كيف انتصر القوميون العرب لمواطنيهم...!؟

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 08:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

بعد نصف القرن الماضي من نضال، وكفاح، قيادات الأحزاب القومية العربية القائدة.. وتلك التي ظلَّت رديفاً للقائدة.! وبعد هذا النصف من القرن الماضي الذي حفل بتسعة عشر مؤتمر قومي عامر، وعشرين مؤتمر قمة من النوع الفاخر، وبعد ربع طن من البرامج السياسية القومية، ونصف طن من الشعارات الثورية الفظيعة، وكذا طن من المؤلفات المنيعة، والكتابات الخليعة، والقصائد البديعة..! وبعد كذا وحدة واتحاد وموحَّد مشرقي ومغربي وأوسط، وبعد الوفرة الكثيفة من الإذاعات والتلفزيونات والسجون التي ُزرب فيها الخصوم السياسيون من كل مأكل ومشرب، وبعد كثير من الحروب والانقلابات و التحالفات والمحاور، وبعد أن بقيت القيادات القومية هي ذاتها طيلة ذاك النصف.. والزعماء هم ذاتهم أو أبنائهم.. والأنظمة هي ذاتها أو بنات خالتها..! وبعد أن سيِّر القوميون العرب مواطنيهم في آلاف المسيرات الشعبية الغاضبة، وبعد أن اضطروهم لذرف المزيد من الدموع والدماء والحسرة والعرق والمهاجر، وبعد أن أدمنوهم على تجرع المرارة والهوان ومشاعر الخذلان ونشدان أبواب السفارات، وبعد أن دبك المواطنون العرب في الساحات العامة كذا ألف دبكة اصطهاجاً بالمناسبات الوطنية الجليلة والمواعيد الميلادية الجميلة والذكريات التاريخية الثمينة، وبعد أن تغيِّرت وتبدّلت قيادات الدول الاستعمارية البغيضة عشرين ثلاثين مرة، وبعد أن توحّدت هذه الدول ( البغيضة ) التي كانت متحاربة في كيان واحد، وبعد أن تبخَّرت دول المعسكر الشيوعي وتناثرت نتفاً مزقاً في لمح البصر والبصيرة. بعد كل تلك الانجازات والانتصارات التي لا تعد ولا تحصى في هذه العجالة، وبعد خمسين بعد يمكن التلويح بها، فإن المواطنين العرب أصبحوا في بدايات هذا القرن الذي تلا ذاك النصف يسمعون أن العدو مستعد ( للتفكير ) مع حسن ( التدبير ) في الانسحاب من أراضي دول القوميين العرب الأفاضل ليس هذا فحسب بل مستعد للتفكير في حل مسألة اللاجئين بالتي هي أحسن...!
نعم لا بد من انسحاب العدو الصهيوني في النصف الأول من هذا القرن شاء من شاء وأبى من أبى وإلا فإن أرتال القوميين العرب لن تنسحب من الميدان أبداً أبداً فالسن بالسن.. والعين بالعين.. والبادي أظلم...!؟

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات