أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فرات إسبر - أعداء الثقافة














المزيد.....

أعداء الثقافة


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أعداء الثقافة
منقسمون بين ثقافة حية، وثقافة ميتة
المثقف العربي يواجه صعوبات متعددة في تحديد ثقافته وهويته التي ينتمي اليها . هذه الصعوبات ،داخلية ،نابعة من ذاته ،تتجلى في افكاره وموروثه . وصعوبات خارجية تتجلى في قمع السلطة، كونه يعارضها، وعدوها الاول في كشف وفضح عيوبها .
وايضا هناك نوع من "المتوهم "المثقف الذي يتصور أنه قادر على تغيير العالم من وراء الطاولة ،او من خلال اي مقال يكتبه، سيهز شجرة الدولة، المتمثلة بالحاكم الذي هو بالمقابل عدوه الاول ،أو هكذا يتراء ى له، ناسيا او متناسيا العوائق التي تعترض سبيله ،وأنه كمن يمشي على الماء، متجاهلا الصخور التي تحته والتي تحول مساره بالشكل الذي هي تريده ،لا الشكل الذي ، هويريده.
المثقف العربي ، مثقف حالم ، يحلم باصلاح العالم وتغييره من وراء مكتبه
دون ان يبدا بازالة العوائق التي تعترض سبيله واولها تفكيره الشخصي هو مثقف نظريا ، ولكنه عمليا لا يمكن ان يتخلص من الواقع، وبمعنى آخر ينادي بالمساواة و والعدالة والحرية ولكنه على المستوى الشخصي ، يعارض في اصلاح ذاته وعلى سبيل المثال لايمكن ان يخرج من عصبيته وطائفيته ، فهو ينادي بحرية الفكر الديني ولكنه لا يتزوج الا من طائفته ، او لايسمح لابنته أو زوجته بالسفور مع انه ينادي بحرية المراة ، وفك قيد الحجاب، وعندما تسأله، يقول، هذه ارادتها، وهي اختارت .انا لا ا جبرها، ولا اقيدها .
الثقافة ،حصيلة معرفة متوارثة عبر اجيال متلاحقة ، هي خلاصة افكار البشر ، والتي لابد لها كي تثبت حضورها، في خلق عالم مختلف، ان تثبت وجودها عمليا، في حيز الواقع . فمن ينادي بالثقافة ، عليه ان يكون مثقفا، ومن ينادي بالحرية يجب أن يكون حرا ، وابسط مثال يتجلى في ما اطرحه هنا، كمثال بسيط حول ما يتناطح به دعاة حقوق المراة . المرأة لا يمكن أن تتساوى مع الرجل في اي مجتمع عربي .مثلا ، المثقف لا يعارض ولا يعترض عمليا عندما يطبق التشريع الأسلامي في مسالة" الأرث والتوارث" ، على نفسه ،كمثال "للذكر مثل حظ الانثين" ولكنه بالمقابل لا يتوانى عن نقد الآيات القرآنية والتشكيك فيها . الثقافة هنا تتجلى بالرفض. أ عارض النص القرآني ، أعارض المفهوم الديني ولكني لا اجعله لباسا عمليا لي، وشعار نظريا انادي به !!.
ازدواجية يمثلها الواقع العربي، ويعيشها غالبية المثقفين العرب .
ما هو التغيير الذي سيقوم به المثقف في مثل هكذا حالة ؟
على ما اعتقد ان الثقافة العربية ما زال يخيم عليها، الوهم . الثقافة غايتها التغيير .
ماذا غير المثقفون العرب في مجتمعاتهم ؟
أعتقد اننا نعيش في وهم الثقافة ، لأن فعل التغيير، هو مقابل عملي للنظرية .
النظرية، لا معنى لها ،أن لم تكن في حيز ا لتطبيق .
ماذا فعل الشعراء العرب لمجتمعاتهم ؟ مجرد شعارات وهتافات ، نحن شعب نحب التصفيق ونجيده ، نصفق للشاعر ، نصفق للسياسي ، نصفق للمغني . !!
اتحدث هنا ببساطة ، ومن واقع حي وملموس ادركه وندركه كل يوم ، اتحدث بعيدا عن الايديولوجيا والنظريات الفكرية المعقدة. لا ن الثقافة فعل حي تمارس وجودها من خلال حيز التطبيق ، الذي يمكن أن نلمسه واقعيا وعمليا من خلال، ثورة أو أنقلاب ، أو من خلا ل مشروع عملي يشغل المواطن وافكاره .
هناك اشخاص بسطاء جدا يسهمون في تغيير الواقع ويمارسون فعلا حقيقا في تغيير بعض المفاهيم المتوارثة .
علينا أن لا ننظر الى المثقف، على انه كتلة معرفة .هذة الكتلة يجب ان تنصهر حقيقة في المجتمع .
اعرف اشخاصا يتبنون احزابا ونظريات ،ومن دعاة حقوق الانسان ،ولكنهم في احاديثهم وحياتهم اليومية الخاصة لا يمكن ان يتقبلوا الاخر، من اي طائفة كانت، او من جنسية اخرى . هنا تكمن عقدة المثقف .
المثقف العربي يعمل بعكس" مقولة فولتير" أخالفك الرأي ، وأقاتلك حتى الموت ،كي لا تعبر عن حريتك وتدافع عنها ".
وايضا يوجد وجه آخر للعلاقة بين ا لسلطة والمثقف ،هناك رد فعل عكسي، بين المثقف والسلطة . يمارس المثقف قدرته في القمع على أسرته وعائلته انتقاما من السلطة التي لا يستطيع ان يطالها ،إلا بقلمه، وأن طالها بقلمه، خشي العقوبات ،ويقع رد الفعل على الزوجات ، احيانا اسمع قصص غريبة عن مثقفين طلقوا زوجاتهم وعرضوهن لابشع انواع التعذيب النفسي والجسدي ، فكيف يمكن الثقة بشخص ليس بقادر على بناء اسرة وقيام علاقة فيها نوع من الاحترام؟
كيف لنا الثقة به في نقض حكومة ،و القيام بثورة ؟
قد يعترض البعض ويقول ان العلاقات الشخصية التي يمارسها المثقف او حياته الشخصية لايمكن ان نحاسبه عليها ،فاذا لم نكن قادرين على محاسبته فكيف لنا أن نثق به ؟
على كل من يدعى الثقافة ،ويمارسها نظريا أن يقف امام نفسه، بلحظة صدق ،ولحظة اعتراف ،ويسال نفسه ،هل هو هو منسجم مع ذاته؟
هل هو منسجم مع محيطه ؟
كلنا نسعى إلى تغيير الواقع .عوائق كثيرة، تقف امامنا . ايضا نحن نشكل عوائق امام انفسنا" بالكبت " الذي نمارسه على ذواتنا بحجة الضمير والاخلاق والنظام .
اعجز عن قبول نفسي في مجتمع متخلف ، واخشى ان اجد نفسي في مجتمع متحرر. لذلك ارى ذاتي منقسمة مابين ثقافة ميته ورثناها ، وبين ثقافة حية نخشاها.



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طار الحمام ... حط الحمام
- خلود الفلاح - شاعرة تكتب بصماتها على جسد الصحراء
- كما يطفئ الماء النار
- دمٌ على خصر الأفق
- على طريق الحرير
- في السكون الذي لا يراه أحد
- بأرض لا مُقَام بها
- جسدي جاء معي
- فضاءٌ أنا لا أجدُ أرضاً للهبوط
- عندما تُثمر الأ شجار حروفا -شجرة الحروف - لأديب كمال الدين
- عندما ينام وحش الكآبة
- جرحت عيني أيها المطر
- طار الشال وبانت العورة _وداعا زهرة باكستان
- الينابيع في الغامض المطمئن
- الجري في كروم العنب
- أمير الشعراء
- أنا النهر يجري
- بهاء الصمت لعبد الله دمومات
- يبتسمُ الصباح ولا يراني
- !!!الوطن كله في خطر يا مالك


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فرات إسبر - أعداء الثقافة