوطني ولتضافر كل الجهد الوطني و هل هو غياب برئ أم مقصود ومخطط؟هل هو غياب ينم عن إحساس بالعجز وبالتالي الهروب من تحمل المسؤولية في هذا الوقت بالذات أم هو شكل من الانتهازية السياسية ؟هل أشترى سلام فياض قادة ووجهاء العمل الوطني بالمال ليبقيهم بعيدين عن القرار والممارسة السياسية الرسمية ليتفرد بتنفيذ مشروعه السياسي ؟.
أسئلة كثيرة أصبحت تفرض نفسها وتتطلب إجابات عاجلة لان الوقت بمر بسرعة ومصداقية حركة فتح وفصائل منظمة التحرير تتآكل بل أصبحت هذه القوى محل تندر بأنها تعتاش على الفتات التي يرميها لها سلام فياض وحكومته الخفية.إنه لمن المشين أن يكون هذا حال حركة فتح :مُطارَدة ومُحاصَرة في قطاع غزة ومُغيبة عن الحكومة في الضفة الغربية.ولا يكفي أن يقول الرئيس أبو مازن بأن الحكومة حكومته لتكون حكومة فتح والمشروع الوطني، ولا يكفي إرضاء بعض وجهاء فتح بمنح مواقع وظيفية لأتباعهم داخل الوزارات أو تكليفهم بسفارات لنقول بأنها حكومة حركة فتح أو أن فتح مشاركة فيها.يجب على حركة فتح أن تدرك بان كل سلبيات الحكومة وأجهزتها الأمنية تُنسب لحركة فتح لان غالبية المنتسبين للأجهزة من الحركة، فيما الإيجابيات وخصوصا المالية والاجتماعية تُنسب للحكومة و.للدكتور سلام فياض .
لا يُلام الدكتور سلام فياض وجماعته على توظيفهم للحكومة ففياض صاحب مشروع سياسي ولديه طموح سياسي وإلا ما شكل قائمة وأسس تيارا سياسيا ودخل الانتخابات،ولكن اللوم على حركة فتح وفصائل منظمة التحرير ،لأن بقاء هذه القوى خارج الحكومة وصمتها عما يجري لا يمكن تفسيره إلا بأحد الاثنين :
الأول: إن حركة فتح تشعر بالعجز عن فعل شيء سواء لفشلها في تطوير واستنهاض ذاتها أو لوجود خلافات داخلية تعيق قدرتها على اتخاذ قرار وموقف واضح من مجريات الأمور ولأن بعض عناصرها أو أجنحتها متواطئة على الحركة ومعيقة لاستنهاضها،،بالتالي فإن القيادات والقواعد الشعبية الوطنية غير راضية عما يجري ولكنها مكبلة بأوضاعها الداخلية.الأمر ينطبق على فصائل العمل الوطني وإن كان موقف هذه القوى ليس هو المحدد لمسيرة العمل الوطني.
الثاني:التفسير الثاني هو أن تنظيم حركة فتح وفصائل منظمة التحرير يمارسوا نوعا من الانتهازية السياسية،بمعنى معرفتهم أن الحكومة ليست حكومة المشروع الوطني وان مجريات الأمور سواء على مستوى ممارسات الحكومة وأجهزتها أو على مستوى المفاوضات أو بالنسبة للعلاقة ما بين الضفة وغزة كل ذلك يتجاوز المشروع الوطني والثوابت الوطنية،وهذه القوى تعرف بأنها وصلت لحالة من العجز لا تؤهلها لتكون أمينة على المشروع الوطني وبالتالي تدرك بأن المشروع الوطني بثوابته المعروفة لم بعد قابلا للتحقيق في ظل المعطيات الراهنة.فهذه القوى وعلى رأسها نافذين في تنظيم حركة فتح راضية عن مجريات الأمور بل ومتواطئة ولكنها لا تريد أن تشارك بالقرار وبالحكومة حتى تبرئ نفسها أمام جمهورها مما يجري ،ولكن سكوتها المتواطئ هو أسوء من المشاركة.

وأخيرا نقول بان على القيادة الفلسطينية الشرعية أن تخرج من حالة الانتظار العبثي:انتظار نتائج المفاوضات وانتظار نتائج الحوار الوطني وانتظار نهاية ولاية بوش وانتظار نهاية حكومة اولمرت وانتظار تدخلا عربيا بضع حدا لحالة الفصل بين غزة والضفة وربما انتظار بدء حرب باردة جديدة الخ وهي حالة انتظار لا تعبر إلا عن العجز عن اخذ زمام المبادرة وسيكتشف الجميع إن ما حك جلدك مثل ظفرك وان كل المحددات والمتغيرات الخارجية لن تفيدنا في شيء إن لم نكن موحدين ونعرف ما نريده بالضبط.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة «فتح» والمشروع الوطني ...والحكومة
- ليست أزمة مفاوضات بل أزمة نخبة ومشروع وطني
- مفارقات المشهد السياسي الإسرائيلي
- مقال خارج السياق
- وللعقل علينا حق
- تفجيرات غزة جريمة مدانة بكل المقاييس
- المشكلة الراهنة ليس استعادة غزة من حماس بل تحرير الضفة والقد ...
- ليست أزمة مفاوضات بل ازمة نخبة ومشروع وطني
- وللعقل علينا حق
- إن لم ننجز الدولة فلنحافظ على هويتنا وثقافتنا الوطنية
- لماذا التهدئة الآن؟
- التهدئة تضع النظام السياسي الفلسطيني على مفترق طرق
- سلطتان وحكومتان ولكن من يحمل ويحمي المشروع الوطني؟
- حركة فتح والشروع الوطني والحكومة
- احذروا تسوية غير قابلة للفشل لغياب البدائل
- انقلاب السلطة على المشروع الوطني
- الثوابت الوطنية:أيديولوجيا أو مهام نضالية
- ضرورة تخليص المشروع الوطني الفلسطيني من استحقاقات التسوية
- الخطاب السياسي العربي بين الايديولوجيا والواقع
- سر تفاؤل الرئيس أبو مازن بحل خلال هذا العام


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حكومة تسيير أعمال أم حكومة الطريق الثالث؟