أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - غسان المفلح - تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..














المزيد.....

تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 10:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


بدأنا البث في فضائية سورية الجديدة في اليوم الثامن من آب، تارة نتعطل بفعل التأتأة التلفزيونية لطاقم العمل، وتارة بفعل الحاجة إلى نوعية مادة ذات مصداقية، وذات نوعية مهنية عالية! المحاولة لازالت وستبقى تستحق العناء، تستحق هذا التعب من طاقم العمل الذي يعمل لأكثر من أثني عشر ساعة، لبعضهم، وربما اليوم مع الليل لبعضهم الآخر، في بعض مما قدمنا لم نوفق، وفي بعض ما قدمنا كان الرضا عن الذات مقبولا، ولكنه ليس المأمول.وفاجأنا الشباب في دمشق، بأنهم استخدموا أفضل خبراتهم، للتشويش علينا تماما، لم نفاجأ إلا بالسرعة والمقدرة، عندما تريد سلطة لديها كل أجهزة دولة ما، أن توظفها من أجل قمع صوت،بالتأكيد تستطيع فعل ذلك ولو بشكل مؤقت وعابر! حاولنا وسنبقى نحاول أن يكون حرا. همنا دمشق بالدرجة الأولى والأساسية، همنا ترسيخ علاقات سلمية وسليمة في مجتمعنا بعيدة عن الإقصاء والتطرف والطائفية. همنا حرية نتوق إليها مع كل هذا الكم من الياسمين الذي يداس يوميا بفعل هذا الجنون من القمع، ومن الفساد، ومن الطائفية، من الارتجال السياسي، من التواطؤ مع من يحتل أرضنا. إنه الجنون بعينه. مع ذلك لازلت مصرا على الترحيب بأي صوت من النظام يريد أن يتحدث عبر أثيرنا المتواضع، سواء كان سفيرا أو وزيرا، أو حتى ضابط أمن. لا أقول أن عملنا مفروش بالورد، أحيانا نختلف ويصل الخلاف إلى حدود الصراخ، الغاية هي المادة التي نريد تقديمها، وليس أي شيء آخر. همنا أن يصل كل صوت معارض إلى شعبنا، مهما كان هذا الصوت مختلف معنا، وللخلاف أصوله الحضارية، حتى لو كان هذا الصوت يزايد علينا في السوق السياسي، كنت ولازلت أخاف من حضور أصحاب الفضائية، ومن تدخلهم، ولكنني حتى هذه اللحظة لم ألمس سوى درجة عالية من الحرية، وهذه ليست سوى إقرار واقعة بالنسبة لي، رغم الطريقة التي يشوبها بعضا من بعثية لدى بعضا من القائمين على هذا العمل الجبار، والفريد في حياتنا العربية عموما والسورية بشكل خاص. طاقم العمل يريد ويسعى لأن يتعلم، والكل يبذل جهودا قصوى. والسؤال لماذا وظفت السلطة كل هذه الإمكانيات لحجب صوتنا عن المواطن؟ طالما لسان حالهم هم وبعضا من المعارضة أنها لسان خدام! و خدام رجل لا يسمع له الشارع السوري! إذن لماذا الخوف من هذا الصوت؟ سورية الجديدة نريدها اسم على مسمى. لهذا فتحنا صدورنا للهواء النظيف، لدينا سلبيات أي عمل صحفي أو تلفزيوني، ولكنها الكلمة الحية. إنها تجربة ليس الغاية منها، سوى تنمية الحرية، تعلم أبجديات الحوار، والغاية الأسمى هي تغيير هادئ، تغيير لا يكون على حساب مكون من مكونات شعبنا، صغر أم كبر، دون تمييز لا بالدين ولا بالسياسة ولا بالجنس. ليأت أي مسؤول ويحاورنا وسيجد أننا نستمع جيدا ونوصل صوته تماما، ليأتي العلماني وغير العلماني، ليأتي القومي والبعثي واليساري والطائفي حتى. الحقد مقولة نحاول أن نزيلها من قاموس عملنا اليومي، عندما نتحدث عن الفساد، ونسمي الأشخاص، ليس لسبب شخصي مطلقا، بل نتمنى أن يأتي هذا الشخص ويدافع عن نفسه ويقول لنا كل ما تذكرونه كذب وافتراء. عندما نفتح ملف حقوق الإنسان ليس الغاية تمييز إنسان سوري عن آخر، وعندما نفتح ملف الطائفية كوجع سوري، ليس الغاية تحميل طائفة مسؤولية ما جرى ويجري، إنها تركة ثقيلة والعمل فيها محفوف بالمخاطر والحساسيات، وحده شعبنا وأصواته ومعارضته، تصحح لنا ما يكون له نتائج ليست جيدة.
لماذا التذكير بأن السلطة قادرة حتى على ملاحقة الأثير؟ نحن نعرف ذلك جيدا من يضع يده على مقدرات بلد بحاله لا يعجز عن إغلاق مساحة صغيرة من هذا الأثير الرحب، ومع ذلك لسنا حاقدين على أحد، ولسنا نريد سوى أن نتعلم جميعا كيف نكون سوريين بالدرجة الأولى، وبعدها تأتي كل الترميزات الأخرى، أكثر من عشرين مليون سوري، من حقهم أن يكونوا أحرارا. بما فيهم أشخاص السلطة، عندما يتحرر الشعب يتحرروا هم من هذا الاستبداد أيضا. ويتنافسوا مع غيرهم على إدارة شؤون البلد، وهل يقبلون هم أن يدير أحدا شؤونهم بدون رضاهم؟ نسمعكم جيدا ونريد أن نسمعكم، ولكن لماذا تريدون خنق كل صوت، أتركوا لشعبنا حرية تقييم أي عمل، وإذا كان عملنا رديئا فشعبنا لن يسمع لنا، أم أنكم لا تثقون بشعبنا لكي يميز بين الغث وبين السمين؟ أن تحجبوا فهو أمر لا تستطيعون الاستمرار به طويلا.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.
- علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية ...
- ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - غسان المفلح - تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..