أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - علي حسين الخزاعي - الشبيبة آمال وآفاق














المزيد.....

الشبيبة آمال وآفاق


علي حسين الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 04:26
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كل ما مرت من اوضاع استثنائية على عراقنا الحبيب وشعبنا الابي , كان قد حصد الجزء الاكبر من شبيبتنا العراقية العزيزة , وما يزيد الطين بلـة أن طاحونة البعث ونظامه المقيت بالاضافة الى حروبه المدمرة قد دمرت حياة الشبيبة النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية , وأضعفت فيهم الثقة بالنفس , فالباقين في العراق تحولوا الى وقود لحروبه الهمجية او ارسلوا الى اقبية سجونه المظلمة ومن تمكن الخلاص بجلده ضاع في دهاليز الغربة والمستقبل المجهول .
ان الغربة التي كان يعاني منها شبيبتنا الابرار لم تكن اقل قساوة من الظروف المعقدة التي مرت على شعبنا , فالكل كانوا في شوق لصدر الام الحنونة والى نظرة الاب الدافئة وعطفه والى مرح الاخوة وهم يجالسونهم ليشعر الانسان بالامان الاخوي .
لكن مع ذلك فالقساوة في العراق كانت الاكثر فأن كان العراقي في بلاد الغربة تلك هي اوضاعه فالاغرب ان يعيش الانسان داخل وطنه غريبا , غريبا عن كل شيء , يعاني الحرمان من كل شيء , فالحصار يحيطه بسبب الخوف من المجهول الآتي وفي اية لحظة اضافة الى تعميم سياسة الفكر الشمولي الواحد والحزب الواحد والقائد الضرورة ولااعرف لماذا الضرورة وماذا قدم للشعب كي يكون الضرورة الخائبة الحتمية .
لقد تحولت الشبيبة الى وقود حروبه الجهنمية وخسر العراق الملايين من ابنائه البررة اضافة الى الخسائر المادية التي كان بالامكان بناء اكثر من دولة من دول العالم بها .
لابأس ان كان بالامكان نسيان الماضي السحيق ونفكر بواقع الشبيبة اليوم , خاصة بعد السقوط المذل لقائد الامة وحزبه العنصري , حيث وللأسف لم تتمكن اجهزة الدولة العراقية من معالجات مخلفات النظام السابق بل زادت قوات الاحتلال والانظمة المتعاقبة مآسي اخرى بسبب اتباع سياسة المحاصصة الطائفية وتشكيلاتها الميليشيوية المناضلة في اساليبها , في الخطف والقتل وأخذ الاتاوات وتشكيل مفارز وهمية لارسال التهديدات وتهجير العوائل على اساس طائفي والقتل على اساس الهوية والاسم , ومن ثم تفاقم الصراع بين القوى القومية والطائفية وبعض القوى المحسوبة على العلمانية من اجل توزيع المناصب والصراع على السلطة والنفوذ والوجاهة بأسم الحرية والدفاع عن حقوق الانسان والوطن .
في ظل هكذا وضع مأساوي عاشت الشبيبة وحرمت من ابسط وسائل الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية اضافة الى عدم توفير فرص عمل لها مما دفع بالخريجين للعمل على قوارع الطرق لبيع السكائر والخردوات وسواق تاكسيات للحصول على لقمة عيش لهم ولعوائلهم خاصة اذا كان الشاب قد فقد الوالد المعيل لعائلته .
ان البطالة تدفع بالمحتاج الى عمل اي شيء للحصول على عمل يساعد به اهله لذلك اصبحت البطالة واحدة من اهم المراتع لحصول الارهابين على من ينفذ لهم مآربهم الحقيرة المعادية للأنسانية .
ان هذا الواقع المؤلم كان سببا لخلق حالة البؤس واليأس لدى الشبيبة العراقية , فكيف السبيل لمعالجة اوضاعهم والاخذ بأيديهم نحو الطريق السليم والاستفادة منهم واشراكهم في اعادت بناء الوطن :
*- أهمية العناية بمنظمات المجتمع المدني :
تعتبر منظمات المجتمع المدني , بمفهومها الواسع الذي يشمل المنظمات غير الحكومية , ومنظمات الاغاثة والشؤون الانسانية والبحوث , والنقابات العمالية والمهنية والتعاونية والروابط والجمعيات المهنية والاجتماعية ومنظمات المستهلكين وشبكات المنظمات غير الحكومية وغير ذلك , مكون اساس للديمقراطية وضمانة هامة للحريات الاساسية تسهم في تفعيل مشاركة الناس في تقرير شؤونهم واشاعة وترسيخ ثقافة وقيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان وفي توحيد وتمتين الوحدة الوطنية وممارسة دورها في رقابة الدولة والكشف عن مظاهر الخلل والفساد في الادارة العامة وترشيد عملها , كما انها شريك اساس في عملية التنمية المستدامة .
كل هذه التي يتم فيها الشبيبة تجعل منه شابا يشعر بالمسؤولية ازاء نفسه وشعبه ويتحول الى انسان فاعل ومفيد يشعر بالمسؤولية ازاء الوطن .
وكي يرتقي الشاب الى هذا المستوى لابد من :
1 – الارتقاء بدور ونشاط الشبيبة والطلبة , واستعادة مكانتهم الحيوية في المجتمع ودعم حقوقهم وتطلعاتهم الديمقراطية في التنظيم الطلابي والشبابي الحر والمستقل , وتحرير المنظمات من الوصاية والهيمنة , ومساعدتها في تشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية , وايلاء اهتمام خاص بالشبيبة العمالية والفلاحية .
2 – تحسين مستوى حياة الشبيبة والطلبة , وضمان التعليم المجاني لهم , وتوفير وتحسين الاقسام الداخلية المناسبة وكل متطلبات العيش الكريم للطلبة , وتمكينهم من انجاز مهماتهم الدراسية والاكاديمية في اجواء آمنة , بعيدا عن أية ضغوط او تهديدات , وضمان فرص العمل للخريجين وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم .
3 – تحرير الشبيبة والطلبة من آثار المفاهيم الفاشية الشوفينية وضيق الافق القومي والطائفية , ونشر الوعي الوطني وروح المواطنة والقيم الانسانية والتقاليد الديمقراطية والثقافة التقدمية والتآخي بين القوميات والوحدة الوطنية في صفوفهم .
4 – وضع خطط تفصيلية خاصة بالشباب تستهدف مكافحة البطالة في اوساطهم وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لأستيعابهم على ان يحَرم تشغيل الأحداث , ويمكن البدء بتأمين مساعدات حد ادنى للعاطلين عن العمل منهم , تكفي حاجاتهم الضرورية الى حين ايجاد فرص عمل لهم .
لذلك ولأجل اعداد شبيبة متكاملة وواعية بامكانها تحمل المسؤولية مستقبلا لقيادة المجتمع ومواصلة بناء الوطن , لابد من الارتقاء بمستوى عملنا وتقديم المساعدات الضرورة واقتران كل ما ورد في البحث الذي امامك عبر اصدار قوانين وقرارات توثق اهمية استيعابنا لمهام الشبيبة وضمان آمالهم وآفاق حياتهم ومستقبلهم الوضاء .
* المصدر :
وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي
بغداد 10 – 13 آيــار : 2007



#علي_حسين_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال لايؤمنون الا بما هو على الواقع
- الطبيب الشيوعي الجوال في بيوت الفقراء
- الظلاميون مسؤولين عن اطفاء شمعة الثقافة
- المرونة مهمة لصالح البلاد والعباد
- الانتخابات العمالية ومخاطر سياسة المحاصصة الطائفية
- خطوة نحو تفعيل العملية السياسية
- ياشعوب العالم توحدوا ضد الخطر الامريكي الجديد
- قوانين التطور الاجتماعي لاترحم المغفلين
- جميع الانظمة السياسية جوهراستغلالها الطبقي واحد
- واقع البطالة في العراق اليوم
- وحدة وصراع القوى المحركة في العملية السياسية
- ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية
- المهجرون وحملات المطاردة
- الطبقة العاملة ودورها الوطني والدستوري
- العمل النقابي بعد الاحتلال


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - علي حسين الخزاعي - الشبيبة آمال وآفاق