أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل














المزيد.....

الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقوم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان على جانبين، جانب دستوري وآخر أجرائي. والواقع ان الجانب الثاني، الإجرائي، هو المهم الآن، لأنه يمثل الجانب العملي والتطبيقي للعلاقة. فحينما نظم الدستور العلاقة بين المركز والإقليم، اعتمد على مبدأ التوافق وبصياغات محددة، وكحزمة واحدة، مثلت حدا مقبولا للمشتركات والخصوصيات في إطار الدولة العراقية الجديدة. وبطبيعة الحال لم تلبِ جميع مواد الدستور تطلعات هذا المكون الاجتماعي أو ذلك، لكن بكل تأكيد وجد كل مكون في الدستور ما يؤمن ويحترم حقوقه ويحافظ عليها. لذا لا ينبغي التعامل مع مواد الدستور بصورة انتقائية.
لذا ونحن نشهد هذه الأيام تأزما في العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية، نجد ان كل طرف يرتكز في إظهار حقوقه في هذه القضية او تلك بالاستناد الى الدستور. وإذ تلوح في الأفق، بين حين وآخر، خلافات في فهم تلك الحقوق الدستورية، لكنها لا تشكل حافزاً لأي طرف يدفعه الى التراجع عن الدستور. وهذا بحد ذاته شيء جيد، إذ أصبح للعراقيين مرجعية قانونية يستندون عليها حين تواجههم مشاكل وأزمات، رغم ما يحمله الدستور من صياغات ملتبسة وغير واضحة وحمالة أوجه، في بعض الأحيان. وفي هذا الإطار، ينتظر العراقيون حلا ناجزا من لجنة التعديلات الدستورية، طال انتظاره، لمعالجة تلك الالتباسات، مع توفر الادراك ان عملية مراجعة الدستور لا تعني العودة الى المربع الأول.
ربما لم تكن وجهات النظر المتباينة في تفسير الصلاحيات المثبتة في الدستور هي أساس الخلافات الحالية، ولكن تم توظيف ذلك لتعزيز حجة كل طرف ووجهة نظره بشان الاختلافات التي حصلت، من بينها عقود النفط التي وقعها الجانب الكوردستاني، وكذلك انتشار الجيش العراقي في قرة تبه وخانقين ومندلي، وغيرها من القضايا. وكان من الممكن تلافي هذه الخلافات، عبر سلوك الطريق الصحيح الذي يعزز الثقة ويخلق أجواء طيبة، من خلال التشاور المسبق قبل الإقدام على اتخاذ أي خطوة، من شانها ان تثير الشك والريبة عند الطرف الآخر، ولا تساعد، في الوقت ذاته، على تعزيز العمل المشترك وتحمل المسؤوليات.
ففي الوقت الذي نؤكد فيه على ان النفط ثروة وطنية ينتفع منها عموم الشعب، نؤكد كذلك ان الجيش هو جيش العراق كله، واجبه الدفاع عن الوطن ومحاربة الإرهابيين، ولا ينبغي استخدامه في الاختلافات الداخلية كورقة سياسية، بل الواجب إبقائه محايدا يحتفظ بمسافات متساوية بين الجميع، والتأكيد على مهنيته.
وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى ان هناك من تعاطى مع الموضع بنظرة ضيقة، بعيدا عن إدراك التبعات السياسية لهذا الموقف او ذلك التصرف والتداعيات التي تخلفها، فتجد حماسة البعض للتصعيد اكبر من حماسة العقلاء للحل، ما يعمق الأزمة ويعقدها ويخلق لها مزيدا من الإشكالات غير المستوجبة.
من جهة أخرى يتطلب من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم الابتعاد كليا عن التصعيد في الخطاب السياسي والإعلامي، والتعامل مع الإحداث والتطورات من منطلق الحرص على العملية السياسية والتي تتجسد في بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد، والتوجه نحو المؤسساتية والمشاركة الفعالة في تحمل المسؤوليات الوطنية. مع التأكيد بان الإشكاليات الحالية، لن ترتقي الى استخدام لغة السلاح.
فقوة الدولة الفدرالية تكمن من خلال تأمين مشاركة فعالة للإقليم والمحافظات في إدارة الدولة الاتحادية، كما لا يمكن النظر بذعر للإشكالات التي تحصل، فان أرقى الفدراليات في العالم ليست بمنأى عن ذلك. غير ان الديمقراطية بحد ذاتها تطرح آليات مناسبة للحل انطلاقا من الاحتكام إلى لغة الحوار والتنسيق.
وعلى القوى الديمقراطية مسؤولية نشر ثقافة التفاعل البناء والعيش المشترك والتأثير الايجابي على الرأي العام العربي والكوردي لتفويت الفرصة على من يعولون على استنفار مشاعر التعصب وضيق الأفق القومي والكراهية، بعد ان فشلوا في تحويل الفتنة الطائفية الى حرب أهلية، وفضح مشروع المتربصين بالعراق والطامعين بخيراته. والتركيز على المهمات التي تضع حاجات المواطن وتأمينها في أوليات كل حل، فلا يمكن للعراق الجديد ان يكون لأي طرف على حساب الطرف الآخر.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيون ومهمة اشراك المواطن في الانتخابات
- القوى الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي
- اهمية تحسين الاقبال على سجل الناخبين
- سجل الناخبين: تأجيل ام تحديث آخر
- كي لا تصادر اصواتنا
- الدار قبل الجار
- الديمقراطيون و انتخابات مجالس المحافظات
- حين افتقدنا الزعيم
- قمة روما وأزمة الغذاء في العراق
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها
- انصفوا اللاجئين العراقيين...واعينوهم
- الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه
- بعد إعمار البصرة!
- انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقاتها
- غدا ليس -كل خميس-
- مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية
- ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل