أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الطائي - واقع الثقافة العراقية إبان حكم البعث














المزيد.....

واقع الثقافة العراقية إبان حكم البعث


علي الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 04:08
المحور: الادب والفن
    


مرت الثقافة العراقية بمراحل متعدد وقد كانت اوج تلك المراحل
تلك التي أفرزت كبارا منهم السياب والملائكة الذين قادوا بدايات التجديد وريادة الشعر الحر ولميعة عباس
والجواهري وغيرهم من كبار الشعراء العراقيين
لا أريد إن اسرد حقائق معروفة ولكن اريد ان اركز على فترة اصبحت فيها الثقافة العراقية حبيسة تمجيد النظام
مع مطلع 1980 وبعدما سيطر صدام حسين على الحكم بشكل مطلق بداء بتسييس الثقافة لخدمة نظامه ومع بدء الحرب العراقية الإيرانية كانت نقطة التحول في هذا الاتجاه حيث تم شراء الكثير من الأقلام والعقول لتجميد صدام وحربة وتم طبع ونشر كل ما يكتب في هذا المجال وتحولت الصفحات الثقافية في الصحف العراقية لنشر كل ما يمجد النظام وصدام والحرب وظهرت مجموعات قصصة تجمل اسم حسب ما اذكر ( قصص من لهيب النار ) يتحدث كاتبوها عن المعركة وتمجيدها بشكل قصصي وتمجيد الجندية
وأخذت أقلام الشعراء الشعبين تكتب وحناجر المغنين تصدح ليل نهار بأغاني تمجد الحرب ومع كل معركة يخوضها الجيش العراقي تظهر وخلال ساعات قليلة أغنية او أنشودة جديدة بل ان البعض كان ينام في مبني التلفزيون لتصوير الأغنية وبثها
لنيل رضي القائد الرمز
هذا الاتجاه حصر الثقافة عند عدد من الكتاب والشعراء الذين رضوا لانفسهم ان يكونوا بوقا للنظام حتى مهرجان المربد الشعري السنوي تحول لمهرجان لتمجيد صدام وافعالة
ووصل الأمر بالبعض من المحسوبين على الشعر وصف صدام باوصاف لا تليق الا بالله الخالق العظيم
فعبد الرزاق عبد الواحد قال في إحدى قصائده مخاطبا صدا
( ياواهبا للشمس غربتها )
للأسف في هذة الفترة من تاريخ العراق أصبحت حكرا على عدد من الشعراء الذين لأهم لهم ولا عمل ولا تنفتح قريحة الشعر عندهم إلا لتمجيد صدام
نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر
عبد الرزاق عبد الواحد
واللواء الطبيب عبد الودود القيسي ( طبيب عيون )
ومنح لقب شاعر القوات المسلحة وشاعر أم المعارك
السورية حميدة نعنع التي حصلت على كايونات نفط مقابل تمجيدها لصدام
ماذا كان سيقول شوقي لو نهض من فبره وهو امير الشعراء على حال الشعر في العراق خلال تلك الفترة
وكتب عبد الأمير معلة رواية الأيام الطويلة التي تحولت إلى فلم سينمائي وهى تتحدث عن نضال صدام ومحاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم وهروبه الى سوريا
ولكن مقابل هذا فضل الكثير من الشعراء والكتاب البقاء في الظل بدلا من النزول الى حلبة سباق تمجيد صدام
حتى وصلنا إلى مرحلة من الانحطاط الثقافي عندما ظهرت روايات تحمل اسم رواية بقلم كاتبها
منها زبيبة والملك
والقلعة الحصينة
وكان من الواضح ان كاتبها هو صدام حسين التي حاول فيها تمجيد معاركة ونفسه والتطرق إلى موضوعات يخاف أي كاتب اخر ان يقترب منها لما فيها من خطوط حمراء قد يدفع ثمنها حياته
لتكشف الحقيقة ويظهر ان كاتبها هو المصري جمال ألغيطاني كتبها لصدام بناءا على أفكار وتوجيهات من صدام ومقابل المال والدولار
تلك الفترة ومن وجهة نظري اتسمت بانحسار الثقافة والفكر إلا ماندر بتمجيد النظام
على عكس الفترات السابقة التي شهدت الثقافة والفكر العراقي وأنجبت الكثير من الأدباء والمفكرين الذين شغلوا الساحة الأدبية بإعمالهم تحليلا ونقدا
لا نها فترة اتسمت بنوع من الحرية في التفكير والتعبير
لكل هذا كان ان تفجرت طاقات وإبداعات كبيرة في مختلف مجالات الثقافة بعد 9/4
وخصوصا مع دخول الانترنيت وما يوفره من وسائل اتصل ونشر سريعة مما ساعد على ظهور أسماء عديدة في مجالات كثيرة
في مجال الشعر اذكر عبد الكريم الكيلاني
وفي مجال القصة كوليزار أنور
وفي مجال السرد زينب بابان
وغيرهم الكثير وحتى في مجال الصحافة كان ان ظهرت أفكار وطاقات إعلامية حيث صدرت عشرات الصحف والمجلات والدوريات منها من صمد واستطاع مواصلة المسيرة وبعضها تعثر وتوقف بسبب عدم وجود التمويل نذكر منها على سبيل المثال
جريدة الأهالي التي يقف على رأسها شاب طموح وصاحب عقلية متفتحة هو الأستاذ هفال زاخوبي ومع انة كردي القومية والانتماء الا انك تجد كل الاتجاهات تنشر في الأهالي بعيدا عن العنصرية او الطائفية
وجريدة نينوى التي تصدر في الموصل ويديرها كادر من الشباب يقف في مقدمتهم علي محمود الصحفي الشاب الذي استطاع السير بالجريدة وسط كل الصعوبات والمطبان
وهناك صحف أخرى بلا عدد تحمل توجهات حزبية أو قومية أو طائفية وحسب مصادر تمويلها و
الشئ المفيد هو ان الكل يستطيع ان يكتب ويعبر عما يجول في نفسه وما يريد ان يوصل من أفكار
مع وجود الخوف من التحول الى هدف للجماعات المسلحة التي اغتالت عدد كبير من الإعلاميين والكتاب
هذا باختصار وإيجاز نظرتنا الى واقع الثقافة العراقية خلال الفترة الماضية



#علي_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الماضي
- خواطر من ليل العراق
- انتخابات مجالس المحافظات والشارع الموصلي وهمومه
- خطة فرض القانون وواقع المواطن الموصلي
- قضية كركوك قنبلة حان وقت انفجارها
- الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /15
- زيادة رواتب الموظفين بين الفرح والحسد
- الخمار هل هو ظاهرة دينية ام مودة فرضها الواقع العراقي
- فتيان الجنة والبراءة أم فتيان الموت الانتحاري
- عمليات فرض القانون زئير الأسد وواقع المواطن الموصلي
- الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /14
- كوابيس الليل العراقية
- ساحة باب الطوب وساحة السجن وما بينهما من مفارقات
- لمن يلجأ المواطن في ساعات منع التجوال اذا تعرض للمرض ؟؟
- المليشيات لمن تعمل ومن يجرؤ على حلها
- انتهاء شهر العسل بين المليشيات الطائفية والصراع من اجل النفط
- الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /13
- الإنسان عقل وروح وفكر ومعتقد /12
- بعد خمسة سنوات ماذا حقق الانسان العراقي
- محكمة الثورة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الطائي - واقع الثقافة العراقية إبان حكم البعث