|
أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:05
المحور:
الصحافة والاعلام
لا للبؤس والحزن من أجل عشرات المقالات ، التي لا تمثل لكُتابها الآ مايمثلهُ الخروف للجزار، نُباع ونشترى بالطريقة نفسها ، ونحن في نظر كاتبي هذه المقالات ، دروب الخلاص الاولى لواقعنا ...ومنذ أعلان معالي رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي عن مشروع " المجلس الاعلى للثقافة " وأنا أقلب المواقع والصحف وأقرأ المقالات التي ألتفت حول هذا المشروع ، طالعت الكثير من هذه المقالات وقرأت نصائح كُتابها ، الثمينة ، الى الأدباء والكُتاب بأن لا يستعجل أحد منهم وليخنق اي صوت يعلن عن بشرى خير ، كما وفهمتُ وجهت نظر هؤلاء الذي كتبوا المقالات ، حيث أنهم أكدوا ونصحوا أدبائنا ، بأن يتعاطوا الهموم واليأس لكي يستطيعوا الاستمرار في الكتابة .. لكني فكرت أيضاً وبحزن ، أن هذه النصائح التي تٌرش علينا منهم ، ماهي ألا طريقة لموت مبكر ونحن في أوج عطائنا ، وما أكثرهم في بلادنا اليوم .. تدفقت في قلبي صور الكثير من المواقف منذ الزمن البائد وحتى الان ، أراكم انتم كما انتم ، لم تتغيروا تنهشون بأحلامنا وتحطموها على جدار الامل ، أنا على يقين أنكم اليوم تكتبون وتنتقدون وتصرخون وبعد رحيل كبارنا تقمون بالعويل والبكاء عليه وذكر محاسنهُ وتبرير سلبياتكم أنتم يوم كتبتم عنهُ ، وفجأة يكشف الجميع محاسن فقيدهم ، عظمتهُ ، أسلوبهُ ، خلود نصوصهُ .. لا ينقضي يوم ألا ويدب الاختلاف بين أحرف مقالاتكم ، لا من أجل وضع حل وانما لكي تطرحوا الياس في نفوسنا ، لا ينقضي يوم ألا ونقرا في مقالاتكم هجوماً فقط ، وأذا امتدح أحدكم قرار فقط ليغيظ اخرين من قرناء له في القلم .. هل هي عقدة " كُتاب اليوم " في الشرق الاوسط وتحديداً عند العرب ، كأنكم يسابقون الايام بتكهناتكم التي أغرقت النفس بألياس ، اليوم خرجت بحقيقة وقناعة أن مأساة كتابنا ومثقفينا ليست مع السلطة أو الدولة أنما هي فقدانهم الحب ، حب الامل وزرعهُ في نفوس أمثالنا .. أن العذاب يملأ العالم والشقاء يدمغ العصر ، والحروب تأكل الفرحة ، فكيف بكم أيها الادباء أيها الكُتاب المثقفون ، " تنصبون جنازة والميت على فراشهُ لم يمت " أليس الكاتب ضمير الانسانية ووعاء العصر ومرآتهُ ؟ كيف ؟ وانتم تملكون شهية عجيبة بأفتراس كل أمل وفرحة لنا ، أنكم تذكروني بمن يخمن أن هناك أزمة ستحدث فيترك أعمالهُ وتشل حركاتهُ ويجلس بلا حراك ولا كلام ، ينتظر حدوث الازمة ليكمل معايشتهُ لها حتى فناءه ، مع العلم أنهُ بدأ بالتعايش معها قبل حدوثها أصلا .. ألا يكفي ، ألا يكفي ، فبدلاً من أنكم تقفون الى جانب كل بذرة خير وطريق نور لأسعاد هذا الشعب المفعم بالاوجاع .. هاهي الكلمات تتناسل بين موت وأخر كلاً يموت ولكن طريقتهُ تختلف ، وحين نتلمس طريق عمرنا ، نجدهُ مليئاً بالياس والاوجاع والثقوب ، اليوم تدهشنا عبارات الأمل وتفرحنا لنحس أننا قادرين على ألتهام بعض الامل فوق شفاه مرتجفة بحزن ويأس ، تراكم ستندهشون لو أني كشفت لكم عن سر فرحتي بهذا المشروع ، سأقول لكم ان هذا المشروع أفرحني حقاً ، وأن كل رسالة من هذا النوع وكل مشروع يفرحني ؟ وكأن ذلك العمر الذي نبش جراحي وأستفز دماءي للتقافز ، وكأن تلك الانهيارات والانهزامات التي تدحرجت فيه وبهِ صعوداً ونزولاً ، وكل مامرت به النفس في فترات الكتابة ، أستطاعت أن تغير مافيها وتُعَبد مسيرها ودروبها محاولة في التقاط بصيص نور بصيص أمل لكي تسير في تلك الدروب ، لا أن تضل عاجزة لتبدل ملاقط أفكارها وروحها ، وتقول علهُ فشل جديد او خطة موجعة أو وعد مزيف . أمام الامل مازلتُ تلك العراقية العربية المولودة حديثاً ، وما زلت أشعر أن واجبي ، رغم علل النفس والروح هو أنتشال أوجاع من حولي وفتح النوافذ لدخول نور الشمس ليكسح الظلمة واليأس .. أني أشكركَ معالي رئيس الوزراء ، ولا أنتهز هذه الفرصة للشكر والتهنئة ، فالتهنئة صرخة ود من عليل لطبيب يحاول أيجاد علاج لأوجاعهُ ، ولا أحتاج لأنتهاز الفرصة ، لاني قرأت يوماً ( أن أنتهاز الفرص كالخيانة ) .. أتمنى من مثقفينا أن يفهموني ، فنحن أحياناً نحتاج للأمل حتى وان طال رقادهُ ، نحن شعب نحب الحياة ونحب أن نحيا على أمل ..
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساة الوطن والذات
-
شيزوفرانيا
-
محراب جنونكَ ..
-
أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
-
وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه
...
-
أسطورة وثنية لرجل قديس ..
-
برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و
...
-
رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
-
من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
-
هموم أمراة ( الليلة الثانية )
-
العدالة المطلقة
-
أرهاب سحري ...
-
من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
-
هموم أمراة ..( اليوم الاول )
-
عبث أمراة ...
-
حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
-
الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
-
عربة مجهولة الملامح
-
أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
-
مقابر الغدر
المزيد.....
-
ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي
...
-
صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
-
CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
-
إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
-
-تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
-
هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
-
دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل
...
-
وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
-
صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات
...
-
انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|