أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية , ما دامت لا تعيش في العقول والضمائر والعمل !؟ -2















المزيد.....

الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية , ما دامت لا تعيش في العقول والضمائر والعمل !؟ -2


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل تشريح النظام البرلماني الديمقراطي الهجين في سورية منذ المؤتمر السوري عام 1920 حتى اّخر برلمان منتخب ديمقراطياً عام 1961 , وقبل اتهام الصحراء العربية و البادية السورية منها بالعقم الديمقراطي , لابد من العودة الرومانسية للطبيعة والمجتمعات الحضارية ومكوناتها القديمة لنرى أن الديمقراطية البدائية سواء المتأثرة بنمط المجالس اليوناني أوالكونفورم الروماني وقبلها مجالس الاَراميين اللا مركزية في مختلف مناطق وممالك المشرق العربي أومجالس زعماء العشائر القديمة , إلى جانب نظام الإقطاع والرق القائم قبل عشرات القرون
...ففي مملكة الأنباط في – البتراء - جنوب الأردن عرفت المملكة الصغيرة مجلس الأعيان والشورى إلى جانب المجلس الإقتصادي والتجاري وكان منفذها الرئيسي على العالم القديم ميناء غزة , ولم يكن القرار بيد فرد واحد فيها , لذلك تحدى الأنباط ومملكتهم الصغيرة في معاقل صخورها اللازوردية وسواعد نسائها ورجالها دون تمييز.. روما وجبروت جيوشها الجرارة حتى أضحت البتراء خزانة المشرق العربي الأمينة , وبنكأً لأموال تجارة العالم القديم ..
وفي مملكة زنوبيا كان مجلس الشيوخ التشاوري حول الملكة يضم كبار الفلاسفة والمفكرين .. وكان قائد الجيش زبدا وغيره من العسكريين ينفذون أوامر السلطة المدنية التي تصدر القرار بعد نقاشات مطولة مع الملكة زنوبيا .. وكان يضم مجلس الشيوخ التدمري كل من الفيلسوف لونجينوس المطارد من روما وبطريرك إنطاكية المطرود من مقرّه من قبل الرومان – بولس السميساطي – وغيرهم من أنصارمذهب المانوية المنبثقة من المسيحية الأولى وغيرها من المذاهب الفكرية والدينية المضطهدة من الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية ولم يسجل التاريخ اعتقال أو اغتيال أحد في مملكة تدمر لاّرائه أو معتقده المناقض لبقايا عبادة البعل التي كانت متعايشة مع المسيحية واليهودية والمانوية والمذاهب المنشقة عنها بسلام , كانت بحق واحة للديمقراطية البدائية في القرن الثاني والثالث للميلاد متطورة مئات السنين عن الديكتاتوريات العسكرية أو الظلامية الدينية في القرن الحادي والعشرين والعشرين ..
ومثلها مملكة ماوية التنوخية العربية والسريانية بدمشق وبلاد الشام في القرن الرابع الميلادي التي هزمت جيوش بيزنطة وحررت سورية وفلسطين كلها من احتلالها ووصلت جيوشها الظافرة حتى حدود بيزنطة – اسطنبول اليوم عام 376 م – رافضة التبعية لبيزنطة وجميع الروابط معها بما فيها الرابطة الدينية و المذهبية . وفي عام 378 م غزا القوط بيزنطة وسقط إمبراطورها ( فالنز ) في ساحة القتال فلم يبق أمام زوجته ( دومينيكا ) المحاصرة في المدينة سوى الإستنجاد بماوية قائدة السوريين في دمشق مع التوسل إليها لتنقذها . وبالفعل قادت ماوية المعركة وانتصرت على القوط وأنقذت القسطنطينية من السقوط .. رغم العداء المستحكم معها ..
ومثلها الحياة الشعبية والتمرد على الإحتلال الأجنبي - رغم النظام القبلي العبودي - في ممالك الغساسنة جنوب سورية والمناذرة في الحيرة جنوب العراق ومملكة الحضر قرب الموصل .
والملاحظ في هذه الممالك والإمارات الإقطاعية رغم استمرار الرقيق فيها أن مجتمعاتها المتقدمة أكثر من مجتمعاتنا الحالية نسبياً , كانت تحترم المرأة وتنضوي مجتمعاتها وجيوشها واقتصادياتها دون إكراه تحت قيادات نسائية بارزة في التاريخ كما في حالة زنوبيا تدمر, أو سميّة ملكة الحضرالتي تحدت غطرسة سابور الفارسي الذي حاصرها عاماً كاملاً دون جدوى . ومليكة أوجميلة وبيترا في مملكة الأنباط التي تمردت مئتي عام على غطرسة روما قبل احتلال ( تراجان ) لها,عام 106 م ... أو ماوية قائدة مملكة دمشق - المطموسة في التاريخ – التي ركّعت بيزنطة على أبواب دمشق ..., كما برزت هند إبنة النعمان الرابع في الحيرة بعد رفضها الزواج من كسرى , و بعد اغتيال كسرى لوالدها تحت أقدام الفيلة في المدائن .. برزت كمحرضة وطنية أولى لتجميع القبائل العربية المسيحية في جنوب العراق وشمال الخليج العربي , والإنتصارالرائع على جيوش الفرس لأول مرة في التاريخ في معركة ذي قار عام 610 للميلاد.. وبقي الغساسنة بعيدين عن حرية المرأة ومساواتها مع الرجل ولم يسجل التاريخ تولي إمرأة قيادتهم لبقائهم في مجنمع أقرب إلى البداوة في بصرى والقصر الأبيض على أطراف البادية وأبعد عن التحضرفي المدن .. حتى أن الحارث الثالث الغساني أرغم الكنيسة الأرثوذكسية التي كان تابعاً لها على الرضوخ لإرادته بزواجه من أكثر من إمرأة.. لأن تعدد الزوجات مستمد من حياة البداوة والتخلف في الأساس , وكان محرّماً دينياً وإجتماعياً في جميع بلدان الحضرفي المشرق العربي وشمال أفريقيا قبل الإسلام , كما لم يعرف الغساسنة مجلس الشيوخ أو الشورى في مملكتهم ,-- رغم تناقضهم مع الإحتلال البيزنطي ومحاربتهم له في حقب مختلفة تسجل لهم إيجابياً --..؟ نكتفي بهذه العجالة حول الديمقراطية البدائية التي حملت بذورها المرأة في السلطة دون التوسع إلى تاريخ سبأ وحمير ونجران في اليمن , ومصر في معظم العصور القديمة , وفينيقيا وقرطاج وغيرها ودور ديمقراطية المرأة التي تركت بصماتها الجلية في بنائها ....
.....
تلك كانت ديمقراطية بدائية في الممالك القديمة .. وقد يحتج البعض على تسميتها ديمقراطية بمقاييس ودساتير عصرنا .. ولكن ألا يكفي تسليم تلك المجتمعات في تلك الممالك ’ بقيادة المرأة وقدرتها على تحمل أعباء السلطة وحماية البلاد وتطورها واستقلالها الوطني واحترامها الرأي الاّخر في مجالس شيوخها واستشاراتها لتكون ديمقراطية في الزمان والمكان قبل اّلاف السنين ...؟
بينما... لم تعرف المجتمعات البدوية القبلية التي سادها المجتمع الرجّالي مثلها .. بل نقلت نظرتها وتقاليدها الرجعية الهمجية وأبرزها المعاملة الدونية للمرأة . إلى تشريع إلهي وعادات وسنن وتقاليد لاتناقش ومواعظ مفبركة عبودية لم تتحرر مجتمعاتنا من اّثامها حتى اليوم ..تحذف نصف المجتمعات من الوجود وتعامله معاملة الرقيق بعد سيطرة أهل المدرالبدو بالسيف والغزو على أهل الحضرفي القرن السابع الميلادي .. ولاتزال تلك الوقيعة الكارثية وتشريعاتها الإلهية .. تجرجر أذيالها في عقول وسلوك أولي الأمرالطواغيت, وأتباعهم ووعاظهم حتى يومنا هذا ... ( 1 )
في هذا المناخ العبودي نمت بعض البذور الديمقراطية الضعيفة الجذور التي حملتها رياح النهضة الأوربية متأخرة إلى بلادنا منذ أواخر القرن التاسع عشر. حملها بعض المصلحين والمفكرين والأدباء وروّاد الصحافة كما رأينا في الحلقة الأولى . ثم تطورت تنظيمياً في الجمعيات العربية التي نادت باللامركزية أولاً ثم بالتحررالتام من نير الخلافة العثمانية بعد مجازر جمال السفاح وعصابة ( تركيا الفتاة ) وسياسة التتريك ,, وكانت هذه الجمعيات تضم ممثلين عن مثقفي البورجوازية الوطنية النامية في قلب الإقطاع , المطعمة ببعض رجال الدين المسلمين والمسيحيين المتنورين .. ومن العودة لكتاب لينين ( الأمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ) الصادرعام 1916 في خضم الحرب العالمية الأولى . نرى استحالة تحقيق الإستقلال الوطني لأي شعب من الشعوب وسط تلك الغابة التي تسيطر عليها الذئاب الأمبريالية الجائعة التي أشعلت الحرب العالمية لاقتسام المعمورة بأكملها كمناطق نفوذ وأسواق لتصريف بضائعها ..
وكانت أحلام العرب والشريف حسين بإقامة مملكة عربية من طوروس إلى مكة مجرد خدعة كبرى زرعها الحلفاء لكسب دعم العرب لهم في الحرب ...
وبعد هزيمة الجيوش التركية 1918 ودخول جيوش اللنبي و الملك فيصل دمشق , ثم إعلان إستقلال سورية وتنصيب الأمير فيصل ملكاً عليها في 30 اّذار 1920 , ..أصبحت مملكة الشريف حسين التي وعدته بريطانيا في مهب الريح.
لأن المستعمرين الفرنسيين والإنكليز تقاسموا مناطق الإحتلال كغنائم حرب كالذئاب الجائعة.. في إتفاقية – سايكس –بيكو .. ثم في اتفاقية سان ريمو ( 1920) وكانت سورية ولبنان من حصة الإستعمار الفرنسي .وكانت صحف ثورة أوكتوبر وخاصة ( البرافدا) أول من كشف هذه الإتفاقات السرية التي وافقت عليه حكومة القيصر قبل ثورة أوكتوبر .. وهكذا أصبح الإستقلال السوري ومملكة فيصل في مهب الريح أيضاً .. ومع ولادة ( المؤتمر السوري ) – البرلمان السوري الأول الذي ضم ثمانين عضواً و الذي شكلته الجمعيات العربية الأولى التي ناهضت الإحتلال التركي وكان أبرزها : الجمعية العربية والجمعية القحطانية بالإضافة لرجالات اللا مركزية و كان منهم شهداء السادس من أيار 1916 .وبنى يوسف العظمة الجيش السوري الأول من متطوعين من جميع أبناء الشعب دون أي تمييزديني أوعنصري . وتطوع الشبان المسيحيون السوريون بكامل أسلحتهم واحترامهم في الجيش العربي الذي كلن يطلق عليه ( جيش الشريف) بعد أن كانوا يساقون غير مسلحين إلى أتون حروب الدولة العثمانية مع شتيمة , كافر , كانت تلاحقهم في كل مكان .. وقاتل المتطوعون في جيش يوسف ببطولة في ميسلون , وكان منهم عمي ( حنا الخوري الهامس) الذي بقي يحتفظ ببندقية ميسلون حتى وفاته وأذكر كيف كان يقص لنا حول موقد الشتاء في القرية بنشوة واعتزاز ونحن صغار عن قائده يوسف وبطولاته وعن يوم ميسلون ...
ورغم استخذاء الملك فيصل أمام الإنكليز ومؤتمر الصلح في باريس ,, كانت جيوش غورو تحتل بيروت وتتسلل عصاباتها إلى الساحل السوري وحلب .. كان الملك مستعداً تنفيذ رغبات المستعمرين في سبيل بقائه على عرش سورية , لذلك قبل كامل شروط إنذار غورو المذلة من خلف ظهر المؤتمر السوري والشعب .. بمافيها تسهيل الهجرة الصهيونية إلى فلسطين , وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.. وحّل الجيش السوري ,وألغى النقد السوري وسلّم خطوط سكة قطار الشمال للقوات الفرنسية , وألغى التجنيد الإلزامي... رفض ( المؤتمر السوري ) وسائر القوى السياسية الناشئة في المجتمع المدني الناشئ حديثاً بعد الإنعتاق من عبودية الخلافة التركية . رفض الجميع موقف الملك وحكومته الإنهزامي ,وخرجت التظاهرات الشعبية تطوف شوارع المدينة ومرّت من أمام قصره الذي كان يومها في منطقة نوري باشا بعد الجسر الأبيض بدمشق .. مكان مبنى السفارة الفرنسية بدمشق اليوم . هاتفة يسقط الخائن وكان المتظاهرون يقذفون الحجارة عليه , .. سمع الملك الهتاف وبكى - كما ذكر ساطع الحصري الذي كان بجانبه في كتابه ( يوم ميسلون ) كما كان بجانبه مستشاره الثاني نوري السعيد - ..ووقف يومها أحد الشعراء - فاتني إسمه لفقدان مكتبتي وبعدي عن الوطن منذ 28 عاماً – وألقى قصيدة عصماء ضد الملك وتخاذله ورضوخه لمشيئة المستعمرين أذكر منها بيتأً بليغاً يمثل الموقف .. خاطب الملك قائلاً :
بسيفكَ أم بسيفٍ الإنكليزٍ ........... دخلت بلاد الشامٍ ....زي
وبعد اتجاه الجيش الفرنسي نحو دمشق , تنادي مناضلو الجمعيات الوطنية وبقايا الجيش العربي الذي حّله الملك وقادوا التظاهرات الشعبية مطالبين بالسلاح للدفاع عن الوطن ثم هاجموا قلعة دمشق التي يحاصر بها شقيق الملك الأمير زيد في سبيل الحصول على السلاح .. لكن شقيق الملك رفض إعطاءهم السلاح وقتل عدداً كبيراً من المتظاهرين العزّل الذين تمكنوا في النهاية من اقتحام القلعة والإستيلاء على الأسلحة البسيطة الموجودة فيها , وفر زيد من بابها الشرقي – المؤدي إلى العصرونية ..
استجاب وزير دفاع الإستقلال السوري الأول يوسف العظمة لنداء الجماهير وجمع بقايا جيشه الذي حلّه الملك العتيد , وجمع مجلس الوزراء ليقول لهم :
( لقد كان تسريح الملك للقوات خيانة , و لئلا يسجل التاريخ بأن قوات الإحتلال الفرنسي دخلت دمشف دون مقاومة إسمحوا لي أن أذهب لأموت - وأوصاهم بابنته الوحيدة ليلى )
بينما كان يوسف يتجه إلى ميسلون على رأس ما استطاع جمعه من الجيش العربي الذي حلّه الملك ليشكل منهم جيشاً صغيراً يملك بطاريتي مدفعية فقط مع عدد قليل من القذائف والذخيرة ,جيش قليل العدد والعدة .. و انضم له المتطوعون من فقراء المدينة وشبابها الذين لبوا نداء اللجنة الوطنية العليا – التي كان يرأسها كل من السادة : ( فخري البارودي , وكامل القصّاب , ومحمد الأشمر, وعقلة القطامي ) و كان الكثير منهم دون سلاح قاتلوا بصدورهم وسلاحهم الأبيض... وكان يوسف يعلم نتيجة المعركة مسبقاً لكن أبى شرفه الوطني أن يبقى حياً دون خوضها ..التي دامت ساعات وانتهت باستشهاده ....
وبعد انتهاء المعركة كان الملك لايزال في دمشق وبجانبه تجارها وبورجوازيتها الوضيعة , يستعدون لاستقبال المحتل الجديد... وبينما كان قائد الجيش الفرنسي الغازي الجنرال غوابيه يؤدي التحية لجثمان الشهيد يوسف [بعد أن اغتال جنوده كل من وقع في أيديهم أسيراً في ميسلون ]..
أرسل الملك مساعديه : نوري السعيد وجميل إلشي , إلى ميسلون يدعوان ( غوابية) قائد الغزو لدخول دمشق بهدوء , واستعد الملك مع رئيس وزرائه ( علاء الدين الدروبي - ) الذي خلف وزارة هاشم الأتاسي التي استقالت بعد قبول إنذار غورو ..
أستعد الملك لاستقبال غوابيه , وخرجت حكومة الدروبي لاستقبال جيش الإحتلال إلى الربوة في 25 تموز 1920_ بعد يوم واحد من معركة ميسلون ودماء الشهداء لم تجف بعد ..

لكن غوابية وسيده غورو أعلنا إنهاء حكم الملك فيصل و نزع السلاح من الجيش والأهالي .. ولم تجدٍ تضرعات الملك لبقاء عرشه تحت الجزمة الفرنسية , حيث أنذره غورو بمغادرة سورية فوراً ..
.. وفي تمام الساعة الخامسة صباحاً تاريخ 28 تموز غادر الملك ورئيس وزرائه محطة الحجاز متوجهاً بالقطار إلى أحضان الإنكليز في حيفا.. وفي حوران , وبالتحديد في قرية ( خربة الغزالة ) هاجمت الجماهير الوطنية البائسة قطار الملك وقتلت رئيس وزرائه – علاء الدين الدروبي – وتمكن الملك من النجاة ,, ليصل إلى أحضان أسياده في حيفا .. ليتوجوه فيما بعد بتاريخ 11تموز عام 1921 ملكاً على العراق – توجّه أبرز دهاقنة الإستعمار البريطاني في المشرق العربي بعد تشرشل ومؤتمر القاهرة في مطلع شباط 1921 وهما : (المستر كوكس , والمس بيل ) توّ جوه ملكاً دستورياً على العراق دون وجود دستور.. إنها مهازل التاريخ ..؟

وبقي الخديوي توفيق عام 1881 , والملك فيصل عام 1920 وحافظ الأسد عام 1967 ثلاثة توائم في الخيانة وبيع الأوطان ..
وبقي .. أحمد عرابي ,, ويوسف العظمة ,, والشهداء الذين رفضوا الإنسحاب في الجولان في حزيران 1967 -- رفيق سكاف – محمد سعيد يونس – وأسعد بدران ...وجنودهم -- . رمزاً لانتصار الكرامة والشرف الوطني على الهزيمة ... (2 )
تقدم غوابية في 28 تموزعلى رأس جيش الإحتلال نحو دمشق ليحتل تلال المزة المشرفة على المدينة وينصب مدفعيته عليها ..
وفي الثلاثين من تموز 1920 دخل الجنرال ( غورو) دمشق بسيارة مكشوفة وعندما بلغ مدخلها عند جسر فيكتوريا – يومها – استقبله تجار دمشق وفتواتهم ,وأزلامهم من الفتوات والرعاع والسماسرة من البورجوازية الطفيلية وبقايا الإنكشارية العثمانية بالترحاب ورفعوه بسيارته على أكتافهم من مدخل المدينة إلى سراي الحكومة الكبير .. ليتربع غوروعلى عرش فيصل والولاة الأتراك قبله , وهم يرقصون طربأً وفق قانونهم الأبدي ( الذي يغتصب أمنا نسمّيه عمنا ) و ( حزب يصطفلوا )... بينما كانت الجماهير البائسة في حلب تتظاهر ضد جنود الإحتلال الذين دخلوا مدينتهم واطلقوا الرصاص عليهم وسقط عشرات الشهداء .

والصورة تتكّرر مع الطغاة القادمين ... أبناء وأحفاد هؤلاء ينضم لهم رعاع الريف ليحملوا الطاغية حافظ الأسد بسيارته على أكتافهم من قصر الضيافة إلى مبنى البرلمان بدمشق عام 1973 والتاريخ يكرر أشخاصه وأحداثه مرة بشكل ملهاة وأخرى بشكل مأساة ........
وتواصل جذوة التل الكبير في مصر اشتعالها لتبعث الحياة في ثورات وانتفاضات الشعب المصري ونضاله الطبقي والوطني الديمقراطي .. كما اشعلت جذوة ميسلون الثورات والإنتفاضات السورية حتى الجلاء في سبيل بناء نظام وطني ديمقراطي برلماني ..

ولم تخبِ ’ هذه الجذوة إلا بعد اغتصاب العسكر ومافيات القمع واللصوصية للسلطة , بدعم المستعمرين القدامى والجدد وحمايتهم تحت أسماء وشعارات كاذبة...أولاً
وبدعم هذه الأنظمة ومنحها شهادات حسن السلوك وصفات الوطنية والتقدمية واللارأسمالية وغيرها من المحرفين الخروشوفيين الخونة , وأبواقهم الرخيصة في الوطن العربي ثانياً . ..... يتبع
مصادر البحث
======== ( 1)
- فيليب حتي – تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين
- جرجي زيدان – العرب قبل الإسلام
- ياقوت الحموي – معجم البلدان
- حدائق النور – لأمين معلوف
- العهد القديم , سفر أشعيا 16 , 42 , 16
- العهد الجديد , متى , 14 , 6 , 11
- الكنيسة السريانية الإنطاكية – البطريرك يعقوب الثالث
- جواد علي – المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – ج2
- المستشرقة الروسية , نينا فيكتورفنا – العرب على حدود بيزنطة وإيران – من القرن الرابع – إلى القرن السادس الميلادي
- مجلة الحوليات – دار الاّثار السورية – الرفيق العزيز عدنان البني –
- مجلة المشرق ج 22 ص 1033
- تاريخ الشام لميخائيل الكبير
- مختصر تاريخ الدول – إبن العبري
- الحيرة المدينة والدولة العربية – يوسف رزق غنيمة
( 2 )
- الثورات العربية في القرن العشرين – أمين سعيد
- موقعة ميسلون – إحسان هندي
- يوم ميسلون -- ساطع الحصري
- أسرار عراقية – محمود شبيب
- القول الحق – نزيه المؤيد العظم
- الصراع الطبقي في مصر – محمود حسين
- أيام لها تاريخ – أحمد بهاء الدين
- تاريخ الحركة الوطنية في مصر --- شهدي عطية الشافعي --- للبحث صلة- يتبع



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية .. ما دامت غريبة عن ا ...
- لا أقول وداعاً يا محمود ما دمت تعيش نشيدنا الوطني في ضمائر ا ...
- القاضي الحلاّق , وحلاّق دمشق على قوس محكمة جنايات بدمشق .؟؟؟
- ذكرى صغيرة من حياة الشهيد رفيق الحريري ..؟
- هل ينقذ اللوبي الصهيوني و مسرحية ساركوزي نظام القتلة من قفص ...
- تهنئة خاصة للرئيس ساركوزي من باستيلات سورية الأسيرة ..
- جريمة سجن الأسد في صيدنايا .. صفعة في وجه ساركوزي ..؟
- سنديانة عربية سورية في الأرجنتين
- 1948 عام النكبة أو خيانة الأنظمة الأولى ؟؟
- خيانة حزيران .. وحصاد الإستسلام !؟
- تهنئة وتحية لشعوب : نيبال , لبنان , وإيران , المناضلة
- دعوة للتضامن مع الشعب اللبناني ضد الإنقلاب العسكري
- قبائل الجنجويد تجتاح لبنان وتطرد وتروَع أهلها بقيادة حزب ( و ...
- العمال المناضلون مؤهلون لقيادة التغييرالديمقراطي في مصر ؟
- جريمة جديدة في سجن الأسد ( منطقة صيدنايا ) ؟؟
- الرسالة الأولى إلى بشَار الأسد ...؟
- شقائق النوروز .. وشقائق النعمان ؟
- القمة العربية بين زمن القتل دون عقاب : والمحكمة الدولية ؟؟
- دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الرابع - ...
- رقصة الموت يؤديها مستر بوش بجدارة وفرح !؟


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية , ما دامت لا تعيش في العقول والضمائر والعمل !؟ -2