أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - أحاديث منتصف النهار














المزيد.....

أحاديث منتصف النهار


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



( لقد تحدى بروميثيوس الإغريقي الآلهة ليجلب للبشر سر النار ، أما كلكامش فقد ناطح الآلهة ليجلب سر الحياة ومفتاح لغزالموت ومغزى العيش في هذا العمر الضيق ) *
العيش في جنان الأرض ليس كالعيش في جحيمها ، ولجنان الأرض وجحيمها ، أشكال وألوان وصفات متعددة ابتداء من حرية الإنسان في الحب وإنتهاء الى جلوسه في غرفة مكيفة الأجواء شتاء وصيفا .
الحب يختلف من مجتمع لآخر وتختلف وسائل تكييف الجو بين المجتمعات كذلك ، فالحب في مجتمع ديمقراطي يتيح للمرأة والرجل حرية التعبير عن لواعج النفس ، غيره في المجتمعات التي تعتبر كل بارقة حب حقيقي بين البشر كفر وفجور ،
الفرد في المجتمعات التي لاتنتهك فيه حريته ويستظل بظل القانون يحميه ويحاسبه هوغير الفرد في مجتمع يترجرج فيه القانون ويتلوى بمقاسات أصحاب الشأن وعلى ما يطابق مقاساتهم ، فالقانون في الدول المتقدمة لا يقوم به الا ذوو الشأن ، أما في كثير من دولنا فبالرغم من وجود القوانين والدساتير فهناك من يستطيع أن يلوي عنقهما ويقضمهما أو يضيف اليهما ما يتلاءم ومصالحه .
في كثير من الدول التي سادها القانون لا يحتاجون كثيرا للكهرباء في بيوتهم صيفا أو شتاء لأنها بلدان حبتها الطبيعة بجو معتدل ،وبخبرات هندسية عالية جعلت بيوتهم تعتمد على ماتنتجه الطبيعة من مواد خام كخشب الأشجار في توفير التدفئة في بيوتهم من غير أضرار بيئية ، ولكنهم مع ذلك من أكثر الدول حاجة للكهرباء فلا يمكن لدار في أي بقعة من بقاع العالم أن يكون متحضرا آدميا من دون كهرباء تنير لياليه . لا أتذكر بالضبط متى بدأت مهزلة كهربائنا المستعصية المنال وبرمجة قطعها المتواصل وعلى ما أضن ـ ومن يعلم فليخبرني ـ أنه كان في سنة خمس وتسعين من القرن الماضي ـ كما أعتقد أو أتذكر ـ أي مر ما يقرب الثلاث عشرة عاما والوطن غارق في ظلام قاتل ، كم أهلك هذا الإنقطاع من بشر هم أحوج ما يكون لموسم دافئ أو بارد ، وكم أُتلفت مواد استهلاكية وكم فسدت من أدوية وكم تعطلت من أعمال وصناعة ، وكم وكم ولو عددناها ليئسنا من أي تطور ممكن الحدوث ، فتأثيرانقطاعه على الإقتصاد وعلى التنمية كالسم الزعاف في الجسد المعافى ،.
أضف اليها شحة الوقود الأُخرى ، ولولا الشعب العراقي وقدرته على تصبير النفس وإصبارها بالأمل والحلم بانتهاء هذه الأزمات التي مرت به ولم تمر على أي شعب من قبله ولا من بعده لكان مصيره الزوال والجهل والتخلف ولكن مازلنا نجاهد كي نحافظ على إرثنا الحضاري رغم همجية الظروف ومن يقف وراءها .
كلما أبرق لبلاد الرافدين أو بلاد مابين النهرين ( ميسوبوتاميا ) كما سماها الأغريق، أرض النخيل والمياه والبترول ـ والمقابر الجماعية ـ لا أجد جديدا في مشكلة الكهرباء بل تبقى الشكوى المرة منها ، فمن يمتلك نقودا قد يشتري مولدة يشغلها حسب ما يوفره له وقته وجيبه ، وأما من ليس له جيب يصرف منه عليها فالى الجحيم ، وليس أصعب من أن يأتيك جواب أحبتك من أن وحيدتهم الصغيرة مريضة وعندما تسألهم عن مرضها يجيبوك (عندها حرارة من البارحة ، الجو كلش حار عدنا كهرباء ماكوعايشين بجحيم ).
من سيكشف سرسرقة الكهرباء ويجلبه سيخلد خلود بروميثيوس وأكثر. وسيكون من أوائل بناة هذا الوطن الأصيل .




#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا البكاء
- عينان خضراوان
- بين أوباما وماكين
- مسرح اليوم أو مسرح الستين كرسيا
- ! لماذا التشظي ؟
- التربية والتعليم والعقل
- أنموت بصمت !
- العراقيون يتوسلون
- الألغام والحياة
- أي مخترَع أو مكتشَف أفاد البشرية وغَيَّرَها ؟ !
- المرأة والإنتخاب
- المرأة والحرية
- رعاياكم في الداخل ، رعاياكم في الخارج
- ألف آه لنوروز
- نساء تحت الضوء
- مواضيع لا رابط بينهما
- آراء مُتعِبة
- الإعلام والعراقية
- عندما يسقط الشاقول عموديا (2)
- عندما يسقط الشاقول عموديا


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - أحاديث منتصف النهار