أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا















المزيد.....

لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميع المجتمعات المعاصرة لها دولة حتى تلك التي لا يزيد عدد افراد المجتمع فيها عن 200 الف انسان، كما في بعض دول الخليج العربية، المجتمع الفلسطيني وحده من بين مجتمعات الدنيا ليس لم يكن له دولة في التاريخ الذي شهد قيام الدول، وكان دائما ملحقا بدولة ليست فلسطينية، اما دولة الامويين او العباسيين او الفاطميين او الايوبيين او المماليك او الصعاليك او العثمانيين، ثم سرقت الصهينوية معظم ارضه وطردته لاجئا في اصقاع الارض، الا من بقي في الضفة الغربية وغزة فالحق الاول بالدولة الاردنية والحق الثاني بالدولة المصرية.

ولاجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة على ارض فلسطين خاض الشعب الفلسطيني معارك طاحنة سياسية وفكرية وثقافية واجتماعية وفنية وعسكرية منذ مطلع القرن الماضي، وتبلورت ارادته في عام 1965 ففجر الثورة المسلحة الحديثة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وخاض الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وقواه وقوته حربا قاسية مريرة طويلة في مواجهة محاولات نفيه والغاء هويته كشعب مستقل له الحق كباقي شعوب الارض بهوية مستقلة ووطن حر، وعبر تضحيات جسيمة (الاف الشهداء والجرحى والاسرى) وخوض الاف المعارك الصغيرة والكبيرة مع العدو ومع الصديق ومع الشقيق، تمكنت الثورة الفلسطينية من انتزاع حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، واجبرت العالم باسره على الاعتراف بهوية مستقلة للشعب الفلسطيني، وحقه بافامة دولته المستقلة على تراب وطنه.
ومن البديهي القول ان انتزاع حق تقرير المصير والاعتراف بالهوية المستقلة للشعب الفلسطيني يعتبر انجازا هائلا، حول هذا الشعب من شعب يتبع شعوب اخرى ويحمل جنسيتها الى شعب له هويته المستقلة، وله وطن خاص به يحتله عدو اجنبي.
وتجسد هذا التحول الهائل في مسيرة الشعب الفلسطيني (من شعب لا وجود له ملحقا بهذا الشعب او ذاك وليس له مؤسساته المستقلة ولا احد في العالم الا قلة ممن لا تاثير لهم يعترف بخصوصيته وشخصيته المستقلة)، تجسد باعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، ( وهو اعتراف دولي بالهوية الفلسطينية الخاصة والمستقلة).
وتطورت الكيانية الفلسطينية المستقلة وحققت انجازا جديدا هائلا باقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على جزء من ارض فلسطين ليصبح للشعب الفلسطيني ولاول مرة في تاريخه مؤسسة سياسية رسمية شرعية (دولة فلسطينية) وتمثله رسميا وشرعيا امام العالم ، واصبح لاول مرة بالتاريخ هناك دستور لهذه الدولة وبرلمان وقضاء وقوانين تنظم حياة الشعب على جزء من ارضه، وافق العالم كله على ان يكون هذا الجزء هو الاراضي التي احتلها الكيان الصهيوني في 5 حزيران 67.
ونظرا للخصوصية الفلسطينية (الوطن ما زال محتلا) فان الكيان السياسي الذي تمثله السلطة الوطنية (رئيس الدولة ومجلس الوزراء وهيئات ومؤسسات الدولة – برلمان ، قضاء، امن). هي الدولة وهي الكيان وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ولكن وللاسف الشديد فان بعض السياسيين والمفكرين والكتاب لا يرون هذا الانجاز ولا يعيروه ادنى اهتمام، وبدلا من حشد الجهود والطاقات لبلورة وتطوير والارتقاء بهذه الدولة (الكيان السياسي) نجدهم اكثر حرصا من العدو الصهيوني على تدمير هذا الانجاز والعودة بالتاريخ القهقرى فيتهموا السلطة (وهي الانجاز المركزي والرئيسي لنضالات الشعب طيلة نصف قرن) بالعمالة والخيانة والتفريط بالحقوق الوطنية، والادهى والامر من ذلك والذي ينم عن سذاجة سياسية بالغة يطالبون بحلها والغائها والقضاء عليها.
انه مطلب جنوني ومستهتر ولا يخلو من بعض الخباثة والتامر والتنكر لنضالات الشعب ومدمر لابرز انجازاته.
وخصوصا ان هؤلاء السفسطائيين المراهقين معظمهم لا يطرح بديلا للسلطة (الدولة) وبعضهم وهم قلة على كل حال يطرح شعارات وهمية كشعار الدولة الديمقراطية العلمانية ، التي تلغي تماما فكرة الهوية المستقلة والوطن المستقل، والبعض يرى باعادة الامور الى سابق عهدها قبل حزيران 67 باعادة ضم الضفة مع الاردن وضم قطاع غزة مع مصر، وبعضهم يرى نفسه وبرنامجه بديلا للسلطة فينقلب عليها ويستقل ببقعة جغرافية عن شرعية السلطة ويعمل على مد سيطرته الى المناطق التي تخضع للشرعية ولادارة السلطة.
وهؤلاء جميعا وبكل الوانهم وانتماءاتهم السياسية (احزاب اسلامية يمينية، واحزاب يسارية، واحزاب شيوعية، وفوضويون، وانتهازيون، ووصوليون ، لا يمتلكوا أي مسوغ سياسي او سند تاريخي يؤكد صحة طرحهم وتوجهاتهم ، فطرحهم هذا هو الاول من نوعه بالتاريخ المعاصر، فلم يحدث على الاطلاق ان طالبت قوى سياسية بتدمير الدولة وانهائها من الوجود لانها تمتلك وجهة نظر سياسية تتعارض مع وجهة نظر الطبقة الحاكمة او الحزب السياسي الحاكم.
فهل يجوز للمعارضة الفرنسية مثلا ان تطالب بالغاء الدولة الفرنسية؟ ، و هل يمكن لاي حزب هندي معارض ان يطالب بتدمير الدولة الهندية؟. وهل حدث يوما في أي دولة بالعالم ان طالب حزب او احزاب بتدمير دولتهم لانهم ليسوا في السلطة؟
ان احزاب المعارضة في الدول المعاصرة تنتقد برامج الاحزاب او الحزب الحاكم، وتطرح برنامجا بديلا امام الجماهير وتحشد التأييد له وعبر صناديق الاقتراع يحدد الشعب خياراته.
فكيف يخرج علينا مهرج مثل عبد الباري عطوان ومثله بعض المهرجين ليدعو الى حل السلطتين، وكيف تتساوى سلطة خارجة على القانون مع سلطة شرعية يعترف العالم بوجودها، وماذا يريد هؤلاء بديلا للسلطة الوطنية لتدير شؤون الوطن؟ هل يعتقدوا ان وضع الشعب الفلسطيني ثانية تحت الوصاية الدولية او العربية افضل من ان يكون له سلطته الوطنية الفلسطينية؟. وهل يعتقد هؤلاء ان الغاء السلطة هو خطوة لاعلان سلطة بديلة؟ وممن تتكون هذه السلطة البديلة ؟ هل هناك ائتلاف وطني جاهز وقادر على اعلان سلطة بديلة؟ ومن هي الدول اقليمية او دولية التي ستعترف بالسلطة البديلة؟ هل يظن عطوان ومن لف لفه ان عودة سلطة الاحتلال والحاكم العسكري افضل من السلطة الوطنية؟ هل عجزت "عبقرية" سلامة كيلة وربعه بعض الشيوعيين الاسرائيليين عن ادراك ان الحاق الشعب الفلسطيني بدولة الكيان الصهيوني التي لا يمكن ان تكون ديمقراطية هو قضاء على اهم انجاز حققه الشعب الفلسطيني في تاريخه؟ هل في دعوة هؤلاء لالغاء السلطة الوطنية غير دعوة للفوضى وعودة لسلطة رؤساء البلديات في اواسط الثمانينات، او الضم او الوصاية ؟؟؟

الى كل العدميين المأزومين الهاربين من مواجهة الواقع والمتقاعسين عن العمل في ميدان تطوير الانجاز الوطني الى احلام طوباوية خرقاء، ومشاريع سياسية وهمية جوفاء، نقول لكم ان المضي في بناء مؤسسات الدولة قائم وبكل جدية واجتهاد، وان الهوية الفلسطينية المستقلة لن يقوى احد مهما امتلك من قوة وقدرة على المناورة والتكتيك ان ينتزعها او يلغيها مرة اخرى.
واذا كانت السلطة الوطنية الفلسطينية تواجه صعوبات جمة ومنعطفات خطيرة داخلية وخارجية، فان هذا لن يثنيها عن اقامة الدولة العصرية المعاصرة الدولة الديمقراطية الليبرالية، اما من يريد اقامة سلطته الخاصة شيوعية اشتراكية اسلامية حلمنتيشية فتلك هي صناديق الاقتراع ولكن عليه اولا وقبل كل شيء ان يعترف ويقر بالديمقراطية كمنهج وسلوك ثم يشارك بالعملية الديمقراطية.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامهات العازبات في المغرب .. اباحية وسفور ام فقر وجهل..؟؟
- اساتذة الجامعة يبتزون الطالبات
- اليسار الاممي تضامن مع غزة وليس مع حماس
- خطوة اردنية لوقف النصب والاحتيال
- فضيحة سياسية ثقافية مذلة للعرب في بكين
- هل هناك فرصة لنجاح الحوار في القاهرة ..؟؟
- هل ينزوي الكذابون في رمضان
- يا أهل غزة معبر رفح لن تفتحه حماس
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (1)
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (2)
- استباقا لطردها من دمشق حماس تتجه لعمان
- الحوار الفلسطيني مضيعة للوقت
- الى محترفي تنظيم الجنازات ... الثورة الفلسطينية لم تمت
- هل تجوز الشماته بالميت يا قوى الظلام؟؟؟
- شيخ الحارة في اليمن امرأة
- العاهل الاردني يعلن هزيمة -الهلال الشيعي-
- ايها الفلسطينيون متى ينتهي يوم عاشورائكم؟؟؟
- الديمقراطية وصراع القبائل في موريتانيا
- المهندسة جميلة بلوش في دولة امير المؤمنين
- نعم للانتفاضة.. ضد امارة غزستان الاسلامية ؟!!


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا