أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناس حدهوم أحمد - بكاء الروح














المزيد.....

بكاء الروح


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:03
المحور: حقوق الانسان
    


استيقظت باكرا هذا الصباح رغم أن اليوم يوم أحد. تناولت فطورا بالبصل والبيض وزيت الزيتون ثم
استلقيت على سريري وأحسست بالقنوط . فتحت جهاز التلفزة عرجت على الجزيرة التي لم تعد تروقني بسبب تسويقها لخطاب القاعدة ونقله للسدج من الناس . إستوقفني فيلم عندما كان الأب
يحاور إبنه بعصبية وشدني الحوار اليه . قال الإبن لأبيه بأنه سيسافر إلى لندن لأنه قد تم قبوله
للدراسة في المعهد الملكي للموسقى .رفض الأب هذا القرار وهدده بكونه إذا ما فعل فسوف
يقطع علاقته بالأسرة ويفقدها إلى الأبد . ظلا ينظران لبعضهما البعض وتعانقا . خرج الفتى وأقفل
الباب من ورائه ثم نفذ قراره .
داخل المعهد الملكي للموسقى بعد أن فطن الأستاذ للعبقرية التي حلت بالمعهد تجند لصقلها
وقام بواجبه بترشيد مسار الفتى النابغة . ومع كل تألق يحققه العازف على البيانو كانت الدموع
تنهمر من عيني دون توقف . كان يجهد نفسه بالعزف المكثف فأصيب الفتى بتشنج عصبي
في أصابعه ومحياه فاضطر المعهد الملكي للموسيقى إلى نقله للمصحة حيث تم تطويقه
بطاقم من ملائكة الصحة يخدمونه إلى أن خف وعاد لطبيعته .
في الإقامة التي خصصها له المعهد وكانت مزودة ببيانو ليعزف عليه . كانت كل ملابسه ومستلزماته مبعثرة هنا وهناك كان كل وقته يخصصه للعزف فلا ينام مما جعل الجيران يحتجون
عليه مما حذا بالمسؤول عن الإقامة إلى حرمانه من العزف بطريقته الخاصة . خرج هائما على
وجهه يبحث عن حبيب الروح إنه مهووس بالعزف ولا غنى له عن ذلك . فجأة أطل من واجهة زجاجية
على محل بداخله أشخاص من الجنسين يستمتعون بوقتهم رمق بيانو متقاعد داخل المحل أصيب
بالجنون طرق الباب الزجاجي يريد الدخول .لا أحد فتح له الباب كانوا يشيرون بأيديهم قائلين
لقد أقفلنا المحل. في الغد رجع . وجد الباب مفتوحا دخل لا يلوي على شيء . ذهب مباشرة
نحو البيانو . وجلس على مقعده . إستغرب الجميع من تصرفه . قال أحدهم سأخلصكم منه . أوقفه
الآخر قائلا
إتركوه لي . اقترب من الفتى يسخر منه . بدأ العزف بطريقة تركت الجميع مبهورا مشدوها لما
يسمعون من لحن وبراعة لم يشاهدوها قبلا . صفق الحاضرون وأصبحوا يعشقون أنامله .
الدموع لا تتوقف من عيني وأصبحت أنفاسي تتقطع . الفتى في كل سلوكه وتصرفاته طفل
حقيقي . وهو لا يبالي بما يحيط به وكأنه يعيش لنفسه ولذاته . الناس أصبحت تحب أصابعه
الدهبية وعليها أن تتحمل كل حماقاته . تألق على خشبات مسارح لندن من نجاح الى نجاح
يعزف بطريقة تأخذ الألباب فتقف الجماهير مصفقة بحرارة وإعجاب والدموع تجري من عيني
وأنا أبحلق نحو الشاشة .
جاء والده على فجأة لزيارته بعد أن وصله خبر عبقرية إبنه الخارقة عبر صفحات الجرائد والقنوات
التلفزية . علق الأب ميدالية من عنده على صدر فلدة كبده ثم اختفى . خرج العبقري للتو راكدا
مبتهجا كالطفل يقفز في الشوارع مبتهجا بميدالية والده بوشاح كان بالنسبة له قمة المجد . كان
يهرول ويقفز ويسبح في نافورات لندن كالمجنون . الدموع لا تريد أن تتوقف من عيني كما لو
أن السعادة سعادتي .
تزوج الفتى بسيدة جميلة ورائعة وقعت في غرام أصابعه إنها تعبده وأنا لا زلت أبكي . وبحرقة .
هو يتصرف كالطفل مع زوجته سعيدا بها وهي تحب كل حماقاته . وعندما يعزف في مسرح
كانت تصعد الخشبة وتقبل أنامله وتبكي إنها تعبده .
فكرت وأنا أبكي كيف يحمي الغرب عباقرته وتمنيت لو كنت من هذا القوم وفكرت أيضا كيف
يدمر العرب عباقرتهم وكيف ينفونهم خارج البلاد في أحسن الأحوال . ودموعي لا تتوقف .
آخر لقطة في الفيلم خلال حفل كبير في مسرح كبير بلندن العظيمة الراقية . الفتى المجنون
بأصابعه يعزف وكانت ترافقه أركسترا عظيمة مثل عظمته وقامت القيامة . تصفيق لا مثيل له .
فرحة لا مثيل لها . قام العبقر ي من مقعد البيانو ووقف وقفته الساحرة سحر أنامل يده
حيا الجمهو ر وشرع يبكي وزوجته تقبل يده وتبكي وأنا كما لو أنني واقف بجانبهما أبكي
بكاء الروح .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآن
- رغبة الغموض
- مرارتنا
- البسيط والهيئة العليا - 30 - سيرة
- يباب في الذاكرة
- البسيط والهيئة العليا - 29 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 28 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 27 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 26 - سيرة
- العصفور - ترجمة ابراهيم درغوثي للفرنسية -
- العوسج المكلوم
- العصفور
- البسيط والهيئة العليا - 25 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 24 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 23 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 22 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا- 18- سيرة
- البسيط والهيئة العليا -20 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا-19- سيرة
- رسالة إلى المطلق - من إقتراح الأستاذ رشيد المشكوري


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناس حدهوم أحمد - بكاء الروح