أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية فارس - ترانيم على قبر كامل شياع.. النجمة التي سقطت في حضن قبر














المزيد.....

ترانيم على قبر كامل شياع.. النجمة التي سقطت في حضن قبر


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 04:57
المحور: الادب والفن
    


فجائيٌ .. وعاصف ٌ .. ومجلل ٌ بالغضب كان سقوطك ..كما الشهاب
رحلت .. ورحلت معك آمال ٌ .. لنفوس ٍ أضناها التعب .. وأرهقتها المسافات ُ الممتدة ُ مابين القضية ِ والطموح .. ومابين العمل المضني والحلم الأنساني بمجتمع يعي ذاته ويحترمها
رحلت جسدا .. وبقيت قضية

إرحل .. يا كــــــــــــــــــامل شياع
فالهواء ثقيلٌ .. والنوارس ُ المختنقة تبحث ُ تحت أجنحتها عن ثمة هواء نقي لتتتفسه .. أو لترقص عليه
والمساءات العراقية افتقدت نداها .. تعفرت بالدم المتخثر من الأجساد البريئة .. او القاتلة .. أو المقتولة
كنت تعلم جيدا .. أن ليس هناك من قافلة تسير دونما بوصلة .. سوى قافلة العراق
فقدنا البوصلة .. وتهنا في أنفاق العقل الديني المتطرف .. والنزعة العشائرية اللا حضارية . . والحقد الشوفيني .. والأطماع الشخصية ..وبقايا البعث المستأسدة على الفقراء .. والفساد .. وانهيار الثقافة

وأنت
رجل معني بالثقافة
أنت معني بأن تستيقظ صباحا فتجد بغداد تنساب بهدوء على أنسام دجلة
أنت مهتم بأن ترتشف قهوتك بينما تتسمر عيناك على لوحة .. أو قصيدة . . أو عصفور يحط على شجرة التين التي تضلل شباك دارك
أنت لست أكثرمن عراقي لاتحيطه هالات القدسية .. ولا يتراكض رجال الحمايات المسلحين أمامه ووراءه .. قد نلتقيه عند ناصية شارع المتنبي ..أو في مقهى البرلمان .. أو في حسينية تضوع بعطر البخور .. أو كنيسة تزدان بالشموع .. أو في جامع يؤمه الباعة المتجولون في بغداد الجديدة
أنت لست نبيا
ولست إلها مقدسا
ولكنك شخص... استثنائي
عقل فذّ ..حالم ..طموح ..راسخ ... عراقي الهوى ..
أنت معني بأن تحضر عرس الديموقراطية الوهمية .. وأن تكون شاهدا ً على التاريخ الأنتقالي من غابات الديكتاتورية الى فضاءات الحرية
أنت متطلع الى أن تحتوي ابتسامات الأطفال ..وتحميها.. في الشوارع المزدحمة بالبنادق .. والميليشيات المسلحة .. ودخان العبوات المتفجرة الناسفة .. وأزيز همرات الجيش المحتل
مهتم بأن تستبدل كل بندقية يحملها رجل عراقي .. بكتاب
لاهث خلف بناء مجتمع مدني متحضر .. لا ترسانة عسكرية تجمع المسلحين البليدين والمنخورة عقولهم نخرا بأوهام وطن مؤقت لشعب مؤقت .. قد يهاجرون اليوم أو غدا ..ليتسكعوا على أرصفة بلدان المهجر بحثا عن الخبز والأمان
معني بأن تحضر مهرجانات شعرية .. لايلقي شعراؤها قصائد في مدح الخليفة أو السلطان أو الوزير أو الرئيس أو شيخ العشيرة أو رجل المرجعية أو رئيس الحزب
معني بأن تتحول المدارس الى مصانع لطموحات الشباب
كنت تسعى الى خلق بدايات جديدة .. تحت ظروف معتمة وفي غاية الأستثنائية
تسعى لأن تجد هواءا نقيا تحلق عليه .. أو تتنفسه
لكنك فوجئت ..كما نحن .. أن العرس العراقي كان ترسانة سلاح تسير في الشوارع لتقتل المثقفين وأساتذه الجامعات والمتطلعين الى الفرح

إرحل ..
لأنك لابد ّ أن ترحل
الموت الذي يصطاد المثقفين العراقيين ببندقية أغبياء الميليشيات المسلحة .. لايمكن أن يتغاضى عن وجودك في عوالم لا تعنيك ..
كان لابد لهم من قتلك
موتك .. أو استشهادك .. جاء طبيعيا.. لكنه فاجعا
فمنطقتك .. ليست منطقتهم .. بل أنت في قلب منطقة المثقف العراقي
ومنطقة المثقف العراقي .. هي الموت قتلا

أنزّيف الحقائق فنقول أن أحد الرعاع قام بقتل كامل شياع... صدفة؟
أنضحك على أنفسنا وعلى العراق المسجي أمامنا لنرثي مثقفا واحدا ؟
فقوافل جنائز المثقفين تسير نحو المقابر وكأن موتهم أصبح قرارا ً سياسيا ً .. أو فقرة في الدستور.. أو الوصية العاشرة لنبي َ احتل العراق كي يحوله الى زريبة للحيوانات

يا كامل شياع
حين سار نعشك في شوارع بغداد .. كانت الفراشات تحلق حوله
وكانت دموع المحبين والمحبات تسّاقط حبّات ندى على أجنحة فراشاتك
كنت حاضرا .. مبتسما .. وكأن ابتسامتك الأخيرة هي وصيتك الأخيرة .. أن قفوا بوجه التيار الجارف للجهل والتخلف والدمار
رحلت .. ولم يرحل حلمك
كان الحلم يرفرف هو الآخر على رؤوس السائرين بك الى قبرك ..وطنك الأخير الذي تنتهي عند مشارفه كل الصراعات السياسية .. وتتوقف عنده عبوات الأسلحة الفتاكة

إرحل .. لأن مديات سنواتك الأخيرة لم تضعك ضمن مصاف السرّاق والقتلة و المأجورين ورجال المافيات.. وبائعي المخدرات والضمير والوطن والشرف .. وكل ما يمكن أن يباع في زحمة الصراع

أنت لست مؤهلا لأن تتنفس الهواء الأصطناعي الدخيل علينا.. و الموبوء بالنفاق والمنافسة غير الشريفة
ولست جديرا بأن تتاجر بالكلمات الطنانة الجوفاء
ولست خبيرا بالتقية .. ولا بالمباحثات المخادعة .. ولا بمفاوضات اقتسام الوطن .. ولا بحيثيات الضحك على ذقون العراقيين
إرحل
فالموت أعلن صداقته الأبدية لروحك المرهفة
والقبر يحتفل بوصول الجثة الأخيرة ..لمثقف عراقي اخر ...يستشهد بسبب عقله وعراقيته
وآه يا كامل شياع
وآه يا عراق
كلاكما تنزفان حتى الموت
ونحن المتفرجون الداعون الى حلول سلمية لأزمات مفتعلة أراد لها اللاعبون الكبار فيها أن تكون حلولا حربية
ليس لنا سوى أن نرقص.. بألم المذبوح الذي يتفرج على آماله الهاوية الى قاع الزمن
يــــــــــــــــا أيها الأمل الذي هوى كنجمة .. سقطت في حضن قبر!



#نادية_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمرلي .. رسالة ُ وفاء ٍمتأخرة
- أحزانُ العصافير ِ.. التي لاتسكن ُ المنطقة َ الخضراء
- شذى التي...ارتدت العلم َ العراقي
- وإن حدّثتكُم المُغتَصَبة ُ ... فكذ ِّبوها!!عن صابرين .. وجلا ...
- صدّام حسين .. بطلاً بريئا ً!!أي طرطرا تطرطري
- السيّد ُ الرئيس .. غاضبا ً!! أي طرطرا تطرطري
- ديموقراطية ُ.. حذاء أبو القاسم الطنبوري
- البرنامج المنظم لاستهداف العقل العراقي
- الأرهابية السائبة.. وعفوا ً أيتّها الكلاب
- ناهدة رمّان .. أيّتُها العراقيّةُ المتألقة
- وِلادة ٌ مُتعَسّرة ٌ .. لحكومة
- تنابلة السلطان
- خصخصة ٌديموقراطية! ومهمّة ٌذكيّة
- حتى لو يجي .. الله
- أطوار..التي ماتت بأناقة
- الطريق إلى .. أبي غريب
- سيّدُها صدّام .. سيُّدها العاشق ..سيّدُها الطالباني .. سيّدُ ...
- هل نسعى لتغيير ِأنظمة الدولِ المانحةِ للجوء؟
- قمرجي بغداد في دولة الحرام والحلال والفتاوى
- كيف اكتسحَ الشوفينيون الأكرادُ .. العراق؟


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية فارس - ترانيم على قبر كامل شياع.. النجمة التي سقطت في حضن قبر