أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - بنوك الإرهاب في مزارع الحشيش















المزيد.....

بنوك الإرهاب في مزارع الحشيش


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-

يلعب المال دوراً رئيسياً في استمرار عمليات الإرهاب في العالم العربي وخارجه.

والإرهاب الذي نقصده هنا هو الإرهاب الديني، فيما لو علمنا أن الإرهاب في حاضرنا الآن، يُقسم إلى ثلاثة أنواع:

1- إرهاب الدولة، وهو الإرهاب الذي تقوم به بعض الدول الضعيفة، لتحقق به ما تحققه الدول القوية بالدبلوماسية. ذلك أن ضعف هذه الدول، لا يسمح لها بخوض حروب كلاسيكية ضد أعدائها.

2- الإرهاب الديني، وهو الإرهاب الذي يستخدم العنف المجاني وسياسة الأسوأ البائسة، ويتميز بتوسل الشرعية الدينية المتجسدة في ثلاث وسائل: تحقيق إرادة الله على الأرض، تكفير الحداثة، والاعتماد على الفتوى لتبرير جرائمه.

3- الإرهاب الفكري العَلماني، وهو الإرهاب الشبيه بالإرهاب الديني، ولكن دون أن يتوسل بالشرعية الدينية، وإنما يتوسل بالثورة والاشتراكية والعدالة، وبباقي الشعارات التقدمية. وهو ما مارسه الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية على الشعوب، التي حكمتها. وهو ما مارسته الديكتاتورية العربية القومية، وخاصة في عهد عبد الناصر، وحكم حزب البعث في العراق وسوريا.

-2-

لذا، فقد نادى كثير من الباحثين، ومنهم المفكر التونسي العفيف الأخضر إلى تجفيف ينابيع الإرهاب، وذلك عن طريق إتباع التالي:

1- قيام شراكة عالمية وإقليمية، لتجفيف ينابيع الإرهاب البنيوية، التربوية، الثقافية، الاجتماعية، النفسية، والاقتصادية. وهذا عمل جبار، يقتضي ثورة ثقافية غربية وخاصة أمريكية، لا تقل عن قطيعة خلاقة وصحية مع الثقافة الغربية السائدة، منذ القرن الثامن عشر، والمتأصلة في الوعي الجمعي الغربي، والمسئولة عن كثير من الاختلالات البنيوية في العالم.

2- عدم الاكتفاء بالقضاء على الملاذات الآمنة ومصادر التمويل والتجنيد والدعم الاستخباراتي، لأن تجفيف ينابيع الإرهاب يتجاوز بكثير قواعده العملياتية والمالية، لأنها في الواقع أساساً سياسية، واجتماعية، وتربوية.



-3-

لجأت التنظيمات الإرهابية إلى التمويل الذاتي، بعد أن حاصرتها أمريكا والدول الأوروبية وبعض الدول العربية، وحاولت تجفيف ينابيع الإرهاب بفرض قيود مالية صارمة على البنوك، وتحرك الأموال التابعة لهذه التنظيمات. والتمويل الذاتي هذا، تمثل في زراعة الحشيش وباقي أنواع المخدرات الأخرى، في المناطق التي يسيطرون عليها. ففي أفغانستان وباكستان، تجري زراعة مساحات واسعة من الأراضي، التي تسيطر عليها "طالبان"، و"القاعدة". كما أن حزب الله وسوريا يزرعان الحشيش وأنواع أخرى من المخدرات في سهل البقاع لتأمين أربعة مليارات دولار سنوياً من ناتج هذه المزارع. وقد كشفت التقارير مؤخراً، أن قيس عبيد (تاجر المخدرات) القيادي السابق في حزب الله ، هو الذي يقود الآن "حرب الأفيون" ضد إسرائيل. وقد اقتنع حسن نصر الله أخيراً، بأن تعويم إسرائيل بالمخدرات، سيجعلها تضيع، فيما لو انتشرت المخدرات في مجتمعها بسرعة. ولهذا السبب بدأ حزب الله منذ سنوات، يشرف على زراعة الحشيش في منطقة البقاع اللبنانية، وإنتاج الأفيون والهيروين في مختبرات "حزب الله"، وإقامة علاقات عمل مع (كارتيلات) المخدرات في أمريكا الجنوبية. ويقول أليكس فيثمان، المعلق في صحيفة " يديعوت احرونوت"، إن "حزب الله" نجح في تصدير كميات كبيرة من المخدرات إلى إسرائيل عن طريق تجنيد تجار المخدرات اللبنانيين المتعاونين، مع تجار إسرائيليين من غير اليهود، ممن خدم بعضهم في الجيش، فيما تحدَّر البعض الآخر من عشائر تعمل في تجارة المخدرات.


-4-

وفي الفترة الأخيرة، قال مايكل براون، مدير العمليات في "دائرة فرض القانون الأمريكي" في محاضرة له في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" بأن العلاقة تتوثق بين المخدرات والإرهاب، وتنمو بسرعة متزايدة، وقد لا يكون هذا بالأمر الجديد. فعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، تمَّ التعرف على روابط عديدة بين المخدرات والإرهاب. فمن بين المنظمات الثلاث والأربعين المعروفة رسمياً بصفتها منظمات إرهابية، وجدت "دائرة فرض القانون" في الولايات المتحدة، أن تسع عشرة من تلك المنظمات، ترتبط بهذا الشكل أو ذاك، بالتجارة العالمية للمخدرات. وتعتقد "الدائرة"، أن حوالي 60 بالمائة من المنظمات الإرهابية متورطة في التجارة غير المشروعة بالمخدرات.

-5-

فما هي الأسباب التي تدفع بالمنظمات الإرهابية إلى اللجوء إلى التجارة بالمخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية، ذات التكاليف المالية العالية، حيث تدفع معظم هذه المنظمات عشرة آلاف دولار لعائلة كل قتيل إرهابي. ومن العائلات من تتلقى مبلغاً شهرياً منتظماً طوال الحياة.

يرى بعض المحللين، ومنهم مايكل براون، أن الأسباب تتخلص في التالي:

1- إن حجم الدعم الذي تقدمه الدول للإرهاب في تناقص. كما أن الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب تحرز نجاحاً في اكتشاف المساهمين الخصوصيين في تقديم الأموال للإرهابيين، وفي قطع الطريق على مثل هذا النوع من التمويل. فقد تمكنت الولايات المتحدة بمساعدة حلفائها حول العالم من الحد بشكل كبير من قدرة تنظيم "القاعدة" على التواصل مع خلاياه ومموليه، عبر العالم.

2- هناك أوجه شبه كثيرة بين المنظمة الإرهابية والكارتيل العالمي لتجارة المخدرات. فكلاهما ينتهك سيادة الدولة، ويجد أفضل الظروف في الأماكن التي لا تطالها سلطة القانون، ويعتمد على متعاونين مشبوهين قد يكونون وسطاء مزدوجين لكل من الأعمال الإرهابية وتجارة المخدرات. وكلاهما لا يحترم حقوق الإنسان، ويعتمد على عوامل الجريمة المنظمة، مثل الفساد، والعنف، والتخويف. كما أن كليهما يتصف بكونه تنظيمات بالغة الدقة، تستخدم آخر منتجات التكنولوجيا.

3- يعتقد غالبية المحللين، أن المنظمات الإرهابية قد أخذت عن كارتيلات المخدرات الدولية تنظيمها الداخلي، واعتمادها على هياكل لامركزية من الخلايا والخيوط. وغالبا ما تعتمد المنظمات الإرهابية وكارتيلات المخدرات على نفس الجهات التي تقوم بتبييض الأموال. كما أن لكليهما القدرة على تجديد نفسها، كلما تلقت ضربة قوية، وتعودان إلى الظهور ثانية بشكل جديد، لا يمكن التعرف عليه. أما الاختلاف الرئيسي بين كارتيلات المخدرات والمنظمات الإرهابية، فهو أن دافع الكارتيلات يكون في جميع الأحوال الربح المادي، في حين تكون للمنظمات الإرهابية دوافع سياسية وعقائدية.

-6-



ومن هنا، نستطيع أن نطلق على المنظمات الإرهابية، في هذا العصر "الحشّاشون الجدد". وهم امتداد لفرقة "الحشّاشين" التي ظهرت في إيران، في القرن الحادي عشر الميلادي (1038م)، بقيادة حسن الصباح. و"الحشّاشون" صفة أطلقها عليهم الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) عند زيارته لمعقلهم في "قلعة الموت"، التي تبعد 100 كلم عن طهران. وكانت هذه الجماعة تقوم بعمليات انتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش. وهذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في منظمة ودقيقة ضد الصليبيين، والعباسيين والسلاجقة. وهو ما يفعله معظم الإرهابيين هذه الأيام، تحت تأثير المخدرات المادية والروحية والدينية.




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نقل بوش مكتبه من البيت الأبيض إلى الكنيسة؟
- لكي لا تحترق أصابعنا في كركوك
- علاج الإرهاب في -ثلاثة فناجين من الشاي-
- هل ستنجح إستراتيجية أوباما تجاه العراق؟
- مورتنسون وابن لادن نموذجان للخير والشر
- ماذا سيبقى من -بوش- للتاريخ؟
- هل يُصلِح أوباما العطّار ما أفسده بوش؟
- لماذا انتشرت صورة الأمريكي القبيح؟
- مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة
- هل تخشى أمريكا من الثروة الخليجية؟
- التركة العراقية في الإرث الأمريكي
- كيف تقتل أمريكا إسرائيل بدم بارد؟
- الإرهاب: طبولٌ فارغةٌ تُقرع للضجيج والإثارة
- العفيف الأخضر المفكر العقلاني المتغيّر
- رسالة أمريكية واضحة للشعب العراقي
- هزيمة الإرهاب وانتصار حرية الشعب العراقي
- العراق بين المطرقة الإيرانية والسندان الأمريكي
- لماذا كل هذا الفزع من الاتفاقية الأمريكية - العراقية؟
- أوباما الصهيوني: مسؤولية مَنْ؟
- ذكرى هزيمة لم نتعلم منها شيئاً


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - بنوك الإرهاب في مزارع الحشيش