أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر زوجة معتقل سياسي - 11















المزيد.....

خواطر زوجة معتقل سياسي - 11


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 09:40
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


1 - هل يعيش الرسَام دون الألوان , والحلم ..؟
هل يعيش الكاتب دون القلم , والفكر والمشاعر ..؟
أسألك حبيبي لو لم أرك وأحلم برفقتك في درب الحياة لما تكونت تلك الثورة في الحب .. ؟
لو لم يبعدنا السجن , لما تفتحت زهرات الفل لتشحن الحب بمشاتل واسعة المدى ..؟
أحدّث نفسي .. , اصبري يا حبيبة لأن المستقبل لنا , المستقبل للنور , وليس للظلمة ..للحب وليس للكراهية ..
للثلج وليس للقحط والطين والغبار , مهما زمجرت عواصف الحقد والظلم سيصّلب ويتجذر الحب ويقوى ويتعانق مع أكاليل الزنابق الحمراء ..

يا لوحتي .. وقلمي , لو لم نبتعد وندخل في التجربة , لما أصبحنا أقوى بالحق , والإطلاع والمعارف الجديدة , فالتجربة توازي ألف درس نظري ..
لقد حمل حبنا رقة الوفاء للعطاء .. ورقة النسيم للهواء .. والصلاة للرجاء ..
إيمان حبنا عميق .. عمق البحار .. ورصانة الجبال .. إنها قوة الإيمان بحبك اللامحدود .
تجسد الحب بالنقاء .. في جراح الزنبقة الصباحية حين غمست لونها في جراح الغروب ..

ليس بعيداً أنت عني .. لم يأخذك السجن مني
فالبعد الجسدي ليس المهم .. الحقيقة والجوهر هو الإرتباط الفكري والعاطفي .. الذي ربطته الشمس بشعاعها , وغزلته " نساجات بكين " بأناملها الماهرة الفنية .. ليرسمن قوس قزح في أعلى قمة السماء أو بين الأرض والسماء .. حروفاً مذهبة لا تنطفئ ولا تمحى , هو حب الحياة والكفاح .. حب عال كالنسور .. كالقمم .. برَاق كالذهب .. كالنجوم المشعة.. ديناميكي .. متجدد باستمرار كالينبوع .. كالجداول.. كالحياة نفسها ..
بنوعية وثورية ولون الحب الذي يأبى الجمود والروتين , يعطيني نسغ الحياة , والإستمرار .. والتألق ....... دمشق / 22 / 8 / 1975

2 – حب .. وغزل
خريفنا هادئ في بلاد الشام معتدل دوماً .. تملأه الحركة والتجدد والعطاء ..
أرى جميع أشجارنا ورودنا ترتاح وتنمو وتزهو أكثر في حضن الخريف ,
إنه حنون علي شعبنا .. بحرراته .. بشمسه . حنون ومعطاء لكل من يتعب , ويعطيه حبات قلبه .. ودموعه .. وعرقه .
حنون كالأم .. إنساني بكل أبعاده في محاصيله للحرّاث الأمناء على الأرض ..
أنا ضد كل ماهو تقليدي .. وأبدي , أنا مع الحركة والتجدد دوما وأبداً ..
أنا لاأ كره الخريف كما يوصف , العواصف , الشحوب , الرياح , الجفاف , الموت .
بل بالعكس , أحبه , أضمه , أنتظره , أقبله . لأن فيه يكتنز الحب , و ينضج الثمر ويحلو ..أليس كذلك ؟
أجل , فيه تنضج المواسم .. تسكر الخوابي .. من خمر الحب والدفء والعطاء
أحب في الخريف حركة العطاء
مؤونة الجهد والعمل , وصنع النبيذ ..
عرق الفلاح ببذر صدر الأرض وأضلاعها حبات الخير والخبز ..

ما أروعك يا فصلي المحبَب
فيك اجتمعت دفقات حب قلبين , واحمرَت وجنات الزنابق , وخدود ورود الجامعة , بحديث العينين والقلبين ..
أنتظرك يا سجيني .. حبيبي في هذه الذكرى .. ضمة الفجر للضوء
لا يستطيع الإنسان أن ينظر ملء عيونه دون أن ترتسم في شبكة العينين صورة حبيب الروح والفلب .
إبتسامة الإنسان المحب تبقى مزيفة دون أن تخرج من أعماق أعماق القلب والذات التي يسكن الحبيب فيها ..
لا يمكن أن يشرق الوجه نضارة ويوزع النور على المحيط , وتتبلور تقاطيع الجمال , دون أن تطفح القبل برحيقها الشهدي .. على كل الخلايا .. كل الجسد ..
فهل هذا صحيح .. وواقعي .. ؟ أم هذيان عشاق .. أو عاشقة
أم همسات ساهرة
تعبير , ومعايشة ما ....!؟ ..... / دمشق / خريف 1976


3 – خريف .. وذكريات !؟

كم أستمتع بالكتابة إليك في هدأة الليل .. في وحدة الحبيب .. وبركان اللهيب ؟
كم يحلو لي أن أغني لك أغنيات السمر الفيروزية في أحضان أنهار دمَر ...؟
عشنا قبلة قبلة , نظرة نظرة , خطوة خطوة , بين دروب أزهار التفاح والمشمش واللوز الربيعي ..
كنا نكتب هناك بداية قصة حبنا القرنفلي كأحلى قصيدة لطاحونة الذكرى عند الغروب .. ونرسم أزهى ريشة لعصفور الغابة .. وأندى زهرة لربوة دمشق ..
قل لي يا حبيبي هل أبالغ بالعواطف ..؟ أم أعبر عن معايشة العواطف بدم ولحم ... بواقع مادي ملموس كما يلمس الضرير أحرف الكتابة الحديثة ..
أعذرني حبيبي , إذ أكتب ساعة الإنفعال والألم .. ولا أكتب إلا ما يفيض من القلب .. من الجرح .. من العرق .. والدموع .
لا أكتب للتسلية , لكي أسكت الليل وأشطب ساعاته الطويلة ..
كم هي طويلة ساعات العام .. والأشهر.. ولكني لم أكتب في كل ليلة إلا حين تخرج الجملة من أعماقي , يلفظها اللسان , ويقذفها الشعور كما يقذف الفينيقس درره الثمينة – أو مادته الصبغية الأرجوانية - في أوقات محببة معينة على شاطئ المتوسط ..
حبيب العمر أنت , ورفيق الدرب , والنضال . حلم الطفولة البريئة .. و أمل المستقبل .

كتبت الإسم بعشب الربيع .. خضبت فمك بعسل البراري .. رسمت العينين بين هدب العيون ظلاً ودفئاً وملاكاً ..
انتظرت طويلاً .. !؟ أربع فصول العام الماضي , ولم نلتق في حضن الحرية ..
وبعد , بدأت الفصول تتجدد للعام الثاني والثالث وأرجوحة الحب لم نستلق عليها بعد ..
أنا وكرومنا .. وخمورنا .. وكؤوسنا نسأل عنك ؟؟
أسأل عصفور التين هل اقترب اللقاء ..؟ يجيبني اسألي مساطيح التين كيف تحتفظ بسكرها لخوابي الشتاء , ولا تمل الإنتظار بل تزداد سكراً وحلاوة بين طياتها ..
أسأل نسائم تشرين عنك يا حبيبي ؟ فتجيبني الغيوم برذاذ كندى الورد في حدائق الجامعة .. فتى , وفتاة , كتبوا للوطن .. وللأرض .. ربيع حب .. وابتسامة أمل وتفاؤل .. وقدوة نضال ..
أعطوا لتشرين إبتسامة فقط , وعهد ووفاء , لطريق واحد ورحلة بعيدة في خضم الحياة ..

كانت هذه الإبتسامة .. شوكة الحب الملوَن .. أعطت للحب براعم تزهر وتتفتح باستمرار , بعد كل حاجز وعقبة , بعد كل إعصار .. وأزمة .وعذاب . تعطي لوناً جديدا للحقل والجمال .. .
حبيبي .. سمرَت إسمك على راية النضال .. وأنا أتسلق سفوح وقمم الجبال لأناديك بأغنية فيروزية " جايي لعندك جايي " جايي ...
لقد أتيت إلى أحضانك , وسكنت القلب . كم هو رائع هذا القلب الذي احتل مكان الصدارة فيه ؟
كم أنا سعيدة لاحتلالي قلب الأبطال قلب المناضلين ؟
كم أنا طموحة عندما حلقت أوكار النسور , حيث تعيش القيم وتسكن الرياح في ذرى الجبال ؟
كم أنا سعيدة عندما تخطيت كهوف الجهل .. ومستنقعات الخمول .. وبلادة اللاشئ والمستحيل ... وبدأنا نكتب القصة .. ولا نزال نكتبها ..
لم تنته بعد قصة النضال الممزوج بالعرق والدم , المعطر بالحب اللامحدود .. الذي يصقله وينعشه .. ويعطيه الدفع .. والقيمة .. والوزن ؟؟



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين الشعبية تبهر العالم في أوبمبياد بكين 2008 - الصين تجسَ ...
- من كل حديقة زهرة - 19
- أضواء.. على حركة السير و وطرق المواصلات والنقل في هولندا ؟ - ...
- مع شمس الصيف رحل شاعرنا محمود درويش ..
- هنيئاً لشيخ المناضلين عارف دليلة ..
- رأي في العلاقة بين القومية والديمقراطية
- الخلود .. للمناضلين الطاهرين الأوفياء للمبادئ والحرية
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال -18
- هنيئاَ لكم في استقبال الأصنام في الإليزيه ..!؟
- الكلمة في ( الإنجيل ) أضواء على العهد الجديد ..؟ - 1
- من سيقود هذا العصر ؟ هل يمكن للصين الشعبية أن تنقذ العالم .. ...
- من سيقود هذا العصر ؟ هل إنقاذ العالم يمكن أن يكون بيد الصين ...
- خواطر .. على مشارف الفجر - حبذا لو جندوا في تحرير الجولان !؟
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال - إهداء إلى الشعب الفل ...
- نداء .. وصرخة .. لإنقاذ حياة جميع معتقلي الرأي والضمير في سو ...
- ماذا نعرف عن الديمقراطية في هولندا ؟
- نساء في سطور ..؟
- خواطر .. وأوراق على شواطئ البلطيق
- مع شعب الصين العظيم في نكبته الأخيرة ..
- الإنقلاب الهمجي يغتال بيروت , عاصمة الصحافة والإعلام العريق ...


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر زوجة معتقل سياسي - 11