أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - الانسان المعاصر 1














المزيد.....

الانسان المعاصر 1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إنتهت كل أشكال الصراع القديمة وبدأنا بدخول عصر جديد من الصراعات تتلاشى به كل القيم القديمة لتفسح المجال لقوى حديثة من التقدم والإزدهار على شكل صراعات داخلية يذوب بها الكل بالأنا والأنا بالكل وستظهر من خلالها وحشيتنا لنكتشف من خلالها أننا حيوانات أبناء حيوانات ليس لنا علاقة بالإنسانية لا من قريب ولا من بعيد غير أن قشرتنا الخارجية تجعلنا متوهمين أننا بشر ولسنا حيوانات .
نحن حيوانات آكلة للعشب وللحوم ونتواجد بكثرة حيث تتواجد مصادر المياه نمتاز عن باقي الحيوانات بالكلام وأغلبه غير مفيد إطلاقا ونرجم بعضنا بالحجارة وبالنار وبالديناميت وبالصواريخ ونعشق الحرب أكثر من عشقنا للسلام غير أن شعراء الحب والغزل أكثر من شعراء الحرب والنار والبارود ,لا نشعر بغيرنا إلا في قصائدنا والتي أغلبها كذب ووهم وأـخيلة باطلة و وأنانيتنا المفرطة قادتنا للرأسمالية المتوحشة .

حيوانات نحن ولا يوجد مخلوق على وجه الكرة الأرضية يكيد لأخيه ولبني جنسه كما يكيد الإنسان للإنسان وما وصفنا للثعلب أنه مخادع إلا من باب السخرية وأحيانا من باب الجهل ..الثعلب لا يخدع الثعلب أو أن خداعه لا يصل لمستوى خداع الإنسان للإنسان .

إن الحيوانات والشعوب غير المتقدمة والتي نعتقد أنها بدائية لا تظلم أفرادها ولا تقهرهم كما تقهرهم الحضارة بإسم الحضارة فكلما تقدمنا علميا كلما تراجعنا في هدوء للوراء لنعرف بعدها أن الحضارة تظلم وتقهر أكثر من غير الحضارة .

ففي المجتمعات التي تحيا حياة بدائية لا يمكن أن يشعر أحد أفرادها من أنه مقموع !!أو من أنه مستلب الإرادة والشخصية ولا يمكن أن يقبل بالإنطواء على نفسه وعمليات الإنتحار نادر ما يقوم بها الشخص بنفسه لأن البيئة تنظم مثل تلك العمليات من خلال الميكروبات والجراثيم والتي يصعب السيطرة عليها في المجتمعات البدائية بعكس المجتمعات المتقدمة والتي تسيطر بفعالية عالية على تلك الجراثيم ولكن بنفس الوقت عمليات الإنتحار في السويد ...والدول الغنية يبلغ عشرات أضعاف بل آلاف أضعافه عن غير الدول الغنية .
فماذا يعني هذا ؟

إن مفهوم الحضارة يرتكز على أسس تقدمية من العدالة والتنمية وما عدالتنا إلا في ظاهرها أنها عدالة غير أنها مخلوقة كأي مخلوق آخر ليقهرنا نحن بني البشر .
القوانين والأنظمة يضعها البشر ومن ثم يقولون أنها من عند الله جاءت لهم بها ملائكة الرحمة لكي تنقضنا من العذاب غير أن فرضها والإمتثال لها هو العذاب والظلم والإجرام بعينه .

القوانين والأنظمة وضعتها حيوانات وليست آلهة أوإله ..فكما يقول الشاعر :الله لا يرجم العبد إذا كان العبد في جلال السجود..أمنا القوانين والأنظمة فهي ترجمنا ونحن نرجو رحمتها وتعذبنا ونحن نرجو غفرانها وتضعنا في سجون ضيقة ونحن نطلب منها حريتنا .

كلما تقدمنا في الحضارة كلما شعرنا أن الآلة الميكانيكية والإلكترونية تعطينا جزءا كبيرا من الرفاهية وتمنحنا السعادة بنفس الوقت الذي نتراجع به أخلاقيا ومبدئيا لنكتشف أننا حيوانات وكلاب أبناء كلاب .
وكما يقول مضفر النواب : ما أحقرنا ونكابر !!!
فعلا نحن لا نستمع لصوت أنين أبناء جنسنا ولا نستمع لصوت العذابات المرة تنادينا أن أقبلوا يا معشر الحيوانات .
نحن لا نلاحظ الدمعات الحزينة على وجوه البنات المحرومات جنسيا وعاطفيا ولا نلاحظ الوجوه المكتئبة المحرومة من اللمسات العاطفية .
نحن لا نفكر إلا في الحرب والشر والقتال ونقول :
متى ستضرب أمريكيا إيران ؟

وما هو الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل ؟
وهل سيكون لسوريا دور مباشر أم ا، الدور كله لحزب الله ؟

أسئلة كثيرة كلها شر في شر ولكننا لا نفكر في رجل خلف القضبان مسجون بسبب الديون المالية ولا نفكر أيضا بإنسان عفوا أقصد حيوان ,نعم , لا نفكر بحيوان يعاني من نقص في جسمه كعضو مفقود رجل أو يد أو عين ؟؟!!!
إننا حين ننقض إنسانا من الضياع أعظم من إنقاض مدينة كاملة من الغرق والزلازل .

إن إسلوب حياتنا مناقض لأعمالنا سواء أكنا في الشرق أم في الغرب ..وإن الهجمة الشرسة التي نطلقها بإسم القانون على الخارجين على القانون ما هي في الحقيقة إلا حملة ضد الشرفاء الذي يلاحقون اللصوص وقطاع الطرق .

إن القانون والذي كتبته الحيوانات البشرية هو فقط من أجل حماية مصالح الطبقة التي كتبته ضد الطبقة التي لم تكتبه .
وأنا شخصيا قرأت القوانين ولكنني لم أكتب واحدة منها



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاجر بورصه
- شبه جزيرة الفساد العربية
- المرصد العراقي يسرق موقعي من الحوار المتمدن وينسبه لنفسه
- الفهم الخاطىء للماركسية
- التطور والجمال بين النظرية الهيغيلية والماركسية 2
- التطور بين الهيغيلية والماركسية 1
- حين يكتب الجلادون الكتب
- الإلحاد على أصوله 1
- درس في الإلحاد
- كثرة القراءة 2
- العادات ...الطبائع...الكتب وتغير العقائد
- يا عيني يا ليلي يا عين
- يحق للمسلم أكل الحرام
- أسامه إبن الإيه؟
- أسرارالديانات السماوية 1
- مقاومة الثقافة والمجتمع المدني
- علماني في مكة والمدينة : وقفة تأمل بشعاب أبي طالب
- علماني في مكة والمدينة8
- علماني في مكة والمدينة7
- القضية الفلسطينية في الأراض السعودية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - الانسان المعاصر 1