أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق التميمي - مؤتمرات عشائرية














المزيد.....

مؤتمرات عشائرية


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 06:44
المحور: المجتمع المدني
    


العراق من البلاد التي تعتز بانتسابها القبلي وتتشرف بامجادها العشائرية وهو امريعود أحد أسبابه الى طبيعة العشيرة العراقية وانحدارها البدوي وقيم الصحراء التي جاءات مع اغلبية العشائر العراقية وخاصة من الحجاز في خلال القرنيين الاخيريين.
ولكن العراق بحدوده الجغرافية المعروفة يعد ارضا للحضارات الاولى التي قدمت للبشرية أنجازاتها في الحرف والصناعة ونظم القوانين اي ان العراق المدني باقوامه الاشورية والمندائية والكلدانية يعد سباقا للمدنية، ويمكن اعتبار لقاء العشيرة بهذا الموروث المدني والتاريخي لااقوام العراق هو تزواج بين قيم وعادات مختلفة اعطت للمزيج العراقي طباعا خاصة وملامح انفردت بها الشخصية العراقية دون سواها من البلدان العربية والاسلامية.
العراقي اقرب للروح المدنية وتطبيق القانون، وحتى العشيرة العراقية لم تظهر في أشرف ادوارها التاريخية الاعبر التلاحم الوطني ازاء المستعمر في ثورة العشرين بواكير القرن السابق فلم تكن العشيرة عائقا أمام تشكيل هوية المواطنة وبالتالي الانسجام مع المنظومة القيمية لشكل الدولة المدنية وقوانينها ومؤسساتها .
ولكن مع بوادر الانقلابات العسكرية بدأاغتصاب الدولة وانماطها المدينية واستطاع الانقلابيون العسكر تسخير العشيرة لمأربهم الخاصة وانسجاما مع سياساتهم اللامشروعة
وكانت العشائرية بشكلها البدوي وقيمها المتخلفة من التعصب والجهل وتغليب مصلحة العشيرة على مصلحة الدولة والوطن تتصاعد مع تصاعد ابتلاع الدولة ومفهوم المواطنة .
ولذا بلغت العشائرية بقيمها المضادة لقيم الوطنية وتبلور الدولة المدنية ذروتها ابان تحكم الفاشية الصدامية كما اعادت قيم الاقطاع البالية بتسييد حفنة من زعماء القبائل وجذبهم الى السلطة بمختلف اساليب الاغواءات والتهديدات وكانت تسعى بذلك لضمان سكوت هذه العشائر وتعطيل جذوت ابناءاها الثورية في مقاومتها من خلال الزعيم القبلي الذي يفتقر في معظم الاحيان الى الكفاءة والخبرة اوتقتصر كفاءته على مجده العشائري المتوارث من اسلافه الاوائل .
و قد طمست معالم المواطنة والمدنية خلال مرحلة سوداء من مرحلة تاريخ العراق المعاصر وكان وراء ذلك مؤسسات الدكتاتورية وفريق من مستشاريها المحكومين بالافق القبلي الضيق
واصبحت العشيرة معيارا مهما في القبول بالوظائف المهة في البلد وكذلك معيارا تصنيفيا لاغنى عنه في بقية مفاصل الدولة ومؤسساتها واحتكرت عشائر بعينها المناصب الحساسة في الامن والمخابرات ودوائر التعليم وغيرها .
لم يؤثر ذلك على المسار المدني للدولة العراقية ولم يجهز على تراثها الوطني فقط بل خلق الحساسيات والتناحرات الصامتة بين عشائر العراق المكونة للحمة العراقية ونسيجها الاجتماعي
كما اجهز على اروع سمة وطنية في المكون العشائري وهي سمة التمازج الطائفي والمصاهرة المذهبية بين مكونات العشيرة الواحدة .
وفي زمن يبشر بقيم المدنية والديمقراطية ويرسي بناءاتها السليمة يفترض ان تعود العشيرة الى وضعها الطبيعي ووظيفتها الداعمة لبناء الدولة وترسيخ قيم المفاضلة الوطنية على اساس قيم المواطنة والكفاءة ولاتكون العشيرة مفصل مضافا من مفاصل التشرذم والتصنيف الفرعي الذي يعوق بناء الوطن واعادة مفهوم المواطنة الى حيز العمل والتطبيق
وعلى المسؤولين في الدولة الديمقراطية نخبا ومنظمات مدنية وحكومة تنفيذيةو ومشرعين ادراك هذه الحقيقة على ضوءالدور المتباين للعشيرة في الحياتين السياسية والاجتماعية وحصر هذا الدور بحدود دعم الالفة الاجتماعية ومشاركة ابنائها في عملية بناء المجتمع وحماية امنه وسلامه كوطن موحد وليس كعشيرة تتمايز عن بقية المكونات بمجد عشائري يغاير قيم المفاضلة على اساس معيار المسؤولية الوطنية والكفاءة المهنية ولاينسجم مع مفهوم الدولة الجديد .
اما ان تعمل الدولة على تشجيع هذه الوحدات المعزولة والمميزة بصفات النسب والمصاهرة البدائية وتعطي لها دورا وفعالية انعشتهما فترات الاستعمار والدكتاتورية من خلال مؤتمرات تدعمها الدولة وتباركها الحكومة وتروج لها وسائل اعلامها فهذا ليس خرقاالى قواعد الدولة المدنية ومفهوم المواطنة فقط بل يعد اعادة انتاج لصيغ واساليب الفاشية بتوظيف العشيرة في تعزيز سياساتها الشوفينية وقيمها التعصبية .
كنت اتمنى ان ارى مؤتمرات لشرائح المجتمع المهنية وقواه العاملة وهي تعزز مسيرة الامن والاعمار الوطني ممثلة بنقاباتها المهنية ومنظماتها المدنية كمؤتمرات للصحفيين واخرى للاطباء واخرى للجامعيين واخرى للعمال والمزارعين وهؤلاء هم ركيزة الطبقة الوسطى التي تتحمل بناء الوطن ومسؤلية امنه الاجتماعي والسياسي .
بدلا من هذه المؤتمرات القبلية للعشيرة الفلانية والفلانية وبالتالي تكون الدولة راعية لآفة ستهددها بالزوال وتبتلع ما انجزته من خطوات وبناءات وهي لاتعلم



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...
- الجامعة في تلك الايام
- قراءة في كتاب (المرأة في عراق ما بعد التغيير) ترسيم لملامح ا ...
- عنف تتوارثه الاجيال
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى
- حرائق الوطن الغائبة عن محاورة الشعراء
- السطر الاخير في رواية العائدين والذاهبين من العراق
- مذكرات هاشم جواد ..آعترافات بهزائم مؤجلة
- حوار طويل مع الناقد ياسين النصير
- الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة
- صلاحية نفاد الكتابة
- عيد وباي حال عدت يا عيد الصحافة
- مناكدات بين معلمين ومريد


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق التميمي - مؤتمرات عشائرية