أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - تحسين كرمياني - رب نافعة ضارة أيضاً














المزيد.....

رب نافعة ضارة أيضاً


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 02:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما من أحد ينكر دور العلم في دفع عجلة الحياة خطوات صوب الرقي،شريطة التعامل بعقلانية مع المستجدات الخادمة للبشر،فالكأس يمكن استخدامها لشرب الحلال والحرام،هكذا وصفوا جهاز التلفاز يوم رفعت أسطح منازلنا رايته،دفعاً لمشكوكيته وتبرئته من شيطانيته،فيه ما يفيد المجتمع وفيه ما يدفعه صوب المهاوي،كم من بشر مات بالكهرباء وكم سحقته عجلات أو صدام المركبات أو غرق مع السفينة التي تحمله وكم هوت بهم الطائرات من شاهق السماء،صحيح أننا تأخرنا خطوات غير معقولة عن ركب العالم نتيجة ظروف قاهرة حالت دون تقدمنا،أقساه انشغالنا الدائم بالتغني بالأمجاد الزائفة ورفع سيف القبلية بحثاً عن عدو ملائم كي نصبغ أيامنا بالدم،بات علينا اللجوء إلى(ورقة جوكر)كي نحقق طفرة(طرزانية)ونكون على أقل تقدير قريباً من الذين سبقونا،لكن ما داهمتنا من وسائل تحديث في مناحي العلم باتت تشكل معرقلات قاتلة بقدر ما هي خادمة،ساهمت في وضح النهار على تدميرنا أكثر من تعميرنا،بعدما أرقتنا الأحلام ونحن ننتظر زوال التابوهات وفك المخالب المانعة لننعم بما وصلت إليه الدول من وسائل ترفيه توفر أوقاتاً فائضة لتحويلها إلى أوقات استمتاع واستجمام وطرد الكوابيس من الأبدان..
من هذه الوسائل التي أغرقت حياتنا وباتت تسهم في عملية تسهيل قتلنا،أربع وسائل فرحنا بها أيما فرح لكنها أغرقتنا في بحار من الحزن والتقهقر..!!
***
(أ)..الستلايت..
حرمنا من ثقافات العالم لسنوات ليست قليلة،كان العالم يتلاقح ثقافياً عبر الفضائيات،ويوم حصل التغير في المعايير السياسية في بلادنا،فرحنا بعدما زحفت صحون شركات كانت تترصد الحدث،صارت أسطح منازلنا تبرز هذه الصحون العجيبة والتي تلملم العالم دفعة واحدة وتصبها في أحضاننا،لكن المصيبة أننا جهلنا أن هناك من أنتهز الفرصة وتسلل إلى آتون هذا العالم العجيب،صارت العدسات المضادة تتسقط أخبارنا وتشحن أصحاب الإرادات الشريرة بوقود التطرف،حتى وجدنا أن ما يقوم به قاتل مأجور في ركن من أركان بلدنا يستلمه آخر في ركن قصي مقلداً بعدما أستلم الوسيلة عبر(الستلايت)وراح يضيف خراباً على خراب،صارت الفضائيات تعج بخطابات مدسوسة بطريقة ماكرة لدفع عجلة الشر وحصد أرواح الأبرياء،لقد ساهمت عملية نقل الأخبار والحوادث كخطوة لفرض المصداقية بين الحكومة والشعب إلى ضخ وقود التطرف عند شريحة ضالة تبحث عن البطولات الرومانسية على حساب الآخرين،فمجيء(الستلايت)بقدر ما منحنا من فرح،ساهم بشكل أو بآخر في تحطيم نفوس وبث الخوف وزعزعة مكامن الثقة بين الناس على عكس ما كان مأمولاً منه..!!
***
(ب)الهاتف النقال..!!
لكم هو رائع وممتع أن تضغط أزرار جهاز بحجم الكف بأناملك لتحاور من تريد بعيداً عن خدمات الهاتف السلكي الذي ظل عاجزاً عن تلبية حاجاتنا في سنوات الألم والضياع،تريد أخبار زوجتك عن سبب تأخرك أو تود إعلامها أنك في الطريق،ترسل رسالة موجزة(sms)لصديق في أقاصي الدنيا،بيد أن الفرح بقدوم هذا الجهاز أنقلب إلى مأتم يومي،مرة أخرى وجد القاتل المأجور وسيلة تساعده في رصد تحركات من وجده هدفاً لشره،صار وسيلة لتفجير عجلة أو وسيلة سريعة لنقل خبر مع صورة مباشرة عن تحركات أبناءنا لتتهيأ أرهاط شريرة وتقطع عليهم الطريق لنحرهم،فرح آخر ناصفنا الشر بقدومه..!!
***
(ج)المنيفيست..!!
سنوات علقم،ليس بوسع أحدنا أن يقتني سيارة،كون الحروب المتتابعة دفعت بلادنا صوب إفلاس تام أغرقها تحت وزر ديون لا ترحم،كنا نحسد دول الجوار،كونهم يشترون المركبات من أسواق مثلما يقتنون أجهزة كهربائية،سرعان ما نهضنا من صدمة الحرب ووارينا زمن العبودية لنكتشف أننا صرنا مثل العالم،بإمكان أحدنا أن يشتري سيارة مستوردة دون اللجوء إلى الشركة العامة للسيارات وانتظار عشرات السنين بعد دفع القسط القاصم للظهر،لكن هذه المركبات التي زحفت لتغرق شوارعنا وتحدث أزمة وقود غير مسبوقة من جهة،ومن جهة أصبحت وسائل نقل المأجورين،واستخدامها آليات في هجماتهم على أهدافهم،بل صارت حاضنات موت بعد تفخيخها بكميات بلا ذمة أو ضمير من المفرقعات وأصابع الديناميت وحتى الصواريخ التي هجرها جيشنا يوم الفرار العظيم،مرة أخرى وجد القاتل المأجور أحد أحلامنا المؤجلة وسيلة خادمة لتخريب فرحنا..!!
***
(د)شبكة الإنترنت..!!
بفارغ الصبر وبمزيد من الغصص والمرارة كنا نحسد العالم كونه صار يجلس على كرسي ويلف ويدور متجولاً ومتصفحاً وناهلاً ما يرغب،يرسل ويستلم عبر البريد الإلكتروني رسائل خلال دقائق،وكنا عبثاً نلهث بحثاً عن مصادر لدراساتنا،أو تغذية مواهبنا بوقود عالمية،بينما العالم يجلس وتزحف إليه من كل حدب وصوب كنوز معرفية،عبر أزرار تقلب أحشاء الجغرافية والتأريخ،حتى وصل التعريف المناسب والدقيق لهذه المنظومة الساحرة أن العالم بات اليوم(قرية صغيرة)،لكن القاتل المأجور وجد فرصة مثالية لعرض عمليات النحر والتعذيب ونشر أمراض سلفية لتغرير أصحاب العقول المفككة أو النفوس الضالة،صارت طوابير تبحث عن مواقعهم وتلوث نفسها بنتانة وقبح القاتل المأجور،فرحنا بقدومه لكن قدومه صار وليمة ملائمة لبث شرور الأشرار..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة الكاتب العراقي
- الصديق الأخير
- فن النصر
- بيت كاميران
- أصطياد فأر....مونودراما
- غريب الدار
- حتى انت يا جمعة
- موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...
- بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار
- في حوادث متفرقة
- مسرحيات مفخخة//حين يكون المبدع أداة مجابهة// محي الدين زنكن ...
- أينما نذهب ثمة ورطة
- إنهم يبيعون الإهداءات
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - تحسين كرمياني - رب نافعة ضارة أيضاً