أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - إدارة ملف الاتفاقية














المزيد.....

إدارة ملف الاتفاقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 03:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لايمكن وصف إدارة ملف الاتفاقية بغير الضعف أو الفشل، ويبدو إنه لم تكن هناك خطة محددة منذ البداية لإدارة هذا الملف المهم والستراتيجي بالنسبة للعراق. فقد إنحصر الاهتمام الرسمي بعملية التفاوض التي شهدت هي الاخرى فشلا بإنجاز المهمة في وقتها المحدد في أواخر تموز الماضي وهذا يعني إن المفاوضين لم تكن لديهم رؤية واضحة ومسبقة للعقبات التي ستواجههم عندما وضعوا سقفا زمنيا معينا.
ملف الإتفاقية لا ينحصر فقط ببند التفاوض فهناك البند الاهم والمتمثل بتسويق الاتفاقية داخليا وخارجيا لتحقيق إجماع وطني عليها ويبدأ ذلك من تشكيل فريق التفاوض الى وضع خطوط التفاوض العراقية وشرح ما يريده العراقيون من الاتفاقية وما هم مستعدون لتقديمه للطرف الآخر فيها، وكان هذا المسلك يمكنه تخليص العراقيين من تبادل الاتهامات والبحث عن الاحراجات.
إقليميا كانت الاحتقانات واضحة ايضا وكان على الجهات العراقية الرسمية إن تشن حملة حوار محرجة لدول الاقليم يتعلق بالوضع الامني للعراق، سواء ما يتعلق بحرب عام 2003 ، وما بعدها وتأثيرات دول الجوار على الأمن الداخلي والاستقرار السياسي للعراق.
لقد بلغت إدارة المفاوضات مرحلة حرجة مع سحب ملف الاتفاقية من وزارة الخارجية وفريقها المفاوض وتشكيل فريق جديد بعد مرور كل هذا الوقت من عملية التفاوض والتصريحات الرسمية المتفاءلة بقرب التوصل الى مسودة نهائية وتحديد مسارات التنفيذ والسقوف الزمنية والحديث عن الثقة بالمفاوض العراقي ودعمه في مواقفه ليبدو وكأن كل ما مر هو مجرد مرحلة تدريب وإحماء لعملية التفاوض.
من بعض المؤشرات تبدو ظاهرة الاهمال والتخبط في التعامل مع الاتفاقية ناجمة عن إختلاف النوايا والرؤى بين مكونات المؤسسة السياسية، وذلك بتأثير التعامل مع الاتفاقية من زاوية السلطة وحجم تأثير الاتفاقية على سلطة كل مكون سياسي، ولذلك أجل الكثيرون التعبير عن مواقفهم وآرائهم الى اللحظة الاخيرة لتكون الاتفاقية حلقة أخرى من حلقات الشد والجذب والتلون والمناوشات الاعلامية بدل أن يتم التعامل معها من منطلق مصلحة الدولة العراقية.
لقد سارع البعض وفي وقت مبكر الى رفض الاتفاقية دون فهم مضمونها بل وقبل أن توضع خطوطها الاولى ثم إعتمد رفضهم بعد ذلك على اشاعات غير مؤكدة لكن المحرض الاساسي لرفض الاتفاقية يتمثل في إن القوى الرافضة للعملية السياسية أو المعارضة تخشى أن يؤدي توقيع الاتفاقية الى إستقرار النظام السياسي بشكله الحالي وأن تحافظ القوى السياسية الموجودة حاليا في السلطة على مكاسبها ووجودها.
في الوقت نفسه فإن بعض القوى الموجودة في الحكومة لا تريد أن تسمح لأحد بإلصاق الصفات المتوارثة في المنطقة عن الاتفاقيات مع الدول الكبرى بها وهي غالبا صفات ذات طبيعة شعاراتية، كما إن هذه القوى الموجودة في الحكومة تريد إن تقلص من حجم التأثير الامريكي على سلطتها لذلك إتجهت الى إستخدام نفس المبررات التي يستخدمها رافضو الاتفاقية، فعملت بذلك على سحب البساط من تحت أقدام منتقديها وفي نفس الوقت أعطت عن نفسها صورة غير المتلهف لعقد الاتفاقية بل والراغب في سحب القوات بأسرع وقت ممكن، وفي كل هذه المعركة الشائكة بقي الغموض هو سيد الموقف فالتصريحات متضاربة سواء في داخل العراق، أو تلك المتبادلة بين الطرفين العراقي والامريكي، والنتيجة أن بقي الرأي العام بعيدا عن المضمون الحقيقي للإتفاقية، وفي ذروة صراعات السلطة تم تناسي أيضا وخصوصا حاجات ومصالح الدولة ومستقبل أمنها.
يبقى هناك سؤال يلح على الساحة العراقية يتعلق بمصدر الثقة التي يتحدث بها بعض المسؤولين العراقيين عن خروج القوات الاجنبية من العراق في عام 2011، ويجب أن لا نصدق بسهولة الاجابات العاطفية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية
- تجميد العملية السياسية
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - إدارة ملف الاتفاقية