أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - هل انتهت مغامرة خدام؟














المزيد.....

هل انتهت مغامرة خدام؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 08:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو أن مغامرة نائب الرئيس السوري السابق السيد عبد الحليم خدام، قد وصلت أخيراً إلى خاتمتها غير السارة له ولكل من تعامل معه، وعول عليه، من السوريين، ومن غير السوريين. ولا يمكن فصلها البتة، ومن حيث المبدأ، عن مجمل التطورات والتسويات والتفاهمات الإقليمية الكثيرة التي حدثت مؤخراً. ويجب ربطها بالطبع مع اقتراب أفول حقبة المحافظين الجدد في المنطقة التي تساقطت فيها رؤوس كبيرة جداً وأكبر من رأس خدام، ولا نعني هنا فقط الرئيس الباكستاني البائس برويز مشرف الذي خرج بشكل جد مهين، فساكاشفيللي هو الآخر وقعت برأسه، وأكل صواباً سياسياً "ماكناً" من حيث يدري أو لا يدري. فكثير من ملفات الإقليم المزدحمة، صار يجب أن تغلق، والتي ازدهرت ذات يوم في حمأة الهجوم على النظام السوري وخف إلى أدنى درجاته اليوم. فالكل يعلم أن "انتفاضة" خدام الديمقراطية أتت في سياقات إقليمية كانت توحي، وقتها، بتغييرات دراماتيكية ستحصل في الإقليم لاسيما لجهة ما يتعلق، أو يتصل بوضع ومصير النظام السوري. وخسارة خدام لا تقدر بثمن فقد خسر مكانته في سوريا، ولم يربح شيئاً من المعارضة والمعارضين، ويبدو كذاك البائس الذي عاد بخفي حنين، وهذه واحدة من عـِبـَرِ الدهر المؤلمة التي أدمت، قبله، كثيرين.

وفي حقيقة الأمر فإن اللكمات السياسية التي تعرض ويتعرض لها السيد خدام باتت أقوى من قدرته على التحمل، ويبدو أنها أكبر بكثير من "وزنه" السياسي. ( هناك كلام كثير عن تنكر وتجاهل كثيرين له وخاصة ممن ورطوه، ونفضوا أياديهم منه ومن مشروعه التغييري ويعاني غربة، وعزلة حقيقية لاسيما بعد رفض الأمريكيين لنداءاته المتكررة، و لأي شكل من التعامل والتواصل معه باعتباره ورقة محروقة ولا يمكن التعويل عليها في شيء). والتضييق الذي يعانيه في منفاه الباريسي طامة لم يكن يتوقعها وهو الذي ظن نفسه بأنه سيكون فرس الغرب المدلل للإيقاع بالنظام السوري. غير أن الضربة الأخرى التي تلقاها "تحت الزنار" كانت بالحجب "المدهش" والسريع، وغير المتوقع لقناته الفضائية سوريا الجديدة، التي عوّل عليها كثيراً، برغم كل ما رصد لها من إمكانيات وأموال سعودية وحريرية، ناهيك عن أقلام وشخصيات سورية وضعت نفسها في خدمة الشياطين الإقليمية والدولية الكثيرة التي أذهلتها الاختراقات الدبلوماسية السورية الأخيرة، وقلبت كل حساباتها وتوقعاتها. ونرجو ألا يتحسس أي مناضل عتريس من هذا الكلام، وألا يكثر من تأويلاته مسبقة الصنع، فهو يأتي من قبلنا، وأولاً، من باب القراءة الواقعية للأحداث، ليس إلا، والبعيدة كلياً عن الدعاية الرخيصة والفجة، أو الرغبوية وأحلام اليقظة التي لا تدخل قط في باب السياسة. وموسم الحج السياسي الغربي لبوابات دمشق بات يشكل ضجيجاً إعلامياً حقيقياً لا يتجاهله إلا المغفلون، وسيكلله "صابحاً أم ماسياً" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وبرغم أن خدام كان لاعباً سياسياً بارزاً على المسرح الإقليمي حين كان فقط منفذاً أميناً لسياسات الرئيس الراحل حافظ الأسد كما أقر بذلك كريم بقرادوني، فيبدو أنه لم يحسبها جيداً، هذه المرة، وربما أنه علم أشياء، لكن غابت عنه أشياء كما يقول الشاعر العربي. فهو قد أصبح محشوراً، أو لنقل محاصراً في زاوية ضيقة جداً، والخروج منها سالماً هو انتصار كبير بحد ذاته، وبالنسبة له طبعاً بعدما أصبح خدام نفسه، اليوم، موضوع مساومة، وربما ثمناً لصفقة هنا أو هناك تطيح بالكامل بمشروعه السياسي. ويبدو أن بداية هذه "الصفقة"، أو التصفية والأوكازيون السياسي النهائي، إضافة لإغلاق المحطة الذي لم يكن جهداً أحادياً وجهوياً واحداً، قد تكون خرجت لتوها من المحكمة العسكرية الجنائية الأولى بدمشق التي يترأسها العميد القاضي محمد قدور أسد والتي أصدرت قرارها رقم 406 تاريخ 17 أغسطس/آب الحالي بالإجماع بالحكم على خدّام 13 حكما بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة. والتي قد تمهد لاحقاً، وإذا ما تكللت المساعي لتحقيقها، إلى إصدار مذكرة جلب بحقه ليساق مخفوراً إلى القضاء السوري الذي سيكون له الحق في تقرير مصير هذا الحالم والمشاغب السياسي الذي لم يحسبها جيداً، والذي أغراه طموحه السياسي بالانقضاض على النظام الذي سواه ورباه في لحظة ضعف بشري تراءى له أن النظام سائر إلى حتفه النهائي. فهل يبدو هذا السيناريو غريباً، وخيالياً؟ والجواب طبعاً بلا إذا علمنا أن أحد تعريفات السياسة أكاديمياً هو فن الممكن، ليصبح عندها بالتالي السؤال الافتراضي هو: هل هذا ممكناً، من الناحية السياسية، وسيكون الجواب طبعاً إن هذا أقل من الممكن بكثير.

والاستدلالات المنطقية ذاتها تفضي إلى القول تقريرياً بأنه سيكون من الغباء الشديد، عندها، استبعاد ألا تكون "الحالة الخدامية"، على الأجندة، ولو مشافهة، وفي أية مرحلة من زيارة الرئيس ساركوزي المقبلة لدمشق. فهي تشكل – الحالة- ولاشك أحد القضايا والملفات التي يجب التطرق إليها ومعالجتها، وسد "الريح" التي تأتي منها، وربما إغلاقها نهائيا لإعادة العلاقات السورية الفرنسية إلى مجاريها الطبيعية. فهل يعود خدام طوعاً، وبذا يكون قد تحقق حلمه ونبوءته في العودة لسوريا، ولا ضير أن كانت مهلة تجديد جواز سفره قد انقضت؟ أم ينتظر مذكرة الجلب الدولية التي قد تصدر في أي وقت وتسلم للإنتربول والتي ستكون، بالطبع، ثمرة التقاربات والتوافقات السياسية الدولية إياها، وتعبيراً عن ولوج المنطقة مجدداً في فصل جديد من فصول ذوبانات الجليد؟ وعندئذ يصبح السؤال التالي في حكم المشروع والممكن: هل سنرى خدام فعلاً، وقريباً في دمشق، ولكن ليس في مكتبه الفخم في حي أبي رمانة الدمشقي، ولكن في "جناح" فخم تحت الأرض في منتجع "عدرا" السياحي؟ إنه فن الممكن السياسي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟
- الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل
- قراصنة الخلف الطالح
- فضائية خدّام
- الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه
- التطبيع العربي العربي أولاً
- نعم لاتحاد من أجل المتوسط
- اعتقال البشير: ومن البترول ما قتل
- العربان دوت كوم
- حول تغطية أحداث سجن صيدنايا
- غسان الإمام: والشياطين البترولية الخرساء
- الحجاب كهوية عنصرية
- سوريا:موضة الخادمات الآسيويات
- تهنئة للإخوان السوريين
- التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابي ...


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - هل انتهت مغامرة خدام؟