أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - اتحاد الأدباء العراقيين














المزيد.....

اتحاد الأدباء العراقيين


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 07:45
المحور: الادب والفن
    



قيلَ يوماً:
إنَ هذا اتحادُ الأدباءْ
قلتُ: لا،
ماهو إلا حانةٌ للأدعياءِ البؤساءْ
يحتسون الخمرَ ليلاً،
يسكرونْ
يهذرونْ
ثم يبنون قصوراً في الهواءْ
هم على أنفسهمْ وحيُ سماءْ
أنبياءْ
إنما دونَ رعيهْ،
كلهمْ في خانةِ الحكمِ مطيهْ.

قيلَ: هذي صالةُ الصفوةِ قصاصين
نقاداً شيوخاً، شعراءْ
قلتُ: لا،
ماكلُ منْ شخبطَ سطراً
صارَ شيخَ الأدباءْ
ونقيبَ العلماءْ
وحكيمَ الحكماءْ
وكبيرَ الشعراءْ!

قيلَ هذا ملتقىً للكلماتِ المبدعاتْ
قلتُ: لا،
ماهو إلا ساحةٌ للترهاتْ
وسوادِ الصفقاتْ
وصفارِ الصفحاتْ
يلتقي في جوفهِ مجموعةُ المحترفينْ
في فنونِ الشقلباتْ
وعلى حبلِ مبيعِ الكلماتْ
واحترافِ المسحِ للأكتافِ والأعتابِ
تقبيلِ اللحى والقندراتْ *

كانَ ذاكَ اللابسُ الخاكي يزورُ الجبهاتْ
كي يصوغَ الكلماتْ
مثلما يرغبُ إعلامُ الرفاقْ
واطئاً كلَ جراحاتِ العراقْ
صائغاً في القائدِ المنصورِ ألوانَ القصائدْ
والمدائحْ
والأغاني والرواياتِ الطويلاتِ الفرائدْ
قصصاً في المعركه
وألو، يا همبكه!
فلقد فازَ بظرفٍ منتفخْ
وببيتٍ وبأرضٍ وبسيارةِ سوبرْ
وببستانٍ مُعمرْ
والجوائزْ
والقلائدْ
ورضى القائدِ والحزبِ المظفرْ
صارَ شيخاً من شيوخِ الارتزاق
والشقاق والنفاقْ
راقصاً فوقَ دماءِ الناسِ آلامِ العراقْ
مثلّ قردٍ لابساً وجهاً مقنعْ
وهو جنديٌ تطوَّعْ
كانَ في فيلقِ إعلامٍ حصاناً ومُلمَعْ

طلعَ اليومَ علينا من ثنياتِ احتلالْ
لابساً ثوبَ النضالْ
ذاكراً فينا أفانينَ الأكاذيبِ المناقبْ
فلقد كانَ مع الحقِ يناضلْ!
يكتبُ الشعرَ المقاتلْ!
خفيةً سراً يخاتلْ
ذالك الحكمَ الذي أسقطه سيفُ الأجانبْ
وألاعيبُ الأقاربْ
الأفاعي والعقاربْ!
وخطيهْ!!*
فهو قد عانى من الظلمِ الكثيرْ!!
لم يكنْ أمسِ لدى الحكمِ أثيرْ
ومطيهْ؟!

والحقيقهْ
اسألوا حاشيةً حولَ وزيرِ الشعراءْ
ورئيسَ الأدباءْ
كيفَ صارَ الأخُ في الحربِ مراسلْ
فاز باللذاتِ والنشر الغزيرْ!
ورئيساً لصحيفه
وأديباً، ناقداً، كم يتبخترْ!
نافخَ الريشِ وأصفرْ!
لا يساوي عندنا قرشاً وأحمرْ!
قد عرفناه فضولياً
على مائدةِ الدسْمِ يُحابي
ويقاتلْ!*

قيلَ: هذا اتحادُ الأدباءْ.
قلتُ: صاروا أدباءْ
يومَ كانوا يهتفونْ
يهزجونْ
يرقصونْ
يكتبونْ
في صفاتِ القائدِ الفذِ أفانينَ الأغاني
والقوافي والكلامْ
زوروا التاريخَ صبوا الزيتَ في نار الحرامْ
أطفأوا النورَ وزادوا من دياجيرِ الظلامْ
فارتقوا سلمَ ارضاءِ النظامْ.
ذاكَ فذُ الشعراءْ
ما أتى قبلُ ولا بعدُ مثيلهْ!
ذاكَ خيرُ القاصصينْ
والرواياتِ الكبيره
والأقاصيص الصغيره
هو مركيزُ ومحفوظُ بلادِ الرافدينْ!
إنه اليومَ وبالعاصمةِ الكبرى
وبالصغرى الأثيره
كم يميطُ الصفحاتْ
عنْ تواريخِ الكفاحِ الماضياتِ الزائفاتْ
وهو بالغيرِ يفاخرْ
ويباهي ويناورْ
ويُحابي منْ جديدٍ ويداورْ
بينما نالَ من الحظوةِ أيامَ الجوائزْ
ما تمنتهُ خبيثاتُ الغرائزْ
لا نضالٌ حينها كانَ ولا بطيخُ
لا شيءَ
ولا هم يحزنونْ!

العراقيُ مُفتِـحْ
باللبنْ
فهو بالتاريخِ يفهمْ
يقرأ الممحي ويعلمْ
إنهمْ محظُ هباءٍ طعمُ علقمْ
إنهم بالزورِ معجونون من رأسٍ
وحتى القدمينْ
وبوجهينِ وأكثرْ
إنهمْ نقدٌ مزورْ
سوقهمْ سوقُ شراءٍ
سوقُ بيعٍ
لمن الدافعِ أكثرْ
ولذا نسقطُ يوماً بعدَ يومٍ
نحوَ غورٍ
نحو أغورْ!



* القندرات: الأحذية بالعامية العراقية
* خطيه: أي مسكين بالعراقية
* فضولياً: هو مانسميه بالعراقية (اللقَّام والجوعي) أي الباحث والمتهافت على الموائد الدسمة

الخميس 26 حزيران 2008



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الأصدقاء الثلاثة ورقصة الحلقة
- والشعراء .....
- اقطعْ لسانك عن فمك!
- بياع الفلافل والرقاص والقاتل
- الشاعر عبد الرحمن عفيف لوحة المكان والحب والألوان
- العمائم
- كتاب (الفيليون) لنجم سلمان مهدي
- الشاعرة ماريا بوليدوري مختارات
- كوستاس كاريوتاكيس مختارات
- Sten
- قصائد للشاعر السويدي محمد عمر
- قصائد مختارة للشاعر الكوري كو آن
- صورة عصية على الإطار
- (ومضات) 2 ليوجين أونيسكو
- عمران عز الدين أحمد والقصة القصيرة جداً
- -ومضات- ليوجين أونيسكو
- عيدكم مبارك ؟!
- مختارات للشاعر السويدي بيورنر تورسون
- مصطفى لغتيري وفن قصة الفيديو كليب، قصة (حرية) نموذجاً
- الشجرة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - اتحاد الأدباء العراقيين