أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - كركوك وديعه... ام خديعه؟! الجزء الرابع















المزيد.....

كركوك وديعه... ام خديعه؟! الجزء الرابع


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(لنا الحق في التعاون مع من يمد لنا يد العون ولكن ليس على حساب العراق وطننا وشعبا ) جلال الطالباني
عندما اشتعلت الحرب العراقية الايرانية في اطار المخطط الذي وضعته الادارة الامريكية والغرب وفق استراتيجية (وضع الوحشين في قفص واحد) لاحتواء تداعيات الزلزال الايراني والاجتياح السوفيتي لافغانستان في 27- كانون الاول ديسمبر 1979 اقترح بريجنسكي مستشار الامن القومي على البيت الابيض توريط دول المنطقة في (حرب مقدسة) ذات طابع ديني وقومي.

ان حوالي اربعين الف امريكي يعملون في هيئة (الامن القومي) وينتشرون في ارجاء الارض لم يعد في اولوياتهم سوى تأجيج نار الحرب بين بغداد وطهران وتجنيد المجاهدين العرب للحرب في افغانستان, وكانت التعليمات تنهمر كالسيل من مركز القيادة في (فورت ميد)في ولاية ماريلاند .
في صباح يوم الخميس 15-كانون الثاني ياناير 1981 وقبل ان يتسلم الرئيس الامريكي الجديد نجم هوليود السابق رونالد ريغن مهامه رسميا بخمسة ايام دعا مدير المخابرات المركزية ستنسفيلد ترنر لسماع تقريره النهائي عن نشاطات الوكالة حضره ريغن ونائبه جورج بوش والمدير الجديد للوكالة وليام كيسي. كان ابرز ماقاله ترنر علينا ان نحيد كل القوى التي من شأنها اضعاف صدام حسين في حربه ضد ايران لانه الامل الوحيد لدينا لاننا لا نستطيع ان نتورط في افغانستان وايران معا .
طلب ريغن من مدير الوكالة الجديد وليام كيسي الضغط على جميع اعداء صدام حسين في المنطقة وفي داخل العراق لاجبارهم على القتال الى جانبه او دعمه .ربما كان من الصعب ان يدرك الامريكيون فهم الفروق المذهبية والعرقية بين الجماعات والشعوب والتيارات الاسلامية لكن ماحدث في طهران وكابل جعلهم يعيدون حساباتهم بدقة لكي لا يتكرر اختفاء السادات والشاه وتفشل مخابراتهم في مصر بعد سنتين من فشلها في ايران وان لايكون الامريكيون( مثل كلب كبير صدمته شاحنة )على حد تعبير كيسي في تفسيره للفشل الامريكي في ايران عام 1979 .

لقد اسقطت ورقة الحرب العراقية الايرانية أي قدرة متاحة لاستخدام الورقة الكردية ضد العراق الذي تحول نظامه الى وحش كاسر لا يتورع عن البطش بمعارضيه في الداخل تحت شعار( كل شي من اجل المعركة) الذي طرحه العرب بعد عام 1967 فيما لم يشكل تغيير النظام السياسي في ايران أي فرصة جديدة لهذه الحركة.
وعندما تحرك المئات من المقاتلين الاكراد في ايران لاستغلال حالة الحرب مع العراق قامت الدبابات الايرانية بسحقهم دون رحمة فيمدينة( سنندج الكردية) .
قاتل عشرات الالاف من الاكراد العراقيين في افواج الدفاع الوطني الى جانب القوات الحكومية على مدى ثمان سنوات بينما لجات الفصائل الاخرى الى احتضان المعارضة السياسية في كردستان وعملت اجنحة اخرى الى جانب القوات الايرانية بدعم من دمشق .وكان هذا الاختراق في القاطع الشمالي من قبل القوات الايرانية بدعم اللوجستي من قبل هذه الفصائل بين الحين والاخر يسبب احراجا شديدا لواشنطن وحلفائها بسبب انهاكه لقدرات الجيش العراقي الذي كان عليه الانتشار والدفاع عن حدود طولها 1200كيلومتر بين البلدين .
كان صدام حسين وقادته الميدانيين يتوعدون دائما بالانتقام دائما من الاكراد في أي فرصة ستتاح لهم وكان من اشد هؤلاء ابن عمه علي حسن المجيد المتهم باستخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجة عام 1988 التي راح ضحيتها اكثر من 5000 مواطن كردي من المدنيين .
كنت انذاك في جنيف عندما وزع الايرانيون كتابا مصورا على جميع وفود الدول التي كانت تحضر اجتماعات مؤتمر التجارة الدولية (الانكتاد) تضمن صورا لعملية الإبادة البشعة التي تعرضت لها حلبجة وقد شاهدت العشرات ممن كانوا يتصفحون الصور وقد اجهشوا بالبكاء .
كانت التقارير الاعلامية وصور الاقمار الصناعية وتقارير عملاء وكالة الاستخبارات تؤكد ان ماحصل كان كارثة وجريمة ابادة عرقية لم يعرفها العالم من قبل, وصدرت تعليمات من واشنطن ولندن لاحتواء الحادث والتعتيم عليه اعلاميا وتسليط الضوء على نهاية وشيكة للحرب العراقية الايرانية تنفيذا لاتفاق سري بين واشنطن وموسكو يخرج فيها العراق منتصرا ولو شكليا .

وكان هذا النصر التأريخي ذو دلالات قاسية على الشعب الكردي الذي كان يعرف جيدا انه اول من سيدفع الثمن ....وتحقق ذلك فعلا حين صمت الغرب على زحف الفيلق الخامس في الجيش العراقي الذي اجتاح كردستان خلال بضعة ايام وزال مئات القرى واحرق الزرع والضرع في عمليات الانفال , ووقف العالم الحر, الذي طالما راهن عليه الاكراد, متفرجا على مذبحة جديدة في كردستان حققها المنتصر في الحرب نيابة عن الغرب ضد عدوتهم اللدودة ايران بينما كان السوفيت يجرون اذيال الخيبة في افغانستان صيف نفس العام .
انها لعنة التأريخ التي يرويها لنا الصحفي المبدع( جوناثان راندل )في كتابه (امة في شقاق ....دروب كردستان كما عرفتها)في فصل خاص هو الاهم في كتابه هذا يتحدث فيه عن نتائج الرهان الكردي على الاستقواء الخارجي منذ اكثر من نصف قرن والذي تجسد في تلك السنوات الدموية بنتائج ذلك الخيار المر وما تسببه من ضحايا وجراح والآم وتهجير جعلت من كردستان العراقية بلاد الالف حسرة وحسرة .
لم تجد الكثير من القوى الكردية سوى الانصياع لاستحقاقات الامر الواقع والتعامل مع نظام منتصر في بغداد بات الاقوى والاشرس اقليميا والمتباهي عسكريا بانه اصبح خامس جيش في العالم حرم على الحركة الكردية أي امكانية للاستفادة من ورقة الدعم الخارجي باستثناء تلك التي وفرتها طهران ودمشق في نطاق محدود او في مطالبة العقيد الليبي معمر القذافي بانشاء وطن قومي للاكراد .
لكن تلك الورقة لم تسقط نهائيا في لعبة المراهنات والصراع الاقليمي والدولي بل جرى تاجيلها لمرحلة في طي المجهول وكان ذلك الظرف يعني عودة الاكراد لعقود الى الوراء والسقوط في مستنقع سعد اباد مرة ثانية .
اصيبت المنطقة بالذهول والتوجس عندما بدات احاسيس الزهو والعظمة تاخذ مداها في عقل (الرئيس القائد)الذي امتطى حصانا عربيا سار به من تحت قوس النصر في ساحة الاحتفالات وسط بغداد كانه يعبر الى مجهول في دولة تراكمت عليها 61 مليار دولار من ديون الحرب وبدات تعاني من اوجاعها وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في وقت تراجعت فيه اسعار النفط الى ادنى مستوى لها.
وضعت الحكومة خطة لربط حقول النفط في الشمال والجنوب( بالخط الاستراتيجي) لمنع تكرار مافعلته سوريا التي قطعت خط بانياس وطرابلس القادم من كركوك خلال الحرب مع ايران وللحيلولة دون تحكم الاكراد بصادرات النفط من كركوك فيما تم ترحيل حوالي 11 الف كردي من اهاليها (يؤكد الاكراد ان الرقم الحقيقي هو عشرة اضعاف)كما تم ترحيل قرى تركمانية كاملة ومنح المواطنون العرب حوافز مالية للاقامة والعيش في كركوك .
بدا الخلاف بين بغداد وواشنطن يدب بعد اشهر قليلة من انتهاء الحرب مع ايران (لمزيد من الاطلاع انظر دراستنا المعنونة العراق في الحقبة الامريكية 7 اجزاء)وشعر صدام حسين بالانزعاج الشديد عندما صدر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات وحقوق الانسان الذي خصص 12 صفحة لانتهاكات حقوق الاكراد والشيعة والمعارضين السياسين في العراق .

عندما اجتاحت القوات العراقية الكويت في 2-اب اغسطس 1990 ادرك الاكراد واعداء النظام الاخرين ان صدام حسين غامر بالروليت الروسي دون ان يدرك ان المسدس الذي صوبه لراسه كان محشوا بالرصاص. وكان من الطبيعي ان تبحث واشنطن وحلفائها عن اوراق رابحة ضد بغداد حيث نفضت الغبار عن ملف القضية الكردية مجددا .
انتفض الشيعة والاكراد تحت ضجيج (عاصفة الصحراء) متوهمين انها ستطيح لا بالحرس الجمهوري المتراجع المندحر من الكويت فقط وانما بنظام سياسي لم يترك امام شعبه أي خيار ...خذلت الانتفاضة التي وصفها المرجع الشيعي الاعلى ابو القاسم الخوئي (بالغوغائية)وابيد عشرات الالاف من الشيعة في مجازر عرقية بشعة وهرب ملايين الاكراد صوب الحدود خشية من الرذاذ الابيض الذي اشيع ان المروحيات كانت تلقيه على الاكراد لتوهمهم بانه غاز الخردل القاتل ورضخ الرئيس بوش لنصيحة مستشاريه بوضع الاكراد في ملاذات امنة بين خطي عرض 36 وجنوب خط العرض 33 الذي ابقى كركوك خاضعة للحكومة المركزية .
احيا هذا الوضع مجددا الطموحات القومية للاكراد حيث تأسست حكومتان الاولى في السليمانية خاضعة للاتحاد الديمقراطي ويتراسها برهم صالح والثانية في اربيل وخاضعة للحزب الديمقراطي ويتراسها نيجرفان البرزاني وانسحبت الحكومة من كردستان في تشرين الاول- اكتوبر 1991 .
زاد الانقسام الحاد مع ظهور مايشبه الكونفدرالية في كردستان وشهدت الساحة السياسية صراعا دمويا بين الفصيلين الرئيسيين ولم يقتصر الامر عليهما بل امتد الصراع ليشمل القوى السياسية الاخرى التي ظهرت في ظل الحماية الامريكية والبريطانية مثل( حزب الاتحاد الاسلامي) القريب من فكر الاخوان المسلمين والذي تأسس عام 1992 بقيادة الشيخ صلاح الدين محمد بهاء و(الحركة الاسلامية) التي تأسست في الثمانينات بقيادة الملا عثمان ثم الملا علي عبد العزيز اضافة الى حزب (كادحي كردستان) الذي يتراسه قادر عزيز وهو مرتبط بصورة او باخرى بالبارتي وقد تحالفا في انتخابات عام 1992 ووقف الى جانب البرزاني في حرب1996.

كما شهدت الساحة الكردية ظهور حركة سلفية اطلقت على نفسها (انصار الاسلام) وتأسست اواخر عام 2001 أي بعد احداث 11-ايلول سبتمبر ويتراسها فاتح كريكار ومن اجنحتها تنظيم (جند الاسلام) الذي اصطدم مرارا مع الاتحاد الوطني الذي اتهمه بأغتيال الشيخ الحريري ومحاولة اغتيال برهم صالح وجلال الطالباني .
لقد شهدت تلك الفترة صراعا مسلحا بين الاتحاد الوطني والحزب الشيوعي العمالي وكذلك صداما مع الحركة الاسلامية الكردستانية ومجموعة جند الاسلام في حلبجة وظهرت صراعات اخرى مع الحزب الديمقراطي في اربيل ودهوك ,وكان من اشد هذه المواجهات المسلحة ماحصل بين الديمقراطي والاتحاد عام 1996 حين تدخلت ايران الى جانب القوات التي يقودها جلال الطالباني الامر الذي دفع بمسعود البرزاني لطلب دعم خمس فرق عراقية ارسلها صدام حسين ضد خصمه اللدود.
كشفت وسائل الاعلام الامريكية (واشنطن بوست)(هيرالد تربيون)نقلا عن مسئولين في البنتاغون خبر اغلاق القاعدة الامريكية في زاخو كما نشرت (التايمز)طلب النجدة الذي تقدم به الطالباني للأمريكيين( لوقف العدوان العراقي ضد الشعب الكردي) مهددا بطلب مزيد من الدعم من طهران .تجدر الاشارة هنا الى ان قانون تحرير العراق الذي صدر في عام 1998 يشير في البند الثامن (في 31-اب -1996 قام العراق بقمع العديد من معارضيه وذلك بمساعدة احد الفصائل الكردية في اجتياح مدينة اربيل مقر الحكومة ) وقد سمحت تركيا بعبور 2500 كردي عراقي كجزء من خطة امريكية لاخراج مستخدميها الامريكيين وعوائلهم من كردستان .

في احدث اتهام يتبادله الاكراد والتركمان هذه الايام , وجهت الجبهة التركمانية انتقادا شديدا لمسعود البرزاني في ذكرى هذه المعارك متهمة اياه بانه قدم لصدام حسين مكافأة لهذا الدعم بتسليمه العشرات من المعارضين التركمان الذين لم يعثر على رفاتهم حتى اليوم .
تدخلت واشنطن وتعثر اعلان اتفاق الحزبين رغم الرعاية الامريكية والبريطانية والتركية وبضغط من واشنطن وقع الطرفان في ايلول سبتمبر 1998 اتفاق سلام جديد حيث اجتمع الزعيمان الكرديان مع وزيرة الخارجية اولبرايت ومستشار الامن القومي صاموئيل بركر لكن هذا الاتفاق سرعان ماانفرط بعد عامين حيث سقط عشرات القتلى في جولة اخرى لم تتوقف سوى في شهر تشرين الاول اكتوبر من نفس العام .
ان القضايا التي كانت سبب الصراع تتجاوز اطار الهيمنة على كردستان الى الخلافات بشان الموارد المالية والبرلمان والعلاقة مع تركيا وايران وقد نفت الحكومة الامريكية على لسان نائب وزير الخارجية ان يكون الهدف اقامة دولة كردية انفصالية في شمال العراق .
شعرت اغلب القيادات الكردية بالارتياح من وضع الكونفدرالية وكان هناك تخوف لديهم من تاخر خطة الغزو الامريكي وعدم ثقة والقلق من تكرار مأساة عام 1991 وهو ماعبر عنه مسعود البرزاني بقوله (نحن غير جاهزين للمجازفة لاننا غير متاكدين من اننا سنخسر اوضاعنا) وربما كان ذلك التصريح لاغراض الضغط او التضليل الاعلامي, وشاركه الطالباني الذي كان اكثر تذمرا من تباطؤ الدعم الامريكي لقوى المعارضة لاسقاط صدام حسين دون ان يخفي قلقه من احتمالات السقوط ضحية الاولويات الاستراتيجية الامريكية .
لقد تحولت كردستان الى ملجا تجمعت فيه مختلف فصائل المعارضة العراقية وخاصة الشيعية منها ومن بينها( منظمة العمل الاسلامي) التي اشتركت مع الميليشيات الكردية في اكثر من معركة ضد القوات الحكومية منذ عام 1979 وفقدت العديد من كوادرها وقياديها كما كشفت صحيفة الحياة بتاريخ 15-10-1995 عن وجود قوات بدر في شمال العراق نتيجة الاتفاق بين الحكيم والطالباني في طهران والذي نص على تشكيل قيادة ميدانية للمعارضة العراقية تقود العمل المسلح لاسقاط نظام صدام حسين.
وقد اثارت هذه التصريحات ردود فعل امريكية ومعارك اعلامية ونقلت صحيفة (نداء الرافدين) عن مسئولين امريكيين قولهم ان بلادهم تشعر بالقلق بشأن مؤشرات على ان قوات موالية لايران تتحرك في شمال العراق وقد ابلغت الولايات المتحدة الامريكية رسميا الحزبين الكرديين بان عليهما ان يتخذا موقفا علنيا برفض أي تدخل ايراني في شمال العراق ونقلت الحياة في عدد 4-11-1995 عن مسئول في وزارة الخارجية الامريكية اعتقاده بان نشاطات فيلق بدر في العراق ونشاطات حزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق تهدد بدرجة خطيرة وحدة اراضي العراق (انظر عادل رؤوف –عراق بلا قيادة ص 345).

مرة ثانية تطفو قضية كركوك على السطح في خضم الصراع حيث شعرت القيادات الكردية بالقلق مجددا حين كتب الصحفي الامريكي المعروف وليام سافير المقرب من البيت الابيض مقالا بتأريخ 2-11-2001 تحت عنوان( ساعدوا تركيا على اجتياح العراق) اقترح فيه عقد صفقة بين واشنطن وانقرة للتحرك لضم الثلث الشمالي من العراق لان معظمه يقع بيد الكرد في الظرف الراهن لكن الارض المقترحة لضمها الى تركيا هي الحقل النفطي في كركوك الذي ينتج نصف نفط العراق تقريبا .
كانت الخطة الامريكية الاولى تقضي باشراك المعارضة العراقية بجميع فصائلها انطلاقا من كردستان تكرارا لطريقة الاطاحة بحركة طلبان وطلب الاكراد ضمانات للفدرالية وضم كركوك لها ,الامر الذي اثار تحفضا واعتراضا من قبل بعض الاحزاب الشيعية والتركمان واشار الطالباني ( ان من حق المعارضة التعاون مع من يمد لها يد العون ولكن ليس على حساب العراق وطننا وشعبا) مشيرا الى ان الامريكيين ابلغوه بانهم مصممون على الاطاحة بالنظام وان الايرانيين لن يتدخلوا .

لقد فشلت قيادات المعارضة العراقية على مدى عقدين او اكثر من التضحيات والمنافي واللجوء عن تبني خط او صياغة برنامج وطني واضح للتغيير في العراق يجمع حوله الملايين من المواطنيين لتعبئتهم في معركة واسعة ضمن مراحل لاسقاط النظام وفشلت في صياغة اطار توحيدي يجمع بين اطرافها المتناقضة التي لايجمعها شيء سوى العداء لصدام حسين الذي استعان به البعض لتصفية خصومه الاخرين .ان هذه المسألة تظهر عدم قدرة المعارضة العراقية على تقديم نفسها خارج اطار ورقة الاستقواء الخارجي رغم ان كل من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والاكراد كان لديهم اكثر من 150 الف مقاتل قبل بدء عملية تحرير العراق التي سبقها تصريح للكونغرس في 12-02-2003 اشار الى ان الادارة الامريكية لن تسمح للمعارضة العراقية بالتدخل في شؤون النظام الجديد .
ان الخلافات بشأن مشروع دستور العراق مابعد صدام حسين ونطاق الفدرالية قد ظهر واضحا خلال مؤتمر لندن الشهير وخلال مؤتمر صلاح الدين الذي لم يقدم خلاله الامريكيون سوى وعود بشأن الفدرالية اعترض عليها التركمان .
واذا كانت ايران قد اوعزت لفصائل المعارضة العراقية المؤيدة لها للاشتراك في الخطة الامريكية للتخلص من خصمها اللدود صدام حسين, فان الاكراد كانوا يدركون ان تركيا لن تتدخل في شمال العراق الا في حالتين وهما اعلان الدولة الكردية او تعرض التركمان في العراق للاعتداء.
ان جوهر الخلاف بين تركيا وواشنطن انذاك كان سببه اصرار انقرة على ضرورة نزع سلاح 70الف من المقاتلين الاكراد وضرورة دمجهم بالجيش العراقي المستقبلي فيما طلبت ارسال 40 الف جندي تركي للمرابطة في كردستان العراقية خشية قيام الاكراد باعلان دولتهم لحظة سقوط بغداد بايدي القوات الامريكية .
سقط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس... لتنهض في ذات الوقت طموحات واحلام ورؤى جديدة متقاطعة في مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث .

(يتبع الجزء الخامس )



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك وديعة....... ام خديعه؟!
- كركوك وديعة.... ام خديعة ؟!
- كركوك وديعة ....ام خديعة؟! الجزء الاول
- اعتذار تيودور جيفكوف ومسدس خضير الخزاعي !
- اغتيال( قمر) شيراز!!!
- المالكي......في مواجهة المالكي !!!
- المشهداني ..امام الامبراطور عاريا !
- هل ستعلو راية العباس(ع)....علماً للعراق؟!
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السابع)
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السادس)
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء الخامس )
- العراق في الحقبه الامريكيه(الجرء الرابع)
- العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)
- العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)
- العراق في الحقبة الامريكية
- الحسابات الخاطئة في العلاقات السعوديةمع العراق
- هل تستحق الكويت آن نموت من اجلها؟!!
- اول فرحة منذ سقوط الصنم
- !!!عراق ....بلا نفط
- من اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم؟*


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - كركوك وديعه... ام خديعه؟! الجزء الرابع