أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نجيب - بداية تنفيذ الخطة الثانية - وضع الأقباط في القرن العشرين إلى الآن















المزيد.....

بداية تنفيذ الخطة الثانية - وضع الأقباط في القرن العشرين إلى الآن


سليم نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 03:21
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إن أي مؤرخ محايد يلمس أن أحداث ثورة 1919 تجلت فيها مظاهر الوحدة الوطنية في الحركة المشتركة للأقباط والمسلمين. كانت القيادة الوطنية -بزعامة سعد زغلول- واعية منذ البداية عن أهمية موضوع الوحدة الوطنية التي باركها ودعمها الشعب كله والتي أفرزت شعارات تقدمية مثل "الدين لله والوطن للجميع"، "عاش الهلال مع الصليب".

لقد تواجد الأقباط بشكل طبيعي وملحوظ على الساحة السياسية كلها وفي كافة المراكز القيادية ولذلك لم يكن بمستغرب أن يُنتخب ويصا واصف -محطم السلاسل- رئيساً لمجلس النواب (البرلمان).

وضع الأقباط بعد ثورة العسكر 23 يوليو 1952

إن حركة الجيش التي قامت في 23 يوليو 1952 قامت على تنظيم سري بحت للضباط الأحرار ولم يكن ضمن هذا التنظيم أي قبطي ينتمي إلى الصف الأول. وتمر الأيام تلو الأيام ويغلب على الأقباط التوجس خاصة حول مشاركة الأقباط في حركة الجيش وتحول التوجس إلى قلق وبشكل خاص بفعل قانون الاصلاح الزراعي أو بالتأميمات. كما أن تغلغل الاخوان المسلمين وازدياد نفوذهم على رجال الانقلاب العسكري أثار شكوك ومخاوف الأقباط ولا سيما أن معظم أو كل الضباط الأحرار كانوا من الاخوان المسلمين. وعندئذ بدأت الثورة المباركة كما كانوا يسمونها ببداية تنفيذ الخطة الأولى ألا وهي تهميش واستبعاد الأقباط من كل مناحي الدولة سياسياً وإقتصادياً وتعصباً وإضطهاداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وفقاً للمواثيق الدولية لحقوق الانسان وللقانون الدولي العام.

هذا ويلاحظ أن كل الوزارات التي تولاها الأقباط طوال عهد عبد الناصر كانت من الوزارات الهامشية. إذن فبذور الفتنة الطائفية وُضعت في عهد جمال عبد الناصر وازدادات كثيراً في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ثم وصلت إلى قمتها في عهد الرئيس محمد حسني مبارك.

وهكذا أحس الأقباط ولمسوا أن الخطة الأولى بدأت تنفذ شيئاً فشيئاً لاستبعاد وتهميش واضطهاد الأقباط فهل ينسى الأقباط ما صرح به أنور السادات في جدة -عندما كان السكرتير العام للمجلس الاسلامي عام 1965- بأنه خلال عشر سنوات سوف يحول أقباط مصر إلى الاسلام أو تحويلهم إلى ماسحي أحذية وشحاذين (كتاب أسامة سلامة - مصير الأقباط صفحة 217). هل نسي الأقباط أن جمال عبد الناصر حينما قرر في خطبته للشعب أن قراراته لم تُستلهم من الماركسية أو اللينينية وأعلن أن رسول الاسلام هو أول من نادى بأسلوب التأميم وأنه "أبو الاشتراكية" (الأقباط النشأة والصراع للصحفي ملاك لوقا صفحة 640). وهكذا شيئا فشيئاً أصبح الأقباط ليس لهم حضور في كافة مناحي الدولة أي في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلام المصري (د. سمير بحر - الأقباط في الحياة السياسية المصرية ص 166 و 167).

ثم جاء الرئيس الراحل أنور السادات وهو ربيب وتلميذ حسن البنا فإرتمى في أحضان الاخوان المسلمين والاسلاميين ولا ننسى قولته المشهورة "أنا رئيس مسلم لدولة إسلامية". وأطلق السادات على نفسه "الرئيس المؤمن" وكأن الرؤساء السابقين ليسوا مؤمنين.

وبدأ السادات بالافراج عن جميع المعتقلين الاسلاميين وشجع بل مول التنظيمات الاسلامية المختلفة للوقوف ضد اليساريين والناصريين في إجتماع عقده مع عديله المهندس عثمان أحمد عثمان ومع محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط والمعروف عنه تعصبه الكريه وكراهيته للأقباط. أليس السادات هو الذي أضاف في المادة الثانية من الدستور أن الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع. هل نسي الأقباط أن الاسلاميين كانوا يعتدون ويقتلون ويسرقون.. الخ كل ما هو قبطي إلى أن تولاه الله وقُتل بيد أولاده، اللهم لا شماته بل عبرة وتذكيراً. فهكذا إنحدرت الأحوال في البلاد من الدولة الليبرالية الديمقراطية إلى دولة شبه دينية ثيوقراطية مهمتها نشر التعصب والكراهية والارهاب والاضطهاد ضد الأقباط. رحم الله الزعيمين الخالدين سعد زغلول ومصطفى النحاس.

وزادت الطينة بلة في عهد الرئيس حسن مبارك واستمرت وتستمر حتى يومنا هذا الفتن الطائفية لارهاب الأقباط. هذا بخلاف الاعلام والصحافة وهي أبواق إسلامية ترعاها الدولة السنية وتطلقها على الأقباط.

فهكذا رأينا إنحدار الأقباط وإضطهادهم المستمر والمتزايد وبالتالي نجحت الخطة الأولى ألا وهي تهميش وإستبعاد وفرز وإرهاب الأقباط وبدأت الآن تنفيذ الخطة الثانية من المخطط العنصري اللئيم.

تنفيذ الخطة الثانية:

أما تنفيذ الخطة الثانية بعد نجاح الخطة الأولى فهي السيطرة على الأديرة والكنائس وجعلها هدفاً عسكرياً لاذلال وتخويف الأقباط فنذكر على سبيل المثال لا الحصر الآتي: لاحظ المصريون -مسلمين وأقباط- أن هناك موجة جديدة من الاعتداءات المتكررة والمستمرة بالأديرة القبطية فنذكر على سبيل المثال دير أنبا مقار بوادي النطرون ثم دير مار يوحنا الحبيب ومركز بطمس لخدمة المعوقين ودير أبو فانا حيث يتعرض الرهبان إلى الاعتداءات المتكررة وبالأعيرة النارية نهاراً جهاراً ولقد سبق للهيئة القبطية الكندية أن وجهت إستغاثة بهذا الشأن يوم 20 مارس 2006 و 12 أبريل 2007 وأيضاً في العام الحالي إن هذا الدير (أبو فانا) رغم قيمته الدينية والأثرية الكبيرة إلا أنه يعاني من الاهمال من عدم رصف الطريق له وعدم دخول مياه الشرب وعدم دخول الكهرباء وعدم دخول التليفونات له رغم التقدم بطلبات عدة لكل هذه الخدمات ولكن لا حياة لمن ينادى. ومن وقت لاخر تتعرض أديرتنا القبطية للسرقة والنهب والاستيلاء على أراضيها تحت سمع وبصر الجهات الحكومية وبمباركتها وكأن هذه الأديرة القبطية أصبحت هدفاً عسكرياً يريدون الاستيلاء عليها أو على الأقل تفتيشهم.

فليفهم هؤلاء المحافظين ومسئولي الأمن بل ومسئولي دولتنا السنية أننا أمام رهبان تركوا العالم وعاشوا في دير للصلاة والعبادة. يعيشوا في أديرة لها قيمتها الأثرية والتاريخية بلا خدما ت ولا كهرباء ولا هاتف ولا مياه.. الخ. والمصيبة والطامة الكبرى أن أديرتنا القبطية تتعرض لاعتداءات متتالية مستمرة وسط صمت رهيب من كافة الجهات الحكومة والأمنية والرئاسية.

الأقباط يحرمون من بناء كنائسهم ورفع الصلبان بحجة أنهم يثيرون نفوس المسلمين ويخدش حياءهم. عقيدتنا المسيحية تُهاجم علنا في المساجد من أئمة تابعين لوزير الأوقاف والشئون الاسلامية نهاراً جهاراً والجميع لا يحركون ساكناً. إن من يعمل على حرمان أو إعاقة الناس من الصلاة وأداء الشعائر الدينية في حماية تامة وأمن وأمان يرتكب جريمة لا إنسانية ولا أخلاقية ولا قانونية. أفلا تعلمون أن جميع دساتير الدول الديمقراطية والمتقدمة تنص على حرية العقيدة والعبادة والمساواة التامة لكافة المواطنين بغض النظر عن ديانتهم.

لقد إرتفعت بعض الأصوات المتعصبة الكريهة لتطالب بالتدخل في الأديرة القبطية وتفتيشها غير مكترثين بقانون أو أخلاق أو حقوق إنسان. وللعلم أنه حتى في عصر الاستعمار الانجليزي لم يواجه الأقباط هذا الاذلال ولم تتعرض كنائسنا وأديرتنا وأرواحنا للخطر. إن عصر الاستعمار الانجليزي الذي حاربه الأقباط جنباً إلى جنب مع الاخوة المسلمين كان أرحم من عصر سيادة الرئيس حسني مبارك واأسفاه!! لقد صبر الأقباط كثيراً وللصبر حدود.

لا تلوموا الأقباط إن كانوا يشتكون في الخارج فنحن نرسل شكوانا طبقاً للقانون الدولي وطبقاً للمواثيق الدولية لحقوق الانسان التي التزمت مصر باحترامها وتنفيذها ولكن للأسف الشديد الدولة صماء لا تسمع ولا تتكلم وتصمت صمت أبو الهول.

إننا نلجأ إلى الله ليرفع عنا هذه الغمة فرئيس الدولة هوالمسئول الأول والأخير عن هذا الوطن الغالي. إن سمعة مصر أصبحت في الحضيض الأسفل وآن الأوان أن تعلموا أن التاريخ لم ولن يرحم ودوام الحال من المحال.

"لا تخف بل تكلم.. ولا تسكت لأني معك" (أعمال 18: 9-10).



#سليم_نجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنشواي الأقباط
- إستمرار سياسة تهميش الأقباط وإضطهادهم
- صوت المنظمات القبطية في المهجر لن يخمد
- وحتى الهيئات الدولية أدانت مصر
- النظام المصري وسياسة ذات الوجهين
- هل نجح مؤتمر المواطنة أم فشل؟؟
- قضية الأقباط بين الحوارات والمؤتمرات والمؤامرات
- الصليب بين الماضي والحاضر
- العبرة بالواقع وليس بالنصوص
- -يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينيك وحينئذ تبصر جيداً أن تخ ...
- هل الأقباط أصحاب البلد؟
- لا للاعتذار من أصحاب السوابق - نطالب باعمال وتنفيذ قانون ازد ...
- هل المادة الثانية من الدستور المصري فوق الدستور؟؟؟
- من المسئول عن اضطهاد الأقباط وظاهرة اختطاف واغتصاب وأسلمة فت ...
- المواطنة المتساوية هي الحل
- كفى تخويفا وارهابا للأقباط
- أزمة الرسوم الكاريكاتورية و الازدراء بالعقيدة المسيحية في مص ...
- حول جريمة الأقصر
- تمخض الجبل فولد فأرا
- التمثيل النيابي للأقباط بين الأمس واليوم


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نجيب - بداية تنفيذ الخطة الثانية - وضع الأقباط في القرن العشرين إلى الآن